أفادت دراسة أمريكية حديثة، بأن العلاج بالصدمات الكهربائية الخفيفة، يمكن أن يخفف أعراض القلق والاكتئاب لدى الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة النفسية.
الدراسة أجراها باحثون بمركز غرب لوس أنجلوس الطبي لرعاية المحاربين القدامى، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية (Annals of Internal Medicine) العلمية.
وتأتى الدراسة استكمالًا لأبحاث سابقة أجريت من قبل، حول دور تحفيز الدماغ بالصدمات الكهربائية، في علاج الأمراض العصبية.
ففي مايو/أيار 2010، توصلت دراسة أمريكية إلى أن تحفيزات كهربائية يومية تستهدف منطقة محددة من الدماغ قد تساعد في شفاء مرضى الاكتئاب الذين لم يستجيبوا لمضادات عدة للاكتئاب.
وفي الدراسة الجديدة، فحص الباحثون بيانات 26 تجربة سريرية للعلاج بصدمات كهربائية أجريت على عينة عشوائية من مرضى بحالات ألم مزمنة مختلفة، لبحث ما إذا كان بالإمكان حصولهم على علاج بديل أو الاستمرار في الالتزام بالرعاية المعتادة.
وينقل هذا العلاج، المعروف باسم التحفيز الكهربائي عبر الجمجمة، تيارًا كهربائيًا يماثل قوة بطارية 9 فولتات عبر قطب كهربائي من الجلد إلى المخ لتنشيط الخلايا العصبية في الدماغ.
وكشفت النتائج أن 5 من التجارب التي أجريت على المصابين بالاكتئاب والقلق، تمت قبل أكثر من 40 عامًا وبأجهزة علاج بالصدمات لم تعد موجودة حاليًا.
وفي أكبر التجارب وأحدثها أبدى المرضى تحسنًا بدرجة أفضل، فيما يتعلق بأعراض الاكتئاب والقلق عند علاجهم بالصدمات مقارنة بالرعاية المعتادة التي تتضمن العقاقير المضادة للاكتئاب، وشملت الدراسة 115 مريضًا واستمرت لمدة 5 أسابيع.
وقال قائد فريق البحث الدكتور بول شيكيلي إنه "في حال توصلت الدراسة إلى النتائج ذاتها على مدى 6 أشهر أو عام، فإن ذلك ربما يوفر دليلًا محدودًا على فعالية العلاج بالصدمات الكهربية".
وأضاف أنه "إذا توصلت دراسات أخرى، شملت مثل هذا العدد من المرضى وللمدة ذاتها، إلى نفس النتائج فإن ذلك ربما يمثل دليلًا أقوى على فاعلية هذا التدخل في علاج الاكتئاب".
كانت منظمة الصحة العالمية كشفت، في أحدث تقاريرها، أن أكثر من 300 مليون حول العالم يتعايشون حالياً مع الاكتئاب، وحذرت المنظمة من أن معدلات الإصابة بهذا المرض ارتفعت بأكثر من 18% بين عامي 2005 و2015.