خلال فترة حملكِ، ربما سمعتِ عن أهمية صرخة الطفل الأولى لدى مجيئه إلى عالمنا. ومع ذلك، ليس كل الأطفال يبكون، وهذا يمكن أن يكون أمرًا مقلقًا بالنسبة للآباء الجدد. ويمكنكِ العثور على الكثير من النظريات التي تشير إلى أن قلة البكاء تشير إلى حالات مثل التوحد أو متلازمة داون أو انقطاع التنفس. دعنا نساعدك في هذا المقال على فهم أهمية صرخة الطفل الأولى.
صرخة الطفل الأولى .. ما سببها؟
أثناء الولادة، يواجه طفلك تغيرات هرمونية وعصبية تحفزه على أخذ أنفاسه الأولى، ويحدث هذا عادةً عندما يسمع الوالِدان صرخة طفلهما الأولى. قبل هذه اللحظة، كانت رئتا طفلك مملوءتين بالسوائل من الرحم. عندما يتنفس طفلك، تتوسع الرئتان، مما يدفع السائل إلى الخروج عبر الدم والجهاز الليمفاوي.
من المرجح أن تكون الأنفاس الأولى التي يأخذها طفلك الحديث الولادة غير منتظمة وقليلة، ولكن هذا لا يحدث إلا للحظة واحدة، وسرعان ما سيصبح التنفس أعمق وأكثر انتظامًا، بعد ذلك، سوف يدور الدم في الرئتين ويقوم بوظيفته الطبيعية.
من المحتمل أن تكون أنفاس طفلك الأولى هي الأصعب عليه، ولهذا السبب يحتاج بعض الأطفال إلى مساعدة. ولهذا السبب قد ترى الممرضة أو طبيب الأطفال يمسح جلد الطفل بقوة ببطانية أو منشَفة عند الولادة. يشجع هذا التحفيز على التنفس العميق والبكاء.
بشكل عام، سوف يبكي الأطفال الحديثو الولادة حتى يتم تهدئتهم، وعادةً ما يتم ذلك عن طريق وضعهم على صدر أمهم. بعد الولادة، سوف يبكي طفلك عندما يحتاج إلى شيء ما، مثل الرضاعة أو تغيير الحفاضات أو بعض الاهتمام. ومع ذلك، لن يبكي كل الأطفال، فبعضهم يبكي بدرجة أقل بكثير.
لبكاء الطفل تأثير على العديد من البالغين الذين يسمعونه. حتى لو لم يكن الطفل طفلك، فقد تشعر بالحزن إلى حد ما بسبب هذا الصوت. عندما نسمع بكاء طفل رضيع، هناك شيء ما في دماغنا يجعل من المستحيل علينا تقريبًا تجاهله.
تأثيرات بكاء الرضيع ليست مهمة للآخرين بقدر تأثيرها على الوالدين. أظهرت إحدى الدراسات أنه عندما تسمع الأمهات بكاء أطفالهن، فإن ذلك يطلق إنذارًا، ويطلب من الأمهات الاعتناء بأطفالهن. بالنسبة للآباء، يتسبب البكاء في إثارة الإزعاج أكثر من الحاجة إلى تقديم الرعاية. وفي كلتا الحالتين، فإن تجاهل البكاء ليس بالأمر السهل.
أهمية صرخة الطفل الأولى
تشمل عملية البكاء نشاط الجهاز العضلي والجهاز التنفسي، كما أن التنسيق بين عضلات الوجه، وفتح الفم، وارتعاش الذقن، والمريء، والشُّعَب الهوائية، والرئتين، الذي يحدث عندما يبكي الطفل، يبدأ بالفعل في الرحم، وفقًا لدراسة أجريت في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وفي الأسبوع 20 إلى 28 من الحمل، تكون الأجنة قادرة على البكاء عند تلقي تحفيزات من الصوت والاهتزاز من خلال بطن الأم. تشير تكشيرة الوجه والتنفس المتوافق مع البكاء والعبوس إلى علامات البكاء بدون صوت. وأكد البحث أن التحفيز لجعل الجنين غير مرتاح يسبب البكاء.
صرخة الطفل الأولى .. لِم يفتقدها بعض المواليد الجدد؟
عند الولادة، يبكي معظم الأطفال بسبب صدمة الولادة. ولكن ممكن الا يبكي الاطفال في بعض الحالات المتعارف عليها بين الاطباء. في مثل هذه الحالات، قد يحتاج طفلك الحديث الولادة إلى بعض المساعدة في تنشيط رئتيه. يمكن للأطباء والممرضات تشجيع طفلك على التنفس عن طريق التحفيز البدني. سيؤدي ذلك إلى تنظيف مجرى الهواء من المفرزات لديهم حتى يتمكنوا من التنفس بمفردهم. في ما يلي بعضها:
- إذا كان مخاضك سريعًا أو خضعت لعملية قيصرية، فربما لم تحدث التغيرات الهرمونية والعصبية.
