هل السكتة الدماغية شائعة لدى النساء؟
الأسباب التي تجعل النساء أكثر عرضة للسكتة الدماغية
هناك العديد من الأسباب التي تجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية: النساء يعشن أكثر من الرجال، والعمر هو عامل خطر مهم آخر للسكتة الدماغية، وهم أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم. كما يزيد الحمل وتنظيم النسل من خطر إصابة المرأة بالسكتة الدماغية.
وكلما زادت معرفتك بأعراض السكتة الدماغية لدى النساء، كان من الأفضل لك الحصول على المساعدة المبكرة، والمساعدة المبكرة والعلاج السريع يعني الفرق بين الإعاقة والتعافي.
الأعراض الفريدة للسكتة الدماغية عند النساء
قد تبلغ النساء عن أعراض لا ترتبط في كثير من الأحيان بالسكتات الدماغية لدى الرجال، ويمكن أن تشمل:
- الغثيان أو القيء.
- النوبات.
- السقطات.
- صعوبة في التنفس.
- الألم.
- الإغماء أو فقدان الوعي.
- ضعف عام.
ولأن هذه الأعراض فريدة بالنسبة للنساء، فقد يكون من الصعب ربطها بالسكتة الدماغية فورًا، وهذا يمكن أن يؤخر العلاج، والذي قد يعوق التعافي.
فإذا كنت تعانين من هذه الأعراض أو بعض منها، ولا تعرفين ما إذا كانت أعراضك سكتة دماغية، فيجب عليك الاتصال بخدمات الطوارئ المحلية، وبمجرد وصول المسعفين إلى المكان، يمكنهم تقييم الأعراض والبدء في العلاج، إذا لزم الأمر.
أعراض الحالة العقلية المعدلة
وتشمل السلوكيات الغريبة، مثل النعاس المفاجئ، يمكن أن تشير أيضًا إلى حدوث سكتة دماغية، ويطلق الأطباء على هذه الأعراض "الحالة العقلية المتغيرة"، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:
- عدم التجاوب.
- الارتباك.
- تغير سلوكي مفاجئ.
- الإثارة والهيجان.
- الهلوسة.
ووجد الباحثون في دراسة أجريت في عام 2009 أن الحالة العقلية المعدلة هي أكثر الأعراض غير التقليدية شيوعًا، وحوالي 23 في المئة من النساء، و15 في المئة من الرجال أفادوا بحدوث تغيير في الحالة العقلية قبل حدوث السكتة الدماغية، وعلى الرغم من أن كلا من الرجال والنساء يمكن أن يتأثر بهذه التغيرات، إلا أن النساء أكثر عرضة بنسبة 1.5 مرة.
أعراض السكتة الدماغية الشائعة
العديد من أعراض السكتة الدماغية تكون مشتركة بين الرجال والنساء، وغالبا ما تتميز السكتة الدماغية بعدم القدرة على الكلام أو فهم الكلام، والتعبير المتوتر، والارتباك، والأعراض الأكثر شيوعًا للسكتة هي:
- مشكلة مفاجئة في رؤية عين واحدة أو كلتا العينين.
- خدر مفاجئ أو ضعف في الوجه والأطراف، وعلى الأرجح على جانب واحد من الجسم.
- صداع مفاجئ وشديد بدون سبب معروف.
- دوار مفاجئ أو صعوبة في المشي أو فقدان التوازن أو التنسيق.
تظهر الأبحاث أن النساء غالباً ما يتحسنّ بشكل أفضل عند تحديد علامات السكتة الدماغية بشكل صحيح، ووجدت دراسة أجريت عام 2003 أن 90 في المائة من النساء، مقارنة بـ85 في المائة من الرجال، يعلمن أن المتاعب في الكلام أو الارتباك المفاجئ هي علامات السكتة الدماغية.
وكشفت الدراسة أيضاً أن غالبية النساء والرجال يفشلون في ذكر جميع الأعراض بشكل صحيح وتحديد متى يتصلون بخدمات الطوارئ.
