البظر منطقة شديدة الحساسية والخصوصية لدى النساء، وقد تواجِه بعض السيدات أو الفتيات مشكلات عديدة في التعامل مع المناطق التناسلية الخارجية مثل منطقة البظر، مما يدفع بعضهن للخجل، وتأخُّر طلب المشورة الطبية عندما تواجهها مشكلة ما.
مع أن أكثر الأمراض والإصابات التي تصيب هذا الجزء الحساس من الجسم بسيطة ولا تدعو للقلق، لكن تركها دون علاج قد يؤدي إلى تفاقمها وتحوّلها لمشكلة أكثر خطورة. سنوجز في مقالنا هذا أهم المعلومات ونشرح للمشكلات التي قد تصيب هذا العضو الحساس.
أين يوجد البظر؟
البظر هو جزء من الأعضاء التناسلية الخارجية لدى النساء، ويمثِّل النهاية الأمامية لمنطقة الفَرْج، ويختلف من امرأة لأخرى، فلا يوجد معيار أو مقياس محدد لشكله وحجمه، ولعل أشهر مشكلاته هي في محاولة اكتشافه، فأغلب النساء كثيرًا ما يتساءلن، أين هو؟ وما وظيفته؟ وكيف يبدو؟
ما هو شكل البظر الطبيعي؟
هناك مفاهيم خاطئة كبيرة حول جسد المرأة، وكيف يبدو، فلا تعرف كثيرٌ من النساء إلا القليل عن المناطق التناسلية الخارجية الخاصة بهنّ، ويخجلْن من مجرد النظر إليها، ولهذا، ينبغي لهنّ معرفة حقيقة أجسادهنّ وطبيعتها، حتى يتسنى لهنّ معرفة ما إذا كانت بصحة جيدة أم تعاني من مشكلة ما.
بفضل الدعاية الممتازة والحملات الرائعة التي تمت حول أمراض الثدي، أصبح لدى كثير من السيدات والفتيات ثقافة حول مشكلات الثدي، وخاصة الأورام، وأصبحن يُجرِين الفحص بانتظام لتفادي حدوث مثل هذه الأمراض.
لا تَقِلّ أهمية الأعضاء التناسلية -ومنها البظر- عن الثدي من حيث احتياج النساء للمعرفة والتثقيف حول المناطق التناسلية الخارجية، وكيفية فحصها، ومعرفة ما هو مهم وخطير ويحتاج إلى تدخل، وما هو مطمئن وغير ذي ضرر على الإطلاق في هذه المنطقة من الجسم.
أهم المشكلات التي تحدث في منطقة البظر
العديد من المشكلات الصحية التي تؤثر على الفرج ككل يمكن أن تؤثر على البظر أيضاً، وأحد هذه المشكلات هو تضخم البظر أكثر من الطبيعي، وذلك بسبب التعرض لهرمونات الذكورة (الأندروجينات)، كما تشمل أهم المشكلات وأكثرها انتشارًا بخصوص صحة البظر على الآتي:
- ثقب البظر: يختلف الثقب بحسب مستوى البتر والقطع من هذه المنطقة في عملية الختان، أو عند إزالة جزء صغير منه لتركيب حِلِيّ فيه بطريقة خاطئة، ولذا يجب أن يتم الأمر عن طريق متخصصين مدرَّبين إذا احتاجت المرأة إلى القيام بذلك.
- التنبيه الزائد: النساء اللواتي يُحدِثْن ضررًا للمناطق التناسلية الخارجية الخاصة بهن عن طريق تنبيهها جنسيًا بطريقة عنيفة، مثل السيدات والفتيات اللواتي يَمِلن لاستخدام أجهزة وأدوات صلبة هزازة، مما يضعف حساسية هذه المنطقة فيما بعد.
مشكلات أخرى قد تَجِديها في منطقة البظر
بالإضافة إلى المشكلات الأكثر انتشاراً وشيوعاً التي تم ذكرها فيما سبق، هناك مشكلات أخرى قد تحدث لمنطقة البظر والتي قد تظهر لدى بعض النساء ويتم تشخيصها عن طريق طبيبة النساء والولادة، وتشمل هذه المشكلات ما يلي:
1- قرحة البظر
وهي إحدى أكثر المشكلات التي قد تصيب البظر، وتحدث عادة بسبب تعرُّض هذه المنطقة لتنبيه زائد وعنيف، أو لبس ملابس ضيقة جدًا، أو حتى نتيجة تغيير نوع الغسول لهذه المنطقة، كما أن أي ضغط خارجي زائد عن اللازم قد ينتهي بحدوث قرحة والتهاب للبظر.
