الإعياء الحراري أو الإنهاك الحراري، وهو واحد من الأمراض المتعلقة بارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، ويتضمن تعرقا شديدا وإنهاكا وتسارعا في النبض، وفي حالة عدم علاجه قد يتطور إلى ضربة الشمس وهي حالة مهددة للحياة. ويمكن أن تظهر علامات وأعراض الإعياء بسبب الحرارة بصورةٍ مفاجئةٍ أو مع مرور الوقت، وخصوصًا عند ممارسة النشاط لفترات زمنيةٍ مطولة.
وتتضمن علامات وأعراض الإعياء بسبب الحرارة ما يلي:
- التعرق الغزير.
- الشعور بالإغماء.
- الدوار.
- التعب.
- ضعف وسرعة النبض.
- انخفاض ضغط الدم عند الوقوف.
- التشنجات العضلية.
- الغثيان.
- الصداع.
* سبب الإعياء الحراري
يمكن أن يحدث الإعياء الحراري إذا ارتفعت درجة حرارة جسمك ولم تكن قادرًا على تبريد نفسك بالسرعة الكافية. وقد يحدث هذا في درجات حرارة عالية، مثل تلك التي تحدث خلال أشهر الصيف. ويمكن أن تزيد الرطوبة المرتفعة مع درجات الحرارة المرتفعة أيضًا من خطر الإعياء الحراري. وهناك سبب شائع آخر للإعياء الحراري هو الجلوس في سيارة ساخنة بدون تكييف، أو النشاط البدني المكثف الذي يتم إجراؤه في الحرارة والرطوبة. ويمكن المعاناة من الإعياء الحراري إذا كنت في بيئة حارة لعدة أيام، بمرور الوقت، يمكن أن تصبح درجة حرارة جسمك مرتفعة للغاية، مما يؤدي إلى الإعياء الحراري.
* الأشخاص الأكثر عرضة للـ الإعياء الحراري
- الرضع والأطفال دون سن الرابعة إضافةً إلى كبار السن فوق سنة 65.
- تناول الأدوية التي تؤثر في قدرة جسمك على البقاء رطبًا وعلى استجابته للحرارة بصورةٍ ملائمة، مثل العقاقير المستخدمة في معالجة ارتفاع ضغط الدم ومشكلات القلب (حاصرات بيتا ومدرات البول)، أو في الحدّ من أعراض الحساسية (مضادات الهيستامين) أو في تهدئتك (المهدئات)، أو في تخفيف الأعراض النفسية مثل الأوهام (مضادات الذهان). إضافةً إلى ذلك، يمكن أن ترفع بعض المواد غير المصرح بها، مثل الكوكايين والأمفيتامين درجة حرارتك.
- السمنة.
- التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة.
* مضاعفات الإعياء الحراري
إذا ترك الإعياء بسبب الحرارة بدون علاج، يمكن أن يؤدي إلى ضربة الشمس، وهي حالةٌ تهدد الحياة وتحدث عندما تبلغ درجة حرارة جسمك 104 فهرنهايت (40 درجة مئوية) أو أكثر. تتطلب ضربة الشمس الرعاية الطبية الفورية لتجنب التلف الدائم للدماغ وغيره من الأعضاء الحساسة ويمكن أن تسبب الوفاة.
* تشخيص وعلاج الإعياء الحراري
عندما تكون مصابا بالإعياء بسبب الحرارة، سيكون واضحًا للطاقم الطبي أنك تعاني من هذه الحالة، أو ربما يقيسون درجة حرارتك للتثبت من التشخيص واستبعاد ضربة الشمس. وإذا كان الطبيب يشتبه بأنّ الإعياء بسبب الحرارة لديك قد تطور إلى ضربة الشمس، فقد تحتاج إلى اختباراتٍ إضافية، ومنها:
- اختبار الدم، لفحص انخفاض مستوى الصوديوم أو البوتاسيوم في الدم إضافةً إلى محتوى الدم من الغازات.- اختبار البول، لفحص تركيز البول وتركيبه وفحص وظيفة الكليتين، اللتين قد تتأثران بضربة الشمس.
- اختبارات وظيفة العضلات، لفحص انحلال العضلات (التلف الخطير للنسيج العضلي).
- اختبارات التصوير بالأشعة، لفحص تلف الأعضاء الداخلية لديك.
