يتكوّن جسم الإنسان من 206 عظمة، والعظام عبارة أنسجة حية، تماماً كباقي أجزاء جسمنا، وبالتالي تمرّ بدورة مستمرة من التجديد. يتم استبدال الأنسجة العظمية القديمة بأنسجة عظمية جديدة باستمرار في عملية تُسمى التجديد، تماماً مثل عملية تجديد المنازل، يتم تعزيز الهيكل العظمي لدينا كي نعتمد عليه طوال حياتنا.
نقيس حالة عظامنا عادةً من خلال قياس كثافتها أو "كتلة العظام"، على سبيل المثال، يمكن أن يساعد فحصُ كثافة المعدن العظمي (BMD) الأطباءَ في تحديد محتوى الكالسيوم في العظام، وبالتالي تحديد قوتها.
تصل كثافة عظامنا إلى ذروتها عندما نكون في سن الشباب، وعادة ما يكون ذلك بين سن 25 و30 عامًا، ومن ثم، ومع مرور الوقت وانتقالنا لمرحلة الشيخوخة، تَفقد عظامنا تدريجياً كثافتها. لكن هناك طرق لمواجهة هذا الفقدان الطبيعي لكتلة العظام، مثل تناول الفيتامينات والمعادن، والأدوية مثل علاج استبدال هرمون الأستروجين، وممارسة التمارين القوية وحمل الأوزان.
الأمراض العظمية
فيما يلي عشرة أمراض واضطرابات شائعة تؤثّر على العظام، يجب عليك أن تحرص على تجنّبها:
1. هشاشة العظام (أوستيوبوروز Osteoporosis)
تعتبر هشاشة العظام من أكثر الأمراض العظمية شيوعاً، وتتميز بانخفاض كثافة العظام، مما يجعلها هشة وضعيفة، ويُعَرِّضها للكسر بسهولة. تصيب هشاشة العظام حالياً في أمريكا نحو 44 مليون شخص، أي نصف الشعب الأمريكي تقريباً من الذين تجاوزوا سن الخمسين.
تصيب هشاشة العظام النساء بنسبة أكبر من الرجال، ويمكن أن يحدث للأطفال أيضاً ما يُسمَّى بـ"هشاشة العظام الشبابية". عادة ما تكون هذه الحالة خالية من الأعراض، ولا يَعلم المصابون بوجودها إلى أن يتعرَّضوا لكسر عظم يدفعهم لزيارة الطبيب للحصول على التشخيص.
2. مرض النقرس
يؤثّر هذا المرض بشكل غير طبيعي على المفاصل، إذْ تتراكم بلورات حمض البول في المفاصل، مما يتسبب في تورم غير طبيعي وألم واحمرار. عادة ما تَظهر الأعراض في إصبع القدم الكبير، ولكن قد تحدث أيضاً في مفاصل أخرى، مثل الكاحل والقدم والركبة. قد يحدث النقرس بسبب نظام طعامك، أو إذا لم تتم معالجة الحمض البولي بشكل صحيح من قبل الكلى.
3. مرض باجيت (متلازمة باجيت)
يعد هذا المرض نوعًا من الاضطراب العظمي الذي يحدث بسبب تجديد العظام بسرعة زائدة، مما يؤدي إلى حدوث تشوهات في العظام (تصبح العظام طرية وكبيرة، خاصة عظام العمود الفقري والحوض والجمجمة وعظام الفخذ والساق السفلى). يحدث مرض باجيت عادة لدى البالغين من ذوي البشرة البيضاء الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاماً، وقد يكون له أسباب وراثية.
4. التهاب العظم (أوستيوميليتس Osteomyelitis)
هو حالة نادرة ولكنها خطيرة، يحدث فيها التهاب جرثومي في أنسجة العظام. قد يحدث التهاب العظم بعد عملية جراحية مثل استبدال الورك، أو قد ينتقل الالتهاب إلى العظام من جزء آخر من الجسم. تتضمن الأعراض الشائعة لالتهاب العظم: الألمَ والتورم والاحمرار في موضع الالتهاب، ويتضمن علاجه استخدامَ المضادات الحيوية الوريدية فترة طويلة قد تبلغ 6 أسابيع. في بعض الحالات، قد تحتاج أجزاء من العظام المصابة إلى إزالتها جراحياً.
