كان طفلي، البالغ من العمر خمسة أعوام، يحب وقت الاستحمام واللعب بالماء، ولم يكن يقاوم أبدًا فكرة الاستحمام واللعب بفي الحمام. لكن بعد ذلك، أصبح وقت الاستحمام صعبا بعض الشيء، ثم بدأ النفور يزداد شيئا فشيئا حتى وصل الأمر إلى البكاء والصراخ ومحاولة الهروب والاختباء، ثم تحولت نوباته ودموعه إلى نوبات غضب وخوف، وتحول وقت الاستحمام كابوساً لا يمكنني تحمله، ولم تكن لدي أي فكرة عما يمكن أن يكون السبب في ذلك وكيف يمكنني التعامل مع الموضوع.
أسباب خوف الأطفال من الاستحمام
قد يكون خوف الطفل من الماء مُجرّد عادة طبيعية، وقد يفسرها الأهل بأنها سلوك سيئ. لكن، في بعض الأحيان، قد يكون السبب ناتج عن واحد أو أكثر من الأسباب التالية:
- رؤية حادثة أمامهم مثل الاختناق بالماء أو حرق بماء حار، أو رؤية منام أو شيء من هذا القبيل في التلفاز أو الشاشات.
- يلجأ الكثير من الأهل إلى استخدام كلمة "لا تخف" أثناء تحميم الطفل، وهذه الطريقة تدفع الطفل إلى فَهْم أنّ هناك شيئاً ما سيؤذيه، ما ينتج لديه الخوف من الماء.
- لا يحب الطفل الاستحمام لأنه عادة يعمل شيئا ما ولا يريد المقاطعة، فهو يجد صعوبة في تغيير النشاط.
- الخوف من وقت النوم، والذي يحدث غالبًا بعد وقت الاستحمام مباشرةً.
- الخوف من الحشرات في الحمام (حتى تلك النقاط السوداء الصغيرة في حوض الاستحمام أو الجدران قد يعدّها الطفل حشرات صغيرة).
- الخوف من الماء.
- القضايا الحسية المتعلقة بدرجة حرارة الماء أو صوت الماء المتدفق في الحمام.
- الخوف من دخول الصابون إلى عيونهم.
- الخوف من الانزلاق في حوض الاستحمام.
- الخوف من الانزلاق في البالوعة.
- قد يشعر الأطفال الصغار بعدم الأمان في الحمام، فهم لا يحبون تغير درجة الحرارة أو الشعور بالطفو.
كيف تتعامل مع خوف طفلك من الاستحمام؟
عندما يخاف الطفل بشدة من الاستحمام، فمن الأفضل أن تأخذ مخاوفه على محمل الجد. وليست هناك حاجة لإجباره على الاستحمام إذا كان مستاء. بدلاً من ذلك، يمكنك مساعدة طفلك على الشعور بالأمان من خلال اتباع النصائح التالية:
- ابدأ وقت الاستحمام بتجربة الصابون والماء على وجهك أو يديك، لكي يعرف الطفل أنه لا داعي للقلق وأن الماء والصابون لن يتسببا له بالأذى.
- محاولة غناء أغنية خاصة للاستحمام.
- تأكد من أن الماء قريب من درجة حرارة الجسم.
- حافظ على التواصل البصري مع طفلك.
- تحدث إلى طفلك عما يحدث أثناء وقت الاستحمام.
- أدخل طفلك الحمام ببطء، على سبيل المثال، عن طريق جلوس طفلك في حوض فارغ ومنحه بعض الوقت ليلهو ويلعب بإسفنجة الاستحمام والماء، وبعد ذلك يمكنك محاولة إضافة القليل من الماء والصابون.
- استحم مع طفلك، يمكنك وضع طفلك بين رجليك أو حتى في حجرك حتى يشعر بالأمان.
- استخدم حصيرة أو ملصقات مانعة للانزلاق في قاع الحمام، فقد يساعد ذلك في حل مخاوف طفلك من الانزلاق تحت الماء.
- أخرج طفلك من الحمام قبل سحب القابس، فقد يكون صوت المياه المتدفقة في البالوعة مخيفًا جدًا لبعض الأطفال.
- إذا كان طفلك قلقًا بشأن دخول الشامبو في عينيه، فجرب قبعة استحمام مصممة خصيصًا تعمل على إبقاء الفقاعات والماء بعيدًا عن أعين الأطفال. حتى إن بعض الأطفال يحبون ارتداء نظارات السباحة! ومن الجيد أيضًا استخدام شامبو الأطفال والرضع، حيث تقل احتمالية إلحاق الضرر والتدميع بعيون الصغار.
وإذا لم تنجح الأساليب أعلاه، فحاول ما يلي:
- الاستحمام مع طفلك، واحمل طفلك بين ذراعيك أو أجلسه على أرضية الحمام مع رش الماء بعيدًا عنه.
- اشترِ ألعابًا خاصة للاستحمام فقط، مثل الألعاب المطاطية كالبط، ويمكن شراء غسول الفقاعات أيضا.
- اغسل الأشقاء الصغار معا، يمكن للأطفال ارتداء ملابسهم الداخلية أو لباس السباحة واللعب معا في الحمام، وعندما يرى الطفل الخائف أن أشقاءه يستمتعون بالحمام، سيزول الخوف أو يقل حتما.
- استخدم وقت الاستحمام كفرصة لقضاء الوقت مع طفلك، غنِ الأغاني واقرأ القصص والعب الألعاب أثناء الاستحمام.
- دع طفلك يدرب لعبته على الاستحمام، وهذا ممتع ويمكن أن يساعد أيضًا على توضيح مفهوم الاستحمام أو السباحة.
- إذا كان طفلك كبيرًا بما يكفي، فدعه يختار منشفة ناعمة ملونة للاستحمام فقط. أو استخدم الصابون أو الشامبو المناسب للأطفال برائحة يحبها طفلك.
- حاول تغيير الوقت من اليوم الذي تحمم فيه طفلك، حيث يستمتع بعض الأطفال بالاستحمام أكثر في الصباح، عندما لا يكونون متعبين.
المصادر
