يعرّف المتخصصون جراحة علاج الصرع بأنها عملية تهدف إلى إزالة أو عزل منطقة الدماغ التي تنشأ منها نوبة الصرع، وإذا كان جزء الدماغ حيث تنشأ نوبة الصرع حيويًا جدًا مما يصعّب استئصاله، فقد يجري الجرّاح مجموعة من الشقوق لمنع نوبة الصرع من الانتشار إلى باقي أجزاء الدماغ.
وتحقق جراحة علاج الصرع النتائج المثلى في المرضى المصابين بالنوبات التي تنشأ دائمًا من نفس المكان في الدماغ، وقبل البحث عن إمكانية خضوع المريض لجراحة علاج الصراع، يجب أن يكون المريض قد جرّب تناول دواءين على الأقل من أدوية علاج النوبات من دون تحقيق نجاح في علاج الحالة، وفي حالة فشل دواءين مناسبين في علاج المرض، يترجح عدم جدوى تناول أي دواء آخر من أدوية علاج الصرع.
فما هي دواعي جراحة الصرع، وكيف يستعد المريض للجراحة؟ وما الذي يتوقعه أثناء الجراحة وفي فترة التعافي بعدها؟ وما هي النتائج المتوقعة؟
* دواعي جراحة الصرع
في معظم الحالات، يمكن لجراحة علاج الصرع أن تقلل نشاط النوبات، بل قد تقضي عليها أحيانًا، وخطورة نوبات الصرع المتكررة تكمن في أنها يمكن أن تؤدي إلى ما يلي:- انكسار العظام أو غيرها من الإصابات نتيجة السقوط بسبب النوبة.
- الغرق، إذا حدثت نوبة الصرع أثناء الاستحمام أو السباحة.
- تلف الدماغ في حالة نوبات الصرع المطولة.
- الموت المفاجئ، بوصفه أحد المضاعفات النادرة للصرع.
* أنواع جراحات الصرع
تعتمد نوعية جراحة علاج الصرع التي يمكن أن يخضع لها المريض على نوع النوبات التي يتعرّض لها وعلى المكان الذي تبدأ منه بالدماغ، وتتضمن ما يلي:-
استئصال جزء من الدماغ
-
فصل الاتصال بين النصفين الكرويين
-
إزالة نصف الدماغ
* فحوصات واختبارات
إذا كان المريض مؤهلاً للخضوع لجراحة علاج الصرع، فقد تتضمن عمليات التقييم السابقة على العملية ما يلي:-
مخطط كهربية الدماغ (EEG)
-
التخطيط الكهربائي للدماغ المقترن بالفيديو
- فحص الرأس بالتصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية
-
التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) والتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي
-
التصوير المقطعي المحوسب بالانبعاث الأحادي للفوتون (SPECT)
* ما تتوقعه يوم العملية
لتجنب العدوى، يحتاج المريض أن يقصّر شعره الموجود فوق جزء الجمجمة الذي سوف يُزال أثناء العملية، وفي حالات كثيرة، يتمكن فريق جراحة الأعصاب من حلق تلك المنطقة بطريقة تجعل أجزاء الشعر الأخرى تحجب البقع الصلعاء بعد الجراحة، ويرغب بعض المرضى في حلق كل الرأس، ولكن لا يلجأ الأطباء إلى الحلق إذا كان المريض الذي يخضع للعملية طفلاً.وسوف يضع الطبيب أنابيب وريدية للمريض وتخضع مستويات معدل نبض القلب وضغط الدم والأكسجين للمراقبة خلال فترة العملية، وقد يسجِّل جهاز مراقبة مخطط كهربية الدماغ موجات الدماغ أثناء العملية لتحديد موقع بدء النوبات بالدماغ تحديدًا أفضل.
وعادة يتم إجراء هذه العملية بعد تخدير المريض تخديرًا كليًا، وهذا يعني أنه سيكون فاقدًا للوعي أثناء العملية، وتتضمن العملية عمل شق صغير بالجمجمة للوصول إلى الدماغ، وفي ظروف نادرة، قد يوقظ الجرّاح المريض أثناء العملية لمساعدة الفريق في تحديد أي أجزاء الدماغ التي تتحكم في اللغة والحركة، وبعد العملية، يعيد الجرّاح النافذة العظمية إلى موضعها ويثبتها بباقي الجمجمة للتعافي، وتستغرق معظم جراحات علاج الصرع أربع ساعات على الأقل.
* بعد إجراء جراحة الصرع
يظل المريض في الإفاقة لمراقبته بعناية أثناء استيقاظه بعد التخدير، وقد يحتاج لقضاء الليلة الأولى بعد الجراحة في وحدة الرعاية المركزة، ويبلغ إجمالي إقامة المريض بالمستشفى في معظم جراحات علاج الصرع نحو ثلاثة أو أربعة أيام عادةً.وعندما يستيقظ المريض، يكون رأسه متورِّما ويؤلمه، ويحتاج معظم المرضى للمسكنّات المخدرة للتغلب على الألم للأيام القليلة الأولى على الأقل، وقد يستفيد المريض من وضع كمادات الثلج أيضًا على رأسه، وخلال عدة أسابيع، يتلاشى معظم التورّم والألم اللذين يحدثان بعد العملية.
ومن المرجح أن المريض سيتعذر عليه العودة إلى العمل أو الدراسة إلا بعد ثلاثة أشهر تقريبًا، وينبغي أن يستريح المريض ويسترخي للأسابيع الأولى القليلة بعد جراحة علاج الصرع، ثم يزيد أنشطته تدريجيًا.
ومن المستبعد أن يحتاج المريض إلى إعادة التأهيل المكثفة طالما أن العملية تمت دون مضاعفات، مثل الإصابة بالسكتات الدماغية أو الشلل أو فقد القدرة على التخاطب.
* نتائج جراحات الصرع
بعض نوبات الصرع تكون مقاومة للأدوية، وهذا حسب السبب الرئيسي المسؤول عن حدوثها، وهذه هي الحالات الأنسب التي تستفيد من الجراحة، وعلى سبيل المثال، يلاحظ نحو 90 بالمائة من المرضى الذين يعانون من نوبات الفص الصدغي انخفاضًا كبيرًا في النوبات أو توقفها تماماً بعد جراحة علاج الصرع.ويجب أن يواصل المريض تناول الأدوية المضادة للنوبات بعد الجراحة للمساعدة في تحسين فرص عدم الإصابة بالنوبات مجددًا، وقد يستطيع الطبيب أن يسمح للمريض بالتوقف عن تناول الأدوية المضادة للنوبات بعد مضي عام أو عامين.
* مخاطر جراحات الصرع
يمكن أن تتنوع المخاطر بحسب نوع جراحة علاج الصرع المستخدمة وجزء الدماغ المصاب:-
مشكلات الذاكرة
-
مشكلات المهارات الحركية واللغوية
-
ازدواجية الرؤية
-
ازدياد عدد النوبات
-
انخفاض مجال الرؤية
-
شلل جزئي بأحد الجانبين
المصادر:
Types of Epilepsy Surgery | Epilepsy Foundation
Epilepsy brain surgery for adults | Epilepsy Action
Types of Surgery for Epilepsy: Options, Risks, Effectiveness