صحــــتك

الريح برائحة كريهة : ما أهم الأسباب؟

الصورة
أنور نعمة

إطلاق الريح يكون عادة عديم الرائحة، أما إذا تلازم إخراج الريح برائحة كريهة ، فهذا يعني أن هناك مشكلات صحية تجري في الكواليس، وأن بعضًا منها قد يكون خطيرًا مثل سرطان القولون والمستقيم.

يُعَدّ إنتاج الريح (غازات البطن) واحدًا من نواتج العمليات الحيوية التي تجري في القناة الهضمية على مدار اليوم، وهذا أمر ليس طبيعيًّا وحسب، بل هو مؤشّر مهم على صحة القناة الهضمية التي لها تأثر كبير على صحتنا العامة.

يُخرِج الشخص في الأحوال الطبيعية ريحًا بمعدل 14 إلى 22 مرة في اليوم، مترافقًا بصوت وضجة أو من دون ضجة، ومن المهم جدًّا التخلص من ريح البطن، وإلا فإنها ستتجمع في دهاليز الأنبوب الهضمي لتكون سببًا في حدوث النفخة غير المريحة، وأوجاع البطن المزعجة.

أهم أسباب الريح برائحة كريهة

تصبح الريح برائحة كريهة نتيجة تفاعل كيميائي يحدث في القناة الهضمية تنطلق منه بعض الغازات التي يتم تخمير معظمها بسبب وجود البكتيريا في القولون، وهناك أسباب عديدة لريح غازات البطن الكريهة الرائحة نستعرض أهمها فيما يلي:

1. استهلاك الأغذية الغنية بالكبريت

إذا لاحظت بأنك تُطلِق الريح برائحة كريهة باستمرار، فإنه يتوجب عليك أن تُلقي نظرة فاحصة إلى ما تأكله، فبعض الأغذية تحتوي على نسبة عالية من الكبريت الذي يتم تحويله في القناة الهضمية إلى مادة كبريتيدات الهيدروجين التي لها رائحة كريهة، نذكر فيما يلي أهم الأطعمة التي تزخر بالكبريت:

  • القرنبيط.
  • البروكلي.
  • الملفوف.
  • براعم بروكسل.
  • الفجل.
  • معظم اللحوم الحيوانية.
  • البيض.
  • الديك الرومي.

يمكن أن يتسبب الإفراط في تناول الأطعمة المذكورة في حدوث آلام خفيفة في البطن، وإطلاق رالريح برائحة كريهة.

ماذا تفعل في مثل هذه الحالة؟ لا تُفْرِط في استهلاك الأغذية الغنية بالكبريت، وإذا كنت تتناول العديد منها في نفس الوقت، فاعمل على تقليل حجم الحصص للحد من تشكّل وتراكم الغازات في القناة الهضمية أثناء عملية الهضم.

2. الداء الزُّلاقي

الداء الزلاقي هو اضطراب هضمي قد يكون السبب الرئيسي وراء خروج الريح برائحة كريهة، والداء الزلاقي مرض مناعي يحدث نتيجة رد فعل سلبي لجهاز الهضم تجاه بروتين الغلوتين الموجود في الحبوب، مثل القمح والشعير، ما يُطلِق العنان لزوبعة من الأعراض أشهرها الإسهال الشديد، والذي يحدث بشكل شبه يومي تقريبًا مباشرة بُعَيد تناول أي شيء يحتوي على الغلوتين.

ماذا تفعل في مثل هذه الحالة؟ يجب رصد وجود الداء الزلاقي وعلاجه باكرًا ما أمكن، لأن إهماله سوف يجعل الأعراض أسوأ، ويترك أشد الضرر في المعدة والأمعاء، ويحُول دون امتصاص العناصر الغذائية اللازمة للحفاظ على صحة الجسم، ما قد يؤدي إلى سوء التغذية، وإلى فقدان شديد في الوزن.

3. متلازمة القولون العصبي

نعم، قد تكون متلازمة القولون العصبي هي السبب في الانطلاق المتكرر للريح برائحة كريهة، إلى جانب أعراض شتى من بينها المغص في البطن، والإمساك، والإسهال، والنفخة البطنية.  

وتُعتبر متلازمة القولون العصبي واحدة من أكثر أمراض الجهاز الهضمي شيوعًا، وحتى اليوم، ما زالت أسباب هذه المتلازمة غير معروفة بدقة.

ماذا تفعل في مثل هذه الحالة؟ من الضروري علاج متلازمة القولون العصبي في الوقت المناسب، لأنها تزداد سوءًا مع مرور الوقت، وقد تؤدي في الحالات الشديدة منها إلى نقص الحديد، وفقر الدم، والنزف الشديد من المستقيم. تحتاج المتلازمة إلى علاج طويل الأمد يتضمن إعطاء أدوية، وإجراء تغييرات على صعيد النظام الغذائي.

