لكنّ هناك خطراً آخر لا يقل أهمية، وربما لا يلفت نظر الكثير من المتخصصين، هذا الخطر هو إصابة القلب بنوع خطير من الالتهابات يعرف بالتهاب الشغاف الناتج عن العدوي Infective Endocarditis، وحدوث هذا الالتهاب لا يقتصر فقط على متعاطي المخدرات، ولكن يحدث أيضا في المرضى الذين يعانون من عيوب ومشكلات في القلب، سواء بسبب الحمى الروماتيزمية والتهابات القلب المزمنة (Rheumatic fever and chronic rheumatic carditis)، أو بسبب عيوب القلب الخلقية (Congenital heart diseases).
- ما هو التهاب شغاف القلب؟
عادة ما يؤثر المرض على الصمام ثلاثي الشرفات The tricuspid valve (الواقع بين الأذين الأيمن والبطين الأيمن)، لكنه قد يؤثر أيضا علي الصمامين الميترالي Mitral valve والأورطي Aortic valve (الناحية اليسري من القلب) حيث قد يتسبب في تدمير هذه الصمامات المسؤولة عن تنظيم حركة الدم بين غرف القلب المختلفة.
هذا التدمير قد يؤدي إلى عدم قدرة القلب على التعامل مع حجم الدم المتدفق مما يؤدي إلى إرهاقه والإصابة بفشل القلب في النهاية. بالإضافة إلى ذلك، قد يصاب المريض بالعديد من المشاكل في كهرباء القلب، خاصة المتعلقة بالأذين الأيمن.
ليس هذا الخطر حديثا، فحدوث هذه المضاعفات كنتيجة لتعاطي المخدرات عن طريق الحقن معروف منذ الخمسينيات، حيث تتراوح نسبة الإصابة بين 2 إلى 4 حالات بين كل ألف متعاط، وتزداد النسبة بوجه خاص في الرجال بين سن 20 و30 عاماُ، وفي المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة.
- ما هي مسببات هذا المرض؟
- أعراض المرض
لكن تناول المخدرات عن طريق الحقن ليس السبب الوحيد لالتهاب الشغاف، فهناك عدة أنواع وأسباب أخرى قد تتسبب في نفس الحالة. فالمرضي الذين قاموا بتركيب صمام صناعي في القلب في وقت سابق، المصابون بعيب خلقي في القلب، الذين يعانون من وجود صمام غير طبيعي أو الذين أصيبوا بنفس الحالة من قبل معرضون لاحتمالات الإصابة بهذا المرض عن طريق مرور البكتريا المسببة للمرض إلي داخل الجسم تحت ظروف معينة.
- كيف يتم تشخيص هذه الحالة؟
كما أن التعرف إلى التغيرات التي تحدث في صمامات القلب بالطرق المختلفة يمثل عنصرا هاما من عناصر التشخيص.
بالإضافة إلي ذلك يمثل وجود الحمي أو وجود مشكلة سابقة في القلب أو في الأوعية الدموية مثل تمدد الأوعية الدموية أو نزيف الملتحمة و المشاكل مناعية مثل وجود عامل روماتويد إيجابي Rheumatoid Factor في التحاليل تمثل عوامل جوهرية في جانب التشخيص.
- ما هو العلاج؟
لكن التدخل الجراحي قد يكون مطلوبا في بعض الحالات. هذه الحالات تشمل حدوث هبوط في القلب أو استمرار وجود العدوى على الرغم من استخدام المضادات الحيوية. هذا التدخل قد يشمل إصلاح الصمام المعطوب أو استبداله بالكامل.
تجدر الإشارة أن بعض الجراحين قد لا يوافقون على إجراء هذه الجراحة لمدمني العقاقير إلا إذا حصل على تعهد بأن المريض سيبدأ في إعادة التأهيل بعد علاج القلب.
- هل الوقاية ممكنة؟
- عليك الاهتمام بوجه خاص بنظافة أسنانك، ومتابعة حالتها مع طبيب الأسنان، حيث يمكن أن تمثل هذه الأسنان بوابة تعبر منها البكتريا إلي القلب لتسبب التهاب الشغاف.
- تجنب أية عمليات أو إجراءات يمكن أن تؤدي إلي حدوث عدوى جلدية، مثل ثقب الجسم او الوشم.
- اطلب الرعاية الصحية فوراً إذا أصبت بأي نوع من العدوي الجلدية أو الجروح التي لا تلتئم بشكل طبيعي.
- قد تحتاج إلى تناول المضادات الحيوية للوقاية قبل بعض العمليات أو الإجراءات الصحية مثل خلع الأسنان أو الإجراءات التي تشمل قطعا في اللثة أو جزءاً من الأسنان، و كذلك الإجراءات التي تشمل الجهاز التنفسي أو عدوى جلدية أو أي نسيج يربط بين العضلات والعظام. في المقابل ليست هذه المضادات الحيوية مطلوبة في أي تعامل أو إجراء يتعلق بالجهاز البولي أو الهضمي.
المصادر:
HIV and Hepatitis C Are No Longer the Most Serious Infectious Threats to People Who Inject Drugs
Infective endocarditis in injection drug users
Injection drug use and right sided endocarditis
Endocarditis - injection drug users