ما يجب القيام به في حالة الإصابة السكتة الدماغية
توصي جمعية السكتة الدماغية الوطنية باستراتيجية سهلة لتحديد أعراض السكتة الدماغية؛ فإذا كنت تعتقد أنك أو أي شخص من حولك قد يصاب بسكتة دماغية، فيجب عليك التصرف بسرعة. للمساعدة على التذكر تم ربط الإجراءات بكلمة FAST.
جدول (فاست) يحتوي على علامات تساعد على التقييم السريع للمصابين بالسكتة الدماغية
F | Face الوجه | اطلب من الشخص أن يبتسم، هل يتدلى جانب واحد من وجهه؟ |
A | Arm الذراعين | اطلب من الشخص رفع ذراعيه، هل تتدلى ذراع واحدة إلى الأسفل؟ |
S | Speech الكلام | اطلب من الشخص تكرار عبارة بسيطة، هل كلامه غير واضح أو غريب؟ |
T | Time الوقت | إذا لاحظت أيًا من هذه الأعراض، فقد حان الوقت للاتصال بخدمات الطوارئ المحلية على الفور. |
عندما يتعلق الأمر بجلطة، فكل دقيقة مهمة، وكلما طال انتظارك لاستدعاء خدمات الطوارئ المحلية، كلما زادت احتمالية تسبب الجلطة في تلف الدماغ أو العجز، وعلى الرغم من أن رد الفعل الأولي هو الذهاب الفوري إلى المستشفى، إلا أنه يجب عليك البقاء في مكانك، والاتصال بخدمات الطوارئ المحلية الخاصة بك فورا وبمجرد ملاحظة الأعراض، حيث يمكنهم توفير عناية طبية فورية لن تكونوا قادرين على استقبالها إذا انتقلتم للمشفى في سيارة غير سيارة الإسعاف.
بعد وصولك إلى المستشفى، سيقوم الطبيب بتقييم الأعراض والتاريخ الطبي، وسيجري اختبارًا جسديًا واختبارات تشخيصية أخرى قبل إجراء التشخيص.
خيارات العلاج للسكتة الدماغية
خيارات العلاج تعتمد على نوع السكتة الدماغية.
السكتة الدماغية الإقفارية Ischemic stroke
هذا النوع هو النوع الأكثر شيوعًا، ويعني أن جلطة دموية قطعت تدفق الدم إلى الدماغ، وفي هذه الحالة يقوم الطبيب بإعطاء دواء منشط البلازمينوجين
(tissue plasminogen activator (tPA) ليذيب الجلطة.
يجب أن يُعطى هذا الدواء في غضون ثلاث إلى أربع ساعات ونصف من ظهور الأعراض الأولى لكي يكون فعالاً. ووفقاً لتوجيهات تم تحديثها أخيرًا من جمعية القلب الأميركية (AHA)، وجمعية السكتات الدماغية الأميركية (ASA)، إذا كنت غير قادر على تناول الـtPA، فسوف يقوم الطبيب بإعطاء مرققات الدم أو أي دواء مضاد للتخثر لوقف صفيحات الدم من تكوين الجلطات.
وتشمل خيارات العلاج الأخرى الجراحة أو الإجراءات الجراحية الأخرى التي تعمل على إزالة الجلطات أو إزالة الانسداد من الشرايين، ووفقًا للإرشادات المُحدّثة، يمكن إجراء إزالة ميكانيكية للجلطة لمدة تصل إلى 24 ساعة بعد ظهور أعراض السكتة الأولى، يُعرف إجراء إزالة الجلطة الميكانيكية أيضًا باسم استئصال الخثرة الميكانيكي.
السكتة الدماغية النزفية Hemorrhagic stroke
السكتة الدماغية النزفية تحدث عند انفجار وعاء دموي في الدماغ، ما يؤدي إلى تسرب الدم، ويعالج الأطباء هذا النوع من السكتة بشكل مختلف عن السكتة الإقفارية، ويعتمد أسلوب العلاج على السبب الكامن وراء السكتة:
السكتة الناتجة عن تمدد الأوعية الدموية An aneurysm
قد يقترح الطبيب عملية جراحية لمنع تدفق الدم إلى المنطقة المتمددة من الأوعية الدموية.
السكتة الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم
يقوم الطبيب بإدارة الأدوية التي ستخفض ضغط الدم وتقلل النزف.
