صحــــتك

افهم علاقات أبنائك المراهقين مع أقرانهم

افهم علاقات ابناءك المراهقين مع أقرانهم
عندما يكون الأطفال صغارا، فإنه يمكنكم انتقاء أصدقاء أطفالكم، وتحديد مجموعات اللعب، ودوائر معارف تعلمونها جيدًا لحماية الأطفال، ولكنك بعد أن يكبر الأطفال قليلًا ويصلوا لسن المراهقة، يصبحون أكثر حرية في اختيار أصدقائهم ودوائر معارفهم.

الأصدقاء (الأقران) هم أشخاص يماثلون أبناءك في السن تقريبًا، وربما لديهم الميول والخبرات نفسها، ويوميًا يتخذ الأقران عشرات القرارات، ويؤثرون على بعضهم البعض في الاختيارات والسلوكيات بشكل كبير، وعادة ما يكون التأثير إيجابيًا. إنها طبيعة بشرية أن نتعلم من بعضنا البعض ويستمع أحدنا إلى الآخر، فهكذا جُبل الإنسان.

وكلما كان أبناؤك أكثر استقلالية، كلما لعب أقرانهم دورًا أكبر في حياتهم، فمدة مكوث أبنائك في المدرسة ونشاطهم مع أقرانهم في هذه الفترة قد تفوق مدة جلوسهم في المنزل معكم، وربما قد يكون باستطاعتهم تكوين صداقات قوية مع بعض هؤلاء الأقران، قد تصل لإحساس أنهم أصبحوا إخوة وعائلة واحدة.

وبجانب الأصدقاء المقربين، فهناك أيضًا بعض الزملاء (في السن نفسه تقريبًا) سواء كانوا في الفصل، أو دور العبادة، أو الأندية الرياضية، أو المجتمع، الذين يمكنهم التأثير على أفعال أبنائك وسلوكياتهم وحتى طريقة لبسهم، بل قد يصل الأمر إلى تقليدهم في ما ينتسبون إليه أو نمط تصرفاتهم.

ومن الطبيعي لدى البشر أن يضعوا أنفسهم دومًا في مقارنة مع أقرانهم، لترتسم لديهم صورة عما يتمنونه لأنفسهم أو ما يريدون أن يحققوه في حياتهم. ودائمًا ما يؤثر الأقران على الأشخاص بصورة او بأخرى، فالشخص يريد أن يكون ندًا ومكافئًا لقرينه الذي يحبه، وأن يمتلك ما يمتلكه، وأن يفعل ما يفعله.

وفهمك لطبيعة العلاقات بين جماعات الأقران يساعدك على أن تتفهم علاقات أبنائك، ويساعدهم على إدارة علاقة صحية مع أصدقائهم، ومساعدتك لأبنائك في هذه السن تتطلب أن تكون على علاقة طيبة معهم.. علاقة فيها من الحب والود والتفاهم أكثر مما فيها من الضغط والمراقبة والرغبة في التحكم.


* ما هو ضغط الأقران؟
يقوم الأقران بمحاولة التأثير أو "الضغط" على أصدقائهم لفعل شيء ما لا يريدون فعله، فمثلًا قد يقنعونهم بتناول بعض المخدرات أو الكحوليات أو حتى تغيير هيآتهم.

* هل كل ضغط الأقران يعتبر سلبيًا؟
بالطبع لا، فمن الممكن أن يكون أمرً ايجابيًا، فمن الممكن أن يشجعوا ابنك على تحسين أدائه الدراسي، أو يحفزونه على ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي، ويمكنهم أيضًا تشجيعه على الإقلاع عن التدخين أو ترك المخدرات، أو تشجيعه على أي شيء آخر مفيد له.
ومن أمثلة التأثير الإيجابي لضغط الأقران:
- الصداقة: اكتساب الأصدقاء الجدد الجيدين هو أحد تأثيرات ضغط الأقران.
- القدوة البناءة: فوجود شخص إيجابي ذي شخصية قوية ومؤثرة، يستطيع التأثير على غيره.
- التواصل: يساعد الأقران على اكتساب مهارات تواصل جديدة وفعالة؛ فمثلًا قد يشرح لهم أحد الأصدقاء كيفية التواصل مع الآخرين وكسب الأصدقاء، أو بناء شبكة معارف جيدة، أو العكس، قد يساعد الأصدقاء أبناءكم في الابتعاد عن قرناء السوء أو من يتسببون لهم في متاعب وإزعاج.
- التشجيع: فهم يشجعون أبناءك دومًا على فعل الخير، واكتساب المهارات المفيدة، وفعل التصرف الصحيح.
- خبرات جديدة: وهذا يقوم به الأصدقاء والزملاء في النادي أو في دور العبادة.

* ما هي الوسائل التي يستخدمها القرناء للتأثير على أصدقائهم؟
يضغط الأقران على أقرانهم لفعل شيء سواء كان خيرًا أو سوءًا، باستخدام عبارات التهديد أو الإشعار بالذنب أو التهجم، وقد لا يطلبون شيئًا بشكل مباشر، ولكن بفعل قوة الشخصية التي يمتلكونها يجعلون أصدقاءهم يفعلون ما لا يريدون فعله، وهذا فقط بدافع التقليد.


