جراحة الأجفان واحدة من الجراحات المتقدمة التي يتم اللجوء إليها لعلاج ترهلات العين في الحالات الشديدة، أو الحالات التي لا تستجيب للإجراءات غير الجراحية، إذ تعتبر هذه الجراحات واحدة من العمليات واسعة النجاح، وذلك للنتائج الجيدة التي يمكن الحصول عليها، وكذلك لقلة نسبة حصول الآثار الجانبية معها.
حيث يتم خلال هذه العملية التخلص من ترهلات الجلد، والترهلات الدهنية، والأكياس المتكونة في الأجفان السفلية وإعطاء الأجفان والعيون منظرا صحيا أكثر شبابا ونضارة.
يتصور بعض المرضى أن هذا النوع من العمليات سوف يخلصه من كل التجاعيد المحيطة بالعين، إلا أن المريض يغفل عن كون الأجفان تحتاج لبعض الزيادات الجلدية التي تعطيها حرية الحركة عند فتح وإغلاق العين.
وكذلك، فإن الجراحة تزيل الترهلات التي لا تستطيع بقية الإجراءات إزالتها وتقلل من وجود التجاعيد الصغيرة، إلا أنها لا تتمكن من إزالتها بشكل كلي، إذ قد تحتاج إلى استخدام الليزر مع الجراحة، فالليزر له أفضلية في التعامل مع التجاعيد الجلدية الصغيرة، ولكن حتى مع استخدام الليزر فإنه لا يمكن إزالة التجاعيد بشكل كلي، وذلك للسبب الذي ذكرناه أعلاه.
إضافة إلى هذا، فإن الجراحة لا تغير أو تحسن من الهالات السوداء المحيطة بالعين، إذ تحتاج هذه الهالات إلى علاجات مختلفة.
ويستطيع العديد من الجراحين في اختصاصات مختلفة القيام بجراحة الأجفان، كجراحي العيون وجراحي التجميل وجراحي الأنف والأذن والحنجرة، وكذلك أطباء الجلدية ذوي الخبرة في مثل هذه الجراحات.
إلا أنه يفضل إجراءها من قبل جراحي تجميل وإعادة تأهيل العيون (أطباء أتموا اختصاص العيون، وبعده أتموا دراسة سنة إلى سنتين إضافية في تخصص علاج مشاكل الأجفان والقنوات الدمعية ومحجر العين والأجزاء المحيطة بالعين)، وذلك لقدرة هؤلاء الأطباء على التعامل مع الآثار الجانبية المحتمل وقوعها، إذ إن أغلب الآثار الجانبية التي تحدث نتيجة لعمليات تجميل الأجفان تصيب العين وقنواتها الدمعية، لذلك من الجيد إجراؤها من قبل جراح له خبرة ومعرفة في علاج مشاكل العيون.
ويتم إجراء العملية في المستشفى أو في عيادات طبية مرخصة ومجهزة للقيام بمثل هذه العمليات، وغالبا لا يحتاج المريض إلى المبيت في المستشفى، إذ يخرج المريض بعد ساعتين من إجراء العملية، ألا أنه ينصح باصطحاب مرافق له ليتمكن من إعادته إلى بيته.
* قبل العملية
قبل إجراء العملية هناك عدة أمور يجب التأكيد عليها، وذلك للحصول على نتائج جيدة ومقبولة، ولتجنب حصول مضاعفات جانبية، وهذه الأمور هي:
- يفضل إجراء فحص للعين والتأكد من: قوة البصر، وعمل وسلامة القنوات الدمعية، وقوة إغلاق الأجفان، وجود ندبة في جفن العين، وجود ارتخاء في عضلات الأجفان أو شلل في الوجه، إذ يجب مراعات هذه الأمور قبل إجراء العملية لما لها من أثر على النتائج.
- إعلام الطبيب عن كل ما يضايق المريض في مظهر عينه، ويفضل إعطاء المريض مرآة، ومناقشة هذا الأمر والنتائج التي يمكن للعملية أن تحققها، إذ قد يعتقد المريض مثلا أن الجراحة يمكن أن تزيل الهالات السوداء المحيطة بالعين، أو أنها ستزيل بشكل كامل كل التجاعيد المحيطة بالعين، لذلك يفضل مناقشة هذا الأمر قبل العملية لكي تكون توقعات المريض واقعية.
- إخبار الطبيب عند حصول أي من علامات حصول عدوى، كارتفاع درجة الحرارة أو جريان الأنف أو السعال المقترن بوجود بلغم، إذ يفضل تأجيل موعد العملية عند حصول هذه العلامات.
- التوقف عن تناول الأدوية المميعة للدم كالأسبرين وغيره على الأقل لمدة أسبوع قبل العملية، والإقلاع عن التدخين.
* خطوات الجراحة
يمكن إجراء العملية باستخدام مخدر موضعي مع مسكن عام أو باستخدام تخدير عام للجسم، وتستغرق الجراحة ساعة واحدة في حال إجرائها على الأجفان العلوية، وساعتين في حال إجرائها على الأجفان السفلية، ويستطيع المريض الذهاب إلى بيته بعد انتهاء العملية بساعتين.
وتشمل جراحة الأجفان العلوية الخطوات التالية:
- عمل شق جراحي في الطيات الطبيعية للجفن.
- إزالة الزيادات الجلدية والشحمية وشد العضلات.
- إغلاق الجرح وخياطته بخيوط دقيقة ليتم إخفاء ندبة الجرح في الطيات الطبيعية للجفن.
أما الأجفان السفلية فتكون العملية بالشكل التالي:
- عمل شق جراحي، إما تحت خط الرموش السفلية (عند وجود ترهلات جلدية يراد إزالتها)، أو من الجهة الداخلية للأجفان.
- نقل أو إزالة الشحوم من الأكياس الموجودة أسفل العين، وفي بعض الأحيان إزالة الزيادات الجلدية.
- في بعض الحالات قد نحتاج إلى تقوية عضلات الأجفان وأوتارها.
- توضع أشرطة لاصقة رفيعة تسمى الخيوط اللاصقة، تعمل على دعم الأجفان بعد الجراحة، ويتم إزالتها بعد أسبوع.
- إغلاق الجرح إما بواسطة خياطته ويتم عندها إزالة الخيوط بعد أسبوع، أو بوضع غراء جلدي.
قد يحتاج الجراح إلى استخدام الليزر مع الجراحة للتعامل مع التجاعيد الصغيرة وخطوطها.
* الآثار الجانبية
لا تخلو أي عملية جراحية من احتمالية حدوث مضاعفات جانبية أثناء إجراء العملية وبعدها، إلا أن احتمالية حدوث المضاعفات الجانبية مع جراحات الأجفان قليلة جدا، لكن يجب على الطبيب أن يخبرك بها قبل إجراء العلمية، وهذه المضاعفات هي:
- مخاطر التخدير وخاصة التخدير العام.
- تورّم الأجفان والازرقاق.
- التحسس من أشعة الشمس أو الضوء الساطع.
- صعوبة إغلاق العين.
- جفاف العين.. ينخفض معدل غمز الأجفان (رمشة العين) بعد إجراء الجراحة، مما يسبب جفاف العين والشعور بوجود رمل داخلها، وغالبا ما يصف الجراح قطرات الدموع الاصطناعية أثناء النهار، ومرهم لدهن العين أثناء الليل خلال مدة تعافي الأجفان بعد العملية، إذ تستعيد الأجفان عملها الطبيعي تدريجيا أثناء هذه المدة.
- سوء توضُّع الجفون: إما بانقلاب حافة الجفن إلى داخل العين، أو بانقلابها إلى خارج العين، وقد تكون هذه الحالة مؤقتة كما في انقلاب الحافة إلى خارج العين بعد جراحة الأجفان السفلية، أو قد تحتاج إلى جراحة تصحيحية في بعض الأحيان.
- تراجع الجفن: سحب الجفن السفلي إلى الأسفل، وظهور بياض العين تحت القرنية.
- الألم الشديد والنزف والعدوى، مضاعفات نادرة الحدوث.
- العمى: وهو أمر نادر جدا ما يحدث، وقد يؤدي إليه حدوث نزف داخل العين ناتج عن الجر المفرط للدهون أثناء العملية.
- عدم الحصول على نتائج مرضية للمريض، إذ قد تحتاج بعض الحالات إلى إجراء جراحة ثانية بعد التعافي كليا من الجراحة الأولى (خلال 2 - 3 شهور).
* بعد العملية (فترة التعافي)
إن اتباع نصائح الطبيب في الفترة التي تلي العملية من أهم أركان المحافظة على النتائج الجيدة للعملية وتجنب الأضرار الجانبية.
- بعد انتهاء العملية يتم إبقاء المريض هادئا مع رفع الرأس فوق مستوى القلب، وفحص البصر بصورة متكررة، وذلك لأن أغلب مضاعفات نزف العين تحدث في الساعتين اللتين تتلوان انتهاء العملية.
- خلال أول 24 ساعة بعد الجراحة تترشح بعض السوائل من الجرح، ويحدث ازرقاق وتورم، والذي يزول بشكل تدريجي بعد اليوم الأول أو الثاني، ليختفي كليا بعد فترة أسبوعين، وقد يرافقه آلام خفيفة إلى متوسطة، لذلك ينصح بتناول المسكنات كالبراسيتامول عند الشعور بهذه الآلام.
- توضع كمادات باردة خلال الأيام الثلاثة الأولى مع مرهم مضاد حيوي، بعدها يتم وضع كمادات دافئة لتسريع عملية الالتئام.
- بعد يومين، يفضل مراجعة الطبيب، حيث يقوم الطبيب بتنظيف الجرح باستخدام بيروكسيد الهيدروجين.
- تستخدم قطرات دمع اصطناعية أثناء النهار ومرهم للعين أثناء الليل، للمحافظة عليها من الجفاف لحين استعادة الأجفان لعملها الطبيعي، أي لمدة تتراوح بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، وقد يتم وصف قطرات الستيرويد لتخفيف التورم في الأجفان.
- خلال الثلاثة أسابيع التي تلي العملية ينصح بعدم النوم على الوجه، واستخدام مخدة عالية أثناء النوم لإبقاء الرأس بمستوى أعلى من القلب.
- يفضل عدم استخدام مواد التجميل أو لبس العدسات اللاصقة لمدة أسبوعين بعد العملية.
- لبس النظارات الشمسية، إذ إن نتائج العملية يمكن أن تدوم لفترة أطول عند تجنب أشعة الشمس.
- تجنب الرياضة العنيفة والسباحة لأسبوعين على الأقل.
- تختفي معظم التورمات والازرقاق بعد مرور عشرة أيام، لذلك يفضل أخذ إجازة لمدة عشرة أيام عند إجراء جراحة للأجفان العلوية أو السفلية، أم عند إجراء الجراحة لكل الأجفان فيفضل أخذ إجازة لمدة أسبوعين.
اقرأ أيضا:
ما أنواع الفلر.. وكيف تختارين الأنسب لكِ؟
ما التجاعيد وما أسباب حدوثها؟
أطعمة تسبب الشيخوخة المبكرة.. تعرفي عليها