صحــــتك

الرمد الحبيبي يهدد العيون الغالية

الرمد الحبيبي
الرمد الحبيبي (التراكوما trachoma) هو عدوى بكتيرية تؤثر في العينين، وتنتشر البكتيريا التي تسبب الرمد الحبيبي من خلال التلامس المباشر مع أعين الأشخاص المصابين أو جفونهم أو إفرازات الأنف أو الحلق الناتجة عنهم.

الرمد الحبيبي عبارة عن بكتيريا شديدة العدوى تؤثر غالبًا على كلتا العينين، وتبدأ علامات وأعراض الرمد الحبيبي بحكة خفيفة وتهيج في العينين والجفون، كما تؤدي إلى تشوش الرؤية والشعور بألم في العين، وعند عدم علاج الرمد الحبيبي، فإنه قد يؤدي إلى العمى.

يعد الرمد الحبيبي السبب الرئيسي للعمى في جميع أنحاء العالم على الرغم من إمكانية الوقاية منه، وتقدّر منظمة الصحة العالمية (WHO) أن هناك 8 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم أصيبوا بضعف البصر بسبب الرمد الحبيبي، كما تقدّر منظمة الصحة العالمية (WHO) أن أكثر من 84 مليون شخص يحتاجون إلى علاج الرمد الحبيبي، خاصة في المناطق الفقيرة من البلدان النامية؛ وفي مجموعة من أفقر البلدان في أفريقيا، ويمكن أن يصل انتشار المرض بين الأطفال إلى 40 في المائة، وإذا تم علاج الرمد الحبيبي في وقت مبكر، فقد يقي هذا غالبًا من الإصابة بالمزيد من مضاعفاته.

* أعراض الرمد الحبيبي

  • حكة خفيفة وتهيج العينين والجفون.
  • إفرازات من العيون تحتوي على مخاط أو صديد.
مع تقدم الحالة، قد تتضمّن أعراض الرمد الحبيبي في وقت لاحق ما يلي:
  • الحساسية الشديدة للضوء (رهاب الضوء).
  • تشوش الرؤية.
  • ألم العين.

يكون الأطفال الصغار عرضة بشكل خاص للإصابة بالعدوى، لكن المرض يتقدم ببطء وقد لا تظهر الأعراض الأكثر إيلامًا حتى سن البلوغ.

* مراحل تطور المرض

لقد حددت منظمة الصحة العالمية نظامًا متدرجًا على خمس مراحل لتطور مرض الرمد الحبيبي، وهي:
  • الالتهاب الحبيبي: العدوى لا تزال في بداياتها في هذه المرحلة، وفيها، توجد خمس أو أكثر من الحبيبات، وهي بثور صغيرة تحتوي على الخلايا الليمفاوية التي تعد من أنواع خلايا الدم البيضاء، يمكن رؤيتها بالتكبير على السطح الداخلي للجفن العلوي (الملتحمة).
  • الالتهاب الشديد: في هذه المرحلة، تكون العين مصابة بالعدوى الشديدة كما تصاب بالتهيج مع زيادة سُمك الجفن العلوي أو تورمه.
  • تكوّن ندبات على جفن العين: يؤدي تكرار العدوى إلى تكوّن ندبات على السطح الداخلي للجفن، وغالبًا ما تظهر الندبات على شكل خطوط بيضاء عند فحصها بالتكبير، كذلك، قد يصبح الجفن مشوهًا وربما يلتف للداخل (الشتر الداخلي entropion).
  • نمو الرموش للداخل (شعرة العين trichiasis): يستمر تشوه بطانة جفن العين الداخلية المصابة بندبات مما يتسبب في التفاف الرموش للداخل بما يؤدي إلى احتكاكها وخدشها للسطح الخارجي الشفاف للعين (القرنية).
  • تغيم القرنية: تتعرض القرنية للإصابة بالعدوى نتيجة الالتهاب الذي يظهر عادةً تحت الجفن العلوي، ويؤدي الالتهاب المستمر الذي يزيد حدته الاحتكاك الناتج عن التفاف الرموش للداخل إلى تغيم القرنية، كما يمكن أن تؤدي العدوى الثانوية إلى الإصابة بتقرحات في القرنية وقد يتطور الأمر في النهاية إلى الإصابة بالعمى الجزئي أو الكلي.

تكون كل علامات الرمد الحبيبي أكثر حدة في الجفن العلوي عنها في الجفن السفلي، ومع تفاقم حالة الندبات، وقد يظهر في الجفن العلوي خط سميك، وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن يُصاب بالعدوى النسيج الغدي الدهني الموجود في الجفون، بما في ذلك الغدد المنتجة للدموع (الغدد الدمعية)، وقد يؤدي هذا إلى جفاف شديد، مما يزيد من تفاقم حدة المشكلة.

* مضاعفات الرمد الحبيبي

يمكن علاج أي نوبة واحدة من الرمد الحبيبي الناتج عن المتدثرة الحثرية بسهولة عند الاكتشاف المبكر لها واستخدام المضادات الحيوية، ومع ذلك، قد تتسبب العدوى المتكررة في حدوث مضاعفات مثل:
  • إصابة الجفن الداخلي للعين بندبات.
  • تشوهات الجفن.
  • طي الجفن للداخل (الشتر الداخلي).
  • نمو رموش العين للداخل.
  • تندب أو تغيم القرنية.
  • فقد البصر الجزئي أو الكامل.

* أسباب الرمد الحبيبي

تحدث الإصابة بالرمد الحبيبي بسبب أنواع فرعية معينة من المتدثرة الحثرية (Chlamydia trachomatis)، وهي البكتيريا التي يمكن أن تسبب أيضًا الإصابة بمتدثرة العدوى المنقولة جنسيًا.

ينتقل الرمد الحبيبي من خلال ملامسة إفرازات العين أو الأنف لشخص مصاب، ويمكن أن تكون الأيدي والملابس والمناشف والحشرات، كلها وسائل لانتقال العدوى، وفي بلدان العالم النامية، يعد الذباب الوسيلة الرئيسية لانتقال العدوى.

* عوامل انتشار الرمد الحبيبي

  • الفقر: يصيب الرمد الحبيبي بشكل أساسي التجمعات السكانية شديدة الفقر في البلدان النامية.
  • أماكن المعيشة المزدحمة: يكون الأشخاص الذين يعيشون في أماكن شديدة التلاصق ببعضها البعض أكثر عرضة لانتشار العدوى.
  • سوء الصرف الصحي: يسهم سوء الأحوال الصحية وافتقار النظافة العامة مثل عدم الاهتمام بنظافة الوجوه أو الأيدي في انتشار المرض.
  • العمر: في المناطق التي ينشط فيها المرض، فإنه يكون أكثر شيوعًا في الأطفال بين سن 4 و6 أعوام.
  • النوع: يصاب النساء بهذا المرض بمعدلات أعلى بمقدار اثنتين إلى ست مرات عن الرجال.
  • صعوبة الحصول على الماء: تكون الأسر الأكثر بعدًا عن مصادر الماء أكثر قابلية للإصابة بالعدوى.
  • الذباب: قد يكون الأشخاص الذين يعيشون في مناطق تعاني من مشكلات في السيطرة على تجمعات الذباب أكثر قابلية للإصابة بالعدوى.
  • قلة المراحيض: ترتفع معدلات الإصابة بالمرض لدى السكان الذين لا يمكنهم الوصول إلى مراحيض صالحة للاستخدام.

* متى ينبغي زيارة الطبيب؟

اتصل بالطبيب إذا كنت تعاني أنت أو طفلك من الحكة أو التهيج أو خروج الإفرازات من العينين، وبخاصة إذا كنت قد سافرت مؤخرًا إلى منطقة ينتشر فيها الرمد الحبيبي، ونظرًا لأن الرمد الحبيبي من الحالات المرضية المعدية، فإنه يجب معالجته في أقرب وقت ممكن للوقاية من الإصابة بالمزيد من العدوى.

* تشخيص الرمد الحبيبي

لا يظهر على معظم الأشخاص المصابين بالرمد الحبيبي في مراحله الأولى أي علامات أو أعراض، وفي المناطق التي ينتشر فيها المرض، فإن الطبيب يمكنه تشخيص الرمد الحبيبي من خلال الفحص الجسدي أو من خلال إرسال عينة من البكتيريا من العينين ليتم زرعها واختبارها في معمل.

* علاج الرمد الحبيبي

  • أولا: الأدوية

في المراحل المبكرة من الرمد الحبيبي، فإن العلاج بالمضادات الحيوية وحده قد يكون كافيًا للقضاء على العدوى، ويشمل العقارين المستخدمين حاليًا مرهم العين تتراسيكلين وعقار الأزيثروميسين الفموي (زيثروماكس)، ومع أن أزيثروميسين يبدو أنه أكثر فعالية من التتراسيكلين، فإن الأزيثروميسين أغلى سعرًا، لذا، فإنه في المجتمعات الفقيرة، يعتمد العقار المستخدم غالبًا على العقار المتوفر ميسور التكلفة.

توصي المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية (WHO) بإعطاء مضادات حيوية للمجتمع السكاني بأكمله عند إصابة أكثر من 10 في المائة من الأطفال بالرمد الحبيبي لمعالجة أي شخص تعرض للرمد الحبيبي، وتقليل انتشار هذا المرض.
  • ثانيا: الجراحة

قد يحتاج علاج المراحل المتأخرة من مرض الرمد الحبيبي، بما في ذلك تشوهات الجفن المؤلمة، إلى إجراء جراحة. وتوصي المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية (WHO) بإجراء الجراحة للأشخاص الذين يعانون من مرحلة متقدمة من مرض الرمد الحبيبي.

في جراحة التفاف جفن العين (استدارة عظم الجفن ثنائي الصفائح)، يصنع الطبيب شقًا في الجفن المصاب بالندبات وتلتف الرموش بعيدًا عن القرنية، ويعمل هذا الإجراء الجراحي على الحد من تفاقم حدة التندب في القرنية، ويمكن أن يساعد في منع المزيد من فقد البصر، وبوجه عام، يمكن إجراء هذه العملية الجراحية في العيادة الخارجية، وغالبًا ما تقلل بشكل ملحوظ من فرص عودة الرمد الحبيبي.

في حالة تغيم القرنية بدرجة تؤدي إلى إعاقة البصر على نحو خطير، فربما يكون زرع القرنية خيارًا قد يعمل على تحسين الرؤية، ومع ذلك، ففي كثير من الأحيان لا يحقق هذا الإجراء الجراحي نتائج جيدة مع الرمد الحبيبي.

يمكن الخضوع في بعض الحالات لعملية إزالة الرموش (إزالة الشعرة)، ومع ذلك، فقد تكون هناك حاجة لإجراء هذه العملية مرارًا وتكرارًا. وهناك خيار آخر مؤقت، إذا لم تكن الجراحة خيارًا متاحًا، وهو وضع ضمادة لاصقة على الرموش لمنعها من ملامسة العينين.

* الوقاية من الرمد الحبيبي

إذا كنت تسافر إلى أماكن من العالم ينتشر فيها مرض الرمد الحبيبي، فتأكد من ممارسة العادات الصحية السليمة للوقاية من العدوى.

إذا كنت قد خضعت للعلاج من الرمد الحبيبي عن طريق المضادات الحيوية أو الجراحة، فإن تجدد العدوى يشكّل مصدر قلق دائمًا؛ لذا، لحمايتك ولسلامة الآخرين، تأكد من فحص أعضاء الأسرة أو الآخرين الذين يعيشون معك ومعالجتهم من الرمد الحبيبي إذا لزم الأمر، تشمل ممارسات العادات الصحية السليمة ما يلي:
  • غسل الوجه واليدين: يمكن أن يساعد الحفاظ على نظافة الوجوه، خاصة وجوه الأطفال، على عدم اكتمال دورة تجدد العدوى.
  • السيطرة على الذباب: يمكن أن يساعد تقليل تجمعات الذباب في القضاء على مصدر رئيسي لانتقال العدوى.
  • الإدارة السليمة للنفايات: يمكن أن يسهم التخلص السليم من مخلفات الحيوانات والبشر في تقليل الأماكن الخصبة لتكاثر الذباب.
  • تحسين سبل الحصول على الماء: يمكن أن يساعد وجود مصدر للمياه العذبة في مكان قريب على تحسين الظروف الصحية.

وعلى الرغم من عدم توفر أي لقاح، فإنه يمكن الوقاية من الرمد الحبيبي، وقد وضعت منظمة الصحة العالمية (WHO) استراتيجية صحية للوقاية من الرمد الحبيبي، وذلك بهدف القضاء على الرمد الحبيبي في العالم بحلول عام 2020، ويطلق على هذه الاستراتيجية اسم آمنة (SAFE) وتشمل:

  • إجراء عمليات جراحية لعلاج الأشكال المتقدمة من الرمد الحبيبي.
  • مضادات حيوية لعلاج العدوى ومنع المزيد من انتشارها.
  • نظافة الوجه.
  • تحسينات بيئية، خاصة في المياه والصرف الصحي والسيطرة على الذباب لتقليل انتقال المرض.



المصادر:
Trachoma - WHO | World Health Organization
Trachoma - Eye Disorders - MSD Manual Professional Edition
What Is Trachoma? - American Academy of Ophthalmology

آخر تعديل بتاريخ
18 يوليو 2021
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.