العدوى التنفسية في مناطق النزوح الفلسطينية.. مع استمرار جيش الاحتلال في حرب الإبادة على أهلنا العزل في غزة وإجبارهم على الرحيل قسريًا، فإن أكثر من 80 بالمئة منهم لم يجدوا أمامهم سوى اللجوء إلى مراكز الأونروا التابعة للأمم المتحدة، التي تفتقر حتى إلى الحد الأدنى من النظافة والظروف الصحية المناسبة، وما زاد الطين بلة، هو اكتظاظ النازحين في هذه المراكز، ما جعلها بؤرة مثالية لتفشي عدوى الأمراض التنفسية الحادة.
ويعتبر الاكتظاظ السكاني الهائل في مراكز الإيواء في غزة أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى انتشار العدوى التنفسية في مناطق النزوح الفلسطينية، التي تنتقل بواسطة الرذاذ الملوَّث بالعوامل المُمْرِضة.
العدوى التنفسية في مناطق النزوح الفلسطينية
تحدث عدوى الالتهابات التنفسية الحادة، إما مباشرة من خلال استنشاق الشخص السليم لقطيرات الرذاذ التنفسي المحمولة في الهواء، والتي ينتجها المريض أثناء السعال أو العطاس أو التكلم، أو بشكل غير مباشر من خلال لمس أسطح أو أشياء ملوثة بالعوامل المُمْرِضة ثم لمس الفم أو العين أو الأنف. ونسرد هنا أشهر أنواع العدوى التنفسية في مناطق النزوح الفلسطينية التي تنتقل وتنتشر عن طريق قطيرات الرذاذ التنفسي:
- الزكام.
- الإنفلونزا.
- كوفيد-19.
- جدري الماء.
- الحصبة.
- السل الرئوي.
- السعال الديكي.
- النكاف.
- الخناق.
- متلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS.
- متلازمة الالتهاب التنفسي الحادة SARS.
تدابير عامة لمنع انتشار العدوى التنفسية في مناطق النزوح الفلسطينية
وهي تدابير تنطبق على كل العاملين والمقيمين في مراكز الإيواء، وتضم هذه:
- غسل اليدين بانتظام، ويعتبر هذا مهمًا خاصة بعد التَّماس المباشر مع الأشخاص الذين يعانون من أعراض في الجهاز التنفسي. إذا لم يتوفر الماء والصابون، فإن ماء البحر بديل جيد.
- تجنب لمس الوجه والعينين بعد لمس أسطح ملوثة.
- الحفاظ على بيئة معيشية نظيفة قدر المستطاع.
- تنظيف الأسطح التي يتم لمسها مرارًا وتكرارًا، أو التي يُشَك أنها ملوثة بقطيرات أو إفرازات الجهاز التنفسي، خاصة المرئية منها، ويتم التنظيف بالوسائل المتاحة المناسبة، وحبذا لم تم استخدام المناشف الورقية التي تُستعمل لمرة واحدة، والتخلص منها في الحال في كيس القمامة.
- عدم مشاركة أدوات الأكل أو أدوات الشرب أو الأدوات الشخصية أو المناشف التابعة للغير.
- فصل أسِرّة النوم عن بعضها البعض بمسافة لا تقل عن 6 إلى 6 أقدام (1 إلى 2 متر)، للتقليل من احتمالية انتشار قطيرات الرذاذ المتطايرة من الجهاز التنفسي بين سكان مراكز الإيواء.
تدابير خاصة بالأشخاص الذين يعانون من أعراض في الجهاز التنفسي
يجب تزويد الأشخاص الذين يعانون من أعراض في الجهاز التنفسي بمعلومات حول منع انتشار المرض، وتتضمن هذه المعلومات ما يلي:
- تغطية الفم والأنف عند التحدث أو السعال أو العطس، واستعمال محارم ورقية لاحتواء قطرات الرذاذ أو إفرازات الجهاز التنفسي، ومن ثم التخلص منها في أقرب كيس للقمامة.
- تنظيف اليدين، إما بالماء والصابون أو بواسطة معقم كحولي، بعد ملامسة إفرازات الجهاز التنفسي أو الأشياء الملوثة.
- الالتزام بمبادئ النظافة التنفسية وآداب السعال.
- فصل الأشخاص المرضى والمتصلين بهم مباشرة عن المقيمين الآخرين من غير المرضى حتى مرور 24 ساعة بعد تلاشي أعراض أمراض الجهاز التنفسي. وإذا أمكن، فمن المفضل وضع الأشخاص المرضى في مكان منفصل عن مركز الإيواء، بعيدًا عن المقيمين الآخرين غير المرضى.
