احتراق اللسان حدث عرَضي شائع، ففي كثير من الأحيان قد لا تنتبه إلى أن البخار لا يزال يتصاعد من طبقك أو مشروبك، أو قد تشعر بالجوع الشديد بحيث تبدأ في تناول الطعام بسرعة دون الانتباه إلى درجة سخونته، ومن المرجح أن يصاب لسانك وقتها بالحروق، ولكن ماذا تفعل إذا تعرض لسانك لمثل هذه الحروق؟ يقول الأطباء إن حروق اللسان الطفيفة عادة لا تتطلب العلاج، ولكنها قد تكون مزعجة للشخص، وقد تؤثر على الإحساس باللسان، فقد تشعر أن اللسان أصيب بالخدر. في هذا المقال سنتعرف معًا على درجات حروق اللسان وكيفية التخفيف من الألم المصاحب لحرق اللسان.
درجات حروق اللسان
يحتوي اللسان على أنسجة رقيقة تساعدك على تذوق الطعام اللذيذ بشكل جيد والاستمتاع به، ولكنها أيضاً تجعل اللسان حساساً لدرجات الحرارة العالية، وتجعل من السهل احتراق اللسان وإصابته بالحروق بدرجات مختلفة، ويجب أن تكون على دراية بدرجات الحروق من الدرجة الأولى والثانية والثالثة لتحديد شدة تلف الأنسجة. تكون حروق الدرجة الثالثة هي الأكثر خطورة، ويتم تصنيف حروق اللسان كما يلي:
- حروق اللسان من الدرجة الأولى: هذا النوع من الحروق هو الأكثر شيوعاً، ويؤثر فقط على الطبقة السطحية من الأنسجة، وقد يبدو اللسان وردياً أو أحمر، ويكون ساخناً، وقد يحدث فيه تورم أو ألم خفيف.
- حروق اللسان من الدرجة الثانية: تتجاوز الحروق الطبقة العليا من الأنسجة، وتكون مؤذية أكثر من حروق الدرجة الأولى، إذ يتحول فيها اللسان إلى اللون الوردي أو الأحمر، ويكون ساخناً ومتورماً، وقد تظهر على اللسان بعض البثور.
- حروق اللسان من الدرجة الثالثة: وهي الأكثر خطورة لأنها تؤثر على الأنسجة العميقة، واحتراق اللسان من الدرجة الثالثة يجعله يظهر باللون الأسود أو الأبيض، ويمكن أن تسبب هذه الحروق إما الخدر أو الألم المبرح.
وقد يؤدي احتراق اللسان إلى تضاؤل حاسة التذوق لديك (بشكل مؤقت)، أو اختفائها تماماً إذا تعرض اللسان لحروق بالغة، وذلك لأن براعم التذوق تقع بين نتوءات اللسان (الحليمات) التي تغطي اللسان بشكل كامل، وعند احتراق هذه النتوءات قد تختفي عن اللسان مما يجعله يبدو أملساً وغير طبيعي، وفي حال اعتقدت أنك تعرَّضت لحروق اللسان من الدرجة الثانية أو الثالثة فيجب الحصول على الرعاية الطبية، لأن الحروق من هذا النوع قد تكون خطيرة جداً، ولا يمكنك علاجها بنفسك وقد تسبب مضاعفات.
وفي حال كنت غير متأكد من درجة الحروق التي تعرَّض لها لسانك فيجب أن تطلب الرعاية الطبية، أو تلجأ إلى قسم الطوارئ في أقرب مستشفى أو مركز طبي للحصول على التشخيص والإسعافات الأولية المطلوبة. ولحسن الحظ؛ فإن معظم حروق اللسان تكون غالباً من الدرجة الأولى، ويمكن علاجها في المنزل.
تخفيف ألم احتراق اللسان
غالباً ما تكون أغلب حروق اللسان من الدرجة الأولى، وهي ليست من الحالات الخطيرة، ويمكن علاجها والتخفيف من ألمها في المنزل دون الحاجة إلى الطبيب، وفي حروق الدرجة الأولى قد تعاني من الاحمرار والألم الخفيف وبعض التورم. إليك بعض النصائح لتخفيف الألم وتسريع الشفاء:
- شرب المياه الباردة وتناول الأطعمة الباردة: عليك الالتزام بالمشروبات والأطعمة الباردة اللطيفة التي لا تسبب التهيج في الأيام القليلة الأولى بعد احتراق اللسان.
- مص رقائق الثلج: في حال لم يكن الجو بارداً جداً يمكنك استخدام رقائق الثلج للتخفيف من التورم والألم.
- تغطية اللسان بالحليب أو السكر أو العسل: يُعرف أن الحليب يساعد على تقليل الحرارة في حالات الحروق، كما أن العسل له خصائص مضادة للالتهابات والميكروبات، ويمكن للسكر أيضاً تخفيف الألم.
