أحيانا تكون المعلومات غير الصحيحة ذات أصل علمي صحيح، لكنها لم تثبت بالتجريب والبحث العلمي الدقيق. فهناك اعتقاد لدى الأطباء والعامة مثلاً بأن الاكتشاف المبكر للسرطان يفيد في العلاج وتقليل احتمالات الوفاة في جميع أنواع السرطان. لكن هذا ليس صحيحاً دائماً. فالاكتشاف المبكر أثبت فائدة كبيرة في بعض أنواع السرطان مثل سرطان الرئة والقولون وعنق الرحم، لكن فائدته لم تثبت بنفس القدر في سرطان البروستاتا مثلا.
عبر هذه السلسلة نعرض مجموعة من المعلومات الطبية الشائعة، ونحاول تقييمها من الناحية العلمية. في هذا المقال نتناول مجموعة من المعلومات عن الكالسيوم وفيتامين د وصحة العظام ونناقش مدى صحتها.
- المعلومة: هشاشة العظام التي تتسبب في ضعفها وحدوث الكسور مع الحوادث البسيطة تحدث فقط لدى السيدات المتقدّمات في السن.
الحقيقة:
- بشكل عام، تعتبر هشاشة العظام مرضاً شائعاً في السيدات فوق سن 65 عاما، لكنها قد تحدث في الرجال والسيدات في سن أصغر. حوالى 50 بالمائة من السيدات، و20 بالمائة من الرجال فوق سن خمسين عاما قد يصابون بكسور نتيجة هشاشة العظام.
- السيدات اللاتي ينقطع عندهن الطمث مبكراً لديهن احتمالات أكبر للإصابة بهشاشة العظام.
- بعض الأدوية تؤدي كذلك إلى هشاشة العظام على المدى البعيد. هذه الأدوية تشمل هرمونات الاستيرويد (الكورتيزون ومشتقاته)، وبعض أدوية ارتجاع المعدة، وكذلك أدوية علاج الصرع.
- بعض الأمراض مثل زيادة نشاط الغدة الدرقية تؤثر على صحة العظام. أي شخص لا يمارس قدرا كافيا من الرياضة أو يتناول غذاء قليلا في كمية الكالسيوم وفيتامين د معرض للإصابة بهشاشة العظام.
بصفة عامة ينصح بعمل تقييم لكثافة العظام في كل السيدات ابتداء من سن 65 عاماً. لكن يفضل عمل هذا التقييم في سن أصغر إذا كان لدى المريضة عامل أو أكثر من العوامل التي تتسبب في هشاشة مبكرة. وبطبيعة الحال هذا لا يغني عن زيارة الطبيب الذي قد يقدم نصائح مختلفة لكل المرضى بناء على تفاصيل الفحص الطبي والتاريخ العائلي المرضي.
- المعلومة: ليس عليك أن تقلق من الإصابة بهشاشة العظام إذا كان الكسر الذي حدث لك بسبب حادث أو سقوط خطير.
الحقيقة: عادة ما يكون كسر العظام بعد سن 50 عاماً العلامة الأولى على نقص كثافة العظام أو الإصابة بهشاشة العظام. حتى لو كانت الإصابة بسبب حادث، فإنها قد تكون علامة خطر أو تحذير للإصابة بهذا المرض. لذا عليك الانتباه.
- المعلومة: الأشخاص الذين يصابون بهشاشة العظام يشعرون بأن عظامهم قد صارت أضعف.
الحقيقة: مرض هشاشة العظام غالبا ما يكون مرضاً صامتاً. عادة ما يكون حدوث كسر في العظام هو العلامة الأولى عليه. بعض الأشخاص قد يصابون بكسر في فقرة أو أكثر من دون الشعور بالألم، لكن في أحيان أخرى قد يكون هذا الكسر مؤلما للغاية، ويؤثر على الصحة النفسية والاجتماعية لهؤلاء الأشخاص، وقد يكون قاتلا في بعض الأحيان.
- المعلومة: إذا أصبت بهشاشة العظام، فلا يمكنني فعل أي شيء حيال ذلك.
الحقيقة: هناك العديد من الأشياء التي يمكنك فعلها.
- يمكنك تناول الأدوية التي تقلل من خطر الإصابة بالكسور التي يقررها الطبيب. بعض هذه الأدوية يقلل خطر الكسور في الفقرات بنسبة 65%، وفي العظام الأخرى بنسبة تزيد عن 50 %.
- عليك أيضا بممارسة الرياضة التي تقوي العظام والعضلات، وتقلل من احتمالات الوقوع وحدوث الكسور.
- عليك بالطبع مراجعة طبيبك قبل تناول أية أدوية أو ممارسة أية رياضة للتأكد من سلامة هذه الممارسة بالنسبة لك.
- المعلومة: أدوية علاج هشاشة العظام كافية لحل المشكلة إذا كنت تعاني من المرض.
الحقيقة: هذه الأدوية تساعد على تقوية العظام وتمنع ضعفها وتكسيرها، لكنها لا تمنحك وحدها المواد اللازمة للبناء. يمكن تشبيه هذه الأدوية بالطوب، بينما يعمل الكالسيوم وفيتامين د كالملاط أو الإسمنت الذي يملأ الفراغ في هذا البناء. من دون هذه المكونات سويا، لا يمكن تحقيق أو المحافظة على صحة العظام.
- المعلومة: إذا كانت لديك مشاكل مع التمثيل الغذائي لسكر اللاكتوز، فيمكنك فقط تناول الكالسيوم على صورة دوائية.
الحقيقة: إذا كنت تعاني من مشكلة عدم تحمل سكر اللاكتوز (عدم القدرة على هضم سكر اللاكتوز الموجود في اللبن ومنتجاته، مما يتسبب في الإصابة بآلام المعدة والانتفاخات)، فإن هذا لا يعني أنك غير قادر على تناول كل منتجات الألبان دائما. فبعض أنواع الأجبان القديمة مثل الشيدر والبارميزان والسويسرية تحتوي على كمية قليلة للغاية أو معدومة من اللاكتوز. بالإضافة إلى ذلك يمكن الحصول على الكالسيوم من بعض أنواع الأغذية الأخرى مثل الخضروات ذات الأوراق الداكنة.
- المعلومة: إذا كنت تعاني من مشكلة في بلع الأقراص، فلا يمكنك تناول أي من الأدوية التي تحتوي على الكالسيوم.
الحقيقة: هناك أيضا الأقراص التي يمكن مضغها. بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض التركيبات الكيميائية الأسهل في الهضم والامتصاص. على سبيل المثال فإن سترات الكالسيوم أسهل من كربونات الكالسيوم في الامتصاص، وهي تتواجد على شكل أقراص قابلة للمضغ.
- المعلومة: ليست هناك مشكلة كبيرة إذا نسيت تناول أقراص الكالسيوم.
الحقيقة: يحتاج الجسم إلى المحافظة على مستوى ثابت من الكالسيوم حتى يحافظ على صحة العظام ووظائف العضلات. إذا لم تحصل على قدر كاف من الكالسيوم في الغذاء، فإن جسمك سيقوم بتحريك الكالسيوم من العظام ليحافظ على مستواه في الدم في المعدل الطبيعي. بشكل عام يحتاج الشخص إلى 1200 ميلليغرام من الكالسيوم على الأقل في الغذاء.
- المعلومة: توجد جرعة معروفة ومثالية يجب الحصول عليها من فيتامين د.
الحقيقة: على الرغم من أن الكثير من الأشخاص يعانون من نقص فيتامين د، فإن هناك خلافا حول الجرعة التي يجب تناولها وعدد المرات التي يجب توزيع الجرعة عليها. بعض الأطباء قد يفضلون جرعة عالية كبيرة مرة واحدة أسبوعيا أو شهريا، والبعض الآخر يفضل جرعة يومية ثابتة. تتفاوت هذه الجرعة بين 600 وحدة وقد تصل إلى 2000 - 4000 وحدة يومياً. في كل الأحوال يجب متابعة نسبة الفيتامين في الدم من خلال التحاليل للتأكد من أن النقص قد تم تصحيحه، وهو ما قد يستغرق عدة شهور.
- المعلومة: تناول الكالسيوم وفيتامين د في الغذاء كافٍ لمنع هشاشة العظام.
الحقيقة: بالإضافة إلي الاهتمام بالغذاء، فإن عليك القيام بالعديد من الخيارات الصحية الأخرى. عليك أن تتوقف عن التدخين وتناول الكحوليات، والمحافظة على وزن مثالي وممارسة الرياضة للمحافظة على قوة العظام والعضلات، وهو ما يقلل احتمالات السقوط التي تؤدي إلى الإصابة بالكسور.
اقرأ أيضاً:
هشاشة العظام.. المرض الصامت
هل أنت معرضة لهشاشة العظام؟
5 أعمدة أساسية لعظام قوية
معادن وفيتامينات هامة لتقوية العظام
علاج هشاشة العظام.. غذاء ودواء
هشاشة العظام: 7 نصائح هامة لغذاء متوازن
Bone Health Basics: Get the Facts
7 Myths About Calcium, Vitamin D and Healthy Bones
Osteoporosis Risk Factors: Fact vs. Fiction
Calcium and Vitamin D Supplementation: Facts and Myths