صعوبة التنفس هي واحدة من أكثر الأعراض المُخيفة للارتجاع الحمضي والشكل المزمن للحالة الذي يُسمَّى داء الارتداد المعدي المريئي (GERD). يمكن أن يترافق ارتجاع المريء مع صعوبات في التنفّس، مثل تشنّج القصبات، ويمكن أن تؤدي هذه الصعوبات في بعض الأحيان إلى مضاعَفات تصيب الجهاز التنفسي، وتهدّد الحياة.
يحدث ضيق التنفس مع ارتجاع المريء لأن حمض المعدة الذي يتسلل إلى المريء يمكن أن يدخل غلى الرئتَين عبر القصبات الهوائية، خاصة أثناء النوم، ويسبّب تهيجاً والتهاباً ووذمة في القصبات الهوائية. قد يؤدي هذا إلى الربو، أو يسبِّب التهابات رئوية تنفّسية، ويمكن أن يؤثّر تلفُ مجرى الهواء على التنفّس من خلال التسبّب في السعال أو الصفير.
ارتجاع المريء والربو
يمكن أن يحدث ضيق التنفّس في مرض الارتجاع المعدي المريئي وحده، ولكن قد يَحدث مرض الارتجاع المعدي المريئي أيضًا مع الربو. يعاني أكثر من ثلاثة أرباع المصابين بالربو من ارتجاع المريء أيضًا.
الأشخاص المصابون بالربو هم أكثر عرضة للإصابة بالارتجاع المعدي المريئي بمرتَين من غير المصابين بالربو، ويكون الأشخاص الذين يعانون من شكل حادٍّ أو مزمن من الربو المقاوِم للعلاج أكثر عرضة للإصابة بمرض الارتجاع المعدي المريئي.
على الرغم من أن الأبحاث أظهرت وجود علاقة بين الربو والارتجاع المعدي المريئي، فإنّ الرابط الدقيق بين الحالتين غير مؤكّد، أحد الاحتمالات هو أن تدفّق حمض المعدة إلى المريء يُسبِّب تهيج بطانة الحلق والبلعوم والمسالك الهوائية والرئتين، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث نوبات ربو عند المصابين بالربو مسبقًا.
الاحتمال الآخر هو أنه عندما يدخل الحمض إلى المريء، فإنه يتسبَّب في ردّ فعل عصبي يتسبَّب في تشنج القصبات الهوائية وتهيجها، وهذا يؤدي إلى ضيق في التنفس.
كما أنّ الارتجاع المعدي المريئي قد يؤدي إلى تفاقم أعراض الربو، والعكس صحيح، فإن علاج الارتجاع المعدي المريئي غالبًا ما يساعد في تحسين أعراض الربو، مثل ضيق التنفس. من المرجح أن يربط الأطباء بين ارتجاع المريء وحالة الربو في حال كان الربو:
- قد بدأ في مرحلة البلوغ.
- يتفاقم بعد الإجهاد أو الأكل، أو التمرين أو الاستلقاء، أو في الليل.
- يفشل في الاستجابة للعلاجات.
تغيير نمط الحياة
سواء كان ضيق التنفّس لديك مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بمرض الارتجاع المعدي المريئي، أو بسبب الربو، فهناك خطوات صغيرة يمكنك اتخاذها لمنعه وعلاجه. غالبًا ما تتضمّن أكثر الخطوات فعالية للوقاية من ارتجاع المريء إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة. هنا نقدِّم لك بعض النصائح المفيدة في مثل هذه الحالات:
- قم بتعديل نظامك الغذائي، تناوَلْ وجبات صغيرة، وتجنَّب تناول الوجبات قبل النوم.
- احرص على تخفيض الوزن إذا كان وزنك زائداً.
- تحديد مُسبِّبات أعراض الارتجاع المعدي المريئي وتجنُّبها. على سبيل المثال، إذا كانت صلصة الطماطم تُحفِّز ارتجاع المريء، فتجنَّب الأطعمة والوجبات التي تحتوي على صلصة الطماطم.
- الإقلاع عن التدخين، وعن تناول المشروبات الكحولية أيضًا. إذ يمكن أن يؤدي التدخين واستهلاك الكحول إلى تفاقم أعراض الارتجاع المعدي المريئي.
- قد يساعد رفعُ رأس السرير على بقاء الطعام في معدتك، بدلاً من رجوعه إلى المريء أثناء نومك.
- تجنَّب استخدام الوسائد المنخفضة أثناء النوم، حتى لا يؤدي ذلك إلى تفاقم أعراض الارتجاع المعدي المريئي.
- تجنَّب ارتداء الأحزمة والملابس الضيِّقة التي تضغط على بطنك.
طرق أخرى للمساعدة في أعراض ارتجاع المريء
إذا لم تؤدِّ تغييرات نمط الحياة وحدها إلى تحسين مشكلات التنفّس المرتبطة بالارتجاع، فقد يوصي طبيبك أيضًا بعلاجات دوائية لأعراض الارتجاع المعدي المريئي. تشمل الأدوية التي قد يوصي بها طبيبك: مضادات الحموضة، وحاصرات مستقبلات الهيدروجين، ومثبّطات مضخة البروتون. قد يلزم العلاج الجراحي في حالات نادرة.
ختامًا:
إذا كنتَ تعاني من ارتجاع المريء والربو، فاحْرِص على تناول الأدوية الموصوفة لك باستمرار، وتجنّب مُسبَّبات الربو والارتجاع المعدي المريئي قدر الإمكان.
المصدر:
https://www.healthline.com/health/gerd/shortness-of-breath#_noHeaderPrefixedContent