للنطق بشكل صحيح، يحتاج مخ الطفل أن يتعلم كيفية التخطيط لإرسال إشارات لعضلات الكلام، وهذه الإشارات تحدد للعضلات كيفية تحريك الشفتين والفك واللسان بطريقة ينتج عنها أصوات وكلمات دقيقة، وفي العادة يخطط دماغ الطفل لهذه الحركات بحيث يتكلم الطفل بنفس السرعة والإيقاع العاديين. لكن، في اضطراب تعذر الكلام في الطفولة Childhood apraxia of speech يكافح الدماغ لتنظيم حركات الكلام، وكنتيجة لذلك فإن الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب لا يتعلمون الحركات الدقيقة للكلام بسهولة عادية.
* علامات اضطراب تعذر الكلام في الطفولة
1- في السن بين 18 شهراً وسنتين يمكن أن يظهر الاضطراب في صورة:
- تأخر نطق الكلمات.- التحدث بعدد محدود من الكلمات.
- القدرة على نطق عدد قليل من الحروف المتحركة أو الساكنة أقل من المعدل الطبيعي.
2- في العمر بين سنتين وأربعة، وكلما نطق الطفل بكلام أكثر ظهرت الخواص التي تشير إلى وجود الاضطراب ومنها:
- اضطراب الحروف الساكنة والمتحركة.- انفصال المقاطع في الكلمات أو بينها.
- حدوث أخطاء في الأصوات، مثل نطق كلمة قلم كـ كلم.
- يعاني الكثير من الأطفال المصابين من صعوبة ضبط الفكين والشفتين واللسان في الوضع الصحيح لتخريج الصوت.
- قد يجدون صعوبة في الانتقال بسلاسة إلى الصوت التالي.
ويختلف الأطفال في سرعة تحسن النطق لديهم، ولكن علاج التخاطب يؤدي لتحسن النطق بكلام مفهوم عند الكثير من الأطفال المصابين. ويعاني الكثير من الأطفال المصابين بالاضطراب من مشاكل في اللغة، مثل صعوبة فهم الكلام، وانخفاض المفردات، وصعوبة ترتيب الكلمات.
والأعراض التي يعاني منها هؤلاء الأطفال تنقسم لمجموعتين:
- المجموعة الأولى مجموعة الأعراض الخاصة بالاضطراب، والتي لا تظهر في أي من الاضطرابات الأخرى، ومن ثم فهي مفيدة في التشخيص.
- صعوبة في الانتقال بسلاسة من صوت أو مقطع إلى الآخر.
- صعوبة في الحركات المجمعة بواسطة الفك أو الشفتين أو اللسان لعمل الحركة الصحيحة لأصوات الكلام.
- اضطرابات الحروف المتحركة، مثل محاولة استخدام الحرف الصحيح ولكن قوله بشكل خاطئ.
- استخدام تشكيل مختلف في الكلمة، مثل نطق كلمة كُرة كـ كوورة بدلًا من نطقها الصحيح.
- التركيز على جميع مقاطع الكلمة بشكل متساوٍ، مثل النطق بكلمة جامال بدلًا من جَمل.
- انفصال المقاطع، مثل وضع سكتات أو فراغات بين المقاطع.
- التباين، مثل القيام بأخطاء مختلفة عند محاولة نطق نفس الكلمة مرة أخرى.
- صعوبة تقليد كلمات بسيطة.
- أخطاء صوتية متباينة، مثل قول ستر بدلًا من سكر.
- المجموعة الثانية تشمل بعض الأعراض الأخرى التي لا يقتصر ظهورها على هذا الاضطراب، ولكنها تتواجد أيضا في أنواع أخرى من اضطرابات النطق واللغة، ووجود هذه الأعراض بمفردها يجعل تشخيص اضطراب تعذر النطق في الطفولة صعبا، حيث تتعذر التفرقة بينه وبين اضطرابات الكلام الأخرى
- قدر قليل من المناغاة أو الأصوات الملفوظة من عمر 7 إلى 12 شهرًا.- نطق الكلمات الأولى متأخرًا (بعد عمر 12 إلى 18 شهرًا).
- استخدام عدد محدود من الحروف الساكنة والمتحركة.
- إهمال الأصوات (إسقاطها) بشكل متكرر.
- صعوبة فهم الكلام المنطوق.
* اضطرابات النطق الأخرى التي تلتبس مع اضطراب تعذر الكلام في الطفولة
تلتبس بعض اضطرابات الكلام أحيانًا مع اضطراب تعذر الكلام في الطفولة بسبب إمكانية تداخل بعض الخواص، وهذه الاضطرابات إما أن تكون لفظية أو اضطرابات في وظائف الأصوات أو تأتأة، ولا تكون مصحوبة بمشكلة في تنظيم وتنسيق الحركات للنطق. لكن، تظهر عند المصابين باضطرابات الأصوات اللفظية صعوبة في نطق أصوات محددة مع سقوط حرف أو استبداله بحرف آخر. أما الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في وظائف الصوت فتظهر عندهم أنماط صوتية خاطئة محددة، مثل صعوبة نطق الأحرف التي تأتي من الجزء الأخير من الفم. وهذه الاضطرابات اللفظية واضطرابات وظائف الصوت أكثر شيوعًا من اضطراب تعذر الكلام في الطفولة.
وقد تشمل أخطاء النطق اللفظية أو وظائف الأصوات، ما يلي:
- إبدال الأصوات، مثل قول لجل بدلًا من رجل أو أينب بدلًا من أرنب أو سمس بدلًا من شمس.- حذف الحروف الساكنة الأخيرة (إسقاطها)، مثل نطق كلمة تفاه بدلًا من تفاح أو تي بدلًا من تين.
- توقف تدفق الهواء، مثل النطق بكلمة حنب بدلًا من عنب أو قرة بدلًا من كرة.
- تبسيط مجموعة من الأصوات، مثل النطق بكلمة كييم بدلًا من كريم أو ضفع بدلًا من ضفدع.
* أسباب اضطراب تعذر الكلام في الطفولة
لا يوجد سبب محدد وراء الإصابة باضطراب تعذر الكلام في الطفولة. وقد يكون الاضطراب نتيجة لحالات دماغية (عصبية) أو إصابة، مثل السكتة الدماغية أو الالتهابات أو إصابات الدماغ الرضحية. وقد يحدث أيضًا كأحد أعراض اضطراب وراثي، أو بشكل أكثر لدى الأطفال المصابين بمتلازمة القوس البلعومية والقلب والوجه.
وقد تبين أن تشوهات الجين FOXP2 تزيد من خطر الإصابة باضطراب تعذر الكلام في الطفولة واضطرابات أخرى، وهذا الجين يشارك في كيفية تطور أعصاب وممرات محددة في الدماغ، وأن الأطفال الذكور أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب مقارنة بالبنات، ولكن البنات يعانين بشكل أكثر حدة.
* مضاعفات اضطراب تعذر الكلام في الطفولة
- صعوبة فهم الكلام أو قلة المفردات.- مشكلات في القراءة والهجاء والكتابة.
- صعوبات في المهارات الحركية الكبيرة أو الدقيقة أو تناسقها.
- فرط الحساسية، حيث يمكن ألا يحب الطفل بعض أنسجة الملابس أو قوام أطعمة معينة أو قد لا يحب الطفل غسل الأسنان.
* تشخيص اضطراب تعذر الكلام في الطفولة
لا يستند تشخيص تعذر الكلام في الطفولة إلى أي اختبار بعينه أو ملاحظة واحدة، بل يعتمد على نمط المشكلات التي تتم رؤيتها. وستساعد العديد من الاختبارات في تحديد ما إذا كان مرض تعذر الكلام في الطفولة موجودًا، كما ستساعد على استبعاد أو معرفة المشكلات الأخرى التي قد تؤثر على قدرة طفلك على النطق.من المهم أن يتم تحديد ما إذا كان طفلك يظهر أعراض الاضطراب أم لا، ومهم جدا التفرقة بشكل دقيق بين هذا الاضطراب واضطرابات الكلام الأخرى لأن العلاج مختلف تماما. وقد يعاني الأطفال المصابون بالاضطراب من مشكلات أخرى في التواصل، ومشكلات التواصل تفاقم من صعوبة التشخيص، خاصةً عندما يتحدث الطفل قليلًا، أو يكون لديه صعوبة في التفاعل مع اختصاصي أمراض اللغة والتخاطب.
وقد تتضمن اختبارات التشخيص ما يلي:
- اختبارات السمع.
- تقييم حركة الفم عن طريق مختص أمراض اللغة والتخاطب.
- تقييم النطق.
* علاج اضطراب تعذر الكلام في الطفولة
1- علاج النطق
لم يُثبت أي منهج واحد من علاج النطق كونه أكثر فاعلية لعلاج تعذر الكلام في مرحلة الطفولة، ولكن تشمل بعض أساسيات علاج النطق العامة والهامة لمرض تعذر الكلام في الطفولة، ما يلي:- التركيز على تدريبات النطق، مثل الطلب من طفلك نطق كلمات أو عبارات عدة مرات خلال جلسة علاج.
- سيطلب من طفلك أن يستمع إلى اختصاصي أمراض اللغة والتخاطب ويشاهد فمه عند نطقه بالكلمة أو العبارة المستهدفة، وبمشاهدة فم اختصاصي أمراض اللغة والتخاطب، سيرى طفلك أيضًا الحركات التي تترافق مع الأصوات.
- سيتدرب طفلك غالبًا على المقاطع والكلمات والعبارات بدلا من الأصوات المتفرقة، ويتم اختيار كلمات تحتوي على حروف متحركة في أنواع مختلفة من المقاطع كي يتدرب عليها طفلك.
- إذا كان طفلك يعاني من إصابة شديدة، فقد يستخدم اختصاصي أمراض اللغة والتخاطب مجموعة صغيرة من كلمات التدريب في بادئ الأمر، ويزيد عدد الكلمات تدريجيًا كلما تحسن طفلك.
2- ممارسة تدريبات النطق في المنزل
ولأهمية تدريب النطق القصوى، قد يشجعك اختصاصي أمراض اللغة والتخاطب على أن تشارك في تدريب طفلك على النطق بالمنزل، وقد يعطيك كلمات وعبارات للتدريب معه بالمنزل، ويمكن أن تكون مدة كل جلسة تدريب منزلية قصيرةً، خمس دقائق مثلًا، وقد تتدرب مع طفلك مرتين في اليوم.وسيحتاج الأطفال أيضًا إلى التدرب على الكلمات والعبارات في المواقف الحياتية الحقيقية. على سبيل المثال، اطلب من طفلك أن يقول مرحبًا بكِ أمي في كل مرة تدخل الأم الغرفة، سيجعل التدرب على كلمات أو عبارات في المواقف الحياتية الحقيقية، الأمر سهلًا على طفلك أن يمارس نطق الكلمات تلقائيًا.
3- وسائل التواصل البديلة
إذا كان طفلك يعاني من تعذر الكلام في الطفولة بشكل حاد. فقد تتضمن وسائل التواصل البديلة لغة إشارة أو إيماءات طبيعية، مثل الإشارة أو التظاهر بالأكل أو الشرب، فعلى سبيل المثال، فإن طفلك بإمكانه استخدام الإشارات للتواصل حيث يريد كعكة، وفي بعض الأحيان قد تكون الأجهزة الإلكترونية مفيدة في التواصل.وإنه لمن المهم غالبًا استخدام وسائل التواصل البديلة باكرًا، قد يساعد استخدام تلك الوسائل في أن يصبح طفلك أقل خوفًا حين يحاول التواصل، وقد يساعده أيضًا في نمو مهاراته اللغوية مثل المفردات والقدرة على وضع الكلمات مع بعضها البعض في جمل.
* أخيرا..
بإمكانك العمل أنت وأفراد عائلتك مع طفلك بالمنزل لتحسين نطقه ومهاراته اللغوية، وقد يساعد التدريب المنزلي بالإضافة إلى جلسات علاج النطق، في تقدم طفلك. قم بتشجيع طفلك كلما تدرب على النطق والمهارات اللغوية، فإن دعمك قد يساعده على أن يشعر بأنه يقوم بعمل جيد وأنه يتحسن في مهارات التواصل لديه. وإن كان طفلك مشاركًا في علاج مهني أو بدني وعلاج النطق كذلك، فقم بجدولة أنواع العلاج المختلفة في مواعيد متعددة كي لا يتعب طفلك بشدة من العلاج.* المصدر
Childhood apraxia of speech