صحــــتك

الثدي الأنبوبي.. ما هو وكيف يعالج؟

الثدي المخروطي
يعتبر الثدي من أجزاء الجسد المهمة لشخصية وأنوثة المرأة، خاصة من خلال دوره كإحدى علامات البلوغ عندها، ووسيلة للتواصل وتغذية الطفل للأم، إضافة إلى دوره الجنسي، ونظرة المجتمع له كأحد مظاهر الأنوثة المهمة في المرأة. ويختلف شكل وحجم الثدي من امرأة إلى أخرى بفعل اختلاف الجينات الوراثية فيما بينهن، ويختلف أيضاً شكله في المرأة نفسها بحسب مراحل العمر.
  • الأثداء الدرنية (الأنبوبية أو المخروطية)
تعاني كثير من السيدات من مشاكل في الثدي، خاصة من حيث الشكل، فبعضهن يعاني مما يسمى بالأثداء الدرنية (أو الأنبوبية)، وهو من الاختلافات الخلقية التي لا يعرف سببها حتى الآن، تصيب الثدي وتؤثر على شكله وحجمه، ولا تؤثر على الناحية الوظيفية له.

تبدأ علامات الأثداء الدرنية بالظهور عند المراحل المبكرة لسن البلوغ، وقد تصيب أحد الثديين أو كليهما. ويمتد تأثيره ليس على شكل وحجم الثدي فقط، إنما يتجاوز تأثيره ليشمل آثاراً نفسية على المريضة، والتي قد تضر بها من الناحية الاجتماعية والجنسية.

فعند المراحل المبكرة لسن البلوغ يبدأ الثدي بالنمو انطلاقاً من مركزه، والذي يقع غالباً عند حلمته، وتنمو أنسجة الثدي في جميع الاتجاهات لتكون الشكل الممتلئ الطبيعي للثدي. أما في النساء الواتي يعانين من الأثداء الدرنية، فإن وجود حلقة من الألياف في قاعدة الثدي تمنع نمو أنسجة الثدي باتجاهات معينة (بحسب شدة الحالة)، ما يقلل حجم الثدي في أجزاء معينة منه بحسب الاتجاه الذي يُمنع فيه النمو (قد تكون في الربع السفلي الأيمن أو الأيسر أو في جميع أجزاء الثدي، ما يجعل الثدي أصغر حجما ويعطيه شكلا درنياً أو أنبوبياً)، كذلك فإن منع الأنسجة من النمو في اتجاه معين يدفع هذه الأنسجة إلى الاندفاع باتجاه حلمة الثدي (إذ إنها تعد منطقة ضعيفة)، ما يجعل حجم الحلقة الملونة المحيطة بالحلمة كبيراً، وقد يسبب فتقاً في الحلمة.
  • علامات الثدي الدرني
تختلف علامات الثدي الدرني من مريضة إلى أخرى، وبشكل عام فإن الثدي الدرني يتميز بوجود بعض من هذه العلامات التالية أو جميعها، وهذه العلامات هي:

- صغر حجم أنسجة الثدي في الأجزاء السفلية منه (تحت الحلمة)، ما يعطي الشكل الأنبوبي أو الدرني للثدي.
- كبر حجم حلمة الثدي، وبروز الحلقة الملونة المحيطة بالحلمة.
- تباعد الثديين عن بعضهما البعض.
- ارتفاع مستوى الطية الواقعة تحت الثدي (المكان الذي يلتقي فيه الجزء السفلي من الثدي مع جدار الصدر)، أو اختفاؤها.

  • أنواع الثدي الدرني

كما ذكرنا فإن الثدي الدرني يتميز بوجود بعض العلامات (أو جميعها) من التي ذكرت أعلاه، ولذلك فإنه يقسم إلى عدة أنواع بحسب وجود تلك العلامات، ويقسم الثدي الدرني إلى الأنواع الآتية:

- النوع الأول: أو النوع الخفيف، ويعاني فيه الثدي من ضمور أو اختفاء الربع الأسفل القريب إلى وسط الجسم.
- النوع الثاني: أو المتوسط، وفيه نلاحظ ضمور أو اختفاء النصف السفلي للثدي (تحت الحلمة)، مع توسع الحلقة الملونة المحيطة بالحلمة، واندفاع أنسجة الثدي باتجاه هذه الحلقة (قد تصل إلى وجود فتق في هذه المنطقة).
- النوع الثالث: النوع الشديد، وفيه تضمر كل أجزاء الثدي (في كل الاتجاهات).

