* كيف تحدث متلازمة الأنف الفارغ؟
لا يلاحظ معظم الناس أن الحاجز الأنفي منحرف عن المركز، ومع ذلك، يكون الحاجز لدى بعض الأشخاص، بعيداً عن خط منتصف الأنف لدرجة أنه يسبب مشاكل عند محاولة التنفس من خلال أنوفهم، وغالباً ما يؤدي إلى التهابات الجيوب الأنفية المتكررة، وهذه الحالة تسمى "الحاجز المنحرف"، وفي بعض الأحيان، يعاني الشخص المصاب بانحراف الحاجز من تربينات متضخمة، وهي عبارة عن أنسجة رخوة داخل جدار الأنف. يمكن أن يؤدي ذلك إلى منع تدفق الهواء وتقليل قدرة الشخص على التنفس.جراحة الحاجز الأنفي وخفض التربينات هي العمليات الجراحية المستخدمة لتصحيح الحاجز المنحرف والتربينات المتضخمة، على التوالي. عادة ما تكون هذه العمليات الجراحية روتينية، ويتعافى الناس تماماً منها. يمكن القيام بها لتحسين مشاكل التنفس الناتجة عن انحراف الحاجز الأنفي، مثل توقف التنفس أثناء النوم وتدفق الهواء غير الطبيعي.
ومع ذلك، في بعض الحالات، يعاني بعض الناس من تدهور التنفس بعد فتح الممرات الأنفية بالجراحة. قد تظهر أعراض جسدية أخرى وحتى أعراض نفسية، مما يقلل من جودة حياة الشخص بشكل عام. إحدى هذه الحالات يسمى "متلازمة الأنف الفارغ".
في حين أن العديد من الأطباء ليسوا على درايةٍ تامة بهذه الحالة ولا يفهمون أفضل السبل لعلاجها أو تشخيصها، فقد أحرز بعض الأطباء تقدماً في التحقيق في هذه الحالة.
* ما هي أعراض متلازمة الأنف الفارغ؟
تشمل أعراض متلازمة الأنف الفارغ ما يأتي:- صعوبة التنفس عن طريق الأنف.
- إحساس متكرر بالغرق.
- ضيق التنفس، أو الحاجة إلى تنفس الهواء.
- جفاف الأنف وتقشره.
- صداع في الرأس.
- نزيف في الأنف.
- انخفاض تدفق الهواء.
- دوخة.
- انخفاض حاسة الشم أو الذوق.
- نقص المخاط.
- عودة التنقيط السميك من الأنف إلى الحلق.
- خفقان القلب.
- تورم وألم في الأنف.
- التعب، الذي يسبب أحياناً اضطرابات النوم والنعاس أثناء النهار بسبب انخفاض تدفق الهواء عبر ممرات التنفس.
- الشعور بأن الهواء المستنشق جاف جداً أو بارد جداً.
- انسداد الأنف مع خلو الممرات.
قد تظهر أعراض نفسية مثل القلق والاكتئاب قبل الجراحة أو تبدأ في الوقت نفسه الذي تظهر فيه أعراض متلازمة الأنف الفارغ. من الشائع أيضاً أن يعاني الأشخاص المصابون بالمتلازمة من صعوبة في التركيز على المهام اليومية لأن حالتهم تشتت انتباههم.
* ما الذي يسبب متلازمة الأنف الفارغ؟
الأطباء ليسوا متأكدين تماماً من سبب تأثير متلازمة الأنف الفارغ على بعض الأشخاص الذين خضعوا لعملية رأب الحاجز الأنفي دون غيرهم.
لكن بحثاً جديداً يشير إلى أن متلازمة الأنف الفارغ تنجم عن استشعار الجسم لمستويات مختلفة من الضغط وربما أيضاً درجة الحرارة في كل من تجاويف الأنف، وقد يجعل ذلك من الصعب عليك الشعور أثناء التنفس.
قد يوجد ضغط الأنف أو مستقبلات درجة الحرارة على التربينات. يُعتقد أن الجراحة تعطل هذه المستقبلات وتتسبب في فقدان بعض الأشخاص لقدرتهم على الإحساس بالتنفس الأنفي.
يزداد الإحساس سوءاً بسبب زيادة حجم الهواء المتدفق عبر تجويف الأنف المتضخم.
علاوة على ذلك، يمكن للجراحة إزالة بعض مخاط الأنف، وهو أمر مهم لتنظيم البكتيريا المفيدة في أنفك. بدونها، قد تفقد البكتيريا الجيدة وتكتسب البكتيريا الضارة. عندما تستعمر البكتيريا الضارة أنفك، يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أعراض متلازمة الأنف الفارغ.
