طفلتي الصغيرة عمرها أسبوعان.. ألاحظ كل يوم وجود إفرازات لزجة صفراء اللون حول عينها اليسرى، وإفرازاً غزيراً للدمع. قمت بعرضها على طبيب الأطفال، فأعطاني قطرات للعين، ولكنني وجدتها غير مفيدة.. ما هي هذه المشكلة؟ وهل هي خطيرة؟ وكيف أتعامل معها؟
اقــرأ أيضاً
* سيناريو شائع
يتم تصريف الدمع من خلال فتحات صغيرة تسمّى Puncta موجودة في الزاوية الداخلية للجفن العلوي والجفن السفلي، ثم يَجري الدمع من خلال قناة تسمّى القناة الأنفيّة الدمعية Nasolacrimal Duct، ويصل إلى الأنف، حيث يتم تصريفه مع الإفرازات الأنفية.
وإن انسداد القناة المذكورة يمنع تصريف الدمع بالطريق الطبيعي الذي ذكرناه، مما يؤدّي إلى أعراض الانسداد التي تتمثّل في كميات مفرطة من الدموع في العين، وربّما حصول التهاب بسيط في العين يؤدّي إلى وجود إفرازات صفراء.
وكثيراً ما نشاهد هذا السيناريو في المواليد، حيث تصل نسبة حدوثه إلى 5% منهم، ولكن الخبر الطيّب هو أن 90% من الحالات تُشفى في السنة الأولى من العمر بدون أيّة مضاعفات.
* لماذا يحصل هذا الانسداد؟
أشيع أن سبب هذه المشكلة هو بقاء الغشاء الموجود في نهاية القناة الأنفية الدمعية مغلقا عند الولادة، وهذا الغشاء يدعى (صمام هاسنر) Valve of Hasner. وهنالك أسباب أخرى منها غياب الفتحات الموجودة في الأجفان وضيق القناة الدمعية، والعدوى (الإنتانات)، وتضخم عظام الأنف المؤدّية إلى الانسداد.
* الأعراض والعلامات
أهم الأعراض هي وجود كمية كبيرة من الدمع في العين تسيل على الأجفان والرموش وتصل إلى الخد، مع تورّم واحمرار الجفن، وربّما كان هذا مصحوبا بالتهاب شديد في قناة الدمع في حالات نادرة. واللافت للنظر أن الأعراض المذكورة تزداد شدّة في حال إصابة الطفل بالزكام أو الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي، وأيضاً في حالة التعرّض للبرد.
* كيف يتم التشخيص؟
التاريخ المرضي والأعراض المذكورة تعتبر كافية للوصول إلى التشخيص من خلال فحص بسيط يجريه طبيب الأطفال. وفي الحالات الشديدة قد تكون هنالك حاجة إلى التحويل لأخصّائي أمراض العيون الذي قد يقوم بإجراء بعض الفحوص الخاصّة لتأكيد التشخيص، ولا بد في هذه الحالة من القيام بنفي الأمراض الأكثر خطورة التي قد تؤدّي إلى الأعراض نفسها مثل المياه السوداء (الزرق).
* كيف تعالج؟
في معظم الحالات يكون الشفاء عفويّاً من دون الحاجة إلى علاج. وريثما يتم الشفاء نقوم بتدليك القناة الدمعية، وهذا الإجراء يقوم به طبيب الأطفال، ويعلّم الأهل كيفية القيام به، ليتم إجراؤه 3 ــ 4 مرات يوميّاً، وتستمر كل جلسة لمدة دقيقة. والتدليك هو أفضل ما يمكن القيام به في هذا الباب.
وربّما يضطر الطبيب إلى إعطاء قطرات المضادّات الحيوية للتخلّص من العدوى الناجمة عن تراكم الدمع، ويفضّل تجنّب المراهم العينية لأنها قد تزيد الانسداد. وفي حال فشل المعالجات البسيطة، واستمرار الأمر إلى ما بعد عمر سنة، ربّما قام أخصّائي أمراض العيون بفتح القناة بمسبار خاص Probe، مع القيام بتوسيعها، وربّما وضع أنبوبا داخل القناة لمنع عودة الحالة. ولحسن الحظ، فنادراً ما نلجأ إلى هذا الإجراء، وهو يتطلّب التخدير الكامل.
* الوقاية
لا توجد وقاية فعّالة لمنع حدوث هذه المشكلة، ولكن الأهم هو المحافظة الدائمة على النظافة لمنع حصول العدوى في حال وجود انسداد القناة الدمعية.
* ماذا يجب على الأهل أن يفعلوا؟
إن أهم ما يجب أن يفعله الأهل هو سرعة مراجعة الطبيب في حال ظهور أي من الأعراض السابقة، وأيضاً الالتزام ببرنامج تدليك القناة الدمعية الذي يحدّده الطبيب لتجنّب اللجوء إلى الفتح بالمسبار ووضع أنبوب ضمن القناة الدمعية. وإن الشفاء التلقائي هو القاعدة في حالات انسداد القناة الدمعية، وكلّما كان التزام الأهل بتعليمات الطبيب كبيراً، كلّما تمكنّا من تفادي الإجراءات الجراحية والوصول إلى شفاء سريع.