مع التقدم بالعمر تظهر مشكلة تدلي الجفون وترهل الجلد حول العين، والتي كان الحل الوحيد لها سابقا هو الجراحة، أما الآن فقد ظهرت العديد من الحلول غير الجراحية لعلاج هذه المشكلة.
بشكل عام، إذا كان الشخص لا يعاني من وجود ترهلات شديدة في الأجفان (خاصة السفلية منها)، فإن الإجراءات غير الجراحية هي الحل الأمثل للتخلص من هذه الترهلات، وذلك لأنها توفر بديلا أقل تكلفة، وأكثر أمنا وتقبلا من قبل المريض، وأسرع في الحصول على نتائج من العمليات الجراحية.
لكن يجب التذكير هنا بأن الأكياس المتكونة في الأجفان السفلية (غالبا ولا أقول دائما) تحتاج إلى جراحة من أجل علاجها.
هناك العديد من الإجراءات غير الجراحية التي يمكن القيام بها، إلا أن اختيار الإجراء المناسب لك يعتمد على عدة عوامل، منها:
عمر الشخص، ولون البشرة، وشدة الترهلات ونوعها، ومكان الترهلات (في الأجفان العلوية أم السفلية)، ووجود ترهلات أخرى في الحاجبين أو جبهة المريض، والقدرة المالية للمريض.
ويقوم الطبيب عادة بتقييم هذه العوامل وإطلاع المريض على الخيارات المتاحة له، لذلك فإن اختيار الطبيب يلعب دورا مهما في عملية تقييم، وبالتالي اختيار نوع الإجراء المناسب لك.
ويجب أيضا الانتباه إلى أن كون هذه الإجراءات غير جراحية، لا يعني بالضرورة أنها خالية من الآثار الجانبية، إذ قد تسبب حصول مضاعفات جانبية يجب على الطبيب إخبارك بها قبل القيام بهذه الإجراءات، إلا أنها بشكل عام أكثر أمنا من الإجراءات الجراحية.
وتشمل الإجراءات غير الجراحية لعلاج ترهل الأجفان الخيارات التالية:
1. البوتكس
يستخدم البوتكس عادة للتخلص من تجاعيد الوجه المتحركة الموجودة في منطقة الجبهة وفي الزاوية الخارجية للعين (المعروفة بقدم الغراب)، إذ يعمل البوتكس على منع الإشارات من الأعصاب إلى العضلات لمدة مؤقتة قد تصل إلى ستة أشهر، وبالتالي إيقاف تقلص العضلة وانبساطها، واختفاء التجاعيد المتكونة من التقلص المستمر للعضلة لفترة مؤقتة.
أما استخدامه في ترهلات الأجفان، فيقوم الطبيب مثلا بحقن البوتكس في الجزء الخارجي من الحاجبين، وبالتالي تنبسط العضلات الموجودة في ذلك الجزء وترتفع الحواجب وتقوم بشد الأجفان إلى الأعلى، مما يعني تقليل الترهلات الموجودة في الأجفان، إلا أن هذا النوع من العلاج لا يناسب جميع المرضى.
ويمكن استخدام هذا العلاج مع علاجات أخرى (كالمواد المالئة أو الليزر) للحصول على نتائج أفضل.
2. الليزر
هو من الطرق الفعالة والآمنة لشد الجلد، وعلاج ترهلات الأجفان وإعطائها منظرا أكثر نضارة، لكن يجب التأكيد أن الليزر يستخدم لعلاج الترهلات البسيطة، وتجاعيد البشرة البسيطة والمتوسطة منها، لذلك يمكن استخدامه لوحده في علاج الترهلات البسيطة، ويمكن استخدامه مع الجراحة في علاج التجاعيد التي لا تستطيع الجراحة علاجها.
هناك العديد من الأنواع المستخدمة في علاج ترهلات الأجفان، لكن ينصح غالبا باستخدام الفراكشنال ليزر (Fractional Laser) نظرا للنتائج الممتازة التي يمكن الحصول عليها باستخدام هذا النوع، ولقصر الوقت الذي يحتاجه المريض بعد الليزر للتخلص من كل الآثار الجانبية التي قد تحصل بعد استخدامه.