- إن التخدير الشديد يمكن أن يؤثر أيضًا على طفلك. إذا تلقيتِ مسكنات الألم، فمن المرجح أن يشعر طفلك الذي لم يولد بعد بتأثيراتها، مما يجعله يشعر بالنعاس.
- الأطفال الذين يولَدون بعملية قيصرية عادةً ما يسعلون أو يتثاءبون بدلاً من البكاء. ومع ذلك، فإن عدم البكاء أثناء الولادة يثير الإنذارات، ولهذا السبب سيقوم الأطباء بفحص طفلك للتحقق من عدم وجود أي تشوهات. يقوم طبيب الأطفال بإجراء اختبار أبغار APGAR Test لتقييم حالة طفلك مباشرة بعد الولادة الحياتية، عادةً خلال الدقيقة الأولى. وكلمة أبغار مأخوذة من أوائل حروف الكلمات الآتية التي تعبر عن معايير مدى قدرة طفلك على تحمل الولادة وكيفية تكيفه مع العالم الخارجي:
- A- Appearance المظهَر (لون البشرة).
- P - Pulse النبض (معدل ضربات القلب).
- G –Grimace ردة الفعل (التهيج المنعكس/الاستجابة).
- A – Activity النشاط (توتر العضلات).
- R – Respiration التنفس (القدرة على التنفس).
فإذا كان طفلك الحديث الولادة لا يتنفس، على سبيل المثال، سيعطي الطبيب درجة صفر لاختبار أبغار في هذه الفئة، وإذا كان يتنفس جيدًا، فسوف يسجل درجتين. وبعد اختبار أبغار الأولي، يتم إجراء اختبار آخر بعد خمس دقائق من الولادة لمعرفة مدى تكيف طفلك. إذا كانت نتيجة طفلك منخفضة، يعرف الأطباء كيفية إعطاء الأكسجين، وسيقومون بتقييم ما إذا كانت هناك حاجة إلى مزيد من العلاج.
حتى مع وجود درجة منخفضة في الدقيقة الأولى، فإن معظم الأطفال يحصلون على النتيجة المتوقعة وهي 9 بعد خمس دقائق من الولادة. على الرغم من أن نظام اختبار أبغار يسمح بدرجة محتملة تبلغ 10، فإنه لا يتم منح الرضع عادة درجة أعلى من 9. وعادةً ما يكون هناك بعض الزرقة المتبقية (اللون الأزرق لليدين والقدمين)، لذا فإن 9 هي الحد الأقصى عمليًّا للدرجات المعطاة (أي 1 للون البشرة). وبعبارة أخرى، لا داعي للقلق بشأن عدم حصول طفلك على "الدرجة الكاملة 10" بعد ولادته. بشكل عام؛ يمكن تقسيم درجات اختبار أبغار حسب شدة التدخل المطلوب إلى:
- من 0-3 الطفل في حالة حرجة.
- من 4-6 من المحتمل أن يحتاج الطفل إلى تدخل طبي فوري.
- من 7-10 أطفال ضمن المعدل الطبيعي، ولكن ما يزال يتعين مراقبتهم.
على الرغم من أن النتيجة التي تزيد عن 7 تعتبر طبيعية، فإن دراسة حديثة أظهرت أن درجات أبغار من 7 إلى 9 لا يزال من الممكن أن تكون مرتبطة بنتائج سلبية. ويجب مراقبة النتيجة التي تقل عن 10، حتى لو كانت في نطاق 7-10.
أسباب غياب صرخة الطفل الأولى
يتمتع معظم الأطفال بدافع البكاء الطبيعي، فهم مبرمَجون للإعلان عن وصولهم بصرخة "واع" كبيرة. بما أن الأطفال الحديثي الولادة لا يستطيعون التحدث بعد، فإن البكاء هو ببساطة أفضل طريقة لديهم في التواصل.
ومع ذلك، طالما تتم تلبية احتياجات طفلك، فلا توجد مشكلة في عدم بكائه كثيرًا. وكل طفل يختلف عن الآخر، فقد يشعر البعض بالجوع أو البرد ولكنهم لا يستطيعون التعبير عن ذلك بالبكاء.
إذا قرر طبيب الأطفال أن كل شيء على ما يرام مع طفلك الحديث الولادة، فربما ما يزال يتعلم كيفية البكاء. إذا كان الأمر كذلك، فيجب عليك اكتشاف الإيماءات الأخرى التي قد يستخدمها طفلك الصغير لإخبارك بما يحتاج إليه.
وهذا هو السبب أيضًا في صعوبة الأمر على الآباء الذين لديهم أطفال يبكون بشكل أقل من المعتاد. كيف تعرف أنه تم تلبية احتياجاتهم؟ من الشائع وَصف الطفل الذي يبكي بشكل أقل بأنه "طفل حَبّوب"، ولكن من المحتمل أن يكون العكس هو الصحيح.
