تأخر النطق عند الأطفال.. كيف تتعامل معه؟

تأخر النطق عند الأطفال هو اضطراب غير نادر، يعاني منه عدد لابأس منه من الأطفال خلال مراحل نموهم الأولى، وقد يحدث ذلك في مرحلة عمرية تعتبر متقدمة عن الطفل نتيجة تعرضه لصدمات نفسية، كالتنمر مثلًا، فما أسبابه وما طرق علاجه؟

علامات تأخر النطق عند الأطفال

قد تظهر على الأطفال المصابين بتأخر النطق أعراض متنوعة متعلقة بالنطق، وتختلف تلك الأعراض باختلاف عمر الطفل وشدة الحالة. وقد تتضمن الأعراض ما يلي:

• الغمغمة بوتيرة أقل، أو إصدار أصوات بدرجة أقل من المعتاد بين عمر 7 أشهر إلى 12 شهرًا.
• نطق الكلمات الأولى متأخرًا، عادةً بعد عمر 12 شهرًا أو 18 شهرًا.
• استخدام عدد محدود من الحروف الساكنة والمتحركة.
• كثرة إغفال الأصوات عند التحدث.
• استخدام كلام يصعب فهمه.

تُلاحَظ هذه الأعراض عادةً بين عمر 18 شهرًا وعامين. قد تشير الأعراض في هذا العمر إلى اشتباه الإصابة بتأخر النطق عند الأطفال. والاشتباه هنا يعني إمكانية الإصابة والحاجة لمراقبة الأهل لمنع تطور المشكلة وطلب العلاج بسرعة.

عادةً ينطق الأطفال مزيدًا من الكلام بين سن عامين و 4 أعوام. قد تتضمن المؤشرات التي تشير إلى الإصابة بتأخر النطق ما يلي:

• اختلالات الحروف الساكنة والمتحركة.
• الوقفات المؤقتة بين المقاطع الصوتية أو الكلمات.
• أخطاء صوتية، كنطق "فطيرة" مثل "شطيرة".

ويجد الطفل المتأثر بتأخر النطق صعوبة في تحريك الفك والشفتين واللسان إلى المواضع الصحيحة لإصدار أحد الأصوات، وقد يواجهون أيضًا صعوبة في الانتقال بسلاسة إلى الصوت التالي. كما يواجه مشكلات في اللغة أيضًا، مثل قلة حصيلة المفردات أو صعوبة ترتيب الكلمات. وتُساعد بعض العلامات على التمييز بين تأخر النطق وبين الأنواع الأخرى من اضطرابات النطق. وتشمل تلك العلامات:

• صعوبة الانتقال بسلاسة من أحد الأصوات أو المقاطع الصوتية أو الكلمات إلى غيرها.
• اضطراب حركة الفك أو الشفتين أو اللسان عند محاولة الإتيان بالحركة الصحيحة لإصدار الأصوات.
• اختلالات الحروف المتحركة، مثل محاولة استخدام الحرف المتحرك الصحيح، ولكن نطقه بطريقة خطأ.
• تشديد الحروف في غير موضعها في الكلمة، مثل نطق "بطّاطا" بدلاً من "بطاطا"
• تشديد فوق جميع المقاطع الصوتية مثل قول "بطّاطّا".
• فصل المقاطع، مثل التوقُّف أو السكوت بين المقاطع.
• عدم الاتساق، مثل ارتكاب أخطاء مختلفة عند محاولة نطق الكلمة نفسها مرة أخرى.
• صعوبة محاكاة نطق الكلمات البسيطة.
• أخطاء صوتية مثل نطق "دا" بدلاً من "تا".

تختلط بعض اضطرابات النطق الأخرى مع تعذر الأداء النطقي لدى الأطفال أحيانًا

يختلط الأمر بين بعض اضطرابات النطق واللغة وتعذر الأداء النطقي لدى الأطفال بسبب تداخل بعض الأعراض. تتضمن اضطرابات النطق واللغة اضطرابات النطق والاضطرابات الصوتية وعُسر التلفّظ. قد يواجه الطفل المصاب بأحد اضطرابات النطق أو الاضطرابات الصوتية مشكلة في تعلم كيفية إنتاج أصوات محددة واستخدامها. وعلى عكس تعذر الأداء النطقي لدى الأطفال، لا يواجه الطفل مشكلة في تخطيط الحركات أو تنسيقها للتحدث، فاضطرابات النطق والاضطرابات الصوتية أكثر شيوعًا من تعذر الأداء النطقي لدى الأطفال.

تتضمن أخطاء النطق أو الأخطاء الكلامية الصوتية:

• استبدال الأصوات. مثل نطق الطفل لكلمة "fum" بدلاً من "thumb" أو كلمة "wabbit" بدلاً من "rabbit" أو كلمة "tup" بدلاً من "cup".
• ترك الأصوات الساكنة في أواخر الكلمات، كأن ينطق الطفل الذي يعاني من تعذر الأداء النطقي كلمة "duh" بدلاً من "duck" أو كلمة "uh" بدلاً من "up".
• حبس تيار الهواء. مثل نطق كلمة "tun" بدلاً من "sun" أو كلمة "doo" بدلاً من "zoo".
• تبسيط تركيبات الأصوات، كأن ينطق الطفل كلمة "ting" بدلاً من "string" أو كلمة "fog" بدلاً من "frog."