2- انتفاخ البظر
وهي أيضًا إحدى أكثر المشكلات انتشارًا بشكل لا يُصدَّق، ويسبب إحساسًا بعدم الارتياح في هذه المنطقة، ويحدث هذا الانتفاخ نتيجة صدمة أو حادث تعرَّضَتْ له هذه المنطقة، أو تم لمس البظر بطريقة عنيفة مما يؤدى لتراجع الجزء الجلدي المحيط به، ويجعله أكثر انتفاخًا، وبالتالي أكثر عرضة للالتهاب والعدوى.
في مثل هذه الحالات، تحتاج المريضة لطلب المساعدة الطبية، لكن من المهم معرفة أن أجساد النساء تتغير مع مراحل الدورة الشهرية، ومع تغيّر السِّنّ، فمثلًا قد يحدث لدى بعض النساء في أيام الخصوبة خلال الدورة الشهرية انتفاخ بسيط في البظر، وهذا أمر طبيعي.
3- نزيف البظر
إذا كنتِ تعانين من الكدمات التي لا تتحسّن، أو النزيف النسائي الذي لا يتوقف خلال 24 ساعة، فحتمًا تحتاجين لاستشارة طبية عاجلة، إذا حدث شيء ما لهذه المنطقة، فلا بد أن تَعْلَم السيدة طبيعة ما حدث، فمن الممكن أن يكون هذا بسبب استعمال أدوات غير مناسبة، مثل جهاز الهزاز إذا قمت بضبطه بطريقة خاطئة وعنيفة. ولتقليل الانتفاخ أو الكدمة يمكنك وضع قطعة ثلج ملفوفة في قماش على المنطقة المصابة، وربما يكون هذا أمرًا غير مريح بالنسبة لك.
4- حكة البظر
قد يصاب البظر بالحكة لأسباب عدة، مثلًا عدوى القلاع نتيجة الإصابة بفطر المبيضات (الكانديدا)، أو نتيجة التحسس من بعض المواد مثل تلك المواد المستخدَمة في الواقي الذكري الذي يستخدمه الشريك.
إذا كان السبب هو الواقي الذكري، فيمكن استخدام الواقي الخالي من مادة اللاتكس التي تسبب الحساسية الجلدية لدى البعض، وأيضًا يفضل خلوّ الواقي من أي روائح أو معطرات، وكذلك يجب التأكد عند استخدام المزلّق من خلوه من المعطرات والألوان الكيميائية.
5- ورم البظر
على السيدة فحص نفسها لمعرفة طبيعة جسمها، خاصة إذا وَجدت كتلة جديدة لم تلاحظها من قبل، وعند ذلك عليكِ بالإسراع إلى طبيبتكِ أو عيادات الصحة الجنسية في أقرب وقت، ليفحصكِ الأطباء هناك.
كيف يمكن العناية بمنطقة البظر؟
يمكن الحفاظ على صحة البظر عن طريق المحافظة على نظافة المنطقة التناسلية باستخدام الماء الدافئ والصابون الطبي غير المعطر، والابتعاد عن البخاخات المعطرة ومزيلات العرق. لا تغسلي المنطقة بالغسول إلا إذا نصحك الطبيب بذلك، وتأكدي من إجراء فحص الحوض بانتظام، إذ تساعد هذه الفحوصات طبيبك على العثور على أي حالات صحية تؤثر على صحة البظر، فكلما اكتشفت الحالة في وقت مبكر كلما كان علاجها أسهل، لذا عليك:
- إجراء اختبار للأمراض المنقولة جنسياً حتى يتم علاجها بشكل أسرع وأسهل.
- لبس الملابس الفضفاضة وتجنب الملابس الضيقة.
- استخدمي الفوط النسائية القطنية مع المحافظة على تغييرها بشكل دوري والابتعاد عن أي مسبب يزيد الاحتكاك والضغط في منطقة البظر.
- لا تستخدمي المنتجات المعطرة مثل الفوط الصحية والسدادات القطنية أو ورق التواليت المعطر، لأنها قد تسبب التحسس في المنطقة، كما يمكن أن تسبب فرط في نمو البكتيريا الضارة مما يؤدي إلى الإصابة بالعدوى.
نصيحة من موقع صحتك
البظر هو عضو تناسلي يمكن أن يختلف في الشكل والحجم من إمرأة لأخرى، وهو لا يقدم وظيفة تناسلية ولكنه يوفر المتعة الجنسية فقط، والعلاقة بينه وبين المتعة الجنسية قد تجعلك تشعرين بالحرج فيما يتعلق بأي مشكلة صحية قد تحدث في هذه المنطقة، لكن البظر جزء مهم لصحة الجهاز التناسلي وللصحة الجنسية أيضاً، فإذا عانيت من أي مشكلات صحية في هذه المنطقة مثل التضخم والألم ننصحك باستشارة طبيبة النسائية دون خجل أو تردد، حتى تحصلين على التشخيص المناسب والعلاج السهل السريع.