من المؤكد أن الأطفال لا يمكنهم التعبير عن مشاعهم مثل الكبار، وسيؤثر عمر طفلك على كيفية تعامله مع الضغط النفسي الناجم عن المأساة، ما يجعل من الصعب على الآباء والأشخاص المقربين من الأطفال فهم الطريقة التي يواجه بها الطفل أزماته. وعلى الرغم من ذلك، فإن الأطفال بعد وقوع أو مشاهدة حوادث مأساوية سيتعرضون لمجموعة من العواطف تتضمن الخوف والصدمة والغضب والقلق والحزن وعدم تصديق ما حدث، تماماً كما يفعل الراشدون بعد أن يمروا بحادث مأساوي، وأكثر ما يحتاجه الطفل في المواقف الصعبة والعصيبة هو الدعم.
ردود فعل الطفل حسب عمره
1. الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة
إن الأطفال في هذه المرحلة العمرية قد تواجههم مشكلة في التعبير، فقد يقلدون عواطفك، وقد يتصرف بعض الأطفال أيضًا بطريقة تناسب مَن هم أصغر منهم من خلال التبول في الفراش أو مص أصابع الإبهام، ومن المهم أن تتجنب انتقاد هذا السلوك الصادر من طفلك.
وعندما تتحدث مع طفلك عن مأساة، أخبره بالحقيقة، وركز على الأساسيات وتجنب مشاركة التفاصيل غير الضرورية. ولا تبالغ أو توضح ما تتنبأ بأنه قد يحدث، وتجنب الحديث كثيرًا عن حجم أو نطاق المأساة. واستمع جيدًا لطفلك لمعرفة أي معلومات ومفاهيم خاطئة وأي مخاوف كامنة لديه، ولا تتعجل وأخبره بالمعلومات الدقيقة، وشاركه أفكارك وذكره بأنك معه وهو في رعايتك، وأكد له أيضًا واشرح له أن الحدث لم يكن بسببه.
* المصدر
Helping your child cope after an accident
2. الأطفال في المرحلة الابتدائية وبداية المرحلة الإعدادية
إن الأطفال في المرحلة الابتدائية وبداية المرحلة الإعدادية قد يعانون من كوابيس أو مشاكل أخرى في النوم، وقد يخافون من الذهاب إلى المدرسة، وقد يواجهون مشكلة في الانتباه في المدرسة أو قد يصبحون عدوانيين من دون سبب واضح.3. الأطفال في نهاية المرحلة الإعدادية وفي المرحلة الثانوية
قد يتنصل الأطفال الأكبر سنًا من كونهم محبطين، وقد يشكو بعضهم من أوجاع أو آلام جسدية لأنهم لا يستطيعون تحديد ما يضايقهم حقًا. إن ردود الفعل هذه طبيعية، ولكن إذا استمر طفلك في إظهار هذه السلوكيات خلال مدة أكثر من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، أو إذا أظهر هذه السلوكيات لاحقًا، فقد يحتاج إلى مزيد من المساعدة لكي يتكيف مع الأمر.
كيف أساعد طفلي؟
- سينظر طفلك إليك بحثًا عن إشارات في كيفية رد الفعل، حاول ألا تظهر قلقًا أو خوفًا.
- يميل الأطفال إلى التعامل مع الأمر من منظور شخصي. على سبيل المثال، إذا حدثت مأساة في المدرسة، فقد يقلق طفلك بشأن سلامته فيها، لذا وضّح العوامل التي تضمن لطفلك سلامته وسلامة المجتمع من حوله على الفور، وقد يكون هذا وقتًا طيبًا لمراجعة خطط عائلتك بشأن مواجهة أزمة من الأزمات.
- لا تسمح للأطفال الصغار بمشاهدة أو سماع أخبار عن حادث مأساوي على نحو متكرر، حتى لو كان طفلك منهمكًا في اللعب، فهو على الأرجح على دراية بما تشاهده أو تسمعه، وقد يصبح مرتبكًا أو محبطًا. وقد يرغب الأطفال الأكبر سنًا في تعلم المزيد بشأن مأساة ما من خلال القراءة أو مشاهدة التلفاز.
- إذا وقع حادث مأساوي بسبب عنف أو خطأ من إنسان، فاحرص على عدم توجيه اللوم إلى جماعة ثقافية أو عنصرية أو عرقية أو إلى أشخاص يعانون من مرض عقلي.
- لكي تعطي طفلك إحساسًا بالعيش حياة طبيعية، حافظ على الروتين اليومي المعتاد لتناول العشاء مع أسرتك والفروض المنزلية ووقت الذهاب للنوم.