ويعمل الليزر على إحداث جروح دقيقة على شكل أعمدة في نسبة معينة من الجلد تحفزه على البدء بعملية الالتئام، والتي يصاحبها إنتاج كولاجين والأليستين (العناصر الرئيسية التي تعطي للجلد المرونة والمطاطية)، مما يعمل على شد الجلد.
وبما أن الليزر يحدث جروحا دقيقة في نسبة معينة من الجلد وليس كله، لذلك تكون عملية الالتئام سريعة وغير مؤلمة، أما الجلد الباقي المحيط بهذه الأعمدة فإن الليزر يعمل على تحمية ألياف الكولاجين والأليستين وشدها وحثها على التقلص، مما يعني أنها ستقوم أيضا بشد الجلد، وكذلك يعمل الليزر على التخلص من البقع البنية التي تظهر على الجلد مع التقدم في العمر، مما يعيد للجلد شبابه وحيوته.
وعند استخدام الليزر في علاج ترهل الأجفان، يوصى بالتالي:
- استخدامه في نفس الوقت لباقي أجزاء الوجه للحصول على نتائج رائعة، ولكي يكون الجلد في كل أنحاء الوجه بنفس النظارة.
- إعادة العلاج لثلاث إلى خمس جلسات للحصول على أفضل النتائج (يفصل بين كل جلسة وأخرى شهر على الأقل).
وخلال جلسة العلاج يقوم الطبيب بوضع مخدر موضعي على الأجفان قبل استخدام الليزر، كذلك يقوم بوضع واقٍ بلاستيكي تحت الأجفان لحماية العين من الليزر.
بعدها يقوم الطبيب باستخدام الليزر لعلاج الاجفان.
وبعد انتهاء الجلسة يمكن للمريض مزاولة عمله اليومي خلال 24 ساعة من انتهائها.
وقد يظهر بعض الاحمرار أو التورم لمدة يوم إلى يومين (بحسب طبيعة البشرة)، ثم يختفي بعدها، ويوصى خلال هذه الفترة بوقاية الوجه من أشعة الشمس الضارة.
ويمكن أن يرى المريض النتائج بعد إتمام العلاج مباشرة، وتستمر هذه النتائج بالتحسن مع جلسات العلاج (3 - 5 جلسات) وبعد انتهاء هذه الجلسات لتصل إلى أفضل نتيجة ممكنة بعد مرور 4 - 6 أشهر من انتهاء جلسات العلاج، وتدوم هذه النتائج لفترة قد تصل إلى خمسة سنوات عند بعض الأشخاص.
3. المواد المالئة (الفلر)
يخسر الجلد مع التقدم بالعمر جزءًا من الدهون الموجودة تحته، والتي تساهم في إعطائه المرونة والنضارة، والأجفان كحال بقية الجلد تخسر هذه الدهون مما يعد أحد أسباب الترهلات التي تحدث، يضاف لهذا خسارة العين للدهون المحيطة بها، مما يعطي العين الصغيرة ترهلات جلدية أكثر مع تقم العمر، ويعطي منظرا غائرا للعيون الكبيرة.
لذلك، فإن تعويض هذه الدهون بواسطة المواد المالئة (الفلر)، أو بواسطة نقل الدهون من أماكن أخرى من الجسم لتعويض هذه الدهون يعد أحد الحلول لعلاج ترهلات الأجفان البسيطة والمتوسطة، ولعلاج المنظر الغائر للعين.
إذ يقوم الطبيب بحقن هذه المواد في محيط العين لشد الأجفان والحواجب ولملأ الأماكن الغائرة، كذلك قد يلجأ الطبيب إلى إخفاء الأكياس المتكونة في الأجفان السفلية، وذلك بحقن المواد المالئة في زوايا معينة محيطة بهذه الأكياس، مما يعمل على إخفائها.
وتكون النتائج التي يتم الحصول عليها فورية أي يمكن للمريض ملاحظة الفرق مباشرة بعد حقن المواد المالئة، وتستمر لمدة 6 شهور إلى سنة، بحسب نوع المواد المالئة المستخدمة.
4. الثيرمج أو الفركتورا (Thermage OR Fractora)
أحد العلاجات الناجحة لترهلات الأجفان، إذ يتم استخدام طاقة الترددات الراديوية لتسخين الجلد وتحفيزه على إنتاج الكولاجين الذي يقوم بشده.