وبالنسبة للعلاج..
تستطيع في معظم الحالات علاج الإعياء بسبب الحرارة بنفسك من خلال القيام بما يلي:- استرح في مكان بارد واستلقي على ظهرك وترفع قدميك إلى مستوى أعلى من مستوى قلبك.
- احرص على شرب الماء البارد أو المشروبات الرياضية، وإياك وتناول أيٍّ من المشروبات الكحولية، والتي قد تساهم في الجفاف.
- إن أمكن، خذ حمامًا باردًا، أو اجلس في حوض استحمام باردٍ، أو ضع مناشف تم نقعها في الماء البارد على جسدك.
- اخلع أي ملابس غير ضرورية وتأكد من ارتداء ملابس خفيفة وغير ضيقة. وإن لم تشعر بالتحسن في غضون ساعةٍ واحدةٍ من اللجوء إلى هذه التدابير العلاجية، فعليك بالتماس الرعاية الطبية العاجلة، فقد تكون بحاجة إلى السوائل الوريدية لتعويض السوائل التي خسرتها بسبب الجفاف.
* توصيات طبية للحماية من الإعياء الحراري
ويمكنك اتباع مجموعة من الاحتياطات لتجنب الإعياء بسبب الحرارة وغيره من الأمراض المرتبطة بالحرارة، وحين ترتفع درجة الحرارة، تذكر القيام بما يلي:1- ارتدِ ملابس فضفاضة وخفيفة الوزن وذات ألوان فاتحة، حيث تحبس الملابس الكثيفة أو الغامقة أو الضيقة الحرارة ولا تتيح لجسمك أن يبرد بصورةٍ ملائمةٍ، لأنها تحول دون تبخر العرق.
2- تجنّب حروق الشمس، وإذا أردت الخروج، فعليك ارتداء قبعةٍ خفيفةٍ وواسعة الحواف أو استخدام المظلة لحماية نفسك من الشمس، إضافةً إلى وضع كريم الحماية من أشعة الشمس على الأجزاء المكشوفة من بشرتك، فالتعرض للحروق الشمسية يحدّ من قدرة جسمك على التخلص من الحرارة.
3- ابحث عن مكانٍ أبرد وحاول إيجاد مكانٍ ظليل، ولا تكفي المراوح وحدها لمواجهة الحرارة والرطوبة المرتفعتين. وتناول الكثير من السوائل.
4- اسأل الطبيب أو الصيدلاني إن كانت الأدوية التي تتناولها تجعلك أكثر عرضةً للإعياء بسبب الحرارة، وإن كان الأمر كذلك، فما الذي يمكنك فعله من أجل تجنيب جسمك السخونة الزائدة.
5- تجنب المناطق الحارة ودع سيارتك تبرد قبل قيادتها، ولا تترك الأطفال أو أي شخصٍ آخر في السيارة أثناء توقفها خلال الطقس الحار لأيّ مدّةٍ زمنية.
6- دع جسمك يتأقلم مع الحرارة. إذا سافرت إلى أحد الأماكن الحارة، أو إذا ارتفعت درجة الحرارة كثيرًا في منطقتك بصورةٍ مفاجئة، فقد يستغرق جسمك عدّة أسابيع كي يتأقلم مع الحرارة.
وستبقى بحاجةٍ إلى اتخاذ الاحتياطات الضرورية، ولكن ينبغي في حينها أن تكون قدرتك على تحمّل العمل أو ممارسة الأنشطة قد تحسنت. ولكن إذا كنت في إجازة، فلربما لا يتاح لك الانتظار عدة أسابيع، ولكن من الجيد في تلك الحالة الانتظار لبضعة أيامٍ على الأقل قبل الشروع في أنشطةٍ شاقة في ظل الحرارة المرتفعة.
ومن الأفضل عدم ممارسة الرياضة أو أيٍّ من النشاطات المجهدة في الطقس الحار، ولكن إن كنت مضطرًا لذلك، فعليك اتباع الاحتياطات نفسها والاستراحة بصورةٍ متكررةٍ في منطقةٍ باردة. ومن شأن أخذ فترات للراحة وتجديد السوائل لديك في ذلك الوقت أن يساعدا جسمك في تنظيم درجة حرارتك.
* المصدر
Understanding Heat Exhaustion: Symptoms, Tips for Self-Care, and More