كسل المعدة أو خزل المعدة هي حالة مرضية تحدث نتيجة تأثر حركات عضلات المعدة التلقائية، مما يؤدي إلى أن تكون حركة المعدة بطيئة أو ربما تتوقف تمامًا، مما يمنع معدتك من التفريغ بطريقة طبيعية. وقد يرجع السبب في حالات كسل المعدة إلى مضاعفات داء السكري، وفي أحيان أخرى يصاب بعض الأشخاص بخزل المعدة بعد الجراحة. وقد تؤدي بعض الأدوية مثل مسكنات الألم الأفيونية وبعض مضادات الاكتئاب وأدوية علاج ارتفاع ضغط الدم وأدوية الحساسية، إلى إبطاء إفراغ المعدة والتسبب في أعراض مشابهة. سنقدم لكم في هذا المقال بعض المعلومات عن مرض كسل المعدة، وأعراضه، وطرق علاجه.
ما هي أسباب كسل المعدة ؟
يعتبر داء السكري من النوع الأول أو الثاني هو السبب الأكثر شيوعًا لحالات كسل المعدة، فيمكن أن تسبب مستويات الجلوكوز المرتفعة في الدم تغيرات كيميائية في العصب الحائر. يمكن أن يكون هذا النوع من شلل المعدة خطيرًا بشكل خاص، لأن إفراغ المعدة المتأخر يؤدي إلى ارتفاعات حادة في سكر الدم لدى مرضى السكري، مما يتسبب في دورة من ارتفاع وانخفاض سكر الدم التي تستمر في التأثير على العصب الحائر.
يرتبط كسل المعدة عادةً ببعض أشكال الضرر الذي يلحق بالعصب الحائر، والذي يمكن أن يحدث بسبب نقص المعادن المختلفة، أو اضطرابات الأكل، أو بعض الأدوية التي تؤثر على إفراغ المعدة، مثل أدوية الأفيون، وبعض مضادات الاكتئاب، ومستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 (GLP-1) (مثل سيماجلوتيد)، والعمليات الجراحية في الجهاز الهضمي العلوي مثل استئصال المعدة، أو جراحة السمنة، أو جراحة الارتجاع.
وتشمل الأسباب الأخرى على الرغم من ندرتها، أمراض النسيج الضام مثل تصلب الجلد ومتلازمة إهلرز دانلوس، والحالات العصبية مثل مرض باركنسون. في حوالي ثلث الحالات، يكون سبب كسل المعدة غير معروف، وفي بعض الحالات الناجمة عن بعض الأدوية أو اضطرابات الأكل، يمكن أن يكون كسل المعدة أمرًا مؤقتًا، مع عودة وظيفة الجهاز الهضمي الطبيعية عند تعديل الأدوية أو التكيف مع عادات الأكل الصحية.
ما هي أعراض كسل المعدة ؟
قد يصبح التحكم في نسبة السكر في الدم صعبًا للغاية بالنسبة لمرضى السكري وشلل المعدة، وذلك بسبب الإطلاق غير المنتظم للطعام إلى الأمعاء الدقيقة. وتتراوح الأعراض بحسب نسبة شدتها بحسب تقدم الحالة الطبية لكسل المعدة:
- الأعراض الأكثر شيوعًا: يمكن أن تؤدي هذه الأعراض إلى فقدان الوزن ونقص العناصر الغذائية.
- الشعور بالشبع حتى من كميات صغيرة من الطعام.
- الغثيان والتقيؤ.
- انخفاض الشهية.
- آلام البطن وحرقة المعدة.
- مرض الارتجاع المَعدي المريئي (GERD) والتجشؤ.
- الأعراض الأخرى: نظرًا لأن الجهاز الهضمي لا يعمل بسلاسة، فإن المصابين بهذه الحالة يعانون أيضًا من فترات انخفاض سكر الدم أثناء بقاء الطعام في المعدة، وارتفاع سكر الدم عندما يصل في النهاية إلى الأمعاء. ويترافق هذا العارض مع عوارض أخرى:
- الانتفاخ.
- ضعف العضلات.
- التعرق الليلي.
- مضاعفات أكثر شدة: يمكن أن تحدث بسبب تأخر إفراغ المعدة، فيمكن أن يعاني المريض من الانسدادات الناجمة عن كتل من الطعام الصلب المتصلب. إذا كان القيء المفرط أحد الأعراض، فقد يسبب مجموعة من المضاعفات الخاصة به مثل الجفاف وسوء التغذية.
كيف تُشخص حالات كسل المعدة ؟
يقوم الطبيب بمراجعة الأعراض والتاريخ الطبي الخاص بالمريض، واستكمال الفحص البدني بما في ذلك فحوصات الدم. فإذا كان الطبيب يعتقد أنك قد تعاني من كسل المعدة ويريد استبعاد أمراض واضطرابات أخرى، فهناك عدد قليل من الاختبارات المتاحة، خاصةً وأن العديد من الأعراض تشبه حالات أخرى مثل عسر الهضم الوظيفي.
يسمح هذا الفحص للأطباء قياس السرعة التي تهضم بها الطعام، فتستهلك كمية صغيرة من المواد المشعة مع وجبة صغيرة، مما يسمح للفنيين بمراقبة المعدل الذي تمر به عبر الجهاز الهضمي الخاص بك عن طريق استخدام كاميرا بشكل دوري للتحقق من مكان الوجبة المشعة. إذا بقيت في المعدة لفترة طويلة جدًا، فقد يشير ذلك إلى خزل المعدة.
