ويُعد التشخيص التفريقي مشكلة نظرًا لأن العديد من اضطرابات النمو العصبي الأخرى، بما في ذلك اضطراب طيف التوحد واضطراب اللغة واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، لها أيضًا علامات وأعراض مشابهة لمرض انفصام الشخصية في الطفولة. لكن، كلما تم تشخيص المرض وعلاجه مع ظهور أولى العلامات والأعراض، يكون أفضل، خصوصاً أن مرض الفصام يتطلب علاجاً مدى الحياة.
-
العلامات والأعراض المبكرة للفصام
- التأخر اللغوي.
- الحبو المتأخر أو غير الطبيعي.
- تأخر المشي.
- سلوكيات حركية غير طبيعية مثل التأرجح أو رفرفة الذراعين.
يشيع ظهور بعض هذه العلامات والأعراض أيضاً لدى الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نمو شامل، مثل اضطرابات طيف التوحد. لذا يعد استبعاد اضطرابات النمو هذه من أولى خطوات التشخيص.
-
أعراض الفصام لدى المراهقين
تتشابه أعراض فصام الشخصية لدى المراهقين مع الأعراض التي يشهدها البالغون، لكن قد يصعب تمييز بعضها لدى المراهقين كونها تشبه أعراض النمو العادي في سنوات المراهقة، والتي منها:
- الانسحاب عن الأصدقاء والأسرة.
- تراجع الأداء الدراسي.
- اضطراب النوم.
- الهياج أو الاكتئاب.
- الافتقار إلى الدافع.
- السلوك الغريب.
- احتمال الإصابة بالأوهام أقل من البالغين.
- احتمال الإصابة بهلوسات بصرية أكثر من البالغين.
-
علامات وأعراض لاحقة
- الهلوسات، وعادة ما تتضمن رؤية أو سماع أشياء غير موجودة. إلا أنه بالنسبة للشخص المصاب بفصام الشخصية، فهذه الهلوسات يكون لها كامل القوة والتأثير على حياته، مثلها مثل خبرات الحياة العادية.
- الأوهام، على سبيل المثال، التوهم بأن شخصاً يؤذيك أو يضايقك أو يوجه إليك إشارات أو تعليقات معينة، أو أن لديك قدرة أو شهرة استثنائية، أو أن شخصاً آخر مغرم بك، أو أن هناك كارثة كبيرة على وشك الحدوث، أو أن جسدك لا يؤدي وظائفه بشكل جيد.
- عدم انتظام التفكير والكلام، ومن الممكن أن يحدث خلل في التواصل الفعّال، وقد تكون الأجوبة غير متصلة بالأسئلة جزئياً أو كلياً. نادراً ما قد يتضمن الكلام مجموعة كلمات لا معنى لها ولا يمكن فهمها، والتي يُطلق عليها في بعض الأحيان الكلام المختلط.
- عدم انتظام السلوك الحركي أو شذوذه أو يكون غير موجه نحو تحقيق هدف محدد، مما يجعل من الصعب عليه تأدية المهام.
- أعراض سلبية، على سبيل المثال، يظهر على المريض أنه يفتقر إلى العاطفة، مثل عدم إجراء تواصل بصري مع الآخرين، أو عدم تغيير تعبيرات الوجه، أو التحدث بنبرة ثابتة من دون تغيير في نبرة الصوت. علاوة على ذلك، قلما تجد الطفل المريض يتحدث أو قد تلحظ عليه تجاهله لنظافته الشخصية، أو عدم الاكتراث بالأنشطة اليومية، أو ينسحب اجتماعياً عمن حوله.
وهناك أعراض قد يصعب تفسيرها، لدرجة أنك قد لا تدرك ما الخطأ، أو قد تساهم في تطورها من دون أن تدري. ومع مرور الوقت، قد تصبح الأعراض أكثر حدة وأكثر وضوحاً. قد يكون من الصعب التعرف على الطريقة التي تتعامل بها مع التغيرات السلوكية الغامضة لدى طفلك، فقد ينتابك الخوف من التعجل بالنتيجة النهائية للتشخيص، وهي أن طفلك مصاب بمرض عقلي.
وهذه العلامات والأعراض العامة لا تعني بالضرورة إصابة طفلك بفصام الشخصية الطفولي، بل ربما تشير فقط إلى مرحلة أو حالة مرضية أخرى، مثل الاكتئاب أو اضطراب القلق أو مرض يتطلب نوعًا آخر من الفحص. ولكن اطلب الرعاية الطبية بأقصى سرعة ممكنة إذا اكتشفت في طفلك إحدى العلامات التالية:
- وجود اعتقادات لا تمت للواقع بصلة (الأوهام).
- رؤية أو سماع أشياء غير موجودة (هلاوس)، لا سيما الأصوات.
- التفكير غير المنتظم أو غير المنطقي.
- الكلام غير المفهوم.
