صحــــتك

جراحة الساد أو الماء البيضاء.. ما المضاعفات المحتملة؟

الصورة
أنور نعمة


جراحة الساد هي إحدى أشهر العمليات التي تتم بصورة متكررة جدًا، وقد يقوم مختص العيون بإجراء أكثر من عشر جراحات للساد في اليوم الواحد. والساد (المياه البيضاء)، هو تغيم يحدث في العدسة التي تقع خلف بؤبؤ العين، إذ تصبح هذه العدسة أكثر كثافة وأقل شفافية ومرونة.

والساد شائع الحدوث عند كبار السن، خاصة أولئك الذي تخطوا عتبة الثمانين من العمر. ويؤدي الساد إلى إعتام عدسة العين، فيعاني المريض من التشويش في الرؤية وضعف الرؤية وقصر النظر وصعوبة التمييز بين الألوان. وعندما يصل الساد إلى مرحلة يخلق فيها صعوبات على صعيد الأنشطة اليومية، مثل المشي والقراءة وقيادة السيارة، فإن عملية جراحة الساد لا مفر منها، وتقوم هذه العملية على استبدال العدسة بأخرى صناعية.

العوامل المهيِّئة لحدوث الساد

إن السبب الحقيقي وراء حدوث الساد ما يزال غير معروف، في المقابل هناك عوامل يمكن أن تهيئ للإصابة بها هي:

  • التقدم في السن.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بالساد.
  • كثرة التعرض لأشعة الشمس.
  • سوء التغذية.
  • الجفاف.
  • الإسهال المتكرر.
  • مرض السكري.
  • التهاب العين.
  • السمنة.
  • الجنس، فالنساء أكثر تعرضاً للإصابة أسوة بالرجال.
  • المشروبات الكحولية.
  • استخدام الكورتيزون.
  • الرضوض الجراحية والإصابات الرضية.
  • التدخين.

جراحة الساد.. المضاعفات المحتملة

لا يحدث الساد بين عشية وضحاها، بل هو مرض يتطور ببطء، ويكون الساد جزئياً في المراحل الأولى، ولكنه يمتد مع الوقت ليشمل مساحة واسعة من عدسة العين، فيعاني المصاب من الضبابية والتشويش في الرؤية، ما يعوق القيام بالأنشطة اليومية، وعندها يصبح إجراء العملية الجراحية ضرورة.

وتعد جراحة الساد واحدة من أكثر العمليات شيوعاً في العالم، وهي تقنية آمنة إذا ما تمت بشكل صحيح، ونسبة نجاحها تفوق 95%، ولكن، لا توجد جراحة خالية من المخاطر، فالمضاعفات واردة، وفيما يلي نشير إلى أهمها، ليكون المرضى على دراية بها قبل إجراء العملية للتعرف على علاماتها ومراقبتها عن قرب أثناء فترة التعافي، من أجل رصدها وطلب المساعدة الطبية العاجلة لحماية صحة العين:

1. ألم وتورم العين

إن الألم والتورم في العين عارضان شائعان بعد جراحة الساد، إلا أنه يمكن علاجهما منزلياً في أغلب الأحيان، ويمكن السيطرة على الألم بعد جراحة الساد  بتناول أدوية مسكنة تُصرف دون وصفة طبية، أما إذا استمر الألم والتورم بعد جراحة الساد، وأصبحا أكثر سوءاً، فإن المشورة الطبية تصبح ضرورية.

2.  العدوى

يمكن للعدوى أن تحصل بعد إجراء العمل الجراحي، خاصة في حال ارتكاب خطأ طبي أثناء إجراء العملية، أو في حال لم تتم المحافظة على نظافة الجرح سواء خلال العملية أو بعدها، أو كان هناك تجاهل في تطبيق إرشادات الرعاية في فترة ما بعد العملية وعدم الالتزام بتعليمات الطبيب. وتؤدي العدوى إلى حدوث التهاب باطن مقلة العين الذي يعطي الأعراض الآتية:

  • الألم في العين.
  • الاحمرار.
  • مشكلات في الرؤية.
  • خروج مفرزات صديدية من العين.

