قد تشعرين بالقلق والتوتر عندما يخبركِ طبيب الأطفال أن طفلكِ يعاني من نقص الوزن، ومع ذلك فإن مراقبة نمو الطفل وإجراء محادثات مستمرة مع طبيب الأطفال واختصاصيّ التغذية هو أمر مهم؛ للتعرُّف على وجود أي نقص تغذية محتَمل، أو حالة طبية كامنة، وينبغي النظر في الوراثة كذلك.
وفي حال قرر طبيبكِ العمل على زيادة تناول الطفل للطعام للتحسين من وزنه والوصول إلى الوزن الطبيعي، فيجب أن تبدئي نظاماً غذائياً صحياً عالي السعرات، وتضمين بعض الأطعمة، بما في ذلك الأفوكادو والزبدة والجبن والقشدة الثقيلة والزيوت النباتية والمكسرات والبذور والفواكه المجففة واللبن الكامل الدسم.
فيما يلي بعض النصائح المفيدة التي يمكن أن تساعد في تحقيق الحفاظ على وزن طفلك ضمن المعدل الطبيعي.
أسباب انخفاض وزن الأطفال
قد يواجه الرضّع والأطفال صعوبةً في زيادة الوزن وضَعفَ البُنية لعدة أسباب، منها: صعوبة في الإمساك بالطفل الحديث الولادة، أو وجود اضطرابات حسية/نسيجية، أو عدم تقديم الأطعمة لهم، أو انعدام الأمن الغذائي، أو الإفراط في تناول الحليب أو العصائر، أو ضَعْف البلع، أو الحساسية الغذائية، أو الأدوية التي تقلل من الوزن، أو ضَعْف الشهية لدى الأطفال، والقائمة تطول.
ترتبط بعض المخاوف المتعلقة بعدم زيادة وزن الطفل بمشكلات التغذية أو الأكل، والتي قد تكون عابرة، وتُحَلّ من تلقاء نفسها، أو مع القليل من التشجيع من الوالدَين وبمساعدة اختصاصيّ تغذية أو طبيب الأطفال.
ومع ذلك، هناك أوقات يَنخفض فيها وزن الطفل أو يفشل في الزيادة، ومن الضروري إجراء تدخّل محدّد وفوري ومستمر. على سبيل المثال:
- يمكن أن يؤدي مرض السكري من النوع الأول إلى فقدان شديد في الوزن الطبيعي للأطفال إذا لم تتم السيطرة عليه.
- يرتبط قصور الغدة الدرقية الخَلْقي بضَعْف النمو.
- من المعروف أن أدوية اضطراب فَرْط الحركة ونقص الانتباه تسبب انخفاض الشهية.
- التليف الكيسي يمكن أن يجعل من الصعب زيادة الوزن أو الحفاظ عليه.
- يمكن أن تسبب بعض الاضطرابات الهضمية انخفاض الوزن وقِصَر القامة عند الأطفال.
- يمكن أن تظهر عند الأطفال اضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية العصبي والشَّرَه العصبي.
- الأطفال الذين يعيشون في عائلات يَتبع أفرادها نظاماً غذائياً، فقد يتخذ هؤلاء الأطفال السلوكيات والاختيارات الغذائية للبالغين من حولهم.
واعتماداً على السبب الأساسي، قد تحتاجين إلى طبيب متخصص بالإضافة إلى اختصاصي تغذية للمساعدة في وَضع خطّة غذائية لحالة طفلكِ، أو لتقديم نصائح حول زيادة الطاقة الغذائية (أي السّعرات الحرارية)، ونادراً ما يكون هناك حلّ أو نظام واحد يناسب الجميع.
من أين أبدأ النظام الغذائي لطفلي؟
ألقي نظرة إلى ما يتناوله طفلكِ حالياً، بالإضافة إلى جَدوله العام لتناول الطعام، والنظر فيما يلي:
- إنشاء جدول زمني: يمكنكِ إنشاء جدول زمني يَعتمد عليه طفلكِ، من خلال تقديم ثلاث وجبات رئيسية، بالإضافة إلى ثلاث وجبات خفيفة كل يوم.
- تقليل مشتّتات الانتباه: حاولي إيقاف تشغيل التلفزيون، وإبعاد الهاتف المحمول أو الجهاز اللوحي عن طفلكِ أثناء تناول الطعام، لتساعد طفلكِ على التركيز والاستمتاع بطعامه، ورَبْط الطفل بإشارات الجوع والامتلاء.
- لا تضغَطي على طفلكِ أو تعاقبيه على سلوكياته الغذائية: عدم الضغط على الطفل أو تأنيبه على كمية الطعام التي يتناولها يمكن أن يحافظ على علاقة صحية بين طفلكِ وطعامه.
- خَلْق فرصة مريحة وممتعة لتناول الطعام: تناولي الطعام مع أشخاص آخرين حتى يتمكّن الأطفال من رؤية الآخرين وهم يُجرّبون أطعمة جديدة، ويُشاركون في تجربة تناول الطعام، ويجب التركيز على المحادثات التي لا علاقة لها بالتغذية والوزن، لجعل التجربة ممتعة وشاملة.