5. تموت العظم (أوستيونيكروسيس Osteonecrosis)
يحدث تموت العظم عندما يَفقد العظمُ الأنسجةَ الحية نتيجة لانقطاع التدفق الدموي إليها، وهذا يسمى بالأوستيونيكروسيس. عادة ما يحدث تموت العظم بعد الإصابة بكدمة قوية للعظم تؤدي إلى اضطراب التدفق الدموي إليه، مثل كسر الورك. يمكن أن يُسبب استخدام جرعات عالية من الستيرويدات هذا النوع من وفاة الخلايا العظمية. بمجرد موت أنسجة العظم، يَضْعُف العظم وينهار، ويمكن أن يشير الألم الذي يزداد تدريجياً إلى حالة تموت العظم. تعالج الحالة بالراحة أساسا، وقد تحتاج بعض الحالات إلى علاج جراحي، مثل استبدال المفصل المصاب بمفصل صناعي.
6. أورام العظام
تحدث أورام العظام عندما تنمو الخلايا بشكل غير منضبط داخل العظم، ويمكن أن تكون هذه الأورام حميدة أو خبيثة، على الرغم من أن الأورام الحميدة (غير السرطانية) التي لا تنتشر إلى أنسجة الجسم الأخرى هي الأكثر شيوعًا.
7. التهاب المفاصل العظمي (أوستيوأرثريتس Osteoarthritis)
هو مرض مزمن يصاب به أكثر من 3 ملايين أمريكي كل عام. يحدث التهاب المفاصل العظمي عندما ينهار الغضروف في بعض المفاصل حيث يعمل الغضروف الطبيعي كوسادة بين العظام، وعندما يتآكل الغضروف، يحدث احتكاك مباشر في العظام بعضها ببعض، مما يسبب الألمَ والالتهاب والتيبّس.
8. التهاب المفاصل الروماتويدي
هو اضطراب مزمن لمناعة الجسم، يهاجم فيها الجهازُ المناعي خطأً أنسجةَ الجسم، مثل المفاصل في اليدَين والقدمَين. بخلاف التلف الناتج عن الاستخدام الزائد الذي يحدث مع التهاب المفاصل العظمي، يؤثّر التهاب المفاصل الروماتويدي على طبقة المفاصل الداخلية، مما يُسبب تورمًا مؤلمًا يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تآكل العظام وتشوّه المفاصل.
9. الجَنَف (انحناء الفقرات)
يعد الجَنَف حالة تتميز بانحناء عظام العمود الفقري إلى اليسار أو اليمين بشكل غير طبيعي، وعادة ما يحدث الجَنَف قبل فترة البلوغ. يتم تشخيص حوالي 3 ملايين حالة من الجَنَف في الولايات المتحدة سنويًا، على الرغم من أن معظم الحالات تكون خفيفة. في بعض الحالات، تزداد شدة تشوهات العمود الفقري مع الوقت. لم يُعرف سبب هذه الحالة حتى اللحظة، لكنْ يُشتبه في وجود عامل وراثي.
10. انخفاض كثافة العظام (أوستيوبينيا Osteopenia)
يتم تشخيص هذه الحالة عندما تكون كثافة عظام الشخص أقل من المعدل الطبيعي، ويمكن أن يؤدي انخفاض كثافة العظام إلى هشاشة العظام، والتي تسبب الكسور والألم والظهور المائل. من المهم اتخاذ التغييرات اللازمة لتحسين كثافة العظام إذا تم تشخيصك بانخفاض كثافة العظام.
نهايةً، العظام جزء مهم وحيوي من جسمنا، يجب علينا الاهتمام بصحتها، والبقاء على دراية بالأمراض والاضطرابات التي يمكن أن تؤثّر عليها. يمكنا من خلال الاهتمام بالتغذية السليمة وممارسة التمارين الرياضية المناسبة، الحفاظَ على كتلة العظام الجيدة، وتقليل احتمالية الإصابة بالأمراض العظمية المختلفة.
إذا كنت تشعر بأي أعراض غير طبيعية في العظام أو المفاصل، يجب عليك استشارة الطبيب لتشخيص الحالة والعلاج المناسب. تعتبر الوقاية والاكتشاف المبكّر هما أفضل طريقة للحفاظ على صحة العظام والمفاصل على المدى الطويل.
المصادر: