سواء كنت شخصًا بالغًا تم تشخيصك حديثًا بمرض السكري من النوع 1 أو النوع 2، أو والدًا أو راعياً لطفل مصاب بالنوع 1، أو مقدم رعاية لمريض بداء السكري، فقد تجد الإجابات التي تبحث عنها في هذا المقال.
فحساسات قياس الغلوكوز هي أكثر الأدوات المتاحة تقدمًا لرعاية مرضى السكري، وربما المسار المستقبلي الوحيد لرعاية مرضى السكري المعتمدين على الأنسولين.
في هذا المقال سنوضح ماهية تقنية حساسات قياس الغلوكوز الحديثة (Continuous glucose monitor - CGM) وكيفية عملها، حيث تسهل مهمة وضع الخطة العلاجية المناسبة للمريض الذي يستخدم الأنسولين والسيطرة على مستوى السكر في الدم بشكل أدق، مما يحمى المريض من حدوث مضاعفات.
ما هي حساسات قياس الغلوكوز أو أجهزة المراقبة المستمرة للغلوكوز (CGM)؟
هو نظام طبي يراقب باستمرار مستويات الغلوكوز لديك (عادةً ما يكون هناك فاصل زمني مدته خمس دقائق بين القراءات).لاستخدام الجهاز، تقوم بإدخال مستشعر صغير في بطنك (أو ذراعك)، باستخدام أنبوب بلاستيكي صغير يعرف باسم القنية يخترق الطبقة العليا من الجلد، وتُثبت الرقعة اللاصقة المستشعر في مكانه، مما يسمح له بأخذ قراءات الغلوكوز في السائل الخلالي (السائل الذي يحيط بخلايا الجسم) طوال النهار والليل. وبشكل عام، يجب استبدال المستشعرات كل 10 إلى 14 يومًا.
يسمح جهاز الإرسال الصغير القابل لإعادة الاستخدام المتصل بالمستشعر للنظام بإرسال قراءات في الوقت الفعلي لاسلكيًا إلى جهاز مراقبة يعرض بيانات الغلوكوز لديك. تأتي بعض الأنظمة مزودة بشاشة مخصصة، ويعرض بعضها الآن المعلومات عبر تطبيق هاتف ذكي، لذلك لا تحتاج حتى إلى حمل جهاز إضافي معك.
كيف تغير حساسات الغلوكوز حياة مريض السكري؟
الفكرة هنا هي التمكين، حيث توفر هذه الأجهزة العديد من الفوائد الطبية.- يمكنك أن ترى آثار الطعام والتمارين الرياضية في الوقت الفعلي على مستويات الغلوكوز في الدم، ويمكن أن تلاحظ حالات ارتفاع وانخفاض سكر الدم فور حدوثها، مع تجنب العواقب الخطيرة المحتملة، وهذه ميزة كبيرة مقارنة بأجهزة المراقبة التقليدية لنسبة الغلوكوز في الدم، والتي توفر قراءة واحدة فقط للغلوكوز في كل مرة.
- هناك أيضًا عامل الراحة. يمكن أن تقضي حساسات الغلوكوز بشكل أساسي على الحاجة إلى اختبارات وخز الأصابع المنتظمة، وهي الطريقة الوحيدة طويلة الأمد للتحقق من مستويات السكر في الدم. وعلى الرغم من الحاجة لاستخدام الأصابع في بعض الأحيان لمعايرة حساسات الغلوكوز، إلا أنها لم تعد مهمة ثابتة ومزعجة وغير سارة.
- علاوة على ذلك، أظهرت الدراسات أن المراقبة المستمرة للسكري من بين أفضل خيارات إدارة سكر الدم في العيادات الخارجية لتقليل الاحتياج لإجراء فحص (A1C والذي يعرف بالسكر التراكمي)، والذي يعتبر المعيار الذهبي لإدارة غلوكوز الدم.
- تظهر دراسات أخرى أن المراقبة المستمرة للسكري يمكن أن تقلل من الوقت الذي يقضيه المريض في حالة نقص أو زيادة سكر الدم، وتساعد على زيادة وقته في نطاق المعدل الصحي.