  • الأثر النفسي للثدي الدرني

من المهم ملاحظة الأثر النفسي والاجتماعي الذي يسببه الثدي الدرني للنساء، ودعم المرأة معنوياً وإيضاح جميع المعلومات التي تخص الثدي الدرني. إذ إن علامات الثدي الدرني تبدأ بالظهور في المراحل المبكرة لسن البلوغ، فتلاحظ الفتاة اختلافاً في شكل ونمو ثديها عن بقية أقرانها في العمر، ما يقلل من ثقتها بنفسها أو على الأقل يعطيها انطباعاً سيئاً عن جسدها، ويسبب لها حرجاً في التعامل مع هذا الأمر.

ونظرا لحساسية بعض العائلات تجاه التحدث بحرية عن مواضيع تخص الجوانب الأنثوية لبناتهم، ما يزيد من معاناة بعض الفتيات، ويدفع بها إلى الانعزال ومحاولة إخفاء ما تعانيه.

يبرز في هذه المرحلة دور الأم والأخت الكبرى في دعم الفتاة، ومد يد العون لها لكي تفصح عما تعانيه وتواجهه من مشاكل خلال فترة نموها. كذلك إيضاح أن الثدي الدرني تعاني منه الكثير من الفتيات، وأنه قابل للعلاج، ولا يؤثر على فعالية وأنوثة المرأة مستقبلاً.

  • علاجه

الجراحة هي الخيار الوحيد للعلاج، ولا توجد جراحة موحدة للتعامل مع الثدي الدرني، إذ تختلف الجراحة من امرأة إلى أخرى ومن ثدي لآخر بحسب:

- مدى ظهور وتأثير حلقة الألياف التي توجد في قاعدة الثدي الدرني.
- ارتفاع مستوى الطية التي تقع تحت الثدي ومكانها بالنسبة للثدي.
- طبيعة جلد الثدي ومساحته.
- وجود فتق في الحلمة أو الحلقة المحيطة بها.
- حجم الثدي (مكان الضمور في الثدي).
- رغبة المريضه وتوقعاتها.

إذ يقوم الجراح بتقييم هذه الأمور مجتمعه إضافة إلى مناقشة المريضة عما ترغب في تحقيقه من خلال الجراحة، وعرض الخيارات الجراحية المتوفرة لها، ومن ثم تحديد الخيار الجراحي المناسب.

يتم إجراء هذا النوع من الجراحات بعد سن الـ 16 سنة، وتتم في العيادات الطبية المرخصة أو في المستشفيات.

من الضروري اختيار الجراح المختص بعناية للحصول على نتائج جيدة، إذ تواجه بعض الحالات البسيطة من الدرجة الأولى مشاكل أثناء علاجها بالطرق التقليدية، فقد يخطئ بعض الجراحيين في تشخيص كون المريضة تعاني من وجود ثدي درني من الدرجة الأولى (البسيطة)، ويقوم بعملية تكبير الصدر الاعتيادية، ما يسبب نتائج غير صحيحة.

لا بد من تخطيط البروتوكول الجراحي على المريضة من أجل تصحيح جوانب التشوّه قبل إجراء العملية، ويختار الجراح إحدى التقنيات الجراحية الآتية للعلاج:

- إزالة حلقة الألياف الموجودة في قاعدة الثدي: والتي تمنع نمو وتمدد أنسجة الثدي بصورة صحيحة، وذلك من خلال شق جراحي فيها، ما يسمح بتوسيع قاعدة الثدي، وتمكين الحشوة وبالتالي الثدي من أخذ شكل ممتلئ.
- تكبير الثدي: تعتمد طريقة تكبير الثدي الدرني على درجة الاختلاف الخلقي الموجودة فيه (أي من أجزاء الثدي أصابها الضمور)، إضافة إلى توفر كمية مناسبة من الجلد في منطقة الصدر، إضافة إلى البنية العامة للمرأة. ويتم تكبير الثدي بأحد الوسائل الآتية:

1. زرع حشوة ثدي دائمة أثناء الجراحة: ويحتاج هذا الخيار إلى وجود كمية من الجلد في منطقة الثدي كافية لتكبير الثدي أثناء الجراحة، ويتم عادة استخدام الحشوة السليكونية أو حشوة الثدي الدائرية، واللتين تعطيان نتائج جيدة لتكبير المناطق الضامرة أو الصغيرة في الثدي (عادة ما تكون الأجزاء السفلية من الثدي). ويمكن للجراح تكبير الثدي بحقن الدهون المأخوذة من جسد المريضة عند وجود كمية كافية من الدهون التي يمكن أخذها من جسدها، إلا أن تكبير الثدي بهذه الطريقة يعطينا نتائج طفيفة.

قد تحتاج بعض السيدات اللواتي تم تكبير ثديهن بواسطة زرع الحشوة الدائمة إلى جراحة ثانوية بعد مرور 1-2 سنة.

2. استخدام موسع أنسجة: وهي عبارة عن حشوات قابلة للملء، تعمل بطريقة تشبه عمل البالون، تعمل على دفع أنسجة الثدي وجلده على التوسع من أجل الحصول على كمية جلد، ومكان يسمح بزرع الحشوة الدائمة، وبالتالي تكبير الثدي بواسطتها. تستخدم هذه الطريقة مع النساء اللواتي يعانين من ضمور شديد في حجم الثدي، ولا توجد لديهن كمية جلد تسمح بزرع الحشوة الدائمة مباشرة.

إذ يتم زرع موسع الأنسجة أثناء الجراحة تحت الجلد أو تحت عضلات الصدر الموجودة خلف الثدي، ويقوم الطبيب بعد العملية بملء الموسع بمحلول ملحي بصورة دورية تستمر لمدة 2-3 شهر من خلال صمام خارجي يتم من خلاله ملء موسع الأنسجة، وبعد وصول الثدي إلى الحجم المطلوب يتوقف الطبيب عن ملء موسع الثدي بالمحلول، ويتم الانتظار لمدة شهرين لإعطاء فرصة للأنسجة ولجلد الثدي من التأقلم مع الحجم الجديد للثدي، وبعدها يتم استبدال موسع الأنسجة بحشوة دائمة.

3. إعادة تأهيل الحلمة مع تصغير للحلقة الملونة المحيطة بها: لا تحتاج لهذا الإجراء إلا من كانت تعاني من كبر حجم فتق الحلمة وكبر مساحة الحلقة الملونة المحيطة بها، وفي بعض الأحيان قد تحتاج بعض النساء إلى تغيير مكان الحلمة والحلقة المحيطة بها (عندما تكون الحلمتان متباعدتين).

  • الآثار الجانبية

قد تحدث آثار جانبية خلال أو بعد الجراحة العلاجية للثدي الدرني، إلا أن الاختيار الصحيح للجراح وتقييم الحالة بصورة شاملة، واختيار الطريقة الجراحية المناسبة لكل حالة، كذلك اختيار نوعية جيدة من حشوات الصدر، واتباع إرشادات الطبيب قبل وبعد العملية، كلها تعمل على تقليل نسبة حصول مثل هذه الآثار. إن الآثار الجانبية المحتمل حدوثها تشمل نوعين من الآثار:

- آثار جانبية قد تحدث بعد أي إجراء جراحي: وهي معروفة كالنزف، والتورم، والعدوى، وندب الجرح.. الخ.
- آثار جانبية قد تحدث بعد الإجراءات الجراحية الخاصة بعلاج الثدي الدرني وتشمل:
- عند استخدام الحشوات: تكون تليف محيط بالحشوة، أو تموج الحشوة، ما يعطي شكلاً غير متسق للثدي، أو تشقق الحشوة.
- عدم الحصول على النتائج التي كانت ترجوها المريضة من إجراء العملية: وهنا يجب أن تكون توقعات المريض واقعية، ويتم مناقشتها قبل إجراء العملية.
- اختلاف الإحساس بالثدي الذي أجريت له العملية عن الثدي الطبيعي، أو الخدر.

اقرأ أيضاً:
تجميل الثدي.. متى تكون الجراحة الحل (ملف)
جراحة تجميل الثدي.. ما الهدف منها؟
جراحة تجميل الثدي.. كيف تتم وما النتائج المتوقعة؟

استشارات ذات صلة:
هل تكبير الثدي بالسيليكون يسبب السرطان؟
الحذر من كبسولات الصويا لتكبير الثدي


المصادر:
Congenital Abnormalities of the Breast: Congenital Abnormalities of the Breast
Tuberous breast: revised classification and a new hypothesis for its development.

آخر تعديل بتاريخ
20 يناير 2019
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.