عسر التلفظ هو اضطراب الكلام الذي يحدث نتيجة ضعف عضلات النطق، ويصعب نطق الكلام بسبب عدم القدرة على تحريك عضلات النطق بالسرعة أو القوة أثناء التحدث بشكل طبيعي. يعاني الأشخاص المصابون بعسر التلفظ من بُحة الصوت أو ضعفه أو توتره. أو قد يعانون من تداخل الكلام أو بطء الكلام.

أسباب تأخر النطق عند الأطفال

تأخر النطق عند الأطفال له العديد من الأسباب المحتملة، ولكن غالبًا يتعذر تحديد السبب. عادةً لا توجد مشكلة يمكن ملاحظتها في دماغ الطفل المصاب، ومع ذلك، يمكن أن ينتج عن حالات مَرَضية في الدماغ أو إصابة في الدماغ. قد تتضمن تلك الحالات السكتة الدماغية أو العَدوى أو إصابة رضحية في الدماغ. قد يحدث تأخر النطق عند الأطفال كذلك كأحد أعراض الاضطرابات أو المتلازمات الوراثية أو الحالات الأيضية.

مضاعفات تأخر النطق عند الأطفال

توجد لدى العديد من الأطفال المصابين بتأخر النطق مشكلات أخرى تُؤثر في قدرتهم على التواصل، مثل:

• تأخر اللغة، قد ينطوي ذلك على مشكلة في فهم الكلام أو قلة المفردات، أو صعوبة استخدام القواعد النحوية بشكل صحيح عند صياغة الكلمات معًا لتكوين جملة أو عبارة.
• تأخر التطور الذهني والحركي، ومشكلات القراءة والهجاء والكتابة.
• صعوبة في المهارات الحركية الكبرى والدقيقة أو التنسيق.
• صعوبة التواصل في التفاعلات الاجتماعية.

تشخيص تأخر النطق عند الأطفال

لتقييم حالة طفلك، يجب أن يعرض على مختص في اللغة والتخاطب، وقد يحتاج الأمر للتعاون بين طبيب الأطفال ومختص اللغة والتخاطب، وقد تكون هناك حاجة لمختص العصبية أيضًا، إذ يقيّم مختص اللغة والتخاطب مهارات طفلك اللغوية،، مثل المفردات وتركيب الجمل وقدرته على فهم الكلام. لا يستند تشخيص تأخر النطق عند الأطفال إلى اختبار واحد أو ملاحظة واحدة، بل يعتمد على نمط المشكلات التي تمكن ملاحظتها. وقد تشمل الاختبارات:

• اختبارات السمع. 

• تقييم العضلات المحركة للفم، لاكتشاف أي مشكلات هيكلية، مثل لجام اللسان أو الحنك المشقوق.

• تقييم النطق.

علاج تأخر النطق عند الأطفال

يمكن لمعالجة النطق أن تساعد الطفل المصاب على إحراز أكبر قدر ممكن من التقدم، وعادة ما يتم علاج تأخر النطق عن طريق مختص التخاطب، الذي يوفر علاجًا يركز على التدريب على المقاطع والكلمات والعبارات. وحسب حدة مشكلات النطق، قد يحتاج طفلك إلى جلسات معالجة النطق من ثلاث إلى خمس مرات في الأسبوع. ومع تحسُّن طفلك، يمكن تقليل عدد جلسات معالجة النطق الأسبوعية، وتشمل التدريبات ما يلي:

• تدريبات النطق. 
• تمارين الصوت والحركة.
• التدرُّب على التحدث. 
• ممارسة الأصوات المتحركة.

علاج تأخر النطق عند الأطفال في المنزل

التدرُّب على النطق أمر مهم للغاية، وقد يوصيك مختص التخاطب بالمشاركة في تدرُّب طفلك على النطق في المنزل. وسيتم تزويدك بكلمات وعبارات للتدريب عليها مع طفلك في المنزل. يمكن أن تكون جلسات التدريب المنزلية قصيرة، فلا تتجاوز مدتها خمس دقائق، ويمكنك التدرب مع طفلك مرتين في اليوم.

يحتاج الأطفال أيضًا إلى التدرُّب على الكلمات والعبارات في مواقف الحياة الواقعية. لذلك؛ ابتكرْ مواقف لطفلك ينطق فيها الكلمة أو العبارة. على سبيل المثال، اطلب من طفلك أن يقول "مرحبًا يا أمي" في كل مرة تدخل فيها والدته الغرفة، سيسهل هذا على طفلك أن ينطق تلقائيًا الكلمات التي تدرَّب عليها.

شجع الطفل وادعمه عندما يمارس مهارات النطق واللغة، فمن المرجح أن يشعر الطفل بالرضا بشأن التحسن في النطق بفضل دعمك، واحرص كذلك على إعطاء الطفل فترات راحة من العلاج، وإذا كان الطفل يخضع للعلاج الطبيعي أو الوظيفي إلى جانب معالجة النطق، فضع جدولاً للجلسات حتى لا يشعر الطفل بالإنهاك.