أجرت دراسة بريطانية حديثة بحثًا في العلاقة بين النظام الغذائي المعروف بحمية البحر المتوسط وخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، فقد أصبح مرض السكري من الأمراض الشائعة نسبياً حول العالم، ويعرّض المصابين للعديد من المضاعفات، مثل ضرر الأعصاب، ومشكلات الكلى والقلب، وهناك العديد من عوامل الخطر التي تزيد من احتمال الإصابة بالسكري من النوع الثاني، ومنها السمنة، وأسلوب الحياة الذي يكون فيه النشاط البدني قليلاً.
ما هي حمية البحر المتوسط؟
يهتم الباحثون بشكل عام في التأثيرات الإيجابية للأنظمة الغذائية والحميات المعينة على الأشخاص المعرّضين للإصابة بالسكري من النوع الثاني، وتعد حمية البحر المتوسط إحدى هذه الخيارات، فهي نظام غذائي يرتكز على الحصول على المغذيات من مصادر نباتية، ويقل فيه استهلاك الأطعمة المعالَجة، ويحتوي أيضاً على مصادر صحية للبروتين مثل الأسماك، ولهذا اختار الباحثون في الدراسة تجربة هذه الحمية.
كيف أجريت الدراسة؟
أشارت دراسات سابقة أن حمية البحر المتوسط ربما تلعب دوراً مهماً في خفض نسبة السكر في الدم، ولكن هذه الدراسات بالمجمل كانت تعتمد على تقارير المشاركين أنفسهم عن عادات تناول الطعام الخاصة بهم، ولهذا فإن نتائجها قد لا تكون دقيقة بالكامل، ولهذا السبب، أجرى الباحثون من جامعة كامبردج البريطانية الدراسة الجديدة بطريقة تمكنهم من الحصول على نتائج أكثر موضوعية.
أنشأ الباحثون نظامَ تقييمٍ وفقاً لعدة مكونات تظهر في تحاليل الدم للمشاركين، وتُعرف هذه بالعلامات البيولوجية، واستعمل الباحثون بيانات من تجربة محددة لتحديد نتائج هذه العلامات البيولوجية.
طُلب من المشاركين في الدراسة إمّا اتبّاع حمية البحر المتوسط، أو اتبّاع نظامهم الغذائي المعتاد، ويستطيع الباحثون التمييز بين المشاركين الذين اتّبعوا حمية البحر المتوسط، والمشاركين الذين اتبعوا نظامهم الغذائي المعتاد، وذلك بحسب مستويات بعض العناصر في الدم، مثل الكاريتينويدات والأحماض الدهنية.
درس الباحثون بعدها نتائج تحليل هذه العلامات البيولوجية، وكشف ما يتعلق منها بالسكري من النوع الثاني، اعتماداً على دراسة أخرى قارنت العلامات البيولوجية لدى 9,453 مصابًا بالسكري من النوع الثاني مع 12,749 شخصًا لم يصابوا بالسكري من النوع الثاني.
ما نتائج الدراسة؟
وفقاً لتحليلات الباحثين والبيانات التي حصلوا عليها، تبين أن الالتزام بحمية البحر المتوسط يرتبط بانخفاض احتمال الإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة 11%، وبهذا يرى الباحثون أن الدراسة توفر دليلاً آخر على فوائد هذا النظام الغذائي على الصحة بشكل عام. كما تشير إلى ضرورة الابتعاد عن التركيز على نوع واحد من الطعام كحل لمشكلات صحية مثل السكري من النوع الثاني، وضرورة التركيز على تأثيرات النظام الغذائي ككل.
المصدر: