قال المدير العام لـ منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إن البيانات الأولية تشير إلى أن المتحور أوميكرون Omicron (B.11.539) قد تكون له قابلية أعلى من المتحورات الأخرى على إصابة الأشخاص الذين سبق أن التقطوا عدوى فيروس كورونا الجديد وكذلك من تلقوا التطعيم، لكن، "هناك أيضا بعض الأدلة على أن المتحور أوميكرون يسبب مرضا أقل شدة من المتحور دلتا".
وأكد غيبرييسوس في تصريحاته أمس الأربعاء أن اللقاحات الموجودة قد تكون كافية للسيطرة على المتحور أوميكرون، مع إعطاء الجرعة الداعمة.
واكتشف باحثون من جنوب أفريقيا المتحور الجديد من فيروس كورونا الجديد (سارس كوف 2 SARS-CoV-2)، في منتصف شهر نوفمبر الماضي، وأُطلق عليه اسم أوميكرون Omicron (B.11.539) متعدد الطفرات، والذي لوحظ أنه قد يكون شديد العدوى، ما سبّب حالة من الهلع في العديد من دول العالم.
هل اللقاحات توفر مناعة ضد المتحور أوميكرون؟
ومن جهته صرح المسؤول عن الحالات الطارئة في منظّمة الصحّة العالمية الأربعاء، مايكل راين، أنه "ليس هناك أيّ سبب للتشكيك بفاعلية اللّقاحات المتوافرة حاليا ضدّ فيروس كورونا في الحماية من الإصابات الحادة بالمتحور أوميكرون".وأضاف "لدينا لقاحات عالية الفعالية أثبتت فعاليتها ضدّ جميع المتحورات حتّى الآن، من حيث شدّة المرض والحاجة لدخول المستشفى، وليس هناك أيّ سبب للتفكير بأنّ الأمر لن يكون كذلك مع المتحور أوميكرون"، مشدّداً في الوقت نفسه على الحاجة لإجراء مزيد من الأبحاث في هذا الشأن.
وأضاف "السلوك العام للمتحور أوميكرون الذي نلاحظه حتى الآن لا يُظهر أي زيادة في الخطورة، وفي الواقع، فإنّ بعض الأماكن في أفريقيا الجنوبية تبلّغ عن أعراض أخفّ حدة بالمقارنة مع تلك التي تسبّبت بها متحورات سابقة من الفيروس، مثل المتحور دلتا".
ودعا إلى الحذر في التعامل مع هذه البيانات لأنّ المتحوّرة الجديدة لم ترصد سوى في 24 تشرين الثاني/نوفمبر من قبل سلطات جنوب أفريقيا وقد سجل وجودها بعد ذلك في عشرات البلدان. وقال "نحن لا نزال في البدايات علينا أن نكون حذرين للغاية في كيفية تحليل هذه البيانات".
وقال عالم الأوبئة الإيرلندي الذي كافح على الأرض أمراضا قاتلة مثل الحمّى النزفية إيبولا وفيروس ماربورغ وهو الآن على خط المواجهة الأول ضد كوفيد-19 منذ رصده نهاية العام 2019: "إن المعلومات الأولى التي جمعت في جنوب أفريقيا تشير إلى أن الحماية التي توفرها اللقاحات تبدو صامدة حتى الآن".
لكنه أقر أنه قد يتبين لاحقا أن اللقاحات أقل فاعلية في مواجهة أوميكرون التي تتميز بعدد كبير من التحولات في بروتين الشوكة التي تسمح للفيروس بالتشبث بالخلايا قبل غزوها بغرض التكاثر. لكنه رأى أنه "من غير المرجح بتاتا أن تتمكن هذه المتحوّرة من الإفلات كليا من الحماية التي توفرها اللقاحات". وشدد على أن "السلاح الأفضل المتاح لنا راهنا هو تلقي اللقاح" وهو ما يكرره ما زملائه منذ سنة مع بدء حملات التطعيم.
من جهتها، أعلنت شركة بايونتيك أمس الأربعاء أن لقاحها "لا يزال فعّالًا ضد المتحور أوميكرون بعد ثلاث جرعات، أي قد لا تكفي جرعتان فقط للوقاية من المتحور أوميكرون".
إحصاءات وحقائق عن بداية أوميكرون Omicron (B.11.539)
- اعتباراً من 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، صنفت منظمة الصحة العالمية المتحور أوميكرون Omicron أنه أحد متغيرات أو طفرات فيروس كورونا المثيرة للقلق، التي تنتمي إلى سلالة B.1.1.529، بسبب المخاوف المتعلقة بالهروب المناعي واحتمال زيادة قابلية الانتقال والعدوى.
- اكتُشِف المتحور أوميكرون Omicron لأول مرة في العيّنات التي جُمعَت في 11 نوفمبر 2021 في بوتسوانا، وبعد ذلك في العيّنات التي جُمعَت اعتباراً من 14 نوفمبر وما بعده في جنوب أفريقيا.
- منذ اكتشافه في جنوب أفريقيا، تم الإبلاغ عن حالات كثيرة في عدة دول من العالم من ضمنها السعودية والإمارات والكويت.
- أكدت بوتسوانا إصابة أربعة أشخاص، على الرغم من تطعيمهم بشكل كامل.
ما أعراض الإصابة بالمتحور أوميكرون؟
لم يتضح بعد ما إذا كانت الإصابة بالمتحور أوميكرون تسبب مرضاً أخطر، وصرحت منظمة الصحة أنه حسب البيانات الأولية فإن المتحور أوميكرون يسبب مرضا أقل خطورة من المتحور دلتا.أيضاً، لا توجد حالياً معلومات تشير إلى أن الأعراض المرتبطة بأوميكرون Omicron تختلف عن تلك الموجودة في المتحورات الأخرى. وكانت الإصابات الأولية المبلغ عنها بين طلاب الجامعات، الأفراد الأصغر سناً الذين يميلون إلى الإصابة بمرض أكثر اعتدالاً.
البداية من جنوب أفريقيا..
وكانت طبيبة من جنوب أفريقيا قد أكدت أنها عالجت نحو ثلاثين مصاباً بالمتحور الجديد أوميكرون أنها لاحظت "أعراضاً خفيفة" لدى المرضى الذين التزموا فترة نقاهة دون أن يضطروا إلى دخول المستشفى في الوقت الحالي.وعلى مدار عشرة أيام، استقبلت أنجيليك كوتزي، التي ترأس كذلك الجمعية الطبية في جنوب أفريقيا، هؤلاء المصابين الذين تبين أن اختباراتهم بكوفيد موجبة، لكن مع أعراض غير اعتيادية.
وقالت: "ما دفعهم إلى المجيء إلى عيادتي" في بريتوريا "هو الإرهاق الشديد". وكان معظمهم رجالاً تقلّ أعمارهم عن 40 عاماً، تلقى أقل من نصفهم بقليل اللقاح، وبدت أعراض حمى منخفضة على بعضهم.
ونبهت كوتزي السلطات الصحية في 18 تشرين الثاني/نوفمبر إلى أن هذه "الحالة السريرية لا تتوافق مع دلتا"، المتحور الذي كان سائداً في جنوب أفريقيا. وذكرت كويتزي أنه لا يُعرف سوى الشيء اليسير عن خطورة هذا المتحور، الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه "مثير للقلق".
واوضحت قائلة: "أنا لا أقول إنه لن تكون هناك أمراض خطيرة"، ولكن "في الوقت الحالي، حتى المرضى الذين شاهدناهم والذين لم يُطعَّموا يعانون أعراضا خفيفة". وأضافت: "أنا مقتنعة بأن كثيرين في أوروبا مصابون بهذا الفيروس، لكن لم يُرصَد كثيراً، لأننا كنا نترصد أعراض (المتحور) دلتا".
منشأ المتحور أوميكرون
لا يزال منشأ المتحور الجديد غير معروف، لكن باحثين من جنوب أفريقيا كانوا أول من أعلن رصده في 25 تشرين الثاني/نوفمبر.ما الطفرة الجديدة في أوميكرون؟
قال موسا موشابيلا، الأستاذ ومسؤول البحث والابتكار في جامعة كوازولو ناتال إن هذا المتحور يضم "أكبر عدد من الطفرات التي شهدناها حتى الآن". وأضاف: "سبق أن رصدنا البعض منها في المتحورين دلتا وبيتا، والبعض الآخر غير معروف بالنسبة إلينا، ولا نعرف كيف ستتفاعل هذه المجموعة من الطفرات".وللأسف، لاحظ الباحثون أكثر من 30 طفرة في شوكة البروتين التي تُعَدّ مفتاح دخول الفيروس للجسم. وهو اختلاف ملحوظ عن المتحورات الأخرى المثيرة للقلق.
ما سرعة انتقال العدوى بالمتحور الجديد أوميكرون؟
حسب آخر ما أدلت به منظمة الصحة العالمية أمس الأربعاء المصادف 8 ديسمبر/ كانون الأول، فإن المتحور أوميكرون ينتشر بسرعة أكبر من المتحورات التي سبقته، ومنذ اكتشافه لحد اليوم تم تسجيل عدد كبير من الحالات في مناطق مختلفة من العالم.يقول البروفيسور موشابيلا: "لقد أظهرت بعض الطفرات التي سجلت سابقاً أنها تسمح للفيروس بالانتشار بسهولة وبسرعة، لهذا السبب نتوقع أن ينتشر المتحور الجديد بسرعة".
هل الإصابة السابقة بفيروس كورونا توفر مناعة ضد متحور أوميكرون؟
تشير الدلائل الأولية إلى أنه قد يكون هناك خطر متزايد للإصابة مرة أخرى بمتحور أوميكرون. بمعنى، يمكن إعادة إصابة الأشخاص الذين أصيبوا سابقاً بـ كوفيد 19 بسهولة أكبر مع المتحور أوميكرون Omicron، مقارنة بالمتحورات الأخرى المثيرة للقلق، ولكن المعلومات محدودة. وسيتوافر المزيد من المعلومات حول هذا الأمر في الأيام والأسابيع القادمة.ما خطورة الإصابة بالمتحور الجديد أوميكرون؟
هذا هو السؤال الذي لا إجابة عنه بشكل جازم بعد. اكتُشِف المتحور الجديد قبل أيام، ما لا يترك وقتاً كافياً لتحديد مدى خطورة حالات أوميكرون سريرياً. ومع ذلك، من المحتمل أن الفئات نفسها التي كانت أكثر عرضة للإصابة الشديدة بفيروس كورونا، مثل كبار السن وضعاف المناعة والمصابين بالأمراض الكامنة الأخرى، لديها احتمالية أعلى للإصابة بالمتحور أوميكرون.هل العلاجات الحالية ضد كوفيد 19 فعالة ضد المتحور أوميكرون؟
ستظل الكورتيكوستيرويدات وحاصرات مستقبلات الإنترلوكين IL6 فعالة في إدارة المرضى المصابين بفيروس كورونا الجديد بمختلف متحوراته. وستُقيَّم العلاجات الأخرى لمعرفة ما إذا كانت لا تزال فعالة بالنظر إلى التغيرات التي طرأت على أجزاء من الفيروس في متحور أوميكرون.الإجراءات الموصى بها للبلدان
نظراً لأنّ المتحور أوميكرون Omicron صُنِّف باعتباره متغيراً مثيراً للقلق، هناك العديد من الإجراءات التي توصي منظمة الصحة العالمية البلدان باتخاذها، بما في ذلك:
- تعزيز المراقبة وتسلسل الحالات.
- إبلاغ منظمة الصحة العالمية بحالات أو مجموعات أولية.
- إجراء تحقيقات ميدانية وتقييمات معملية من أجل فهم أفضل لما إذا كان لدى المتحور أوميكرون Omicron خصائص مختلفة للانتقال أو المرض، أو تؤثر بفعالية اللقاحات أو العلاجات أو التشخيص أو الصحة العامة والتدابير الاجتماعية.
- من المهم للغاية معالجة أوجه عدم المساواة في الحصول على لقاحات كوفيد 19 بشكل عاجل لضمان حصول الفئات الضعيفة في كل مكان، بمن فيها العاملون الصحيون وكبار السن، على جرعاتهم الأولى والثانية، إلى جانب الوصول العادل على العلاج والتشخيص.
- منظمة الصحة تنصح الضعفاء وغير المحصّنين ضدّ كوفيد بعدم السفر إلى مناطق خطرة وبائياً.
كيف يمكن الوقاية من متحور أوميكرون؟
تتمثل أكثر الخطوات فعالية التي يمكن الأفراد اتخاذها للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد بمختلف تحوراته بما يأتي:
- التلقيح بأحد اللقاحات التي اعتُمِدَت ضد فيروس كورونا.
- غسل اليدين كثيراً بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل.
- استخدام معقم اليدين المعتمد على الكحول والذي يحتوي على 60٪ على الأقل من الكحول إذا لم يتوافر الصابون والماء.
- تجنب لمس عينيك وأنفك وفمك بأيدٍ غير مغسولة.
- تجنب الاتصال الوثيق بالناس الذين يعانون من المرض. وتجنب الأماكن المزدحمة.
- البقاء في المنزل عندما تكون مريضاً.
- تغطية البلغم أو رذاذ العطاس بمنديل، ثم رمي النسيج في القمامة.
- تنظيف الأشياء والأسطح التي تمسها كثيراً وتطهيرها.
- تجنب السفر، وخاصة إلى الأماكن الموبوءة إذا كان ذلك ممكناً.