-
أسباب الإصابة بفصام الشخصية الطفولي
وكما أن المشكلات التي تخص بعض المواد الكيميائية التي تحدث بشكل طبيعي وتسمى الناقلات العصبية قد تساهم أيضًا في الإصابة بفصام الشخصية الطفولي، توضح دراسات التصوير فروقًا في هيكل الدماغ لدى الأشخاص المصابين بفصام الشخصية، ولكن دلالة هذه التغيّرات ما زال يعتريها الغموض.
-
مضاعفات الإصابة بفصام الشخصية الطفولي
إذا لم يُعالج مرض فصام الشخصية الطفولي، فقد يتسبب في مشكلات صحية وعاطفية وسلوكية حادة، وقد تحدث مضاعفات مصاحبة لفصام الشخصية في مرحلة الطفولة أو بعدها، منها ما يلي:
- ضعف الأداء أو عدم القدرة على الانتظام بالمدرسة أو العمل.
- عدم القدرة على أداء الأنشطة اليومية، مثل الاغتسال أو ارتداء الملابس.
- الانسحاب عن الأصدقاء والأسرة.
- الانتحار.
- إيذاء النفس.
- القلق والمخاوف المرضية.
- الاكتئاب.
- سوء استخدام الكحوليات أو العقاقير أو الأدوية الموصوفة من الطبيب.
- الفقر.
- التشرد.
- النزاعات الأسرية.
- عدم القدرة على العيش باستقلالية.
- مشكلات صحية مثل تلك المتعلقة بالأدوية المضادة للذهان والتدخين وسوء خيارات نمط الحياة.
- أن يكون المريض ضحية لسلوك عدواني.
- السلوك العدواني.
-
تشخيص فصام الشخصية الطفولي
في حالة الاشتباه بالإصابة بفصام الشخصية الطفولي، عادة ما يطرح طبيب الطفل أسئلة حول التاريخ الطبي والنفسي، ويقوم بإجراء فحص جسدي وفحوصات طبية ونفسية، وقد يطلب الطبيب أيضًا مراجعة السجلات المدرسية. ومن شأن هذه العملية أن تساعد في التركيز على التشخيص واستبعاد المشكلات الأخرى التي قد تكون السبب في ظهور الأعراض على الطفل.
وعادة ما يتضمن الإجراء التشخيصي ما يلي:
- اختبارات الدم التي تساعد في استبعاد الحالات المرضية ذات الأعراض المشابهة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب (CT) على الرأس، للبحث عن الاضطرابات في هيكل الدماغ.
- مخطط كهربية الدماغ (EEG) للبحث عن الاضطرابات في وظائف الدماغ، مثل التشنجات.
- التقييم النفسي، لملاحظة المظهر والتصرفات والسؤال عن الأفكار والمشاعر وأنماط السلوك والتحدث إلى الطفل حول التفكير في إيقاع الأذى بالنفس أو بالآخرين، وتقييم القدرة على التفكير وأداء الوظائف المناسبة لعمر الطفل، وتقييم الحالة المزاجية والقلق والأعراض النفسية المحتملة.
وقد يستمر مسار تشخيص فصام الشخصية الطفولي أحيانًا لفترة طويلة ويمثل تحديًا، ويرجع السبب في هذا إلى أنه قد يوجد العديد من الحالات المرضية الأخرى التي قد تكون مصحوبة بظهور أعراض مشابهة، مثل الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب.
وقد يفضل مختص طب نفس الأطفال مراقبة سلوكيات الطفل وتصوراته وأنماط تفكيره لمدة ستة أشهر أو أكثر، على سبيل المثال، سيرغب الطبيب النفسي في معرفة ما إذا كانت المشكلات تحدث في المنزل فقط أو في المدرسة فقط أم في كل مكان.
وفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب النفسي ببدء تناول الأدوية قبل الشروع في إجراء أي تشخيص رسمي، ويكتسب هذا الإجراء أهمية خاصة لمداواة الأعراض العدوانية أو إيذاء النفس، فبعض الأدوية يمكنها تقليل أنواع السلوكيات هذه واستعادة الشعور بالاستقرار.
-
معايير التشخيص
لكي يشخِّص الطبيب إصابة الطفل بفصام الشخصية الطفولي، يجب أن تظهر على الشخص اثنتان على الأقل من العلامات والأعراض التالية في معظم الوقت خلال فترة شهر مع وجود مستوى من الاضطراب على مدار ستة أشهر:
- حالات الهذيان.
- الأوهام.
- عدم انتظام الكلام.
- عدم انتظام السلوك.
- السلوك التخشبي؛ والذي قد يتراوح بين فقد الوعي المشابه للغيبوبة إلى سلوك شاذ يتسم بفرط النشاط والحركة.
- الأعراض السلبية، التي تشير إلى فقدان أو نقص القدرة على أداء المهام بصورة طبيعية.
