كان من المعتاد أنه بمجرد أن تخضع المرأة لعملية قيصرية، ستكون جميع ولاداتها اللاحقة بعمليات قيصرية أيضا. أما اليوم، فصار من الممكن إجراء الولادة الطبيعية بعد القيصرية في العديد من الحالات، بفضل التغيرات التي حدثت في تقنيات الجراحة الحديثة. لكن، في حال خضعت لولادة طبيعية بعد القيصرية، يجب أن تتم تلك الولادة في مستشفى مجهز جيدا، وأن تتوفر فيه صالات لإجراء عمليات طارئة وقسم لاستقبال الطفل وتوفير العناية اللازمة له.
وقد تفكر النساء في إجراء الولادة الطبيعية بعد القيصرية لعدة أسباب، منها:
1- قلة المضاعفات
تقل احتمالات حدوث مضاعفات مثل الإصابة بالعدوى، وفقدان الدم بشكل خطير مع نجاح الولادة الطبيعية بعد القيصرية، مقارنة بنفس المضاعفات التي تزداد احتمالات حدوثها مع تكرار الولادة القيصرية. لكن، إذا فشل إجراء الولادة الطبيعية بعد القيصرية، فلا خيار لإخراج الطفل سوى الولادة القيصرية، والتي تنطوي على مخاطر الإصابة بالعدوى بدرجة أعلى من الولادة القيصرية المعتادة.
2- التعافي بعد مرور فترة زمنية أقصر
ستكون فترة إقامتكِ في المستشفى بعد إجراء الولادة الطبيعية بعد القيصرية أقصر من فترة الإقامة بعد تكرار الولادة القيصرية، وسوف يساعد تجنب الجراحة على استعادتك نشاطك وقوة تحملك بصورة أسرع، فضلاً عن تقليل تكاليف الولادة.
3- مشاركة أكبر في عملية الولادة
لدى بعض النساء، تمثل المشاركة في الولادة الطبيعية أهمية كبيرة. إذا أجريت لك ولادة طبيعية بعد القيصرية ناجحة، فمن المرجح أن تنتظري وتقومي بإرضاع طفلك رضاعة طبيعية بسرعة أكبر مقارنة بالإرضاع الطبيعي بعد تكرار الولادة القيصرية.
4- التأثير على الحمل في المستقبل
إذا كنتِ تخططين للحمل مرة أخرى، فقد تكون الولادة الطبيعية بعد القيصرية هي الخيار الأفضل مع كل عملية ولادة في المستقبل، في الوقت الذي تزداد فيه المضاعفات المصاحبة لتكرار الولادة القيصرية مرة بعد مرة، يصبح تكرار الولادة الطبيعية بعد القيصرية أسهل بصورة تدريجية.
* ما مخاطر الولادة الطبيعية التالية للقيصرية؟
- فشل المحاولة في المخاض
من أكثر المخاطر احتمالاً هي فشل المخاض، وفي الحقيقة، أظهرت الأبحاث التي أجريت على نساء حاولن تجربة الولادة الطبيعية التالية للقيصرية أن 60% إلى 80% منهن حظين بولادة طبيعية ناجحة. بينما يتسبب فشل المخاض في تكرار الولادة القيصرية لنسبة تقدّر بحوالي 25 بالمائة من النساء اللاتي حاولن الولادة الطبيعية بعد القيصرية، ويحدث هذا في الغالب بسبب عدم تحمل الطفل المخاض.
- حدوث عدوى بالرحم
إذا كان لا بد من اللجوء إلى تكرار الولادة القيصرية بعد بدء المخاض، فقد تواجهين مخاطر حدوث مضاعفات الولادة القيصرية بدرجة أعلى قليلاً، من بين هذه المضاعفات حدوث عدوى بالرحم، وذلك مقارنة بما لو خضعت لولادة قيصرية مقررة.
- تمزق الرحم
من أكثر المخاطر الداعية للقلق في الولادة الطبيعية التالية للقيصرية تمزق الرحم الذي يحدث على خط الندبة الناتجة عن ولادة قيصرية سابقة، أو جراحة كبيرة في الرحم، وفي حالة تمزق الرحم؛ لا بد من إجراء ولادة قيصرية عاجلة لمنع حدوث مضاعفات تهدد الحياة، بما في ذلك النزيف الحاد والعدوى وتلف دماغ الطفل. وفي بعض الحالات، قد يلزم استئصال الرحم لإيقاف النزيف، وإذا ما تم استئصال الرحم، فلن تستطيعي الحمل مرة أخرى.