يقوم الطبيب بوضع تخديد موضعي على الأجفان قبل بدء جلسة العلاج، ويمكن للمريض مزاولة أعماله اليومية مباشرة بعد انتهاء الجلسة، مع بعض التوصيات للعناية بالأجفان بعد الجلسة تتضمن المحافظة عليها من الأشعة الضارة للشمس، وكذلك استخدام بعض الكريمات المرطبة لمنع جفاف الجفون.
تظهر نتائج العلاج بشكل تدريجي، إلا أنها تحتاج إلى مدة تتراوح بين 4 - 6 شهور للحصول على النتيجة النهائية للعلاج.
5. يو إل ثيرابي (ULtherapy)
هو علاج مرخّص من قبل وكالة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) لاستخدامه كطريقة غير جراحية لشد الجلد في الوجه والرقبة والأجفان والحواجب.
يعمل هذا الجهاز على استخدام موجات فوق صوتية مركزة عالية الكثافة (High Intensity Focused Ultrasound)، إذ يتم تسليط هذه الموجات على الجلد، مما يحفز الطبقات العميقة منه بالبدء بعملية التئام مشابهة للعملية الطبيعية لالتئام الجرح (إلا أنه في هذه الحالة لا يوجد جرح) وإنتاج كولاجين جديد، مما يشد الجلد.
ويحتاج هذا النوع من العلاج إلى 4 - 5 جلسات علاجية، وتبدأ النتائج بالظهور بعد مرور خمسة أسابيع، إلا أن النتائج النهائية يتم الحصول عليها بعد مرور 4 - 6 شهور.
ويمكن استخدام هذه الطريقة مع طرق أخرى للعلاج للحصول على نتائج أفضل، كاستخدامها مع المواد المالئة أو مع الليزر، أو يمكن استخدام ثلاث طرق في آن واحد (الثيرمج + الفلر + البوتكس).
6. البلكسر (Plexer) او جهاز الطاقة البلازمية (plasma energy)
أحدث الطرق غير الجراحية لعلاج ترهلات الجفون، حيث يقوم الجهاز بتأيين جزيئات الهواء المحيطة بطرفه، مولدا طاقة بصورة شرارة تضرب الجلد، وتعمل على تبخر الجلد الزائد، وتعمل على مبدأ التسامي، أي تحوّل المادة من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية دون المرور بالحالة السائلة.
ويقوم الطبيب أولا بوضع مخدر موضعي على الأجفان لتفادي الألم الذي يسببه استخدام هذا العلاج، بعدها يبدأ الطبيب بتقريب طرف الجهاز من الأجفان دون ملامستها، مما يولد الشرارة التي تضرب الجلد.
ويعالج الطبيب عدة نقاط في الجفن بحسب كمية الترهلات الموجودة في الأجفان، ويمكن للشخص بعدها مزاولة عمله مباشرة بعد تلقي العلاج.
ومن الآثار المتوقعة لهذا العلاج تكوّن نقاط غامقة في الجلد، وقد يصاحبها احمرار وتورم الجلد، غير أن هذه الأعراض تزول جميعا بعد عدة أيام، لكن من الضروري المحافظة على جفاف ونظافة الجلد وعدم تعريضه لأشعة الشمس الضارة.
ويمكن ملاحظة نتائج العلاج مباشرة بعد جلسة العلاج، إلا أن النتائج النهائية يمكن ملاحظتها بعد زوال التورم والنقاط الغامقة من الجلد، وتدوم هذه النتائج لعدة سنوات.
7. الخيوط
يمكن شدّ الأجفان أو الحواجب باستخدام خيوط خاصة بشد البشرة، تسمى في بعض الأوساط بخيوط الذهب، يتم غرز هذه الخيوط بصورة موازية لسطح الجلد.
ويمكن ملاحظة النتائج مباشرة بعد جلسة العلاج، وتدوم لفترة قد تصل إلى سنة واحدة، إذ إن دوام النتائج يعتمد على بقاء الخيوط التي تكون في الغالب قابلة للذوبان في الجسم، أي أنها تعتمد على نوع الخيوط المستخدمة، ومعدل الأيض الخاص بالمريض.
اقرأ أيضا:
الطرق المختلفة لعلاج تجاعيد الوجه
التداوي بالصبار.. مشكلات وآثار جانبية
أسباب قد لا تعرفها عن جفاف بشرتك!
* المصادر:
The NHS guide to cosmetic procedures - Eyelid surgery