- إن الاهتمام المكثف قد يزيد من إحساس طفلك بالأمان. اقضِ المزيد من الوقت في القراءة معه أو اصطحابه إلى السرير وطمأنته قبل النوم ليلاً.
- شجّعه على التعبير عن مشاعره، وأوضح لطفلك أنه على ما يرام عندما يقلق أو يبكي، ودعه يكتب أو يرسم ما يشعر به، وقد يكون النشاط البدني بمثابة منفس عن مشاعر طفلك أو إحباطه.
- حاول مساعدة هؤلاء الضحايا الذي تضرروا من حادث مأساوي أنت وطفلك.
- قد يكون آخر شيء تفكر فيه هو عنايتك بنفسك بعد وقوع مأساة، ولكن ذلك ضروري أيضًا. انتبه لمشاعر الحزن أو الغضب أو القلق التي قد تمر بها، وتوجّه إلى أحبائك كي تحصل على الدعم اللازم، واحصل على قدرٍ كافٍ من النوم، واتبع نظامًا غذائيًا صحيًا وحافظ على ممارسة التمارين. إن اعتناءك بنفسك سوف يمكّنك من رعاية طفلك، كما يمكّنك من أن تؤدّي دور القدوة الحسنة في كيفية التكيف مع الأمور.
كيف أبدأ المحادثة مع طفلي بشأن المأساة؟
لا توجد بالضرورة طريقة صحيحة أو خاطئة للتحدث مع طفلك بشأن وقوع حدث مأساوي، ابدأ من خلال قضاء وقت للتفكير بشأن ما تود قوله. وعندما تكون مستعدًا، اختر الوقت الذي يُرجح بدرجة كبيرة أن طفلك سيتقبل فيه التحدث معه، مثلاً وقت الذهاب للنوم. وقد تبدأ في سؤال طفلك عن الذي يعرفه بالفعل بشأن المأساة. ما الذي سمعه طفلك في المدرسة أو شاهده على شاشة التلفاز؟ واطلب منه أن يطرح عليك الأسئلة أو الأمور التي قد تساوره، واستفد من أجوبته في إدارة مناقشتك معه.وعندما تتحدث مع طفلك عن مأساة، أخبره بالحقيقة، وركز على الأساسيات وتجنب مشاركة التفاصيل غير الضرورية. ولا تبالغ أو توضح ما تتنبأ بأنه قد يحدث، وتجنب الحديث كثيرًا عن حجم أو نطاق المأساة. واستمع جيدًا لطفلك لمعرفة أي معلومات ومفاهيم خاطئة وأي مخاوف كامنة لديه، ولا تتعجل وأخبره بالمعلومات الدقيقة، وشاركه أفكارك وذكره بأنك معه وهو في رعايتك، وأكد له أيضًا واشرح له أن الحدث لم يكن بسببه.
وسيكون لعُمر طفلك دور مهم في كيفية تعامله مع المعلومات التي يتلقاها بشأن المأساة. ضع في اعتبارك هذه النصائح:
1. الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة
انزل إلى مستوى نظر طفلكِ، وتحدث بصوت هادئ ولطيف مستخدمًا كلمات يفهمها. واشرح ما حدث وكيف أنه قد يؤثر على طفلك. على سبيل المثال، بعد وقوع عاصفة شديدة، يمكنك أن تقول إن شجرة سقطت على أسلاك الكهرباء وأن الكهرباء انقطعت في الوقت الحالي. شارك طفلك الخطوات التي تتخذها للحفاظ على سلامته، وأعطِه قدرًا كبيرًا من الأحضان.2. الأطفال في المرحلة الابتدائية وبداية المرحلة الإعدادية
إن الأطفال في هذه المرحلة العمرية قد يساورهم المزيد من الأسئلة بشأن ما إذا كانوا في أمان حقًا أم لا، وقد يحتاجون أيضًا إلى المساعدة كي يفرقوا بين الخيال والحقيقة.3. الأطفال في نهاية المرحلة الإعدادية وفي المرحلة الثانوية
سيرغب الأطفال الأكبر سنًا في الحصول على مزيد من المعلومات بشأن المأساة وجهود مواجهة الأمر وتقبله. ومن المرجح جدًا أن تكون لديهم آراء قوية تجاه الأسباب، إضافة إلى اقتراحات بشأن كيفية منع حدوث تلك المآسي في المستقبل والرغبة في مساعدة مَن تضرر من تلك المآسي. كن على استعداد لتكرار المعلومات التي قد يصعب على طفلك فهمها أو قبولها، وإذا سألك طفلك نفس السؤال أكثر من مرة، فضع باعتبارك أنه ربما يبحث عن الطمأنينة.* المصدر
Helping your child cope after an accident