- استمرّي في المحاولة: قد يستغرق الأمر عدة مرات من المحاولة حتى يكون الطفل مستعداً لتجربة الأطعمة، ويجب أن تبدئي بالمحاولة في وَضع الطعام بطبق خاص بالطفل، والسماح له بلمس الطعام بالشوكة، ثم شم الطعام، ثم لمس الطعام بالإصبع، ثم لمسه باللسان، وقد يستغرق الأمر 30 محاولة أو أكثر حتى يعتاد الطفل على تناول نوع معيّن من الأطعمة، وقومي بتضمين أطعمة جديدة في وجبات الطعام، ولكن تأكّدي من تقديم الأصناف التي يحبها طفلك بالفعل.
- اجعلي طفلكِ مشاركًا: في بعض الأحيان فإن إدخال طفلكِ إلى المطبخ للمساعدة يجعله أكثر حماسة لتناول أطعمة معيَّنة، مع سؤال الطفل عما يستمتع به خلال تجربة الطبخ لتضمينه ضمن الوجبات الرئيسية.
كيف أزيد وزن الطفل إلى الوزن الطبيعي؟
يمكن أن يكون إجراء تغييرات شاملة مرة واحدة على النظام الغذائي الخاص بطفلك مرهِقاً لكِ ولطفلكِ، كما يمكن أن يكون له تأثير معاكس، وقبل البدء بالتغييرات عليكِ بسؤال نفسكِ عدة أسئلة:
- هل هناك أشياء يمكنكِ إضافتها إلى الوجبات الرئيسية والوجبات الخفيفة التي يتناولها طفلكِ بالفعل ويستمتع بها، والتي يمكن أن تعزّز الطاقة التي يحصل عليها طفلكِ من أطعمته؟
- هل هناك طريقة لضبط جدول طعام طفلكِ؟ هل من المفيد تضمين المزيد من الوجبات الخفيفة؟ أو التقليل من الوجبات الخفيفة وزيادة كمية الوجبات الرئيسية؟
- هل يمكن تضمين المشروبات؟ وهل هي مشبِعة لطفلكِ؟ وهل يمكن استبدال المشروبات بدلاً من الوجبات الخفيفة؟
إذا كنتِ تواجهين صعوبة في التفكير في خطة غذائية لطفلكِ، ففكّري في العمل مع اختصاصي تغذية للمساعدة في إنشاء خطة تناسب جميع أفراد العائلة.
استراتيجيات لتحضير الوجبات لطفلكِ
الهدف من تحضير هذه الوجبات هو توفير الطاقة والسعرات الحرارية الكافية لتحقيق النمو والوزن الجيد لطفلك، ولكنْ دون أن نُشعِره بالإرهاق من عدد الوجبات، أو إلزامه لتناول وجبات وأصناف طعام معيَّنة.
إحدى الأدوات المهمة لتحقيق ذلك هي استخدام الأطعمة ذات الطاقة العالية (السّعرات الحرارية)، لإضافة السّعرات إلى الوجبات دون زيادة حجم الوجبات، ويمكن أن تكون بعض الأطعمة الآتية مثال جيد على ذلك:
- ساندويش زبدة الفول السوداني والجيلي: أضيفي طبقة من الزبدة أو الزيت إلى الخبز قبل وَضع زبدة الفول السوداني والجيلي.
- توست الأفوكادو: أضيفي طبقة من زيت الزيتون قبل وضع الأفوكادو على التوست.
- الزبادي مع الحبوب والتوت: امزجي زبدة اللوز أو زبدة الفول السوداني مع الزبادي.
- عصير الفواكه: أضيفي الأفوكادو أو الحليب المجفف أو زبدة الجوز.
أكْثَر الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية
عند التفكير في كيفية زيادة السعرات الحرارية في الوجبات الرئيسية والوجبات الخفيفة مع المحافظة على نظام غذائي صحي، من المهم أن يكون لديكِ العديد من الأفكار للاختيار من بينها.
لذا، يمكن أن تكون الأطعمة الآتية مفيدة لزيادة السعرات الحرارية في الوجبات:
- الأفوكادو.
- الزبدة.
- الجبنة.
- الجبنة الكريمية.
- الزيوت النباتية.
- المكسرات والبذور.
- زبدة الفستق.
- الفواكه المجففة.
- زبادي كامل الدسم.
أفكار للوجبات الرئيسية والوجبات الخفيفة المناسبة للطفل
- عصير مصنوع من الحليب الكامل الدسم والموز وزبدة الفول السوداني.
- وافِل محمّص بزيت جوز الهند ومغطّى بزبدة اللوز والفواكه وشراب القيقب.
- زبادي يوناني كامل الدسم مغطى بالجرانولا.
- بيض مخفوق مع المكسّرات والفواكه المجففة.
- مكرونة مَقلية في زيت الزيتون ومغطاة بالدجاج المَقلي.
- سلطة البيض المصنوعة من المايونيز الكامل الدسم على الخبز المحمّص بزيت الزيتون.
المصدر:
