صحــــتك

الطفل الذي لا يستجيب للأوامر .. تعلم بعض الحيل التي قد تساعدك

الصورة
أنور نعمة

الطفل الذي لا يستجيب للأوامر.. قد تكون هذه واحدة من أكثر الشكاوى التي يعانيها الآباء. لكن لا غرابة في ذلك، فالطفل هو ملك في السمع الانتقائي، فكله آذان صاغية عندما يكون هناك شيء ما يثير فضوله واهتمامه، ولكنه يتعمّد "الطرش" عندما يتعلق الأمر بإعداد طاولة السفرة، أو أداء الواجبات المدرسية، أو تنظيف الغرفة، أو تنظيف أسنانه، أو التوقف عن السلوكيات غير اللائقة، أو إيقاف ألعاب الفيديو، وما شابه ذلك من أمور الحياة اليومية التي قد تستنزف طاقة الأم، وربما تجعلها تفقد السيطرة على أعصابها.

 ليس سهلًا أن تجعلي صوتك مسموعًا لدى الطفل الذي لا يستجيب للأوامر ، ولكن، لحسن الحظ، هناك بعض الحيل البسيطة التي يمكن أن تساعدك في ترويض الطفل الذي لا يستجيب للأوامر من دون الحاجة دائمًا إلى الصراخ أو إلى التهديد والوعيد.

بعض الحيل التي تساعدك على تربية الطفل الذي لا يستجيب للأوامر

سيدتي، قبل كل شيء، يجب أن تعرفي بأنّ جعْل طفلك يصغي إليك، وينفذ أوامرك من المرة الأولى لن يتحقق ما بين ليلة وضحاها، بل يحتاج إلى الصبر والوقت ليعتاد طفلك على تغيير سلوكه، وبالتالي الى الاستجابة لما يطلب منه. نستعرض هنا بعض الحيل البسيطة التي تجعل الطفل الذي لا يستجيب للأوامر يصغي إليك:

1. احصلي على انتباهه

لقد أثبت العلم أنه عندما ينغمس الطفل في فعل شيء ما فإنه لا ينتبه إلى ما يجري حوله، فقد أشارت البحوث إلى أن الأطفال دون سن 14 عامًا، يفتقرون إلى الوعي المحيطي، ما يعني أنه إذا كان طفلك يلعب أو يكتب أو يشاهد التلفزيون، فإنه لن يستمع ولن يصغي إليك إذا ما طلبت منه شيئًا يفعله.

لهذا يجب عليك أن تتواصلي معه بصريًا وأن تأسري انتباهه قبل التحدث إليه. راقبيه عن كثب ماذا يفعل، وهل بإمكانك التواصل معه لمطالبته بفعل شيء ما. إذا كان الحديث ممكنًا، فاجلسي معه وجهًا لوجه، وقولي له بجدية بأنه لا يطيع الأوامر، وأنه إذا ما استمر على هذا المنوال، فإن عواقب سلبية ستكون في انتظاره، وأن عليه أن يتحمل العواقب.

2. قولي له ما تريدين باختصار شديد

لا تُلقِ على طفلك محاضرة تستغرق وقتًا طويلًا في حين أنه يمكنك قول ذلك في بضع جمل مقتضبة، ولما لا باستخدام كلمة واحدة فقط، فالطفل يعرف تمامًا ما يجب عليه فعله، ولكنه يحتاج إلى بعض التذكير البسيط الذي سيكون بمثابة تحفيز، لكي ينفذ المطلوب منه. فمثلًا بدل أن تقولين له: ارتد معطفك قبل الخروج ، حاولي أن تقولي "معطف" فقط.

3. اعملي على تمكين طفلك

لا يحب الطفل الاستماع دائمًا وإخباره بما يجب عليه فعله، هو يرغب في أن يقرر بنفسه، لهذا فبدل إصدار الأوامر، ابدئي بتوفير المعلومات له، وشجعيه على اتخاذ قرارات ذكية من شأنها أن تدفعه للامتثال والطاعة. فمثلًا بدل أن تقولي لطفلك "ضع هذا الحليب بعيدًا" يمكنك القول" اعلم أن الحليب يفسد في حال تركه خارج الثلاجة"، فعندها سيبادر الطفل إلى فعل الشيء الصحيح، الآن وفي المرات القادمة.

4. تأكدي من فهم طفلك

بعد الانتهاء من التواصل البصري واللغوي مع الطفل وبعد إملاء الأمر المطلوب منه بشكل واضح ومفهوم، لا بد من التأكد من أن طفلك قد فهم تمامًا ما يجب أن يفعل، لهذا ومنعًا لسوء الفهم، اطلبي من طفلك أن يكرر على مسامعك ما طلب منه للتو لضمان سماعه ما قلته له بالحرف. لا تقومي بصياغة طلبك كسؤال مثل "هل يمكنك تنظيف أسنانك"، بل قل له: "من فضلك، اذهب لتنظيف أسنانك حتى تتمكن من الذهاب إلى النوم".