* كيف يتم تشخيص متلازمة الأنف الفارغ؟
متلازمة الأنف الفارغ غير معترف بها رسمياً كحالة طبية، وقد بدأ العلماء دراستها للتو. لم يجر تطوير اختبارات روتينية موثوقة لتشخيص متلازمة الأنف الفارغ. وإنما سيشخصها بعض متخصصي الأنف والأذن والحنجرة بناءً على أعراض الشخص وعن طريق فحص تلف المحارة بالأشعة المقطعية، ويمكن أيضاً اختبار تدفق الهواء في الممر الأنفي للشخص. قد يجد الأخصائي أن أنف الشخص مفتوحة تماماً، مما يتسبب في انخفاض معدل تدفق الهواء.لكن معدل تدفق الهواء المنخفض يمكن أن يكون سببه حالات أخرى. يجب تقييم الصحة التنفسية الكلية للشخص قبل أن يصل الطبيب إلى تشخيص متلازمة الأنف الفارغ.
وقد يصعب، في كثير من الأحيان، إجراء التشخيص السريري بسبب الارتباط الضعيف بين النتائج الذاتية والموضوعية.
إذا اشتبه الطبيب في متلازمة الأنف الفارغ، يجوز له إجراء اختبار القطن. حيث توضع قطعة صغيرة من القطن الرطب في مكان وجود المحارة. إذا كان يوفر الراحة، فقد يكون الشخص يعاني من متلازمة الأنف الفارغ. ومع ذلك، فإن اختبار القطن ليس أداة تشخيصية معترفا بها، ولا ينبغي أن يحل محل التشخيص الكامل.
* كيف تعالج متلازمة الأنف الفارغ؟
يمكن أن يكون للعلاج عدة أهداف منها:- ترطيب الممرات الأنفية.
- قتل البكتيريا السيئة في الأنف.
- زيادة حجم الأنسجة المحارة المتبقية في محاولة لزيادة ضغط الهواء في الأنف.
- استخدام مرطب في منزلك.
- استخدام المضادات الحيوية في الأنف لقتل البكتيريا الضارة.
- وضع الكريمات الهرمونية داخل الأنف لزيادة حجم الأنسجة المحارة.
- تناول السيلدينافيل (الفياغرا) ومثبطات الفوسفوديستيراز الأخرى، والتي يمكن أن تزيد من احتقان الأنف.
- النوم مع استخدام جهاز ضغط المسالك الهوائية الإيجابي المستمر الذي يساعد على التنفس.
يمكن أيضاً أن يؤدي استخدام جهاز ترطيب الهواء باستمرار إلى تخفيف الأعراض. تساعد إضافة الرطوبة إلى الهواء الأشخاص على التنفس بسهولة أكبر ويمكن أن تسمح للجسم بالحصول على المزيد من الأوكسجين.
مع أنه قد يكون غير ممكن بالنسبة للعديد من الأفراد، إلا أن الانتقال بشكل دائم إلى مناخ دافئ ورطب يمكن أن يخفف أيضاً من أعراض متلازمة الأنف الفارغ.
توجد أيضاً بعض الخيارات الجراحية للأشخاص الذين يعانون من متلازمة الأنف الفارغ. عادةً ما تتضمن الجراحة استخدام غرسات من الأنسجة أو مادة أخرى لزيادة حجم المحارة المتبقية في الأنف. إذا لم يكن ذلك ممكناً، فقد يحاول الأطباء زرع مادة في مناطق أخرى من الأنف.
قد تساعد هذه الأنواع من العمليات الجراحية في موازنة تدفق الهواء في الممرات الأنفية. ومع ذلك، فإن الغرسات غير الطبيعية لها تأثير ضئيل على الرطوبة أو وظائف التربينات الأخرى. يجري البحث عن خيارات جراحية إضافية، مثل حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية.
* النظرة المستقبلية لعلاج متلازمة الأنف الفارغ
لا تزال متلازمة الأنف الفارغ غير مفهومة تماماً، لكن الباحثين يحرزون تقدماً في فهم أسبابها بشكل أفضل. وقد دفعهم هذا إلى السعي وراء علاجات أكثر فعالية.العلاجات الحالية فعالة في تقليل أعراض المتلازمة، والمفتاح هو العثور على طبيب تثق به يعالج الحالة.
* الخلاصة
متلازمة الأنف الفارغ هي اضطراب نادر يصيب الأنف والممرات الأنفية. سيكون لدى الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة ممرات أنف طبيعية ونقية، ومع ذلك سيواجهون مجموعة واسعة من الأعراض.تعتبر متلازمة الأنف الفارغ أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين خضعوا لجراحة الأنف، مثل استئصال التربينات.
قد يكون من الصعب تشخيص وعلاج حالات متلازمة الأنف الفارغ، وتختلف التوقعات بناءً على الفرد. يمكن العثور على راحة معتدلة من خلال الجراحة أو الأدوية. يمكن أن يساعد التحكم في الأعراض قدر الإمكان في تحسين نوعية حياة الشخص.
المصادر
Empty Nose Syndrome
Empty nose syndrome- PubMed
What to know about empty nose syndrome?