4. عدم تحمّل سكر اللاكتوز (سكر الحليب)

عدم تحمّل سكر اللاكتوز هو سبب شائع لإطلاق الريح ذات الرائحة الكريهة. واللاكتوز سكر طبيعي يوجد في الحليب ومشتقاته، وعندما لا تُنتِج الأمعاء ما يكفي من خميرة اللاكتاز، فإنه يَصْعب على الجسم هضم سكر اللاكتوز، الأمر الذي يؤدي الى إطلاق نسبة عالية من الغازات التي يَنتُج عنها رائحة كريهة.  

ماذا تفعل في مثل هذه الحالة؟ إذا واجهت أعراضًا غير سارة بعد تناول الحليب أو أحد مشتقاته، يمكنك أن تقوم برعاية نفسك ذاتيًّا من خلال تناول كميات أقل من الحليب ومنتجاته، وإذا لم تجد تحسنًا، فبإمكانك إضافة سائل أو مسحوق خميرة اللاكتاز، أو شراء منتجات الحليب الخالية من اللاكتوز. إذا لم تُعالَج مشكلتُك، فإن أخذ رأي الطبيب يصبح ضروريًا لإجراء التحريات اللازمة واتخاذ الخطة المناسبة لحل المشكلة.

5. سرطان القولون

ظهور الريح ذات الرائحة الكريهة بشكل مستمر بعد تناول الطعام قد يكون المؤشر الأول على وجود سبب ما في أنبوب الهضم، وليس مستبعدًا أن يكون هذا السبب هو سرطان القولون.

وسرطان القولون هو ثالث أنواع السرطانات شيوعًا، وهو واحد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الوفاة في العالم، وهناك مؤشرات تفيد أن التغذية تلعب دورًا كبيرًا في الإصابة به.

قد يتطور سرطان القولون من مجموعة من الخلايا التي تكون حميدة في البداية، ولكنها لا تلبث مع مرور الوقت أن تتحوّل إلى خلايا خبيثة وسرطانية إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها في الوقت المناسب.

ماذا تفعل في مثل هذه الحالة؟ استشِر طبيبك بشأن الريح ذات الرائحة الكريهة، ففي جعبته باقة متنوعة من الاختبارات التي تمكّن من تأكيد الإصابة بسرطان القولون أو نفيه، لعل من أهمها إجراء تنظير القولون، وبناءً على النتائج التي تسفر عنها الفحوصات، يضع الطبيب الخطة العلاجية المتاحة، فإذا كانت هناك أورام سليمة فإنه تتم إزالتها قبل أن تصبح خطيرة، أما إذا كانت الأورام سرطانية فهناك عدة خيارات علاجية مثل العلاج بالأشعة، أو العلاج الكيميائي، أو العلاج الجراحي، إذ يتم اختيار علاج واحد أو أكثر وفقًا لمكان السرطان وحجمه ومدى انتشاره.  

6. الإمساك

يحدث الإمساك عندما تتراكم المخلفات البرازية في القولون لمدة تفوق 35 ساعة، إلى درجة أنه قد يَصْعب إخراجها من المستقيم.

وعندما يبقى البراز لمدة طويلة في القولون، فإن البكتيريا تتكاثر وتهاجم الكتلة البرازية، فتنطلق غازات هي المسؤولة عن خروج الريح برائحة كريهة.

ماذا تفعل في مثل هذه الحالة؟ تفادي الإمساك يُعتبر من الخطوات المهمة لمنع إطلاق الغازات الكريهة الرائحة. يُنصح بشرب كميات كافية من الماء، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف، وممارسة التمارين الرياضية لتنشيط حركة الأمعاء لمساعدتها على طرد الفضلات البرزاية.

7. الأدوية

استعمال بعض الأدوية قد يؤدي إلى ظهور الريح برائحة كريهة، ولعل أكبر مثال على هذا هو تناول المضادات الحيوية التي تقتل البكتيريا الضارة، ولكنها في نفس الوقت تدمر البكتيريا الجيدة في ميكروبيوم الأمعاء، الذي يساعد على هضم الطعام، فمن دونها قد يعاني الشخص من الإمساك، وانتفاخ البطن، والريح ذات الرائحة الكريهة.

إلى جانب المضادات الحيوية، هناك أدوية كثيرة تؤثر على كيفية تحرك الطعام في الأنبوب الهضمي، فتخلق جوًّا يسبب ريحًا كريهة الرائحة، ومن بين هذه الأدوية نذكر: مضادات الحموضة، مضادات الاكتئاب، مسكنات الألم، مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، مضادات الإسهال.

ماذا تفعل في مثل هذه الحالة؟ إذا كنت تعتقد أن هناك صلة بين الأدوية التي تتناولها وإطلاق الريح ذات الرائحة الكريهة، فعليك أن تستشير طبيبك لكشف الملابسات، ولكن حذار ثم حذار من إيقاف الدواء أو استبداله بآخر من دون استشارة طبيبك أولًا.

8. عدم تناول ما يكفي من الألياف

لا نبالغ إذا قلنا إن صحة الأنبوب الهضمي وتنظيم حركة الأمعاء يعتمدان بشكل كبير على تناول ما يكفي من الألياف بشكل يومي ومنتظم، وأن أي خلل في وضع هذه القاعدة حيز التنفيذ يعني -بكل بساطة- إفساح المجال أمام حدوث اضطرابات هضمية، والمعاناة من بعض الأعراض غير السارة، أحدها إطلاق الريح ذات الرائحة الكريهة.

ماذا تفعل في مثل هذه الحالة؟ تَنصح جمعية القلب الأميركية بتناول مجموعة متنوعة من المصادر الغنية بالألياف الغذائية، بحيث تصل كمية الألياف المستهلكة يوميًّا من 25 إلى 30 غرامًا. وفي هذا الخصوص؛ تفيد التحريات أن الغالبية العظمى من الناس، إن لم يكن كلهم، لا يتناولون الحد الأدنى المطلوب من الألياف. يجدر بالذكر هنا، أنه يمكن الوصول إلى الجرعة التي يُنصح بها من الألياف بسهولة من خلال اعتماد نظام غذائي متنوع يضم الحبوب الكاملة، والبقوليات، والخضراوات، والفواكه، ويمكن تناول مكملات الألياف إذا لزم الأمر.

9. حمية الفودماب FODMAPs

يرمز مصطلح حمية الفودماب إلى عائلة الكربوهيدرات القصيرة السلسلة غير القابلة للهضم الموجودة في جميع أنواع الأطعمة، إذ تقوم بكتيريا الأمعاء بتخمير تلك الكربوهيدرات بسرعة لدى بعض الناس الحساسين، مسببة بعض المشكلات في الجهاز الهضمي، من بينها إطلاق غازات كريهة الرائحة، إلى جانب الانتفاخ والألم في المعدة.

ماذا تفعل في مثل هذه الحالة؟ تطبّق حمية الفودماب عادة عند الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، من أجل تحسين الأعراض ونوعية الحياة، فعلى هؤلاء استشارة طبيبهم لمعرفة أفضل السبل لتطبيق حمية الفودماب من أجل تحديد الأطعمة المزعجة لهم، مع العلم أن هذه الحمية هي خطة مؤقتة تطبّق لبعض الوقت، ولكن ليس لفترة طويلة.

الريح برائحة كريهة
الريح برائحة كريهة

10. وجود ظروف طبية كامنة

إذا أجريتَ تغييرات غذائية كبيرة على نظامك الغذائي وعلى أدويتك التي تتناولها، وما زلت تعاني من الريح الكريهة الرائحة، فمن غير المستبعد أن تكون مصابًا بحالة طبية كامنة تقف خلف هذه المعاناة، وبالتالي فإن الريح قد تكون بمثابة علامة تحذيرية لتلك الحالة الطبية، مثل:

ماذا تفعل؟ اطلب المساعدة الطبية لعمل التحريات اللازمة لكشف الظروف الصحية الكامنة التي قد تكون مسؤولة عن الريح ذات الرائحة الكريهة.

متى تستشير الطبيب بخصوص الريح برائحة كريهة؟

كل الناس، ودون استثناء، يطلقون من وقت لآخر ريحًا ذات كريهة، سرعان ما تذهب من تلقاء ذاتها إذا لم يكن هناك من سبب يدعو إلى استمرارها.

أما إذا كنت تطلق الريح برائحة كريهة بشكل دائم، فإنه يتوجب عليك أن تستشير الطبيب لمعرفة المزيد عن السبب الذي يجعل الريح برائحة كريهة، خاصة عند ملازمة هذه الأخيرة مع وجود عارض أو أكثر من الأعراض الآتية:

  • الغثيان.
  • القيء.
  • الانتفاخ.
  • الإسهال.
  • البراز الدموي.
  • فقدان الوزن.
  • المغص في البطن.
  • الحمّى.

الخلاصة فيما يخص الريح برائحة كريهة

يُعَد إطلاق الريح (الغازات) أمرًا طبيعيًا للغاية، وهو يدل على أن جهاز الهضمي يعمل جيدًا. وعندما تتراكم الريح في جهاز الهضم فهذا يعني أنها أصبحت جاهزة للخروج من المؤخرة، بعضها يرحَل بصمت ومن دون رائحة، في حين أن بعضها الآخر يرحَل بصوت صاخب وبرائحة كريهة، ما قد يضع صاحبها في موقف محرج في حال تواجده في حضرة آخرين. إذا كنت تطلق الريح برائحة كريهة بانتظام، فلا تدع هذا الأمر يفسد عليك أوقاتك، وينغص عليك عيشتك، ويضعك في مواقف محرجة أنت في غنى عنها، بل بادر، وفي أقرب فرصة، إلى استشارة مقدم الرعاية الصحية لإماطة اللثام عن سبب مشكلتك وتدبيرها بالتي هي أحسن.  

آخر تعديل بتاريخ
09 يناير 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.