مجرّد أن يسمع أحدنا أن فلاناً من الناس قد أصيب بسكتة دماغية ونجا منها، فإنه يصاب بالخوف على ذلك الشخص الذي باتت حياته مهددة بالخطر في أية لحظة؛ إذْ بحسب صحيفة إكسبريس البريطانية، فإن السكتة الدماغية تقتل أكثر من 40 ألف شخص سنوياً، ونحو ثلثي إجمالي المصابين يصابون بإعاقة، كما تعتبر السكتة الدماغية خامس أشيع مرض يسبب الوفاة في الولايات المتحدة الأميركية.
والشائع أن السكتة الدماغية تصيب الرجال أكثر بكثير من النساء، ولكنها يمكن أن تصيب النساء؛ اللواتي يتغير ضغط الدم عندهن بسبب الحمل والانفعال وغير ذلك، ولخصوصية أحوال النساء؛ بما في ذلك التغيرات الهرمونية والحمل والولادة فإن اجراءات وقايتهن من السكتة الدماغية قد تكون مختلفة؛ وفي هذا المقال سنتعرف على أهم اجراءات وقاية النساء من هذا المرض الخطير.
* ما هي السكتة الدماغية؟
حسب تعريف منظمة الصحة العالمية للسكتة الدماغية فهي "خلل في الجهاز العصبي يحدث نتيجة خلل في الدورة الدموية للدماغ يستمر لأكثر من 24 ساعة أو يسبب الوفاة في غصون 24 ساعة".
والمقصود "بالخلل" هنا هو إصابة خلايا الدماغ بأذية نتيجة نقص ترويتها بالدم بسبب:
1. وجود جلطة دموية في أحد الأوعية الدموية المغذية للدماغ (وهذا السبب مسؤول عن 85% من الحالات).
2. حدوث تمزق في أحد الأوعية الدموية في الدماغ، الأمر الذي يسبب حرمان الخلايا الدماغية المصابة من الأوكسجين والمواد المغذية الضرورية لاستمرار حياتها.
وفي كلتا الحالتين تبدأ الخلايا بالموت مما يؤدي لتوقف وظيفة أجزاء الجسم التي تتحكم بها هذه الخلايا أو تتلقى منها رسائل حسية.
لكن الحصول على العلاج المناسب بسرعة قد يقلل كمية التلف في الدماغ، ويضمن فرصة أفضل للشفاء من السكتة الدماغية، حيث إن كل ثانية هنا لها قيمتها بمنح الأمل في الحياة للمصاب.
نشرت الجمعية الأميركية لأمراض القلب مجموعة من الإرشادات التوجيهية الخاصة من أجل حماية المرأة نفسها، إذْ إن احتمال الوقاية من الإصابة بالسكتة الدماغية قدره 80%.
يمكننا تقسيم الوقاية إلى نوعين:
أولاً: الوقاية الطبية
بعد إشراف الطبيب؛ تقدم عدد من التوصيات المحددة للمرأة الحامل ومنها:
1. تناول جرعة صغيرة من الأسبرين في الثلث الثاني والثالث من الحمل إذا كان هناك تاريخ مزمن من ارتفاع ضغط الدم قبل الحمل، وقد تم اختيار الأسبرين لأنه يقوم بدور مضاد لالتصاق صفيحات الدم مع بعضها بعضاً، كما أنه يؤدي إلى انخفاض خطر تسمم الحمل، والذي يمكن أن يؤدي بدوره إلى السكتة الدماغية.
2. النساء الحوامل اللواتي يكون ضغطهن بين 150-159/100-109 فيمكنهن تناول أدوية ضغط الدم الآمنة للحمل للحد من خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية.
3. والنساء اللواتي يكون ضغطهن 110/160 أو أكثر فعليهن تلقي نوع من خوافض ضغط الدم الآمنة أثناء الحمل للحد من ارتفاع ضغط الدم لديهن.
ثانياً: الوقاية بالسيطرة على عوامل الخطورة
- يجب أن تعلم المرأة أن حبوب منع الحمل قد تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، لذلك على النسوة اللواتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم النظر في وسيلة تحديد النسل التي تستخدمها، والأفضل إجراء فحص ارتفاع ضغط الدم قبل البدء بتناول الحبوب.
- أثبتت إحدى الدراسات أن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أعلى في الحوامل منه في النساء غير الحوامل، وتزداد هذه الخطورة في الثلث الثالث وبعد الولادة.
- يتناسب الرجفان الأذيني (الذي يسبب تسارعاً شديداً للقلب يولد خثرات دموية) طردياً مع زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية؛ لذلك يجب على النسوة اللواتي بلغن من العمر 76 سنة فما فوق إجراء فحوصات دورية للقلب، ويمكن تناول مضادات لتخثر الدم في هذه الحال.
- أيضاً وجود صداع نصفي (شقيقة) يعد عامل خطر آخر للإصابة بالسكتة الدماغية.
* هل من نصائح أخرى للوقاية من السكتة الدماغية؟
1- اتباع حمية غذائية (مثل حمية البحر الأبيض المتوسط) بحيث تكون غنية بالفواكه والخضار.
2- السيطرة على مرض السكري إذا كنت مصابة به.
3- معالجة أمراض القلب والأوعية الدموية وانقطاع النفس.
4- تجنب الأغذية الغنية بالكولسترول والدهون.
5- تجنب الكحول والمخدرات والتدخين.
6- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
7- التخلص من الوزن الزائد.
اقرأ أيضاً:
تناولي الأسبرين وخففي مخاطر أمراض القلب
مصاب بالرجفان الأذيني.. كيف أتجنب السكتة الدماغية؟
دراسة: عقار جديد يحمي من النوبات القلبية والسكتات الدماغية
تعرف على مخاطر المنشطات الرياضية
ما تأثير ارتفاع الضغط على القلب والأوعية الدموية
كيف تختلف الأزمة القلبية عند النساء عن الرجال؟
العلاج الهرموني لانقطاع الطمث: المزايا والعيوب
مضاعفات داء السكري
8 أسباب (مرضّية وغير مرضيّة) لخفقان القلب
أمراض الظل.. ما هي وكيف تقي نفسك منها؟
رقم طبيعي جديد لضغط الدم
دراسة: اللياقة البدنية بمنتصف العُمر تقلل خطر السكتة الدماغية