* ولكن لماذا تنجح وسيلة ضغط الأقران في التأثير؟
بطبيعتنا نتمنى أن نُحِب ونُحَب، وكذلك يميل الإنسان إلى الصحبة والإيناس والدعم، لذا يلجأ إلى الاستجابة لضغط الأقران حتى لا يتم لفظه من المجموعة، أو جعله أضحوكة ومجالا للسخرية.

* هل يمكن أن يتعرض ابنك للضغط عبر الانترنت؟
تلعب التكنولوجيا دورًا مباشرًا وقويًا في تأثير الأقران، فبالنظر لمواقع التواصل الاجتماعي يمكنك متابعة تأثير أفراد ومجموعات وسائل التواصل على الآخرين حول شرب الكحول، وتعاطي المخدرات، وممارسة الجنس، ومضايقة الآخرين والتنمر عليهم، والعراك، وأكل أو عدم أكل طعام معين إلى غير هذا من السلوكيات والأخلاقيات، ويمكن لمجموعات أو أفراد الضغط التأثير على أبنائك سلبيًا بتشجيعهم على قول عبارات مبتذلة، أو ذات معنى جنسي، أو إرسال بعض المواد والصور الإباحية عن طريق بعض التطبيقات على الأجهزة الإلكترونية، وإيهام أبنائك خطأً بأن كل ما سبق هو إثبات ودليل على استقلاليتهم، وتركهم لمرحلة الطفولة.

* بعض الوسائل للتعامل مع ضغط الأقران
- ساعد أبناءك على التفكير في اختياراتهم بشكل مستقل.. ماذا سيحدث لو فعلوا كذا؟ وماذا لو لم يفعلوا؟
- ساعد أبناءك على بناء خبراتهم الشخصية وثقتهم بأنفسهم، وذلك بخوض تجارب وأنشطة متعددة.
- شجع طفلك على أن يتبع حدسه وأن يستفتي قلبه (فإذا ما شك في شيء أنه غير مناسب وغير صحيح، فعلى الأغلب أنه كذلك).
- شجع ابنك على أن يكون حازماً: شجعه أن يقول ما يعتقده، وأن يتحدث بما يحسه، وأن ينطق بملء فمه بكلمة "لا"، وبدون إبداء أسباب أو الاعتذار، فكلمة "لا" ليست شيئًا يعتذر عنه، وعلمه أنه حر في اختياراته وليس عليه تبريرها للآخرين، وأن يفكر في بدائل أكثر صحة وملاءمة.
- شجع ابنك أن يضع سيناريوهات لبعض الضغوط المحتملة من أقرانه، وأجعله يفكر كيف يمكن أن يتعامل مع الضغوط، (فمثلًا إذا ذهب إلى حفلة وعرض عليه أحد الأصدقاء سجائر أو كحوليات أو مخدرات أمام الجميع، فكيف سيخرج من هذا الموقف بشكل جيد.. إلخ).
- اتفق مع ابنك على كلمة ما أو رسالة يرسلها لك لتذهب وتأخذه عند التعرض للضغط لفعل شيء لا يريد أن يفعله، أو شيء يضره.



* شجع ابنك أن يأخذ خطوة للوراء إذا كان لا يزال يتعرض لضغط
- شجعه أن يعتزل ويبتعد عن أقرانه الذين يضغطون عليه بشكل مستمر، ويجعلونه دومًا يشعر بالسوء تجاه نفسه.
- شجعه على التقرب من هؤلاء الذين يشعر معهم بالراحة، وأنه على طبيعته، وأنه غير مضطر للرضوخ لضغوط أقرانه، وأن عليه أن يفعل ما يراه مناسبًا، وهذه الصحبة الطيبة يمكنه أن ينتقي منها أصدقاء جيدين يشاركونه الأسلوب نفسه، وطريقة التفكير دون أن يسببوا له المشاكل.
- شجع ابنك إذا شعرت أنه معرض للخطر فلا يتوانى في طلب المساعدة ممن يكبرونه سنًا، ويمكنه مناقشة ما يتعرض له من ضغط معك (أو مع من يقومون على رعايته)، أو إخوته الذين يكبرونه سنًا، أو الأخصائي النفسي والاجتماعي بمدرسته أو جامعته، فغالبًا ما سينصحونه بشيء ما يتفادى به هذا الضغط.

وتذكر أنه ليس من السهل مقاومة الضغوط السيئة والسلبية من أقرانه، ولكن ذكّر ابنك بأنه عندما يفعلها ويرفض الانصياع لقرناء السوء، والاستجابة لضغوطهم، فإن الأمر يصبح سهلًا عليه، وسيشعر أنه في حال أفضل في ما بعد، وربما يكون سببًا في التأثير الإيجابي على أقرانه، ففي بعض الأحيان يحتاج الأقران لمن يقول لهم كلمة ونصيحة جيدة عكس ما يفكرون به، فينير لديهم جزءًا صالحًا داخلهم ويتأثرون بما يقول، وسيتبعونه إذا كان مختلفًا وكانت لديه الشجاعة والاستقلالية للحكم على الأمور بطريقة صحيحة واختيار الأنسب والأفضل، ورفض الانصياع وراء القطيع إذا كان مقدمًا على أمر سيئ، وشجعه أن يعتبر نفسه قائدًا وقادرًا على أن يصنع فرقًا، ويصل مع أقرانه إلى بر الأمان.



المصادر:
Peer Pressure
Peer Pressure

آخر تعديل بتاريخ
06 يونيو 2020
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.