التهاب الرئة الإشعاعي Radiation pneumonitis هو التهاب يصيب الرئة بسبب العلاج الإشعاعي للصدر. بينما ينتج الالتهاب الرئوي عن بكتيريا أو فيروسات، يحدث الالتهاب الرئوي بسبب مادة مهيجة تشبه الحساسية. في حين يحدث الالتهاب الرئوي الإشعاعي لبعض الأشخاص بعد أن يتلقوا العلاج الإشعاعي على الرئتين أو منطقة الصدر. يصاب ما بين 5 و15 بالمائة من الأشخاص الذين يتلقون العلاج الإشعاعي لسرطان الرئة بالتهاب رئوي. لكن يمكن لأي شخص يتلقى العلاج الإشعاعي للصدر أن يصاب به. سنتعرف إلى هذا المرض أكثر في هذا المقال وكيفية علاجه وسُبل الوقاية منه.
فترة تشكل التهاب الرئة الإشعاعي
يتطور هذا المرض بشكل شائع خلال ما بين شهر وثلاثة أشهر بعد انتهاء العلاج، ولكن يمكن أن يحدث خلال 6 أشهر بعد العلاج. يمكن أن يؤدي الالتهاب الرئوي المزمن إلى تندب دائم في الرئتين (يسمى التليف الرئوي).
ما هي أسباب التهاب الرئة الإشعاعي ؟
يعمل العلاج الإشعاعي عن طريق قتل الخلايا السرطانية أو إتلافها. خلال هذه العملية، يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تهيج البُنى الأخرى، بما في ذلك الخلايا والأنسجة غير السرطانية. في حالة الالتهاب الرئوي الإشعاعي، فإنه يسبب التهاب الأكياس الهوائية الصغيرة، التي تُسمى الحويصلات الهوائية، في رئتيك. هذا الأمر يجعل من الصعب على الأكسجين المرور عبر الحويصلات الهوائية إلى مجرى الدم.
يمكن أيضًا أن تزيد بعض أدوية العلاج الكيميائي مثل: بليوميسين (بلينوكسان) وسيكلوفوسفاميد (بروسيتوكس) وكارموستين (BiCNU، BCNU)، من خطر الإصابة بالتهاب رئوي إشعاعي إذا تم إعطاؤه مع العلاج الإشعاعي.
ما هي أعراض التهاب الرئة الإشعاعي ؟
تشمل الأعراض الرئيسية للالتهاب الرئوي الإشعاعي ما يلي:
- الشعور باحتقان صدرك.
- أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا.
- حُمى.
- ألم في الصدر.
- ضيق التنفس مع النشاط أو الراحة، والذي يزداد سوءًا مع مرور الوقت.
- السعال الجاف المستمر، والذي قد يتراوح من الخفيف إلى الحاد.
- زيادة كميات البلغم التي قد تحتوي على دم أو لا.
- آلام في العضلات.
- زيادة الضعف.
هذه الأعراض تشبه إلى حد بعيد أعراض الالتهاب الرئوي وسرطان الرئة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب العلاج الإشعاعي آثارًا جانبية مماثلة، حتى للأشخاص الذين لا يصابون بالتهاب رئوي إشعاعي. نتيجة لذلك، يتجاهل العديد من الأشخاص هذه الأعراض ولا يتلقون العلاج.
إذا خضعت للعلاج الإشعاعي خلال الأشهر القليلة الماضية ولاحظت هذه الأعراض، فأخبر طبيبك في أقرب وقت ممكن.
هل هناك عوامل خطر لالتهاب الرئة الإشعاعي؟
بعض الناس أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالالتهاب الرئوي الإشعاعي بعد العلاج الإشعاعي. يتمثل العامل الأكبر في حجم المنطقة التي تتلقى العلاج الإشعاعي. كلما كبرت المنطقة، زاد خطر الإصابة بالتهاب رئوي إشعاعي. ومع ذلك، فإن بعض تقنيات الإشعاع الأحدث المدعومة بالحاسوب تقلل من هذا الخطر عن طريق توصيل الإشعاع بشكل أكثر دقة.
تشمل الأشياء الأخرى التي يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة ما يلي:
- تلقي جرعات أعلى من الإشعاع.
- ضعف وظائف الرئة قبل العلاج.
- الإناث أكثر من الذكور.
- التدخين.