- تناول مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية (OTC): يمكنك تناول مسكنات الألم البسيطة إذا كنت تعاني من كثير من الألم والتورم، وتشمل هذه المسكنات الأسيتامينوفين (Tylenol®) أو الأيبوبروفين (Advil®) أو مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الأخرى المتاحة دون وصفة طبية.
- شطف الفم بالماء المالح: الشطف بالماء المملح يعطي نتائج فعالة، فهو يمكن أن يخفف من آلام اللسان، ويقلل من خطر العدوى، ويجب أن تتجنب غسول الفم الذي يحتوي على الكحول لأنه يمكن أن يهيج اللسان المحترق ويفاقم الألم.
- استخدام الفيتامين (E): إذا كنت ترغب في تعزيز وتسريع عملية الشفاء فيمكنك عصر كبسولة سائلة تحتوي على 1000 وحدة دولية من الفيتامين (E) على اللسان مباشرة.
- العناية بنظافة الفم جيداً: تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط يعتبر أمراً مهماً دائماً، ولكن تزداد أهميته عندما يكون لديك جرح أو إصابة في الفم، وذلك لمنع حدوث العدوى خاصة إذا كان لديك جرح مفتوح أو بثرة في الفم.
ضع في اعتبارك أيضاً أنه أثناء التعافي من احتراق اللسان يجب عليك تجنب حدوث تهيج للأنسجة التالفة أو المحترقة في اللسان. ابتعد عن الأطعمة والمشروبات الساخنة، وتجنب استخدام كاشطة اللسان، كما يجب تجنب أي أطعمة حارة أو حامضة، أو الأطعمة التي تحتوي على التوابل التي يمكن أن تسبب تهيج اللسان.
كم يومًا يستمر حرق اللسان؟
تعتمد المدة التي يحتاجها اللسان للتعافي من الاحتراق على شدة الضرر ودرجة الحرق، وفيما إذا كنت تعاني من مضاعفات أم لا، ولكن لحسن الحظ فإن اللسان يتمتع بمرونة فائقة، وخلايا اللسان والفم تتجدد بسرعة، وعادة ما يشفى سريعاً، وعلى الرغم من أن الحروق الشديدة يمكن أن تستغرق وقتاً أطول للشفاء لكن في معظم الحالات يجب أن تتماثل للشفاء خلال أسبوع أو أسبوعين، إذ إن براعم التذوق تتجدد عادة كل أسبوعين، فيمكنك البدء بالاستمتاع بالطعام مرة أخرى بسرعة كبيرة.
وفي حال لاحظت أن اللسان لم يتعاف بعد مرور أسبوعين على احتراق اللسان والأعراض لم تختفِ؛ فمن المهم مراجعة الطبيب أو قسم الطوارئ في الحال، ويجب أيضاً التصرف بسرعة إذا لاحظت أيًا من علامات الإصابة التالية:
- الحمى.
- أي نوع من الإفرازات تخرج من اللسان.
- تفاقم الأعراض مثل زيادة الاحمرار أو التورم أو الألم أو التنميل.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
ماذا تفعل عند احتراق اللسان؟
يجب الحفاظ على نظافة الفم الجيدة وشطف الفم بماء البابونج البارد واستخدام الميرمية كعلاج عشبي، وتجنب التدخين، ويمكن وضع العسل على مكان الحروق للتخفيف من الألم والتورم.
ما الذي يهدئ اللسان المحترق؟
أفضل شيء لتهدئة اللسان المحترق هو الأطعمة والمشروبات الباردة، وأهمها اللبن والحليب البارد والماء البارد، وفي حال استمرار الألم يمكن تناول مسكنات الألم البسيطة التي لا تحتاج إلى وصفة طبية.
كيف تتخلص من حرارة اللسان؟
يمكن أن يساعد الماء البارد في تهدئة تهيج اللسان، لذا يمكن أن يساعد شرب كوب من الماء البارد في خفض درجة حرارة اللسان المحترق والحفاظ على رطوبة الفم.
نصيحة من موقع صحتك
لا يوجد حل سحري سريع في حالة احتراق اللسان، إذ إن الاستعجال في تناول الطعام وهو ساخن قد ينغص عليك المتعة في تناول باقي الوجبة، وعندما يكون حرق اللسان شديداً يمكن أن يحرمك ذلك من الاستمتاع بالطعام لفترة من الوقت، ولكن عليك الاطمئنان لأن معظم هذه الإصابات تشفى من تلقاء نفسها في المنزل، فقط ننصحك بالمحافظة على نظافة فمك، وتجنب أي مشروبات أو أطعمة ساخنة أو حامضة أو تحتوي على توابل حارة، ويمكن تهدئة الأعراض بالأطعمة والمشروبات الباردة، ويمكن تناول مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية في حال احتجت إليها، ولا تتردد في طلب المساعدة الطبية في حال استمرت الأعراض أو تفاقمت.