- مشكلات في قاع الحوض
بالنسبة لبعض النساء، قد تمثل مشكلات قاع الحوض أيضا مصدر قلق، لأن وزن الجنين والضغط الناتج عنه قد يمثلان عوامل تؤدي إلى ضعف عضلات قاع الحوض التي تدعم الرحم، وقد تؤدي الولادة الطبيعية إلى زيادة تمدد عضلات قاع الحوض، وقد يؤدي هذا إلى الإصابة بسلس البول بشكل مؤقت، لا سيما لدى النساء اللاتي يخضعن لولادة طبيعية.* من التي تعد مؤهلة للولادة الطبيعية التالية للقيصرية؟
يعتمد مدى تأهلك لإجراء الولادة الطبيعية التالية للقيصرية على عدة عوامل، على سبيل المثال:- المرأة قد خاضت ولادة طبيعية مرة على الأقل قبل الولادة القيصرية السابقة.
- نوع الشق الجراحي في الرحم الذي تم استخدامه في الولادة القيصرية السابقة، وعادةً ما تكون النساء اللائي بهن شق مستعرض منخفض مؤهلات للولادة الطبيعية التالية للقيصرية. أما إذا تم عمل شق عمودي في الجزء العلوي من الرحم (شق جراحي تقليدي)، فليس من الموصى به إجراء الولادة الطبيعية التالية للقيصرية نظرًا لخطر تمزق الرحم.
- إذا تم إجراء الولادة القيصرية السابقة لسبب ما لم يعد قائمًا أثناء الحمل الحالي، مثل وضعية الطفل في الرحم، فقد تكونين مرشحة جيدة للولادة الطبيعية التالية للقيصرية.
- عدد عمليات الولادة القيصرية التي أجريتها، فربما لا تكونين مرشحة جيدة للولادة الطبيعية التالية للقيصرية إذا أجريتِ ولادة قيصرية عدة مرات.
- يرتفع خطر تمزق الرحم إذا كنتِ تحاولين إجراء الولادة الطبيعية التالية للقيصرية في وقت قريب جدًا من الولادة القيصرية التي أجريتها، مثلاً خلال 18 إلى 24 شهرًا.
- قد يُوصى بالولادة القيصرية إذا كنتِ تعانين من مشكلة بالمشيمة، أو في حالة المجيء المقعدي، أو إذا كنتِ مصابة بعدوى يمكن أن تنتقل إلى طفلك أثناء الولادة الطبيعية، مثل الهربس التناسلي أو فيروس نقص المناعة البشرية.
بينما تقل فرص نجاح الولادة الطبيعية بعد القيصرية في الحالات التالية:
- إذا استمر تأخر الحمل عن الموعد المقرر للولادة.- إذا كان حجم الطفل كبيرا بصورة غير معتادة.
- إذا خضعت للولادة القيصرية مرتين أو أكثر ولم يسبق لك إجراء أي ولادة طبيعية.
* هل توجد توصيات تعزز من نجاح الولادة الطبيعية بعد القيصرية؟
- تعرفي جيدا على إجراء الولادة الطبيعية بعد القيصرية، وناقشي طبيبكِ حول ما يقلقك وما تتوقعينه. وتأكدي من أن الطبيب على دراية تامة بتاريخك المرضي بالكامل، بما في ذلك سجلات الولادة القيصرية السابقة وأي إجراءات أخرى جرت في الرحم.
- ابحثي عن مستشفى مزودة بأجهزة لمراقبة الجنين بشكل مستمر، وبفريق جراحي يمكن الاستعانة به بسرعة، وقدرة على توفير الأدوية المخدرة ونقل الدم طوال اليوم.
- احرصي على بدء المخاض بصورة طبيعية، إذا كنتِ تستطيعين ذلك، حيث يمكن للأدوية التي تحفز المخاض (الطلق) أن تجعل الانقباضات أقوى وبعدد مرات أكثر، ما قد يساهم في خطورة تمزق الرحم، لا سيما إذا كان عنق الرحم محكم الغلق وغير جاهز للمخاض.
- ابحثي عن مستشفى مزودة بأجهزة لمراقبة الجنين بشكل مستمر، وبفريق جراحي يمكن الاستعانة به بسرعة، وقدرة على توفير الأدوية المخدرة ونقل الدم طوال اليوم.
- احرصي على بدء المخاض بصورة طبيعية، إذا كنتِ تستطيعين ذلك، حيث يمكن للأدوية التي تحفز المخاض (الطلق) أن تجعل الانقباضات أقوى وبعدد مرات أكثر، ما قد يساهم في خطورة تمزق الرحم، لا سيما إذا كان عنق الرحم محكم الغلق وغير جاهز للمخاض.