- مدة العلاج الطويلة.
- تعرض كمية أكبر من أنسجة الرئة للإشعاع.
- العلاج الإشعاعي السابق أو إصابة الرئة.
- العلاجات الحديثة أو الحالية، مثل العلاج الكيميائي.
وتوجد عوامل أخرى قد تزيد من فرص الإصابة بالالتهاب الرئوي الإشعاعي:
- التقدم في العمر وخاصة فوق 65 سنة.
- اضطرابات الرئة الأخرى التي تمنع تبادل الغازات، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول أدوية العلاج الكيميائي أثناء تلقي العلاج الإشعاعي يمكن أن يزيد أيضًا من مخاطر الإصابة. تشمل أدوية العلاج الكيميائي التي قد تزيد من خطر الإصابة ما يلي:
- الأكتينوميسين د
- سيكلوفوسفاميد
- فينكريستين
- بليوميسين
- ميثوتريكسات
- ميتوميسين
- دوكسوروبيسين
كيف يتم تشخيص التهاب الرئة الإشعاعي؟
يصعب تمييز الالتهاب الرئوي الإشعاعي عن الحالات الأخرى، بما في ذلك الالتهاب الرئوي وسرطان الرئة نفسه. لا يوجد اختبار لتحديد ما إذا كان الشخص مصابًا به أم لا، لذلك من المرجح أن يبدأ الطبيب باستبعاد الأسباب الأخرى قبل إجراء التشخيص. للقيام بذلك، سوف يحتاج إلى إجراء بعض الاختبارات الإضافية، بما في ذلك:
- الأشعة السينية للصدر. يمنح هذا الاختبار الطبيب نظرة أساسية عن الرئتين. غالبًا ما يتسبب التهاب الرئة الإشعاعي في ظهور منطقة غائمة في الأشعة السينية على الصدر.
- فحص الصدر بالأشعة المقطعية. توفر هذه الأشعة السينية الموجهة بالحاسوب صورة ثلاثية الأبعاد للرئتين، والتي يمكن أن تقدم معلومات إضافية لا تستطيع الأشعة السينية تقديمها.
- فحص الصدر بالرنين المغناطيسي. يوفر التصوير بالرنين المغناطيسي صورة مفصلة للغاية يمكن للطبيب استخدامها لإلقاء نظرة أفضل على أي شيء وجدوه أثناء التصوير بالأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب. تعد فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي مفيدة بشكل خاص للتمييز بين الالتهاب الرئوي والتغيرات في الأورام السرطانية.
- اختبار وظائف الرئة. يستخدم هذا الاختبار مقياس التنفس لقياس كمية الهواء التي تدخل وتخرج من الرئتين. إنه يعطي الطبيب فكرة أفضل عن مدى جودة عمل الرئتين.
- تحاليل الدم. للبحث عن علامات العدوى أو عدم التوازن في الدم.
- مسحات لاختبار الإفرازات في الحلق. للبحث عن العدوى.
- زرع البلغم. للبحث عن العدوى.
كيف يتم التعامل مع التهاب الرئة الإشعاعي؟
يعتمد علاج الالتهاب الرئوي الإشعاعي على مدى خطورة الحالة. بالنسبة لمعظم الناس، تختفي الأعراض من تلقاء نفسها في غضون 7 إلى 10 أيام من الظهور. ومع ذلك، تتطلب الحالات الأكثر خطورة علاجًا شديدًا.
العلاج الأكثر شيوعًا لالتهاب الرئة الحاد هو تناول الكورتيكوستيرويدات لفترة طويلة، مثل بريدنيزون. هذه أدوية قوية مضادة للالتهابات يمكن أن تقلل الالتهاب في الرئتين عن طريق قمع جهاز المناعة لديك.
ضع في اعتبارك أن هذا يمكن أن يزيد أيضًا من خطر الإصابة بعدوى، لذلك قد يقدم الطبيب نصيحة إضافية لحماية المريض من العدوى أثناء تناولها.
اعتمادًا على الأعراض، قد يحتاج المريض أيضًا إلى العلاج بالأكسجين لتحسين التنفس. يتضمن ذلك إعطاء أكسجين إضافي من خلال قناع الوجه أو أنابيب صغيرة من خلال الأنف.
تشمل العلاجات الأخرى للالتهاب الرئوي الإشعاعي ما يلي:
- مزيلات الاحتقان.