- من خلال إعدادات المراقبة والتنبيه النشطة، يمكن أن تكون الأجهزة مفيدة بشكل خاص للأطفال (والبالغين) الذين يتعاملون مع التقلبات الليلية، مما يوفر رعاية أكثر أمانًا وراحة بال للوالدين ومقدمي الرعاية.
- إنها أيضًا أداة مفيدة جدًا للمرضى الذين يعانون من نقص السكر في الدم، وتنبههم إلى انخفاض سكر الدم الوشيك.
- ترسل تنبيهات عند الخطر قد تنقذ حياة المريض: فبالإضافة للتدفق المستمر للبيانات، يمكن لمعظم الحساسات إرسال تنبيهات تخبرك عندما ترتفع مستويات السكر في الدم بشكل كبير جدًا أو تنخفض بشكل كبير، يمكنك أيضًا تعيين معلمات التنبيه وتخصيص كيفية إخطارك.
- ليس من قبيل المبالغة القول إن المراقبة المستمرة للسكري قد أحدثت ثورة في رعاية مرضى السكري. وعلى عكس جهاز قياس السكر في الدم التقليدي، والذي يوفر قراءة واحدة فقط للغلوكوز، توفر أنظمة حساسات قياس الغلوكوز معلومات ديناميكية ومستمرة كل خمس دقائق، وهذا يعادل ما يقرب من 288 قراءة في اليوم.
مما تتكون حساسات قياس الغلوكوز؟
تتكون حساسات قياس الغلوكوز بدون وخز من جزءين:1. جهاز القراءة
حيث يتم قياس قراءات قياس السكر التي سجلها، كما يمكن استخدام تطبيقات الهواتف الذكية للمسح الضوئي وإظهار القراءات.يعمل جهاز قياس السكر بدون وخز عن طريق رصد تغيرات في مستوى السكر، حيث يوجد خيط معدني يتصل بقرص الاستشعار، ويقوم برصد مستويات السكر، ويحولها إلى إشارة كهربائية، ويستطيع جهاز القراءة تحويل الإشارات الكهربائية إلى قراءات.
بالإضافة إلي تسجيل مستويات السكر في جميع الأحوال بصورة مستمرة، سواء كنت تمارس الرياضة، أو في عملك أو نائمًا، أو تستحم، يمكن تنزيل البيانات على جهاز كمبيوتر أو جهاز ذكي لمعرفة مستوى السكر بالدم.
بل ويمكن لبعض الأنواع إرسال المعلومات على الفور إلى الهاتف الذكي لشخص آخر، مثل أحد الوالدين أو مقدم الخدمة الطبية المسؤول لاتخاذ قرارات العلاج.
نحتاج إلى قياس السكر بالطرق المعتادة كل فترة عن طريق الوخز، للتأكد من القراءات، حيث يجب أن تكون متشابهة في الجهازين. ستحتاج أيضًا إلى استبدال مستشعر المراقبة المستمرة للسكر كل 3 إلى 7 أيام، حسب الطراز لدواعي السلامة.
تختلف هذه الأجهزة في بعض التفاصيل، حيث تستخدم أجهزة ديكسكوم وإيفرسينس نظام المراقبة المستمرة، حيث تُحدث معلومات مستويات السكر بشكل مستمر عن طريق إحداث تنبيهات تلقائية عندما تضطرب مستويات الغلوكوز في الدم.
على النقيض من ذلك، في فريستايل ليبري، يقرأ الحساس قيمة الغلوكوز بشكل تلقائي، لكن البيانات لا تُرسل إلى المريض إلا عند الطلب.
علي العكس، نجد أن جهاز ايفرسينس يقوم بتوفير تنبيهات اهتزازية على الجسم عند اختلال مستوى الغلوكوز في الدم، حتى إن كان جهاز قراءة النتائج بعيدا.
2. قرص الاستشعار الحساس
يتم لصق قرص الاستشعار الحساس بالجزء الخلفي العلوي من الذراع، حيث يتم تسجيل قراءات السكر طوال الوقت باختلاف نوع الجهاز المستخدم، حيث يمكن استخدام قرص الاستشعار لمدة 90 يوما متواصلة في بعض الأجهزة.
الدائرة المغلقة
تصنع هذه المنظومة نظام "دائرة مغلقة" لعلاج السكري من النوع الأول. حيث يتم توصيل الحساس بمضخة الأنسولين، مما يسمح بضخ جرعات محسوبة بشكل دقيق دون تدخل المريض، مما يؤدي لتحسن انتظام السكر وقلة المضاعفات.
