نصائح مهمة للتعافي بعد الإجهاض

الرعاية الذاتية المناسبة مهمة للصحة البدنية والرفاهية العقلية، وقد تساعد ممارسة الرعاية الجسدية والعاطفية في الشفاء بعد الإجهاض. وفقاً لأحد التحليلات؛ فمن المحتمل أن نحو 1 من كل 4 نساء سوف يتعرضن له خلال سنوات الإنجاب.

عندما يتم إجراؤه على يد اختصاصيٍ طبي، يكون إجراءً آمناً، وتنطوي عليه مخاطر قليلة، ومع ذلك يجب أن يكون الناس على دراية بما يمكن توقعه بعد ذلك جسدياً وعقلياً.

نتناول في هذه المقالة ما يمكن توقعه بعد الإجهاض، وكيف تعتني بنفسك، ومتى يجب الاتصال بالطبيب.

ماذا يحدث بالجسم بعد الإجهاض؟

هناك عدة أنواع مختلفة من الإجهاض، إذ سيوصي الطبيب بالطريقة المناسبة لاحتياجات الشخص الطبية ومرحلة الحمل، وتشمل أنواع الإجهاض ما يلي:

حبوب الإجهاض.
الشفط والتفريغ.
التوسيع مع التفريغ D&E.

وبعد هذا الإجراء يجب أن تعود الدورة الشهرية المعتادة خلال 4-6 أسابيع، ومع ذلك قد تظهر بقع دم غير منتظمة أو نزيف في البداية.

تعاني بعض النساء من مشاعر قوية وتغيرات في المزاج في الأيام والأسابيع التالية للعملية، كما أن التغير المفاجئ في الهرمونات يمكن أن يسبب ذلك، وقد تساهم أيضًا في ذلك مشاعر المرأة بشأن الإجهاض أو الحمل.

يمكن أن يكون الإجهاض تجربة صعبة عاطفيًا، وقد يرغب الأشخاص في طلب الدعم من الأصدقاء المقرّبين في الأيام والأسابيع التالية للإجراء، ويمكن أن يحدث الحمل بمجرد حدوث الإباضة، ويحدث هذا قبل الدورة الشهرية الأولى، ويمكن أن يحدث بعد وقت قصير جداً من الإجهاض، لذلك من المهم استخدام وسائل منع الحمل أو الامتناع عن ممارسة الجنس إذا كانت لمحاولة تجنب الحمل بعد الإجهاض مباشرة.

ما هي الأعراض الشائعة بعد الإجهاض؟

قد تعاني المرأة من بعض الأعراض بغض النظر عن نوع الإجهاض الذي خضعت له، ومع ذلك يمكن أن تكون الأعراض أكثر خطورة إذا تم الإجراء في الثلث الثالث من الحمل.

بعد الإجهاض من الطبيعي أن تعاني من الأعراض الآتية:

نزيف مهبلي خفيف أو بقع.
الألم والتشنج.
ألم أو تورم في الثديين.

كيف أقوي جسمي بعد الإجهاض؟

في الأيام التي تلي الإجهاض مباشرة، قد تشعرين بالتعب والإرهاق.

الرعاية الجسدية بعد الإجهاض

يُعَد الألم الناتج عن التشنجات والمشابه لتقلصات الدورة الشهرية أمراً شائعاً؛ فيجب أن يكون لديك صديقة مقربة أو أحد من أفراد العائلة لاصطحابك للمنزل بعد العملية، كما قد ترغبين في أخذ إجازة من العمل في اليوم أو اليوميين التاليين؛ لضمان حصولك على قسط وافر من الراحة، ويجب عليك تجنب القيام بأنشطة مرهقة عاطفياً أو جسدياً.

وبعد الإجهاض يستغرق إغلاق عنق الرحم بعض الوقت، مما يترك الشخص في خطر متزايد للإصابة بالعدوى، ولتقليل احتمالية الإصابة بالعدوى يجب عليك تجنب ما يلي لمدة أسبوعين:

استخدام سدادات أو فتائل الحيض.
ممارسة الجنس.
وضع أي شيء في المهبل.
النزول إلى حمّام السباحة.