السكتة الناتجة عن تلف الشرايين أو الأوردة
قد يوصي الطبيب بإصلاح التشوه الشرياني (AVM) لمنع أي نزيف إضافي.
علاج النساء مقابل الرجال
كشفت الأبحاث أن النساء يتلقين علاجًا طارئًا أكثر فقراً مقارنةً بالرجال، ووجد الباحثون في دراسة أجريت عام 2010 أن النساء عادة ما ينتظرن فترة أطول لتتم مشاهدتهن بعد الوصول إلى الطوارئ، كما وجد أنه بمجرد قبول النساء فإنهن قد يتلقين رعاية وعلاجات أقل كثافة، وهذا يمكن أن يكون بسبب الأعراض غير التقليدية التي تواجهها بعض النساء، والتي يمكن أن تؤخر تشخيص السكتة الدماغية.
إنعاش السكتة الدماغية لدى النساء
إنعاش السكتة الدماغية يبدأ في المستشفى، وبمجرد أن تتحسن الحالة، سيتم نقل المصاب إلى موقع مختلف، مثل مرفق إعادة تأهيل المصابين بالسكتة الدماغية، وبعض الناس أيضا يواصلون رعايتهم في المنزل، حيث يمكن استكمال الرعاية في المنزل مع العلاج في العيادات الخارجية أو رعاية المسنين.
قد يتضمن برنامج التأهيل مزيجًا من العلاج الطبيعي، والعلاج بالكلام، والعلاج المهني للمساعدة على استعادة المهارات المعرفية، وقد يقوم فريق الرعاية بتعليم المصاب كيفية تنظيف أسنانه بالفرشاة، أو الاستحمام، أو المشي، أو القيام بأنشطة بدنية أخرى.
وتشير الدراسات إلى أن النساء الناجيات من السكتات الدماغية عادة ما يتعافين ببطء أكثر من الرجال.
مضاعفات للسكتة الدماغية يكثر حدوثها لدى النساء
- الإعاقة المرتبطة بالسكتة الدماغية.
- ضعف الأنشطة المعيشية اليومية.
- الكآبة.
- الإعياء.
- الضعف العقلي.
- انخفاض جودة الحياة.
وقد يكون هذا بسبب انخفاض النشاط البدني قبل السكتة الدماغية أو أعراض الاكتئاب.
الوقاية من السكتة الدماغية في المستقبل
في كل عام يموت عدد النساء من السكتة الدماغية ضعف العدد الذي يموت جراء الإصابة بسرطان الثدي، لذلك من المهم أن تظلي يقظة بشأن صحتك، وخصوصاً بعد التعرض لضربة سابقة، وللمساعدة في منع حدوث ضربة مستقبلية، يمكنك:
- تناول غذاء متوازن.
- الحفاظ على وزن صحي.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- الإقلاع عن التدخين.
- ممارسة الهوايات التي تحبينها، مثل الحياكة أو اليوغا، للمساعدة في تحسين إدارة الإجهاد.
ينبغي أيضاً اتخاذ الاحتياطات الإضافية بسبب عوامل الخطر الفريدة التي تواجهها المرأة التي أصيبت من قبل بسكتة دماغية، وهذا يعني:
- مراقبة ضغط الدم أثناء وبعد الحمل.
- فحص الرجفان الأذيني (AFib) إذا كان العمر أكثر من 75 سنة.
- فحص ضغط الدم المرتفع قبل البدء في تحديد النسل.
الآفاق المستقبلية للتأهيل من السكتة الدماغية
يمكن أن يختلف التأهيل من السكتة الدماغية من شخص لآخر، وقد يتمكن العلاج الطبيعي من مساعدة البعض في إعادة تعلم أي مهارات ضائعة، وقد يكون بعض الأشخاص قادرين على إعادة تعلم كيفية المشي أو التحدث في غضون بضعة أشهر، والبعض الآخر قد يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي، وخلال هذا الوقت، من المهم أن يظل المصاب على المسار الصحيح، مع إعادة التأهيل والحفاظ على أو تطوير نمط حياة صحي، وكل هذا يساعد على استرداد المهارات المفقودة، وقد يساعد في منع حدوث ضربات مستقبلية.