-
علاج فصام الشخصية الطفولي
أولا- الأدوية المضادة للذهان
وهي أهم طرق علاج فصام الشخصية لدى الأطفال، فمعظم الأدوية المستخدمة في علاج الأطفال هي نفسها المستخدمة لعلاج البالغين المصابين بفصام الشخصية. لكن، قد يستغرق الأمر عدة أسابيع لملاحظة تحسّن الأعراض بعد بدء تناول الأدوية أول مرة.وعادة ما يحاول الطبيب أولاً تجربة الأدوية الحديثة من الجيل الثاني (مضادات الذهان اللانمطية) مع الأطفال، نظرًا لقلة آثارها الجانبية مقارنة بمضادات الذهان القديمة. ومع ذلك، قد تتسبب هذه الأدوية في زيادة الوزن وارتفاع سكر الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول.
وفي ما يلي بعض الأمثلة عن مضادات الذهان التي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج فصام الشخصية الطفولي لدى الأطفال البالغين من العمر 13 سنة وأكثر:
- أريبيبرازول (أبيليفاي).
- أولانزابين (زيبريكسا).
- كويتيابين (سيروكويل).
- ريسبيريدون (ريسبردال).
وعلى الرغم من أن مفعول الأدوية من الجيل الأول (مضادات الذهان الموضعية)، التي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج فصام الشخصية لدى الأطفال البالغين من العمر 13 سنة وأكثر، ما يكون مساويًا لمفعول مضادات الذهان من الجيل الثاني في السيطرة على الأوهام والهلاوس. لكن، تصاحب هذه الأدوية آثار جانبية عصبية متكررة وقد تكون خطيرة، من بينها احتمال الإصابة باضطراب الحركة (خلل الحركة الشيخوخي) وقد يكون قابلاً للعلاج أو لا.
وتشمل أمثلة هذه الأدوية ما يلي:
- كلوربرومازين.
- بيرفينازين.
- هالوبيريدول (هالدول).
-
الآثار الجانبية للأدوية والمخاطر
لذا تحدث إلى طبيب الطفل حول الآثار الجانبية المحتملة وطريقة التعامل معها. ويجب التنبه للمشكلات التي تظهر لدى الطفل وإبلاغ الطبيب بالآثار الجانبية في أسرع وقت ممكن، وقد يقوم الطبيب بتغيير الجرعة أو تغيير الأدوية والحد من الآثار الجانبية.
ثانيا- العلاج النفسي
بالإضافة إلى الأدوية، يمثل العلاج النفسي (العلاج بالكلام أو التخاطب) أحد الخيارات المهمة. ومن أمثلة العلاج النفسي:-
العلاج الفردي
-
العلاج الأسري
-
التدريب على المهارات الاجتماعية والدراسية
-
توصيات طبية
وتواصل مع الطبيب المعالج للطفل من مرض فصام الشخصية قبل تناول الطفل للأدوية الموصوفة من قِبل طبيب آخر أو قبل تناول الأدوية المتاحة دون وصفة طبية أو الفيتامينات أو المكملات الغذائية المعدنية أو الأعشاب أو المكملات الغذائية الأخرى، فهذه الأدوية قد تتفاعل مع أدوية فصام الشخصية.
- قد تكون لديك أو لدى طفلك أشياء معينة تثير الأعراض، أو تسبب حدوث انتكاسة أو تمنع الطفل من إنجاز الأنشطة اليومية. أعدّ خطة حتى تعلم ما ستفعله إذا ظهرت الأعراض مجددًا، واتصل بطبيب الطفل أو المعالج إذا لاحظت أي تغيرات في الأعراض للحيلولة دون تفاقم الموقف.
- اجعل من أهم أولوياتك ممارسة النشاط البدني وتناول الغذاء الصحي، لأن الأدوية المستخدمة لعلاج فصام الشخصية تكون مصحوبة بزيادة مخاطر السمنة وارتفاع مستويات الكوليسترول لدى الأطفال، فتعاون مع طبيب الطفل لإعداد خطة تغذية وممارسة للنشاط البدني للطفل والتي من شأنها أن تساعد على إدارة الوزن وتعود بالفائدة على صحة القلب.
- خلال فترات الأزمات أو اشتداد الأعراض، قد يكون احتجاز الطفل في المستشفى حلاً ضروريًا، كما قد يفيد في ضمان سلامته وحصوله على التغذية السليمة والنوم الكافي والنظافة الأساسية. وفي بعض الأحيان تكون المستشفى هي أفضل السبل وأكثرها أمانًا للسيطرة على الأعراض بسرعة. ورغم أن دخول المستشفى بصورة جزئية والرعاية الداخلية من الخيارات العلاجية المطروحة، إلا أن الأعراض الحادة عادة ما تستقر داخل المستشفى قبل الانتقال إلى مستويات أخرى من الرعاية.