ومن المهم أيضاً الاعتناء بنفسك بعد هذه العملية، وعلى الرغم من أن الإجراء يتم إنجازه في وقت قصير، فإنه قد يحتاج إلى عدة أيام أو أسابيع للتعافي منه جسدياً، لذا جربي القيام بالآتي:

تدليك المعدة وأسفل الظهر واستخدام الكمادات الدافئة على المكان.
تناول مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية مثل الأيبوبروفين والأسيتامينوفين.
حضور مواعيد المتابعة والمراجعة عند الطبيب.

الرعاية العاطفية بعد الإجهاض

يمكن أن يكون الإجهاض تجربة صعبة عاطفياً، كما تؤدي التغيرات الهرمونية إلى تفاقم هذا الأمر بعد العملية، مما قد يسبب تغيرات في المزاج، إذ تنخفض مستويات هرمون الأستروجين والبروجسترون لديك تدريجياً، وهذا قد يسبب انخفاض الحالة المزاجية والتغيرات في المزاج، ومع عودة الدورة الشهرية تستقر الهرمونات لديك.

وكذلك تعاني بعض النساء من أزمات وتغيرات عاطفية، فهناك صلة بين الإجهاض وارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم وغيرها من حالات الصحة العقلية، بالإضافة إلى ذلك فإن النساء اللواتي لديهن تاريخ مرضي من اضطرابات الصحة العقلية هن الأكثر عرضة لهذه الآثار.

فيجب عليك أخذ إجازة كافية من العمل، والتحدث مع أفراد الأسرة والأصدقاء، والاتصال بالطبيب إذا كنتِ تعانين من مشكلات في الصحة العقلية أو تقلبات عاطفية شديدة لا يمكنك السيطرة عليها.

متى يعود الجسم إلى طبيعته بعد الإجهاض؟

يختلف وقت التعافي من الإجهاض من شخص لآخر، فإذا خضعت المرأة للإجهاض في الثلث الأول من الحمل دون أي آثار جانبية فمن المرجح أن تتعافى في غضون أيام قليلة. لكن قد يستغرق الأمر وقتاً أطول في الحالات المتأخرة، فإذا تطورت المضاعفات قد يستغرق التعافي عدة أسابيع، ومع ذلك فهذا غير مرجح، إذ إن 2% فقط من السيدات يمكن أن يعانين من مضاعفات مرتبطة بالإجهاض.

هل من الضروري الذهاب للطبيب بعد الإجهاض؟

معظم السيدات اللواتي خضعن لعمليات إجهاض سيكون لديهن موعد للمتابعة مع الطبيب في غضون أسابيع قليلة، فإذا لم تكن هناك علامات على حدوث مضاعفات، فلن تكون هناك حاجة إلى مزيد من الرعاية الطبية.

ويجب على النساء اللواتي يعانين من أي أعراض للمضاعفات الذهاب للطبيب بعد الإجهاض، وعلى الرغم من أن ذلك ليس شائعًا، فإن بعض مضاعفات الإجهاض قد تتطلب الذهاب إلى غرفة الطوارئ.

يجب الحصول على استشارة طبية أو التوجه إلى الطوارئ في الحالات الآتية:

إذا كنت تعانين من نزيف متزايد خلال آخر ساعة أو ساعتين.
تعانين من آلام شديدة في الظهر أو البطن.
تشعرين بالدوخة أو الإغماء.
تعانين من حمى.
وجود إفرازات ذات رائحة كريهة.
تعانين من الغثيان والقيء.

متى تعود الهرمونات إلى طبيعتها بعد الإجهاض؟

مع الحمل يرتفع هرمون الأستروجين والبروجيسترون بشكل كبير، ويعتمد مستوى الهرمونات والتغيرات المصاحبة لها على مدة الحمل، ولكن عند إزالة المشيمة سيؤدي ذلك إلى انخفاض مفاجئ في الهرمونات، تماماً كما تتم إزالة المشيمة من الجسم بعد المخاض والولادة.

ومع ذلك، تذكري أن كل ما يتطلبه الأمر هو الوقت حتى تعود الهرمونات إلى وضعها الطبيعي بعد الإجهاض، ويتكيف جسمك ويستعيد توازنه، وقد يستغرق الأمر من 4-8 أسابيع.