وأثبتت التجارب والدراسات أن الأشخاص الذين يستخدمون هذه الأجهزة يكون انتظام السكر لديهم أفضل بكثير من مستخدمي الأجهزة العادية.
ويتم حاليا دراسة تطوير تحاليل السكر باستخدام تكنولوجيا النانو (Nanomedicine) باستخدام مستشعر حساس قياس الغلوكوز بحجم النانو، حيث يوضع تحت الجلد ولا يرى ولا يشعر به المريض وتكون دقة قراءته عالية.
مميزات حساسات قياس الغلوكوز
تتمتع العديد من أجهزة المراقبة المستمرة للسكري بميزات خاصة تعمل مع المعلومات من قراءات الغلوكوز لديك:- يمكن أن يصدر صوت تنبيه عندما ينخفض مستوى الغلوكوز لديك أو يرتفع بشدة.
- يمكنك تدوين وجباتك ونشاطك البدني وأدويتك في جهاز المراقبة.
- يشكل أهمية خاصة لمرضى السكري من النوع الأول، حيث يتلقى المريض حقن الأنسولين بصورة متكررة.
- يرصد ارتفاع أو انخفاض مستوى السكر طوال اليوم، وكيف يتغير مستوى السكر في الجسم خلال ساعات طويلة.
- يمكنه قياس التغيرات في مستوى السكر خلال النوم، وبالتالي يسهل مهمة وضع الخطة العلاجية المناسبة للمريض الذي يستخدم الأنسولين لسيطرة أفضل على مستوى السكر في الدم؛ مما يحمى المريض من حدوث مضاعفات.
- هي تقنية جيدة للمرضى المعرّضين لنوبات ارتفاع السكر وحدوث غيبوبة؛ عندها قد يقترح الطبيب استخدام نظام المراقبة المستمرة للسكري طوال الوقت أو لبضعة أيام فقط للمساعدة في تعديل خطة الرعاية، خصوصاً إن كان المريض معرضاً لنوبات انخفاض السكر كما في حالة الحقن بالأنسولين أو بعض أنواع أدوية السكر مثل مجموعة السالفونايل يوريا.
سلبيات حساسات قياس الغلوكوز
مستويات الغلوكوز تُقاس في السائل المحيط بخلايا الجسم وليس في الدم، ونتيجة لذلك فإن تغيرات مستوى السكر التي يرصدها الجهاز تتأخر مدة دقائق عن التغيرات الفعلية التي تحدث في الدم، وهذا يعني الحاجة لاستخدام الطريقة المعتادة بالوخز التي يوفرها نفس الجهاز في الحالات الطارئة.كيف تحصل على حساسات قياس الغلوكوز؟
تحتاج لوصفة طبية للحصول على حساس الغلوكوز، يمكن لطبيبك كتابة وصفة طبية لأي من الأجهزة الرئيسية، ويتوفر معظمها من خلال الصيدليات التقليدية، وعلى الرغم من أن الطلب عبر الإنترنت مباشرة من خلال الشركة المصنعة أو العديد من البائعين الخارجيين يعد خيارًا أيضًا، لكن الحصول على وصفة طبية لا يكون في الغالب بسيطا، فشركات التأمين لا توافق إلا في حال وجود ضرورة طبية.ما الذي يعتبر "ضرورة طبية"؟
فيما يلي بعض معايير PA العامة المستخدمة لمعرفة ما إذا كان المريض يفي بمتطلبات الحصول على حساسات الغلوكوز:- تشخيص مرض السكري من النوع الأول.
- الانتهاء من برنامج تثقيفي شامل عن مرض السكري.
- تتطلب عدة حقن أنسولين يومية أو مضخة أنسولين.
- العلاج مع تعديلات الجرعات المتكررة.
- متوسط التكرار الموثق للاختبار الذاتي للغلوكوز أكبر من أربع مرات في اليوم خلال الشهرين الماضيين.
- نية استخدام جهاز المراقبة كعامل مساعد للرعاية القياسية.
- نوبات متكررة غير مبررة من نوبات سكر الدم أو نوبات ليلية متكررة.
- نقص سكر الدم.