القرنية هي الجزء الشفاف على شكل قبة في مقدمة العين. ويمكن أن تشفي أنسجة القرنية التي تعرضت لإصابات وخدوش طفيفة بسرعة قبل أن تصاب بعدوى أو اضطرابات بصرية. لكن، الإصابات العميقة يمكن أن تلحق الضرر الدائم برؤيتك. وزرع القرنية هو إجراء جراحي يستبدل القرنية التالفة أو المريضة بأنسجة سليمة من متبرع. ومعظم عمليات زرع القرنية لها نتائج إيجابية، ومعدلات النجاح آخذة في الارتفاع مع تحسن التقنيات وأساليب التدريب.
* متى يوصى بإجراء زرع القرنية؟
يُستخدم زرع القرنية في معظم الأحيان لاستعادة القدرة على البصر لدى شخصٍ يعاني من قرنيةٍ تالفة. كما يمكن أن يسكّن زرع القرنية الألم أو العلامات والأعراض الأخرى المرافقة لأمراض القرنية، ويمكن معالجة عددٍ من الحالات من خلال زرع القرنية، وهي تتضمن:
- نتوء القرنية إلى الخارج (القرنية المخروطية).
- حثل فوكس (Fuchs' corneal dystrophy).
- ترقق القرنية.
- تندّب القرنية الناجم عن العدوى أو الإصابة.
- غشاوة (عتامة) القرنية.
- تورم القرنية.
- قرحات القرنية، بما فيها تلك الناجمة عن العدوى.
- المضاعفات الناجمة عن الجراحة السابقة للعين.
* مخاطر زرع القرنية
إن زرع القرنية إجراءٌ آمنٌ إلى حدّ ما. وعلى الرغم من ذلك، فإنه يحمل بالتأكيد خطورةً بسيطةً لحدوث مضاعفاتٍ خطيرةٍ من قبيل ما يلي:
- عدوى العين.
- إعتام عدسة العين.
- المياه الزرقاء.
- مشكلات في الغرزات المستخدمة لتثبيت قرنية المتبرع.
- رفض قرنية المتبرع.
- تورم القرنية.
* علامات رفض القرنية
يمكن أن يهاجم الجهاز المناعي في جسمك - في بعض الحالات - القرنية المتبرع بها على أنها جسم غريب. ويسمى ذلك بالرفض، وقد يتطلب العلاج الطبي أو زرع قرنيةٍ أخرى. وتشمل علامات الرفض التي تحدث لدى نحو 20 بالمائة من عمليات زرع القرنية ما يلي:
- فقدان الرؤية.
- الألم.
- الاحمرار.
- الحساسية من الضوء.
* تحضيرات قبل إجراء زرع القرنية
ستخضع لما يلي قبل جراحة زرع القرنية:
- فحص شامل للعين، للبحث عن الحالات التي قد تسبب مضاعفاتٍ بعد الجراحة.
- قياسات العين، لتحديد الحجم الذي تحتاجه للقرنية المتبرع بها.
- مراجعة لكل الأدوية والمكملات الغذائية التي تتناولها.
- معالجة مشكلات العين الأخرى، مثل العدوى أو الالتهاب.
* الحصول على قرنية متبرع
تتوفر معظم القرنيات التي تُستخدم في عمليات زرع القرنية من متبرعين متوفين. وعلى النقيض من أعضاء أخرى، مثل الكبد والكلى، لا يلزم الأشخاص الذين يحتاجون إلى زرع القرنية بصفة عامةٍ الانتظار لمدةٍ طويلة. ويعود ذلك إلى أنّ الكثير من الأشخاص يوصون على وجه الخصوص بإتاحة قرنياتهم للتبرع بعد وفاتهم، ما لم يكونوا مصابين بحالاتٍ محددة، ولذلك يتوفر الكثير من القرنيات للزرع مقارنة بغيرها من الأعضاء.
وربما لا تُستخدم القرنيات المأخوذة من متبرعين كانوا يعانون من العديد من الحالات، مثل بعض حالات الجهاز العصبي المركزي والعدوى، ومن الأشخاص الذين خضعوا لجراحاتٍ سابقةٍ في العين، أو المصابين بحالات مرضية في العين، أو من أشخاص توفوا لسبب غير معروف.
* كيفية إجراء زرع القرنية
في يوم زرع القرنية، سيتم إعطاؤك مسكنًا لمساعدتك في الاسترخاء، إضافةً إلى مخدرٍ موضعيٍ لتخدير العين. ولن تخلد إلى النوم أثناء العملية، ولا يُتوقع أن تشعر بأي ألم رغم ذلك.