متى يمكن ممارسة العلاقة الحميمة بعد الإجهاض؟

بعد الإجهاض، يمكن العودة إلى النشاط الجنسي بمجرد أن تشعري بأنك مستعدة لذلك، لكن قد ينصحك مقدم الرعاية الصحية بالانتظار قبل استئناف النشاط الجنسي، نظراً لوجود خطر ضئيل جداً للإصابة بالعدوى، كما قد يسبب الإجهاض الدوائي نزيفاً يشبه نزيف الدورة الشهرية لمدة تصل إلى 4 أسابيع بعد الإجهاض، ومن الطبيعي أن ينقطع الدم ويبدأ بالنزول مرة أخرى عدة مرات، لذا يفضل تأجيل ممارسة الجنس حتى يتوقف النزيف.

ويمكنك استخدام وسائل منع الحمل إذا كنت لا ترغبين في الحمل، فقد تكونين في فترة الخصوبة بعد الإجهاض مباشرة.

ما الفرق بين الإجهاض والدورة الشهرية؟

بما أن الإجهاض والحيض لهما أعراض مشتركة، فقد يكون من الصعب جدًا معرفة الفرق بين الاثنين بنفسك. ومع ذلك، فيما يلي بعض الاختلافات المحتملة بين الاثنين:

نمط نزيف مختلف: معظم النساء لديهن دورات شهرية متسقة تدوم لنفس المدة تقريبًا، وتكون متشابهة من حيث كثافة التدفق، لكن من المرجح أن يكون نمط النزيف الناتج عن الإجهاض مختلفًا عما اعتادت عليه المرأة خلال فترة الحيض الشهرية.
شدة التشنجات: قد يسبب الإجهاض تشنجات أكثر شدة من فترة الحيض، ومع ذلك، تعاني بعض النساء من تشنجات شديدة أثناء الدورة الشهرية أيضًا، وكلما تقدمت في فترة الحمل كلما كانت تشنجات الإجهاض أكثر شدة.
كثافة التدفق: خلال فترة الحيض، قد يكون من الطبيعي إخراج بعض الدم المتجلط، ولكن إذا كانت تخرج جلطات أكبر من ربع كمية الدم، فيجب عليك مراجعة مقدم الرعاية الصحية، لأن هذا يعتبر نزيفًا حادًا.

قد تمر النساء اللاتي يعانين من الإجهاض بجلطات أكبر يصل حجمها إلى حجم الليمونة، فإذا كان نزيفك شديدًا بدرجة كافية بحيث يتم استهلاك فوطتين في الساعة، فيجب عليكِ طلب رعاية طبية فورية، بغض النظر عن السبب المشتبه به.

متى يمكن التخطيط للحمل مرة أخرى بعد الإجهاض؟

تستمر معظم النساء اللواتي تعرضن للإجهاض في الحصول على حمل ناجح، لذا اسألي طبيبك عن المدة التي يجب أن تنتظريها قبل أن تحاولي الحمل مرة أخرى، ويوصي بعض الأطباء بالانتظار حتى تأتي دورة أو ثلاث دورات شهرية طبيعية، وتأكدي أيضاً أنك مستعدة عاطفياً ونفسياً للحمل مرة أخرى.

هل يؤثر الإجهاض على الحمل مرة أخرى؟

هناك بعض الأدلة على أن الخصوبة قد تكون أعلى في الأشهر القليلة الأولى بعد الإجهاض. على سبيل المثال، نُشرت دراسة من المعهد الوطني للصحة في مجلة أمراض النساء والتوليد، خضعت للدراسة أكثر من 1000 امرأة، ووجدت أن 69% منهن حملن خلال ثلاثة أشهر من الإجهاض، مقارنة بـ 51% من اللاتي حملن بعد الانتظار لفترة أطول.

هناك حاجة إلى مزيد من المعلومات، لكن الدراسة تشير إلى أنه قد تكون هناك بعض المزايا لمحاولة الحمل عاجلاً وليس آجلاً بعد الإجهاض.