يعد التعرق ورائحة الجسم ظاهرة حياتية لدى معظم الأشخاص، وقد يظهر التعرق الشديد ورائحة الجسم عند ممارسة التمارين أو التواجد في أجواء حارة للغاية أو التعرّض للعصبية أو القلق أو الضغط النفسي.
يوجد في الجسم نوعان رئيسيان من الغدد العرقية، والتي تُفرز نوعين مختلفين تمامًا من العرق، وكلا النوعين ليست لهما رائحة، ولكن نوع العرق المفرز تحت الإبطين وفي منطقة الأربية تصبح رائحته كريهة عندما يمتزج مع البكتيريا الموجودة على الجلد عادةً.
قد تكون التغيرات غير العادية في التعرق - سواء التعرق المفرط (فرط التعرق) أو قلة العرق أو انعدامه (انقطاع التعرق) - مصدرًا للقلق البالغ، وبالمثل، قد تكون التغيرات التي تطرأ على رائحة الجسم علامة على وجود مشكلة صحية، ومع ذلك، فبالنسبة للتعرق ورائحة الجسم الطبيعية، يمكن أن يساهم تغيير نمط الحياة والعلاجات المنزلية بشكل فعال في علاج الأعراض.
* أعراض التعرق
يعرق بعض الأشخاص بشكل طبيعي أكثر أو أقل من الآخرين، كما قد تختلف رائحة الجسم من شخص لآخر. ولكن تجب عليك زيارة الطبيب إذا:- بدأت في التعرق أكثر أو أقل من المعتاد بشكل مفاجئ.
- كان التعرق يؤثر سلبًا على روتين حياتك اليومية.
- عانيتَ من تعرق ليلي دون سبب واضح.
- لاحظتَ تغيُّرًا في رائحة الجسم.
* أسباب التعرق
يحتوي الجلد على نوعين رئيسيين من الغدد العرقية وهما: الغدد الناتحة والغدد المفترزة. توجد الغدد الناتحة في معظم الجسم وتفتح مباشرةً على سطح الجلد، أما الغدد المفترزة، فتنمو في المناطق التي توجد فيها بصيلات الشعر بكثرة، مثل الإبطين والأربية، وتُفرّغ في بصيلة الشعر قبل أن تفتح على سطح الجلد.عندما ترتفع درجة حرارة الجسم، تفرز الغدد الناتحة السائل على سطح الجلد، حيث يبرد الجسم عند تبخره، ويتكوَّن هذا السائل بشكل أساسي من ماء و ملح.
من ناحية أخرى، تُنتج الغدد المفترزة سائلاً بلون اللبن يشيع إفرازه عندما تتعرض لضغط نفسي، ويظل هذا السائل عديم الرائحة حتى يمتزج مع البكتيريا الموجودة عادةً على الجلد.
* تشخيص التعرق
سيسألك الطبيب خلال الزيارة عن تاريخك المرضي وسيجري لك الفحص الجسدي. وقد يطلب اختبارات الدم أو البول لتحديد ما إذا كان سبب المشكلة يرجع إلى حالة مرضية أساسية، كالإصابة بعدوى أو داء السكري أو فرط نشاط الغدة الدرقية (فرط الدرقية).* علاج التعرق
إذا كنت قلقًا بشأن التعرق ورائحة الجسم، فقد يكون الحل بسيطًا: حيث يوجد مضاد العرق ومزيل العرق اللذان يتم صرفهما بدون وصفة طبية.- مضاد العرق. تحتوي مضادات العرق على المكونات المعتمدة على الألومنيوم التي تعمل على سدّ مسام العرق بشكل مؤقت، مما يُقلل من كمية العرق التي تصل إلى الجلد.
- مزيل العرق. قد تقضي مزيلات العرق على الرائحة ولكنها لا تمنع التعرق، وعادةً ما تكون معتمدة على الكحول وتجعل بشرتك حمضية، ولذلك تكون أقل جاذبية للبكتيريا. وتحتوي مزيلات العرق غالبًا على روائح عطرية لإخفاء رائحة الجسم.
إذا لم تساعد مضادات العرق التي تُصرف بدون وصفة طبية في السيطرة على التعرق، فقد يصف الطبيب كلوريد الألومنيوم (درايسول، وإكسراك ايه سي). وللحصول على أفضل النتائج، ضع مضاد العرق ليلاً على المناطق الأكثر عرضة للتعرق، وتكون مضادات التعرق الموصوفة من الطبيب عبارة عن محاليل قوية قد تُسبب احمرار الجلد وتورّمه والحكة به. في حالة حدوث تهيج، فاغسل الدواء في الصباح.
* علاجات منزلية
يمكنك فعل بعض الأشياء بنفسك للحد من التعرق ورائحة الجسم، وقد تجد الاقتراحات التالية ذات فائدة:- الاستحمام يوميًا. يعمل الاستحمام بانتظام، وخاصةً مع استخدام المنظفات المضادة للبكتيريا أو الصابون، على الحد من نمو البكتيريا الموجودة على الجلد.
- اختيار الملابس المناسبة لنشاطك. بالنسبة للملابس اليومية، اختر الملابس المصنوعة من الأقمشة الطبيعية، مثل القطن والصوف والحرير، التي تسمح لجلدك بالتنفس، وبالنسبة للملابس الرياضية، فقد يكون من الأفضل ارتداء الأقمشة الصناعية المصممة لإبعاد الرطوبة عن الجلد.
- استخدام مضادات العرق كل ليلة. ضع مضادات العرق على راحة اليدين أو باطن القدمين في وقت النوم. تجربة مضادات العرق الخالية من العطور.
- تجربة أساليب الاسترخاء. فكِّر في ممارسة أساليب الاسترخاء، مثل اليوجا أو التأمل أو الارتجاع البيولوجي، فإن هذه الممارسات قد تُعلِّمك التحكم في الضغوط النفسية التي تُسبب التعرق.
- تغيير نظامك الغذائي. قد تؤدي المشروبات التي تحتوي على كافيين والأطعمة كثيرة التوابل أو ذات الرائحة القوية إلى زيادة العرق لديك أو رائحة الجسم أكثر من المعتاد، ولكن قد يُفيد تجنّب تناول هذه الأطعمة في ذلك.
المصادر:
Excessive sweating (hyperhidrosis) - NHS
Hyperhidrosis Disorder (Excessive Sweating) - Healthline
Hyperhidrosis: Symptoms, causes, diagnosis, and treatment