1- أثناء العملية الأكثر شيوعًا (رأب القرنية النافذ)
يشكّل الطبيب شقًا خلال المنطقة كاملة السماكة في القرنية الشاذة أو المصابة لنزع قرصٍ صغيرٍ بحجم الزرّ من نسيج القرنية، حيث يَستخدم أداة شبيهة بأداة تقطيع الكعك (مِنقَب) من أجل إجراء هذا الشقّ الدائري تمامًا. وتوضع القرنية المتبرع بها، والتي تم اقتطاعها بالمقاس الملائم، في الفتحة المشكلة. وبعد ذلك، يَستخدم الجراح خيطًا دقيقًا لغرز القرنية الجديدة في مكانها. ويمكن نزع الغرزات خلال زيارةٍ لاحقةٍ لمتابعة حالتك مع الطبيب.
2- إجراءات زرع جزء من القرنية
في أنواعٍ محددةٍ من مشكلات القرنية، لا يشكل زرع القرنية كاملة السماكة العلاج الأمثل على الدوام. بل قد تُستخدم أجزاء جزئية السماكة (صفائحية) في حالاتٍ محددة. ومن هذه الأنواع ما يلي:
- استبدال الطبقة الداخلية من القرنية. في هذا الإجراء، المسمى بالزرع الصفائحي العميق، يتم استبدال الطبقة الداخلية فقط من طبقات القرنية الخمس، حيث يتم تشكيل شقٍّ صغيرٍ في جانب مقلة العين للسماح بنزع الطبقة الداخلية للقرنية من دون الإضرار بالطبقات الخارجية. ويتم استخدام جزء مأخوذ من متبرعٍ محل الجزء المنزوع.
- استبدال الطبقات السطحية من القرنية. يمكن استبدال الطبقات الخارجية من القرنية والتي أصابها التلف بفعل أمراضٍ وحالاتٍ محددةٍ باستخدام إجراءٍ يسمّى الزرع الصفائحي السطحي. ويمكن نزع هذه الطبقات السطحية واستبدالها بجزء مأخوذ من متبرع.
* توصيات بعد زرع القرنية
- تناول الأدوية، فمن شأن قطرات العين، والأدوية الفموية أحيانًا، والتي تؤخذ بعد زرع القرنية مباشرةً وتستمرّ أثناء فترة التماثل للشفاء أن تساعد في التحكم بالعدوى والتورم والألم.
- ارتداء لاصقة العين، لتحمي العين أثناء فترة تماثلها للشفاء بعد الجراحة.
- حماية العين من الإصابة، والتريث في العودة إلى ممارسة أنشطتك الطبيعية، بما فيها الرياضة. وسوف تحتاج إلى اتخاذ احتياطاتٍ إضافيةٍ لبقية حياتك من أجل تجنب إلحاق الأذى بعينك.
- الخضوع لفحوصات متابعةٍ متكررة للعين يبحث فيها طبيبك عن أي مضاعفاتٍ خلال العام الأول بعد الجراحة.
* نتائج عملية زرع القرنية
1. يستعيد معظم الأشخاص الذين يخضعون لزرع القرنية بصرهم جزئيًا على الأقل. ويعتمد ما يمكنك توقعه بعد زرع القرنية على سبب الجراحة وعلى حالتك الصحية.
2. وتبقى خطورة حدوث مضاعفات ورفض القرنية قائمةً لسنواتٍ بعد زرع القرنية. ولهذا السبب، من المتوقع أن يلزم ذلك متابعة طبيب العيون سنويًا. ويمكن ضبط رفض القرنية في أغلب الأحيان بواسطة الأدوية.
3. قد تحتاج لتصحيح البصر بعد الجراحة، حيث يمكن أن يصبح بصرك بادئ الأمر أسوأ ممّا كان عليه قبل الجراحة، وذلك في فترة تكيّف عينك مع القرنية الجديدة. وقد يستغرق تحسّن بصرك عدة أشهر. وحالما تتعافى الطبقة الخارجي من القرنية - وذلك بعد الجراحة بعدة أسابيع إلى عدة أشهر ـ سوف يعمل طبيبك على إجراء بعض التعديلات التي يمكن أن تحسّن بصرك، ومنها:
- تصحيح عدم الاستواء في القرنية (اللابؤرية)
يمكن أن تؤدي الغرزات التي تُثبِّت قرنية المتبرع في مكانها في عينك إلى انخفاضاتٍ وحدباتٍ في قرنيتك؛ مما يسبّب تشوّش الرؤية لديك في بعض النقاط. وقد يصحح طبيبك جزءًا من ذلك من خلال فكّ بعض الغرزات وشدّ بعضها الآخر.
- تصحيح مشكلات الإبصار
يمكن تصحيح أخطاء الانكسار، مثل قصر النظر وطوله، بواسطة ارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة أو جراحة العين بالليزر في بعض الحالات.