يجب رصد العدوى في العين بسرعة وعلاجها بالمضادات الحيوية المناسبة، لأن التأخير في العلاج قد يسبب العمى الدائم.

3. الحساسية على الضوء

تعد حساسية العين على الضوء من المضاعفات الشائعة لجراحة الساد، ولكنها نادراً ما تكون شديدة، وهي تقل بعد أيام قليلة، ويُنصح بارتداء النظارات الشمسية لعدة أشهر إلى أن تختفي المشكلة.

4. ضبابية الرؤية

إن ضبابية الرؤية شكوى روتينية شائعة بعد الخضوع لعملية جراحة الساد، وهذا أمر عادي، لأن العين تحتاج إلى بعض الوقت للتعود على الضيف الجديد، أي العدسة الصناعية، كما أن التورم الذي يحصل بعد العملية يمكن أن يسبب الضبابية في الرؤية، ولكن هذه تختفي شيئاً فشيئاً مع رحيل التورم والتأقلم مع القادم الجديد، أي العدسة.

5. خلع العدسة

عندما يقوم الجراح باستبدال عدسة العين الطبيعية بأخرى صناعية، فإن الأخيرة قد تنخلع من مكانها المخصص لها بسبب الرضوض الجراحية أو نتيجة وجود تلف سابق في بيئة العدسة. ويعد خلع العدسة أمراً نادر الحدوث، إلا أنه قد يحصل، فيسبب الضبابية في الرؤية، والرؤية المزدوجة، وحتى فقدان البصر.

يحتاج خلع العدسة إلى عملية جراحية أخرى، يتم فيها إعادة العدسة إلى موضعها الصحيح، أو باستبدالها بأخرى جديدة.

6. انفصال الشبكية

يعتبر انفصال الشبكية واحداً من أخطر المضاعفات لجراحة الساد، ويعد الانفصال حالة طبية طارئة، لأنه قد يُفضي إلى فقدان البصر والعمى. يعاني المصاب بانفصال الشبكية من أعراض تحذيرية تشمل:

  • ومضات ضوئية.
  • بقعًا عاتمة جديدة في الرؤية.
  • فقدان الرؤية في أجزاء من العين.

إن ظهور أي عارض من الأعراض المذكورة أعلاه يجب أخذه على محمل الجد، ويتطلب مساعدة طبية عاجلة.

7. انفصال الشبكية

عندما يقوم الجراح بإزالة العدسة المصابة، فإنه يترك المحفظة المحيطة بها لإيداع العدسة الصناعية في داخلها، إلا أنه في بعض الأحيان، قد يؤدي الإجراء الجراحي إلى إحداث عتامة في المحفظة الخلفية، وتسمى هذه العتامة بالساد الثانوي. تحتاج عتامة المحفظة إلى عمل جراحي باستخدام أشعة الليزر.

8. انسدال الجفن السفلي

يمكن أن يحدث تدلي الجفن السفلي بعد جراحة الساد، وهو من المضاعفات الشائعة. لا أحد يعرف بالضبط سبب تدلي الجفن، ولكن المفرح في الأمر أنه يزول في غضون بضعة أشهر.

9. ارتفاع ضغط العين

قد يعاني بعض الأشخاص الذين خضعوا لعملية جراحة الساد من ارتفاع الضغط في العين، لهذا فإن علاجه ضروري، وإلا فإنه يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالغلوكوما التي تُلحق الضرر بالبصر.

10. تورم القرنية

قد تتورم القرنية، الجزء الأمامي الشفاف من العين، بعد الجراحة فتصبح ضبابية، ما يجعل الرؤية أكثر صعوبة. ويعتبر تورم القرنية مشكلة عابرة سرعان ما تزول باستعمال قطرات معينة يصفها الطبيب.