- موسعات الشعب الهوائية.
- العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs).
- مضادات السعال للسيطرة على السعال.
- يمكن لبعض أدوية العلاج الكيميائي أن تجعل الالتهاب الرئوي أسوأ. قد تحتاج إلى تغيير الأدوية أو خطة العلاج الحالية الخاصة بك.
- ستتم أيضًا مراقبة وظائف الرئة بانتظام للبحث عن التغييرات.
يمكن أيضًا تجربة ما يلي للمساعدة في إدارة الأعراض:
- استرح إذا شعرت بضيق في التنفس.
- اشرب المزيد من السوائل واستخدم مبخر الهواء البارد أو المرطب للحفاظ على رطوبة الهواء.
- استخدم وسادة إضافية لرفع رأسك وجسمك العلوي أثناء الراحة أو النوم.
- تجنب الخروج في الهواء الطلق في الأيام الحارة والرطبة أو الأيام شديدة البرودة (التي قد تهيج الرئتين).
- ارتدِ ملابس علوية فضفاضة وخفيفة وتجنب أي شيء ضيق حول الرقبة، مثل ربطات العنق أو أطواق القميص.
ما هي مضاعفات التهاب الرئة الإشعاعي؟
يمكن أن تكون للالتهاب الرئوي الإشعاعي بعض الآثار الدائمة، خاصة في الحالات الشديدة التي لا يتم علاجها. بمرور الوقت، يمكن أن يتطور إلى تليف إشعاعي إذا لم تتحسن الأعراض. يشير هذا إلى تندب دائم في أنسجة الرئة. يبدأ عادةً في الحدوث خلال ما بين 6 و12 شهرًا بعد العلاج الإشعاعي، ولكن قد يستغرق ما يصل إلى عامين حتى يتطور بشكل كامل.
تتشابه أعراض التليف الإشعاعي مع أعراض الالتهاب الرئوي، لكنها عادة ما تكون أكثر حدة. إذا كنت مصابًا بالتهاب رئوي إشعاعي يبدو وكأنه يزداد سوءًا، فقد يبحث طبيبك عن علامات التليف.
ما هي إمكانية التعافي من التهاب الرئة الإشعاعي؟
يتعافى معظم الأشخاص من الالتهاب الرئوي الإشعاعي في غضون أسبوع أو أسبوعين. إذا كنت بحاجة إلى تناول الكورتيكوستيرويدات، فقد تلاحظ انخفاضًا كبيرًا في الأعراض خلال يوم أو يومين.
أثناء التعافي، هناك أيضًا أشياء يمكنك القيام بها للمساعدة في إدارة الأعراض، بما في ذلك:
- شرب الكثير من السوائل للحفاظ على رطوبة الحلق.
- استخدام المرطب لإضافة الرطوبة إلى الهواء.
- النوم على وسائد إضافية لرفع الجزء العلوي من جسمك وجعل التنفس أسهل.
- البقاء بالداخل في الأيام شديدة البرودة أو الحارة والرطوبة، ما قد يؤدي إلى تهيج الرئتين.
- استرح بمجرد أن تشعر بضيق في التنفس.
سُبل الوقاية من التهاب الرئة الإشعاعي
يتم قياس الإشعاع بعناية لإيصال أقل كمية من الإشعاع إلى أصغر مساحة من الأنسجة أثناء فعاليتها. كلما تم التعرف إلى الأعراض المبكرة ومعالجتها، كانت النتائج أفضل. من المهم مراقبة أي آثار جانبية للعلاج الإشعاعي.
الخلاصة
يُعد الالتهاب الرئوي الإشعاعي خطرًا على أي شخص يخضع للعلاج الإشعاعي للصدر. بينما يتم حل العديد من الحالات في غضون أسبوع أو أسبوعين، يصبح بعضها في النهاية تليفًا إشعاعيًا، ما يسبب ندبات دائمة.
إذا كنت قد خضعت أخيرًا للعلاج الإشعاعي أو كنت تخطط لذلك، فتأكد من معرفتك بكيفية التعرف إلى أعراض الالتهاب الرئوي الإشعاعي حتى تتمكن من بدء العلاج في أقرب وقت ممكن إذا كنت بحاجة إليه.
المصادر
What Is Radiation Pneumonitis and How Is It Treated?
Radiation pneumonitis | Radiology Reference Article