- وإذا لم يكن ممكنًا عزل المرضى، فإنه يجب تشجيع المصابين بأمراض الجهاز التنفسي على البقاء على بُعد 3 إلى 6 أقدام على الأقل من أولئك الذين يقدمون الرعاية أو الدعم المباشر للمرضى.
- على الأشخاص غير المرضى تجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص المرضى من خلال التقبيل والمعانقة والمصافحة، وغيرها من أشكال اللمس المباشر، وفي حال التحدث، فإنه يجب البقاء على مسافة لا تقل عن 3 إلى 6 أقدام، اللهم إلا في حال الضرورة من أجل تقديم الرعاية والدعم.
- إذا ظهرت على العاملين في مراكز الإخلاء أعراض أمراض الجهاز التنفسي، فإنه يجب إيقافهم عن العمل.
إرشادات للأطباء والعاملين لمنع العدوى التنفسية في مناطق النزوح الفلسطينية
إن الكشف والتشخيص المبكّرَين لأمراض الجهاز التنفسي في مراكز الإيواء يمكن أن يكون جزءًا مهمًا من عملية الوقاية من تلك الأمراض. يجب على الأطباء والعاملين الصحيين القيام بما يلي:
- تحديد الأشخاص المرضى واستخدام تدابير مكافحة العدوى المناسبة في أقرب فرصة ممكنة.
- فحص المقيمين في مراكز الإيواء من أجل رصد أعراض أمراض الجهاز التنفسي، وإحالة المرضى من أجل التقييم الطبي بهدف ضمان التشخيص والعلاج المناسبَين.
- نشر إعلانات مرئية في المناطق السكنية لمراكز الإيواء من أجل توجيه السكان والعاملين للإبلاغ عن أية أعراض تتعلق بعدوى الجهاز التنفسي.
- وضع إعلانات مرئية لتشجيع الناس على ممارسة مبادئ النظافة التنفسية وآداب السعال والتحدث والعطس.
- فحص المقيمين والعاملين عند القبول الأوّلي في مراكز الإيواء بحثًا عن أعراض أمراض الجهاز التنفسي المنتقلة بالهواء التي تعطي أعراضًا شبيهة بأعراض الرشح والإنفلونزا، نذكر من بينها:
- السعال.
- العطاس.
- التهاب الحلق.
- الحمّى.
- الصفير.
- ضيق التنفس.
- التعرق الليلي.
- سيلان الأنف.
- فقدان الوزن.
- الصداع.
- القشعريرة.
- اطلب من الأشخاص الذين يعانون من أعراض تنفسية ما إذا كانوا مصابين بالربو أو بانتفاخ الرئة أو بمرض الانسداد الرئوي المزمن.
- إحالة أي شخص للتقييم الطبي إذا استوفى المعايير الآتية:
- إذا كان الشخص يعاني من أعراض تنفسية مصحوبة بحمى أو صفير أو ضيق في التنفس.
- إذا كان الشخص يعاني من سعال مزمن منذ أسابيع أو أشهر، مصحوب بالحمى أو التعرق الليلي أو فقدان الوزن.
- إذا كان الشخص يعاني من أعراض تنفسية ولديه مرض الربو أو الانسداد الرئوي المزمن.
- إذا لم يكن لدى المقيمين أو العاملين أعراض أمراض الجهاز التنفسي عند القبول الأولي في مراكز الإيواء، فإنه يجب الطلب منهم الإبلاغ الفوري عند ظهور أية أعراض تنفسية لديهم.
العدوى التنفسية في مناطق النزوح الفلسطينية.. الخلاصة
إن مراكز إيواء النازحين في غزة وغيرها تعتبر بؤرًا مثالية لنقل وانتشار عدوى الجهاز التنفسي بواسطة الرذاذ الذي ينتشر جوًّا من المرضى إلى غيرهم أثناء السعال والعطاس والتكلم. ليس سهلًا مكافحة انتقال عدوى المجاري التنفسية في مراكز الإيواء، لأنه يصعب تطبيق اجراءات الحماية والسلامة على المجتمِعين في تلك المراكز. في كل الأحوال، إن تطبيق التدابير التي أتينا على ذكرها أعلاه، تمثّل حجر الأساس لمنع انتشار أمراض الجهاز التنفسي المنقولة عن طريق الهواء، والتي قد لا يسلم من شرها أحد، سواء أكان من النازحين، أو من العاملين في الوسط الصحي من أطباء وممرّضين ومسعفين.
المصادر: