الإكزيما بعد الولادة هي ذاتها الإكزيما الجلدية التي يحدث بها جفاف الجلد مع حكة والتهاب، لكنها قد تتفاقم بعد الولادة بسبب متطلبات رعاية الطفل، مثل الحاجة لغسل اليدين المتكرر أو غيرها من المحفزات، بالإضافة إلى التغيرات الهرمونية. سنتعرف في هذه المقالة على أسباب ومحفزات الإكزيما بعد الحمل، والعلاجات، ونصائح للمرضعات بشكل طبيعي المصابات بإكزيما الحلمات.
ما الذي يسبب الإكزيما بعد الولادة ؟
يمكن أن تؤدي التغيرات في مستويات هرمونات الجسم ووظيفة الجهاز المناعي إلى ظهور الإكزيما أثناء الحمل أو بعده. وحتى بعد ولادة الطفل، قد يستغرق الأمر عدة أشهر حتى تعود الهرمونات والمناعة إلى مستويات ما قبل الحمل. وإذا كانت المرأة مرضعة، فستحدث تغيرات هرمونية إضافية لإنتاج الحليب.
ظهور الإكزيما عند الحمل
إذا كنتِ مصابةً بالإكزيما، فقد تتساءلين عن مدى تأثيرها على حملك. إن معرفة المزيد عن الارتباط المحتمَل يمكن أن يساعد في تهدئة تفكيرك ومساعدتك في اتخاذ قرارات العلاج.
-
مخاطر الإصابة بالإكزيما قبل الحمل
لا توجد عمومًا أي مخاطر على الحمل إذا كنتِ مصابة بالإكزيما، من الجيد تمامًا أن تحملي إذا كان لديك تاريخ من الإكزيما. وبالنسبة لبعض النساء، قد تتحسن الإكزيما أثناء الحمل، لكن البعض الأخريات يجدن أن الإكزيما لديهن تزداد سوءًا أو يصبن بها لأول مرة. وحوالي نصف النساء اللواتي لديهن تاريخ من الإكزيما الموجودة مسبقًا سوف تتفاقم حالتهن أثناء الحمل. ويُعتقد أن الهرمونات الجنسية، وخاصة هرموني الأستروجين والبروجستيرون، تلعب دورًا في الإكزيما.
-
علاج الإكزيما قبل الحمل
إذا كنتِ تعانين من الإكزيما قبل الحمل، فاستمري في زيارة مقدم الرعاية الأولية أو طبيب الأمراض الجلدية (أخصائي طبي في الأمراض الجلدية)، واتبعي خطة العلاج الخاصة بك على النحو الموصوف.
على الرغم من أنك قد ترغبين في استخدام علاجات "طبيعية"، تحدثي مع طبيبك أولاً، إذ إنها غالبًا ما تحتوي على مكونات تهيج بشرتك بدلاً من تهدئتها.
العلاجات الشائعة للأكزيما أثناء الحمل هي:
- المرطبات.
- المنشطات الموضعية.
- الأشعة فوق البنفسجية (UV) B.
- المنشطات عن طريق الفم، تؤخذ فقط في الثلث الثالث الحمل.
- السيكلوسبورين، لكن تجنبيه أثناء الرضاعة الطبيعية.
تعتبر الستيروئيدات الموضعية آمنة للاستخدام أثناء الحمل. ومع ذلك، هناك علاقة بين الجرعات الأعلى من الكورتيكوستيروئيدات الموضعية القوية جدًا وانخفاض الوزن عند الولادة، تحدثي مع طبيبك حول استخدام هذه الأدوية. تشمل التدابير الأخرى التي يمكنك اتخاذها للمساعدة في تقليل الأعراض ما يلي:
- الترطيب المستمر والمتزايد للبشرة، وربما التحول إلى كريم مرطب أكثر زيتية.
- الاستحمام لفترة قصيرة بماء غير ساخن جدًا لتجنب جفاف الجلد.
- استخدام المنتجات الخالية من الصابون إن أمكن.
إذا كانت لديك أي أسئلة حول علاجك، فاطرحي أسئلتك ومخاوفك على طبيبك، أخبريه أيضًا إذا كنتِ تخططين للرضاعة الطبيعية.
إذا كان علاج الإكزيما الحالي لا يساعد حالتك، أخبري طبيبك في أقرب وقت ممكن، فقد تكون هناك خيارات علاجية أخرى، وليس من الضروري أن تعاني من الأعراض.
أفادت أكثر من نصف البالغات (55%) اللواتي يعانين من الإكزيما المتوسطة إلى الشديدة أنهن لا يشعرن بأن حالتهن تحت السيطرة بشكل جيد، وهذا ليس مفيدًا لجودة حياتك.
إذا لم يتم السيطرة على الإكزيما أثناء الحمل، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة التوتر أو الحرمان من النوم بسبب الحكة أو الألم، وكلاهما ليس مفيدًا أو صحيًا للحمل.
كيفية الوقاية من إكزيما اليدين بسبب الغسيل المتكرر
من المشكلات الشائعة للنساء اللواتي يقمن برعاية الأطفال ظهور أعراض الإكزيما بسبب غسل اليدين المتكرر. يتطلب تغيير الحفاضات بشكل روتيني، وتنظيف البصاق، وإعداد الرضعات غسلًا إضافيًا لليدين، مما قد يضعف حاجز جلد اليدين.
تقترح الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية العناية ببشرة اليدين والوقاية منها عن طريق:
- غسل اليدين بالماء الفاتر والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية.
- وضع المرطب مباشرة بعد غسل اليدين للحفاظ على الرطوبة.
- استخدام مرطبات خالية من العطور والصبغات والتي تحتوي على الزيوت المعدنية أو الفازلين.
إذا استمرت أعراض إكزيما اليدين، فيمكن للمرأة أن تطلب المشورة من الطبيب الذي يتابع حالتها أو طبيب الأمراض الجلدية. قد يوصف لها كورتيكوستيروئيد موضعي للمساعدة.
الإكزيما بعد الولادة.. كيف تتجنبي المثيرات؟
في حين أن بعض العوامل لا يمكن السيطرة عليها، مثل الاستعداد الوراثي للإكزيما، فقد يتمكن الأشخاص من تجنب عوامل أخرى، وهي تشمل المحفزات والسلوكيات البيئية التي قد تهيج الجلد.
قد تؤدي بعض العناصر اليومية إلى تهيج الجلد وتسبب انتشار المرض. إذا لاحظت النساء أن أنواعًا معينةً من الصابون أو المستحضرات أو المنظفات أو الأقمشة تسبب احمرارًا أو جفافًا أو حكة، فقد يرغبن في التوقف عن استخدامها.
تشمل المحفزات الأخرى التي يجب البحث عنها ما يلي:
- الهواء الجاف، والحرارة الشديدة أو البرودة.
- العطور.
- المعادن وخاصة النيكل.
- الفورمالديهايد، وهو أحد مكونات بعض مستحضرات التجميل.
- الأيزوثيازولينون، وهو مكون مضاد للبكتيريا في منتجات العناية الشخصية مثل مناديل الأطفال.
- كوكاميدوبروبيل البيتين، الذي يثخن الشامبو والمستحضرات.
- البارافينيلينيديامين، والذي يمكن العثور عليه في صبغات الجلود والوشم المؤقت.
- يعد التوتر أيضًا أحد مسببات الإكزيما، لذلك يمكن للأشخاص محاولة تقليل التوتر لتقليل شدة النوبات.
الإكزيما بعد الولادة.. نصائح للمرضعات المصابات بإكزيما الحلمة
- إذا كانت المرأة تعاني من وجود إكزيما على الحلمتين أثناء الرضاعة الطبيعية، فيمكنها الاعتناء ببشرتها باستخدام المرطبات للحفاظ على حاجز الجلد وتقليل الحكة والألم.
- إذا كانت المرأة تعاني من إكزيما الحلمة أثناء الرضاعة الطبيعية ولا تستجيب للتدخلات العلاجية الأخرى، فيمكنها تجربة الكورتيكوستيروئيدات الموضعية.
- من الأفضل تطبيق الدواء مباشرة بعد الرضاعة الطبيعية، مع السماح بساعة على الأقل حتى يمتص الدواء، وعليها مسح الثدي بالكامل قبل الرضاعة مرة أخرى.
- يمكن للمرأة أن تعصر القليل من حليب الثدي لتمسح به الحلمة، إذ قد تساعد الدهون الموجودة في الحليب على الاحتفاظ بالرطوبة في الحلمة وتقليل الجفاف.
- لقد خلصت مراجعة نشرت عام 2019 في مجلة Nutrients إلى أن الخصائص العلاجية لحليب الثدي يمكن أن تساعد في تهدئة الحلمات المتشققة والمتقرحة.
الإكزيما بعد الولادة.. هل يمكن للمرأة نقل الإكزيما إلى صغيرها بعد الولادة؟
لا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كان الطفل سيصاب بالإكزيما أم لا بعد الولادة، حتى لو كان أحد الوالدين أو كلاهما مصابًا بها. وفقًا لجمعية الإكزيما الوطنية، لا يوجد دليل واضح يشير إلى أن تغيير نمط الحياة قبل الحمل أو أثناء الحمل يمنع الإكزيما عند الأطفال.
إن احتمال إصابة الطفل بالإكزيما إذا لم يكن الوالدان أو أي أطفال آخرين مصابين بالإكزيما أو الربو أو حمى القش هو 1 من كل 10، أما احتمال إصابة الطفل بالإكزيما إذا كان أحد الوالدين فقط مصابًا بالإكزيما أو الربو أو حمى القش هو 1 من 4. والإكزيما بحد ذاتها غير مُعدية، لذلك لا يمكن للطفل أن يصاب بها عن طريق اللمس بعد الولادة.
ظهور الإكزيما بعد الولادة
بالنسبة لبعض النساء، يمكن أن تستمر الإكزيما أو حتى تتفاقم بعد الولادة. إن غسل وتنظيف الطفل ويديك بشكل متكرر في هذا الوقت يمكن أن يسبب رد فعل، وقد تصابين بالإكزيما التناسلية إذا كانت ولادتك مهبلية، وإذا خضعت لعملية قيصرية، فقد تحتاجين إلى رعاية إضافية للشق لتقليل الحكة والتهيج.
تحدثي مع مقدم الرعاية الصحية حول أفضل الطرق لعلاج الإكزيما في هذه المناطق لتجنب العدوى والحفاظ على ترطيب المناطق، كما أن العلاج المستمر مهم للحفاظ على الأعراض تحت السيطرة. حتى لو كانت الإكزيما تتحسن، استمري في اتباع خطة العلاج للحفاظ على بشرتك رطبة وصحية وتقليل خطر تفاقم الأعراض.
علاج الإكزيما بعد الولادة
تجنُّب المحفزات هو الخطوة الأولى في علاج الإكزيما بعد الولادة، ويمكن لأي مصاب التحدث مع الطبيب حول خطة علاجية لمعالجة النوبات ومنع العدوى.
قد يشمل العلاج ما يلي:
- تجنب خدش الجلد المتهيج.
- استخدام المرطبات إلى جانب الكريمات أو مراهم الستيروئيدات الموضعية.
- إبقاء الأظافر قصيرة لمنع إتلاف الجلد.
- ارتداء قفازات أو جوارب على اليدين إذا كان الخدش يمثل مشكلة في الليل.
- تجنب الحرارة المفرطة أو التغيرات في درجة الحرارة.
- عدم فرك الجلد بشدة أو لفترة طويلة.
- تطبيق الكريمات على الجلد الرطب لاحتجاز الرطوبة.
- تجنب المهيجات مثل العطور والمنظفات والصابون وبعض الأقمشة.
كيف يمكن علاج الإكزيما على الوجه؟
تقلل علاجات إكزيما الوجه من التهيج الناتج عن مستحضرات التجميل أو الصابون، ويجب على المصاب أن يحاول استخدام روتين لطيف للعناية بالبشرة وعلاج الإكزيما بالستيروئيدات الموضعية والمطريات.
تشمل الخطوات الأخرى التي يجب اتخاذها ما يلي:
- التربيت على الجلد لتجفيفه بدلًا من فركه.
- تجنب الصابون والمنظفات والمقشرات والتونر.
- تطبيق المطريات اللطيفة مرتين يوميًا على المناطق الجافة أو المتقرحة.
- تجنب المرطبات التجميلية.
- تجنب المنتجات التي تحمل علامة "طبيعية" أو "تم اختبارها من قبل أطباء الجلد" أو "مضادة للحساسية"، لأنها يمكن أن تكون مهيجة وتسبب ردود فعل تحسسية.
- البحث عن مستحضرات التجميل المعدنية التي عادة ما تكون أقل تهيجًا للإكزيما.
- استخدام المطريات لإزالة المكياج.
- استخدام كريم الستيروئيد خفيف الفعالية مرة واحدة يوميًا أو كما يصف الطبيب، ويكون ذلك عادةً في الليل قبل النوم.
- استخدام المنشطات ذات الفعالية الأقوى فقط تحت إشراف الطبيب، لأنها يمكن أن تسبب ترقق الجلد إذا تم استخدامها بشكل غير صحيح.
قد تكون مثبطات الكالسينيورين الموضعية خيارات جيدة لعلاج الإكزيما بعد الولادة التي تظهر على الوجه على المدى الطويل لأنها لا تعزز ترقق الجلد. ومع ذلك، فهي تجعل البشرة حساسة للضوء، لذلك قد ترغب النساء في استخدامها في الليل. يجب على الأشخاص الذين يستخدمون هذه الأدوية استخدام الحماية من الشمس دائمًا.
الإكزيما بعد الولادة .. الخلاصة:
الإكزيما بعد الولادة ليست حالة طبية نادرة، ومن خلال العلاج المناسب، يمكن للنساء التحكم في الإكزيما بعد الولادة، ولكن العثور على العلاج المناسب قد يتطلب التجربة والخطأ. بالنسبة لبعض النساء، تهدأ الإكزيما بعد الولادة في فترة ما بعد الولادة، إذ تبدأ مستويات الهرمون في العودة إلى طبيعتها، ولكن بالنسبة للأخريات، قد تستمر الإكزيما.