قد تكون الأسباب الأخرى هي الولادة الطويلة والمرهقة والآثار اللاحقة للحبل السري الملتف حول عنق الجنين، مما يسبب حرمانه من الأكسجين. عندما تكون نتيجة اختبار أبغار لحديثي الولادة منخفضة بسبب اضطراب في التنفس، قد ينتظر الطبيب لحظة لمعرفة ما إذا كان الطفل يستطيع التنفس بشكل مستقل أو مع المزيد من التحفيز.
الأطفال الذين يتنفسون ولكن لا يبكون هم أكثر عرضة للإصابة بنوع من الحالات التي تهدد بقاءهم على قيد الحياة. قد يعاني الطفل من الاختناق أو الحرمان من الأكسجين قبل أو أثناء أو بعد الولادة لأسباب عديدة.
بكاء الطفل عند ولادته، منها حالات خَلقية خطيرة وإصابات عند الولادة. بمعنى آخر، هناك أسباب عديدة، حميدة وخبيثة، لعدم بكاء الأطفال عند الولادة. يحتاج البعض إلى مساعدة طبية لبدء تنفسهم، بينما قد يبكي البعض الآخر بعد الولادة، ولا يعني التأخير بالضرورة وجود مشكلة.
طرق تواصل الطفل الحديث الولادة دون البكاء
فيما يلي بعض الطرق التي قد يتواصل بها طفلك الحديث الولادة معك دون البكاء:
إيماءات الجوع
البكاء ليس الطريقة الوحيدة التي يشير بها الطفل إلى جوعه، بل هو عادةً الملاذ الأخير. بمجرد أن يبدأ طفلك في البكاء من الجوع، فإنه عادة ما يكون صرخة عنيفة ومزعجة كما لو أنه يوبخك لتجاهلك الإشارات الأخرى. فيما يلي بعض إشارات الجوع المبكرة التي يجب البحث عنها:
- تحويل رأسه نحو صدرك: من الطبيعي أن يبحث الأطفال الحديثو الولادة عن ثدي أمهم عندما يكونون جائعين، حتى لو كان الشخص الذي يحملهم هو الأب. يمكنك اكتشافه بسهولة عندما يفتح فمه ويتجه نحوك.
- نقر اللسان: يعد النقر على اللسان أو مصه دليلًا مبكرًا آخر على الجوع، إلى جانب لعق الشفاه. قد تسمع صوتًا مشابهًا أثناء الرضاعة.
- وضع اليدين في الفم: قد يضع طفلك يديه على فمه عندما يشعر بالجوع.
إيماءات النوم
معرفة إيماءات نوم الطفل ليست بالأمر السهل دائمًا. قد يفرك الأطفال الأكبر سنًا عيونهم، أو يتثاءبون، أو يصبحون عصبيين. ولكن الأطفال الحديثي الولادة ليسوا في مرحلة متقدمة، ولن يفرك الجميع أعينهم.
حاولي مراقبة قبضَة طفلك، إذا بدت مغلقة وكان طفلك يضعها بالقرب من وجهه، فقد يكون ذلك دليلاً على النعاس. قد يتثاءب طفلك أيضًا، أو يبدو متوترًا أو مشلولًا، أو يجد صعوبة في إبقاء عينيه مفتوحتين.
من المهم أن تستجيب لهذه الإيماءات في أقرب وقت ممكن. لا يستطيع جميع الأطفال الحديثي الولادة تهدئة أنفسهم للنوم، ويمكن أن يتصاعد الأمر بسرعة إلى صرخة كاملة.
الحاجة لتغيير الحفاضة
حسنًا، قد تعتقد أن هذا الأمر بسيط وسهل. ومع ذلك، قد يكون الأمر صعبًا لأن براز الطفل الحديث الولادة ليس له رائحة مميزة بعد. وهنا يكون طفلك غير مرتاح، أو مضطربًا، أو حتى غاضبًا. وجود حفاضات قذرة يمكن أن يجعله غريب الأطوار ومتقلب المزاج. وإذا نام طفلك الصغير أثناء ارتداء الحفاضة المتسخة، فقد يستيقظ فجأة. ودليل آخر هو أنه إذا مرت فترة طويلة منذ آخر تغيير للحفاضات، فمن المحتمل أن يكون الوقت قد حان للتحقق من نظافته وجفافه.
عندما يفكر معظمنا في الأطفال، نفكر على الفور في البكاء المستمر عندما يحتاجون إلى شيء ما. يولَد جميع الأطفال تقريبًا بدافع البكاء الطبيعي المصمَّم للتأثير على البالغين من حولهم. صرخة الطفل الأولى هو صوت نربطه بالولادة الصحية، وهو مؤشّر على أن الطفل قد وصل لعالمنا بشكل جيد وأنه يتنفس.
لكن بعض الأطفال الحديثي الولادة لا يبكون بسبب الولادة السريعة أو الولادة القيصرية أو آثار التخدير. وقد يساعد اختبار أبغار الأطباء على تقييم حالة المولود الجديد بشكل موضوعي محدد، وما إذا كان بحاجة إلى مساعدة إضافية أم لا.
