عندما تستمر أعراض التهاب وتهيج البروستاتا أكثر من ثلاثة أشهر تعتبر الحالة مزمنة، ويجب البحث عن أسبابها وعلاجها لضمان راحة المريض وشفائه لتجنب مضاعفاتها التي قد تكون خطيرة.
ما هي البروستاتا؟
تقع غدة البروستاتا في أسفل الحوض تحت المثانة البولية، وهي جزء من الجهاز البولي - التناسلي. وتتكون من نسيج إسفنجي كثيف ومتين. تفرز البروستاتا سائلاً لزجاً عديم اللون، يحتوي على مواد مغذية ويساعد على تسهيل حركة النطاف في الإحليل وتجويف الفرج، ويضبط درجة حموضة وسيولة السائل المنوي بما يناسب صحة وسلامة النطاف. قد تصاب البروستاتا بأمراض التهابية وغير جرثومية، كما قد تصاب بالتضخم السليم الحميد، أو السرطاني الخبيث. كما قد تصاب بالرضوض والنزف إذا تعرضت منطقة الحوض للحوادث والإصابات. وإذا استمرت أعراض تهيد البروستاتا أكثر من ثلاثة أشهر، يعتبر أن المريض مصاب بالتهاب البروستاتا المزمن.
ما هي أعراض التهاب البروستاتا المزمن؟
يسبب التهاب البروستاتا المزمن حرقة أثناء التبول، وتكرار التبول المزعج، خاصة أثناء الليل، مع ألم أثناء التبول، وربما خروج مفرزات صافية أو قيحية أو مدماة، بعد التبول أو الجماع الجنسي. وقد تظهر صعوبة إخراج البول، ونادراً قد يحدث احتباس البول. كما يسبب التهاب البروستاتا آلاماً في أسفل الحوض، وقد ينتشر الألم إلى أسفل الظهر وإلى الخصيتين. وربما يحدث ألم زائد أثناء وبعد الجماع. تشتد هذه الأعراض وتنقص أحياناً بحسب شدة الحالة، وقد تترافق بارتفاع في درجة حرارة الجسم.
ما هي أسباب التهاب البروستاتا المزمن؟
هناك أسباب متعددة لهذا النوع من الالتهابات، وتختلف شدة الأعراض واستمرارها بحسب السبب، وبالطبع تختلف كذلك خطة العلاج ومدى نجاحها. هناك نوعين رئيسيين لالتهاب البروستاتا المزمن هما:
التهاب البروستاتا الالتهابي المزمن
ويحدث هذا الالتهاب بسبب وجود جراثيم داخل غدة البروستاتا يتم اكتشافها وجودها وتحديد نوعها وحساسيتها للمضادات الحيوية عن طريق زرع البول أو زرع مفرزات البروستاتا، خاصة بعد إجراء مساج البروستاتا، أو زرع السائل المنوي. وإجراء فحص تحسس الجراثيم للمضادات الحيوية المختلفة. وتختلف شدة الأعراض بحسب درجة شدة الالتهاب الجرثومي. نجاح علاج هذا النوع من التهابات البروستات أفضل بعد كشف نوع الجرثومة التي تسببه واستخدام المضاد الحيوي المناسب.
التهاب البروستاتا المزمن غير الجرثومي
يسبب هذا النوع من الالتهاب غير الجرثومي ألم الحوض المزمن، وهناك نوعين من هذا الالتهاب هما:
التهاب البروستاتا المزمن غير البكتيري
وذلك عندما توجد أعراض التهاب وتهيج البروستاتا مع عدم وجود جراثيم في زرع البول ومفرزات البروستات وزرع السائل المنوي، إنما تلاحظ كثرة وجود كريات الدم البيضاء الالتهابية المناعية.
الألم الحوضي المزمن غير الالتهابي
وذلك عندما توجد أعراض الألم الحوضي دون وجود جراثيم أو كريات الدم البيضاء المناعية في البول أو في مفرزات البروستات أو في السائل المنوي. حتى بعد إجراء مساج البروستاتا. وترجع أسباب هذا المرض عادة إلى وجود رضوض حوضية سابقة، أو عمليات جراحية سابقة في منطقة الحوض، أو التهابات بولية أو جنسية متكررة سابقة، أو حالات نفسية مثل الإحباط والتوتر والإجهاد النفسي.
ما هي مضاعفات ومخاطر التهاب البروستاتا المزمن؟
قد تنتشر العدوى الجرثومية في هذا المرض إلى الأعضاء المجاورة مثل المثانة البولية والخصيتين، بل وقد تنتشر العدوى إلى الدم في الحالات الشديدة وتسبب تجرثم الدم. وقد يسبب انحباس البول والعقم وحدوث اضطرابات نفسية مثل الإحباط والغضب والتوتر.
كيف يتم تشخيص هذا الالتهاب؟
- فحص المستقيم وجس البروستات بأصبع الطبيب عن طريق الشرج والمستقيم.
- فحص البول ومفرزات البروستاتا والسائل المنوي تحت المجهر.
- زرع البول ومفرزات البروستاتا بعد عمل مساج البروستات أثناء فحص المستقيم، وزرع السائل المنوي، مع إجراء فحص حساسية الجراثيم للمضادات الحيوية المختلفة.
- تصوير الحوض بالأمواج فوق الصوتية.
- تنظير المثانة.
- تصوير الحوض بالأشعة الطبقية المحورية أو بالرنين المغناطيسي.
- قد يحتاج تشخيص الحالة لأخذ خزعة من البروستاتا بالإبرة عن طريق المستقيم وفحصها تحت المجهر.
كيفية علاج التهاب البروستاتا المزمن
تعتمد خطة علاج هذا المرض أساساً على التشخيص الصحيح، خاصة في حالة الالتهاب الجرثومي، إذ يجب تحديد الجرثومة المسببة أولاً وتحديد حساسيتها للمضادات الحيوية.
المضادات الحيوية
يجب كشف المضاد الحيوي المناسب لعلاج كل حالة، واستخدامه بالجرعة المناسبة ولفترة كافية قد تستمر 4 أسابيع أو أكثر في الحالات المعندة. وينصح بتكرار زرع البول والمفرزات والسائل المنوي للتأكد من القضاء التام على الجراثيم.
مثبطات ألفا
تساعد الأدوية من نوع مثبطات مستقبلات ألفا على تحسين تدفق البول وأعراض التبول الليلي المتكرر. وقد يحتاج المريض لتناولها فترة طويلة ربما تستمر 6 أشهر أو أكثر، خاصة إذا وجد تضخم في البروستاتا وتضيق في مجرى البول.
المسكنات والأدوية النفسية
تساعد المسكنات البسيطة العامة على تخفيف الألم الحوضي، وكذلك بعض الأدوية النفسية.
العلاج الفيزيائي الطبيعي
يساعد العلاج الفيزيائي على تحسين أعراض التهاب البروستاتا المزمن، مثل الإجراءات التالية:
- المغاطس الدافئة.
- موجات الميكروويف.
- مساج البروستاتا والحوض.
- تمارين تقوية عضلات الحوض.
- ربما يساعد الوخز بالإبر بعض المرضى.
- اتباع حمية غذائية مناسبة تشمل تقليل التوابل، خاصة الفلفل الحار، وتقليل تناول الحمضيات والأطعمة والمشروبات الغنية بالكافيين، مثل الشاي والقهوة والكولا ومشروبات الطاقة والشوكولا.
- شرب السوائل الدافئة.
- تجنب الرياضات المجهدة لمنطقة الحوض، مثل ركوب الدراجات.