11. النزف في العين

أثناء الجراحة قد تبدأ الأوعية الدموية التي تغذي الشبكية بالنزف من دون سبب معروف، لا يشكل النزف القليل مشكلة، ولكن الكمية الكبيرة منه قد تؤدي إلى فقدان الرؤية، إذا لم يتم تصريف الدم أو تسبب في إحداث ضغط على العين؛ فإن الجراحة تصبح ضرورية. أيضاً، بعد الجراحة، قد يتكوّم الدم بين القرنية

والقزحية فيتسبب في حجب الرؤية، وفي هذه الحالة، فإن وصف القطرات وإبقاء الرأس مرفوعاً والراحة التامة، تساعد على تصريف الدم.

جراحة الساد.. عوامل الخطر التي تشجع على حدوث المضاعفات

هناك بعض العوامل التي من شأنها أن تزيد من خطر حدوث المضاعفات، وهي:

  • ارتفاع الضغط في العين.
  • الداء السكري.
  • استخدام طرق جراحية قديمة وطرق أخرى غير سليمة.
  • استخدام تكنولوجيا قديمة في علاج الساد.

هل يمكن الوقاية من مضاعفات جراحة الساد وتجنبها؟

من الصعب تجنب وقوع بعض المضاعفات بعد جراحة الساد، ولكن من المهم التعرف على علامات المضاعفات المحتملة بعد جراحة الساد، خاصة الخطيرة منها، للتقليل من تطورها نحو الأسوأ، وبناء عليه فإن النصائح الآتية مهمة:

أولاً: لا بد من إجراء تقييم سابق قبل جراحة الساد، للتحقق من وجود عوامل قد تشجع على وقوع مضاعفات محتملة، وكذلك لتحديد ما إذا كانت الجراحة مناسبة للمريض أم لا.

ثانياً: مراقبة صحة العين واتباع التعليمات حول أصول العناية بالعين في الفترة التي تلي العملية الجراحية، فكلما كان تطبيق تلك التعليمات جيداً كلما زاد نجاح العملية.

ثالثاً: رصد العلامات التي تشير إلى حدوث مضاعفات، ومعرفة مدى الحاجة إلى طلب المساعدة الطبية العاجلة.

سؤال وجواب

1. متى تتحسن الرؤية؟

يشعر المريض بتحسن في الرؤية منذ الأسبوع الأول للعملية الجراحية للساد، وفي غضون أسبوعين إلى 4 أسابيع، تكون الرؤية في أحسن حالاتها.

2. هل يمكن السجود للصلاة بعد العملية؟

يجب عدم السجود أو الانحناء، لا للصلاة ولا لغيرها، بعد إجراء جراحة الساد، يجب الانتظار لمدة أسبوع قبل القيام بتلك الحركات، لضمان استقرار العدسة الصناعية.

3. هل يتغير شكل العين؟

لا يتغير شكل العين، إلا أن البعض قد يحدث عنده انسدال في الجفن السفلي، ولكنه يشفى عادة بعد حين.

4. كيف أعرف أن جراحة الساد نجحت؟

هناك عدة مؤشرات تدل على نجاح العملية هي:

  • اختفاء التورم والألم.
  • تحسن الرؤية.
  • استقرار الرؤية.
  • تلاشي الأعراض السلبية.
  • المعطيات الإيجابية لفحوصات العين الدورية للتأكد من نجاح العملية وعدم حدوث مضاعفات.

جراحة الساد.. الخلاصة

إن جراحة الساد عملية شائعة وآمنة بشكل عام، إلا أنها قد تُفضي الى مضاعفات محتملة يعتبر بعضها أشيع حدوثاً من غيره. إذا كنت تنوي القيام بإجراء مثل هذه العملية، فهذا لا يعني أن المضاعفات حتمية، ولكن هناك احتمال أن تتعرض لها، ولهذا فمن الأفضل أن تكون على بينة بها، لأنه بإمكانك تجنب العديد منها باتباع التوصيات المتعلقة بالرعاية الطبية في فترة التعافي.

آخر تعديل بتاريخ
22 مايو 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.