وحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، فإنه في عام 2018، شُخص ما يقدر بنحو 570 ألف حالة إصابة بسرطان عنق الرحم في كافة أنحاء العالم، وأودى هذا المرض بحياة ما يناهز 311 ألف امرأة.
ولا تدرك العديد من النساء المصابات بسرطان عنق الرحم أنهن مصابات بالمرض في وقت مبكر، لأنه لا يسبب أعراضًا في العادة حتى المراحل المتأخرة. وعندما تظهر الأعراض، فمن السهل الخلط بينها وبين الحالات الشائعة، مثل فترات الطمث والتهابات المسالك البولية. وتحدث معظم حالات سرطان عنق الرحم بسبب فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) الذي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
* نتائج دراسة واعدة ومبشرة
انخفضت حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم بصورة ملحوظة بين النساء البريطانيات اللواتي تلقين لقاحاً مضاداً لفيروس الورم الحليمي البشري المسبب لهذا النوع من السرطانات، وفق ما كشفت دراسة نشرت في مجلة The Lancet.
وأكّد الباحثون أن دراستهم "توفّر أول دليل مباشر على تأثير التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري بواسطة اللقاح الثنائي التكافؤ (سيرفاريكس) على تواتر سرطان عنق الرحم".
وأظهرت هذه الدراسة انخفاضاً ملحوظاً في حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم بين النساء المؤهلات لحملة التطعيم في بريطانيا. وتبيّن أن هذا الانخفاض الذي تم قياسه بالمقارنة مع نسبة الحالات لدى الأجيال السابقة التي لم تتلق التطعيم كان انخفاضا ملحوظا، خصوصا لدى النساء اللواتي يحتمل أن يكنّ قد تلقين اللقاح في سن 12 أو 13 عاماً. وقد اختفى سرطان عنق الرحم تقريباً لدى هذه الفئة في السنوات الأخيرة.
لكن، من عيوب هذه الدراسة أن:
- هذه الاستنتاجات غير كافية، لذلك شدد الباحثون على ضرورة الاستمرار في دراسة وتيرة الإصابة بالسرطان لهذه الفئة التي تلقت التطعيم في السنوات المقبلة.
- ومن أجل إجراء متابعة طويلة الأمد، لم تغط الدراسة سوى النساء اللواتي شملتهن حملة التلقيح البريطانية في بداياتها، حين كان يُستخدم فيها لقاح "سيرفاريكس" من إنتاج شركة "جي إس كي". إلا أن هذا اللقاح استبدل بآخر هو "غارداسيل" من شركة "ميرك" الأميركية المعروف تحت اسم "إم إس دي" خارج الولايات المتحدة ، ولا يمكن للدراسة تالياً أن توفّر أي استنتاجات في شأنه.