يتضمن هذا الفحص تناول مشروب الباريوم أمام جهاز الأشعة السينية بعد الصيام. الباريوم هو سائل طباشيري يظهر في الأشعة السينية، مما يسمح للفنيين برؤية التفاصيل في الجهاز الهضمي. يمكن أن يساعدهم هذا في العثور على أي تشوهات في وظيفة المعدة.
تتضمن عملية تنظير المعدة استخدام الطبيب لأنبوب صغير ومرن مزود بكاميرا وضوء (منظار داخلي) للنظر إلى الأجزاء العلوية من الجهاز الهضمي، بما في ذلك المريء والمعدة والاثنا عشر.
تعتبر الموجات فوق الصوتية للبطن مفيدة في تحديد ما إذا كانت هناك أي تشوهات جسدية قد تسبب الأعراض.
تتضمن عملية قياس ضغط المعدة أو الاثني عشر استخدام أنبوب رفيع طويل يقيس قوة العضلات وأنماطها داخل المريء ومن خلال العضلة العاصرة للمريء السفلية إلى المعدة.
كيف يُعالج كسل المعدة؟
يمكن أن يشمل علاج كسل المعدة تغييرات في النظام الغذائي، والأدوية، وحتى الجراحة اعتمادًا على شدة المرض.
يمكن لبعض التغييرات في العادات الغذائية أن تقلل الأعراض إلى حد كبير. تركز معظم هذه التغييرات على تقليل كمية الطعام التي تتناولها دفعة واحدة، لأن الإفراط في تناول الطعام يجعل من الصعب إفراغ معدتك.
يمكن أن يساعد أيضًا تناول وجبات أصغر بشكل متكرر، بدلاً من وجبتين أو ثلاث وجبات كبيرة. وقد تجد أيضًا راحة من خلال تناول أطعمة طرية أو سائلة في الغالب، مثل الحساء والعصائر.
يمكن أن يؤدي مضغ كل قضمة جيدًا واستهلاك السوائل غير الغازية مع الوجبات أيضًا إلى تسهيل عملية الهضم. يمكن أن يقلل تجنب أو الحد من الأطعمة الغنية بالألياف والدهون من الانزعاج، لأن هذه الأطعمة تستغرق وقتًا أطول للهضم عادةً.
يمكن أن تساعد مشروبات التغذية التكميلية في ضمان تناول كمية كافية من العناصر الغذائية. إذا كنت تعاني من مرض السكري، فتأكد من الاحتفاظ بأقراص الجلوكوز أو الحلوى الصلبة في متناول اليد. نظرًا لسهولة امتصاصها وسرعتها، يمكنك استخدامها لرفع نسبة السكر في الدم إذا كان شلل المعدة يسبب انخفاض نسبة السكر في الدم.
لا تعالج الأدوية المتاحة لخزل المعدة المرض الأساسي، ولكنها تساعد في تخفيف الأعراض، وما يزل البحث جاريًا للوصول لأدوية جديدة للعلاج، كما تحقق التجارب السريرية في فعالية العلاجات الدوائية الحالية، مثل بروكالوبرايد (ريزوتران®). هناك نوعان رئيسيان من الأدوية المتاحة:
- أدوية تزيد عوامل الحركة، مما يتسبب في إفراغ المعدة بشكل أسرع، وتشمل الدومبيريدون والميتوكلوبراميد.
- مضادات القيء، إذ تعمل على تقليل الغثيان والقيء، وتشمل أدوية مثل بروكلوربيرازين وبروميثازين.
هناك بعض الخيارات الجراحية التي قد توفر الراحة لأولئك الذين لا يستطيعون السيطرة على الأعراض من خلال التغييرات الغذائية والأدوية.
-
المحفز الكهربائي للمعدة:
هو جهاز مزروع يستخدم نبضات كهربائية خفيفة ومحكومة لتحفيز العضلات الملساء في الجهاز الهضمي وتسريع إفراغ المعدة. ومع ذلك، فإن هذا العلاج لا يعمل مع الجميع، ولا يتوفر في جميع المناطق.
-
حقن البوتوكس (سم البوتولينوم):
يمكن أن تساعد حقن البوتوكس في العضلة العاصرة التي تربط المعدة بالأمعاء الدقيقة (البواب) على استرخاء العضلة العاصرة بحيث تسمح بمرور الطعام إلى الأمعاء الدقيقة بسهولة أكبر، لكنها مجرد حل مؤقت، ويمكن أن تصبح أقل فعالية في الحقن اللاحقة.
-
أنبوب التغذية:
يمكن أن يكون أنبوب التغذية المتصل جراحيًا عند مدخل الأمعاء الدقيقة ملاذًا أخيرًا لأولئك الذين لا يستطيعون تمامًا تناول العناصر الغذائية في المعدة، إما في شكل صلب أو سائل.
ختاماً, يُعد كسل المعدة حالة مزمنة ذات أعراض ومضاعفات خطيرة محتملة. لذا، يحتاج أولئك الذين يعانون من مرض السكري وكسل المعدة إلى توخي الحذر بشكل خاص في إدارة كلتا الحالتين. غالبًا ما تنخفض جودة الحياة مع خزل المعدة، إذ يمكن أن تكون الأعراض شديدة ومؤلمة ومزعجة، ويمكن أن تتداخل مع العمل والمدرسة والحياة الاجتماعية. ومع ذلك، هناك العديد من العلاجات التي تقدم الأمل، ويتم إجراء أبحاث جديدة بانتظام لتحسين حياة أولئك الذين يعانون من خزل المعدة.