 5. كوني واضحة في خصوص نتائج أفعاله

قولي لطفلك بشكل واضح لا لبس فيه ماهية العواقب السلبية التي سيتحملها في حال المماطلة وعدم الاستجابة لطلبك، ويجب أن تكون تلك العواقب مرتبطة بالأمر الذي طلبتِه منه. وبالطبع، لا تنسي يا سيدتي، أن تذكريه بأن هناك مميزات وحوافز ستكون في انتظاره في حال امتثاله وتنفيذه لما طلب منه.

6. حددي سقفًا زمنيًا للتنفيذ

لا تطلبي من ابنك تنفيذ الأمر في الحال، بل اتركي له مساحة زمنية لتحقيق المطلوب. اطلبي منه تنفيذ شيء ما قبل توقيت محدد، ففي حال قيامه بإنجاز مهمته، قدمي له الثناء والتقدير، وأظهري له الاهتمام والمودة والإعجاب.

7. حاولي تذكيره بما هو مطلوب منه

بعد وضع إطار زمني للقيام بالمهمة، حاولي تذكيره مرة أخرى كم بقي له من الوقت. في البداية قد يتنصل ولا يستجيب، ولكن مع مرور الوقت، ومع التلويح بفكرة العقوبات والإطار الزمني، سيعرف أن لكل فعل لا ينفذ عواقب واضحة، ولهذا فهو سيمتثل للأوامر عاجلًا أم آجلًا، وكل ما يلزم هو منحه بعض الوقت والقليل من الهدوء والصبر للالتزام ببنود الاتفاق.

8. كوني صارمة

الطفل ليس روبوتًا لتقولي له افعل فيفعل في الحال، إن الطفل ذكي للغاية، وهو لن يتورع أبدًا عن جس نبضك مرة تلو المرة ليعرف إنْ كنت ستلتزمين بتنفيذ بند العقوبات والحوافز المتفق عليها أو لا، لهذا كوني صارمة وحازمة في موقفك، ولا تتخلي عن أي كلمة أو وعد في خصوص المعاهدة المبرومة بينك وبين الطفل الذي لا يستجيب للأوامر.

9. استمعي إلى طفلك

لكي تجعلي طفلك يستمع إليك، فإنه عليك أن توضحي له كيف يتم ذلك. عندما يسألك طفلك سؤالًا، توقفي لحظة للتواصل معه بصريًا، ومن ثم أجيبي عليه. إذا كنت تقومين بمهمة ما ولا تستطيعين الاستماع إليه الآن، فتوقفي لحظة لتخبريه بذلك بكل هدوء. قولي له أنك فهمت ما يريده، وساعديه على فهم ذلك بعبارات بسيطة، وأنه لا يمكنك التركيز عليه الآن، وأنك ستفعلين ذلك بمجرد الانتهاء من مهمتك.

10. امنحي طفلك الخيارات

من السهل أن تقولي لطفلك شيئًا على غرار "ذا لم تفعل هذا، فلن تحصل على ذاك"، فالتهديدات والعقوبات لن تجدي نفعًا، وربما تجعل الطفل أكثر عنادًا، لهذا حاولي أن تعطيه الخيارات، فهو يحبها لأنها تساعده في السيطرة على الموقف، وتجعله طرفًا في اتخاذ ناصية القرار، ما يجعله يتخذ خيارات مقبولة بالنسبة لك.

نصيحة للتعامل مع الطفل الذي لا يستجيب للأوامر 

الطفل الذي لا يستجيب للأوامر هو ليس حالة خاصة أو مرضية، بل إن جميع الأطفال، خاصة الصغار منهم، يخالفون الأوامر ويحاولون التنصل منها. إن تنفيذ الطفل للأوامر هي مهارة يجب تلقينها له. إذا أردت من طفلك أن ينفذ أوامرك، فإن هذه الأخيرة، يجب أن تكون بلغة بسيطة ومفهومة. إذا قام الطفل بما هو مطلوب منه، فلا تنسي مكافأته وتحفيزه لتعزيز السلوكيات الإيجابية لديه، ولكي يُبلي بلاء حسنًا في المرات القادمة. أما إذا تمرد، فلا تتردي في إشهار سلاح العقوبات بحقه من دون أن تفقدي السيطرة على أعصابك. من يدري، فقد يكون سلوك الطفل الذي لا يستجيب للأوامر هو بمثابة جرس إنذار للفت الأنظار، وإن اللبيب من الإشارة يفهم.

آخر تعديل بتاريخ
05 أكتوبر 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.