ربما تكونين قد سمعت عن سرطان عنق الرحم، هذا المرض الخبيث الذي يصيب الجزء السفلي من الرحم، والذي يصل بين الرحم والمهبل، ويحدث هذا الورم السرطاني، ككل الأورام في الواقع، نتيجة نمو الخلايا في هذا العضو بشكل غير طبيعي لتخترق الأنسجة المحيطة، وتنتقل إلى أعضاء الجسم الأخرى، وفي حالة انتشاره، عادة ما تنتقل الخلايا السرطانية إلى الرئتين، الكبد، المهبل، المثانة، أو المستقيم.
اقــرأ أيضاً
* أورام عنق الرحم "ما قبل السرطانية"
* أورام عنق الرحم "ما قبل السرطانية"
لكنك ربما لم تسمعي عن نوع آخر من المشكلات التي تصيب نفس العضو، وهذه الحالة تسمي بخلل التنسج العنقي (Cervical dysplasia)، وهو ما يعرف أيضا بالنمو الشاذ في عنق الرحم، ولا يعتبر هذا الورم سرطانياً، بل يصنف تحت تصنيف "الأورام ما قبل السرطانية"، وهو ما يعني أنه قد يتحول إلي ورم سرطاني فيما بعد، لكن لحسن الحظ، لا يتحول هذا الورم إلي سرطان في كثير من الأحيان، حيث يحتاج الأمر إلى سنوات عديدة لتتحول هذه الخلايا إلى ورم خبيث، ويسمح هذا الوقت للأطباء بالتدخل والتعامل مع المشكلة قبل تفاقمها.
* درجات أورام عنق الرحم "ما قبل السرطانية"
تصيب هذه الحالة عادة السيدات بين عمر 25-35 سنة، وتتكون الخلايا غير الطبيعية على السطح الداخلي لعنق الرحم، حيث تنقسم أنواع النمو الشاذ في عنق الرحم إلى ثلاث درجات:
- الدرجة الأولى.. وفيها تنمو الخلايا الشاذة لتشمل ثلث سمك الخلايا في الجدار الداخلي لعنق الرحم.
- الدرجة الثانية.. تنمو الخلايا لتشمل ما بين ثلث وثلثي سمك جدار الخلايا.
- الدرجة الثالثة.. الخلايا غير الطبيعية تشمل أكثر من ثلثي سمك الخلايا.
اقــرأ أيضاً
* ما هي أسباب الإصابة بهذا النوع من الأورام؟
عادة ما يحدث هذا النوع من الأورام للسيدات اللاتي سبقت إصابتهن بفيروس الورم الحليمي البشري، وهو الفيروس الذي يرتبط أيضا بالإصابة بسرطان عنق الرحم، وينتشر هذا الفيروس عن طريق العلاقات الجنسية، وهذا الفيروس يوجد منه أكثر من 100 سلالة، وأكثرها ارتباطاً بأمراض الجهاز التناسلي لدى النساء السلالة رقم 16، ورقم 18.
في أغلب الحالات يستطيع الجسم التعامل مع الفيروس والتخلص منه، لكن في حالات أخرى يتسبب الفيروس في حدوث المضاعفات، ولا يوجد سبب معروف يتسبب في إصابة بعض السيدات بخلل التنسج العنقي دون غيرهن، ولكن كما ذكرنا قد يرتبط حدوث هذه المضاعفات بالإصابة بسلالات معينة من الفيروس؛ كما أن هناك بعض العوامل الأخرى التي قد تتسبب في ضعف جهاز المناعة، والتي تشمل تناول الأدوية المثبطة للمناعة، وممارسة العلاقة الجنسية مع عدة أشخاص، أو ممارستها في عمر أقل من 18 عاما، وكذلك الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة البشري.
* هل توجد أعراض للإصابة بخلل التنسج العنقي؟
لسوء الحظ لا يوجد أعراض لهذا النوع من الأورام، حيث يمكن التعرف عليه فقط من خلال فحص مسحة من عنق الرحم، وهذا التحليل يستخدم لفحص التغيرات التي قد تحدث في خلايا عنق الرحم لدى السيدات قبل حدوث مشاكل فعلية؛ لذا من الضروري القيام بهذا الفحص حتى يتم التعامل مع أية مشاكل قبل تفاقمها.
إذا تبين وجود مشكلة في فحص مسحة عنق الرحم أو كانت نتيجة التحليل غير واضحة، فقد تحتاجين إلى عمل منظار مهبلي لفحص عنق الرحم والأنسجة المحيطة، وقد يتطلب الأمر أخذ عينة لفحصها تحت الميكروسكوب.
اقــرأ أيضاً
* كيف يتم علاج خلل التنسج العنقي؟
تعتمد خيارات العلاج على عدة عوامل، تشمل درجة الورم، وعمر المريضة، وحالتها الصحية العامة، بالإضافة إلي اختيار المريضة والطبيب الخاص بها، وقد تؤثر الإجراءات الخاصة بالعلاج علي قدرة المريضة علي الإنجاب مستقبلاً؛ لذا تجب مناقشة الخيارات المختلفة قبل القيام بأي تدخل.
عادة لا تتطلب حالات الدرجة الأولى من النمو الشاذ علاجاً، حيث تزول تلقائياً، ولكن يجب الحذر، فهذه الحالات قد تتحول إلي ورم سرطاني في 1% من الحالات، وقد يختار الطبيب أن يستخدم خيار العلاج التحفظي ولا يتدخل، ولكن مع عمل مسحة دورية من عنق الرحم كل فترة لمتابعة التغيرات التي قد تحدث في الخلايا.
أما في الدرجة الثانية والثالثة، فتجب إزالة الخلايا غير الطبيعية قبل أن تتحول إلى خلايا سرطانية، ويشمل التدخل العلاجي عدة خيارات:
- أولها عن طريق جهاز كهربائي.. يقوم بإزالة الأنسجة جراحيا، ويمكن بهذه الطريقة إزالة الخلايا أو الأنسجة من أجل الفحص فيما بعد، لكن بعض المرضى (1 إلى 2%) قد يصابون ببعض المضاعفات، كالنزيف أو ضيق عنق الرحم.
- الخيار الثاني هو خيار جراحي أيضاً.. يتم فيه إزالة جزء مخروطي الشكل من نسيج عنق الرحم الذي يضم الجزء المريض، وفي الماضي، كانت هذه الطريقة هي الفضلى لعلاج هذا الورم، ولكنها تستخدم في الوقت الحالي لعلاج الحالات الشديدة من المرض، خاصة أنها تتسبب في احتمالات أعلى من المضاعفات التي تشمل كذلك النزيف، وضيق عنق الرحم.
- أما الخيار الثالث فهو إزالة الرحم بالكامل.. حيث يتم اللجوء إليه في الحالات التي يستمر فيها وجود الورم بعد فشل الخيارات السابقة.
في أغلب هذه الحالات تنجح الخيارات في علاج الورم، لكنه قد يعود للظهور في حوالي 10%، حيث تزداد احتمالات عودة الورم خلال أول عامين بعد العلاج، كما قد يتطور الورم إلي ورم سرطاني في حالات نادرة، وهو ما يحدث ببطء شديد، لذا تُنصح المريضات بالمتابعة الدورية عن طريق مسحة عنق الرحم كل 6 أشهر لمدة عام أو عامين، وبعدها يمكن عمل هذه المسحة مرة واحدة كل عام.
اقــرأ أيضاً
* هل الوقاية ممكنة؟
هناك طريقتان للوقاية من هذا النوع من الأورام:
- الأولي هي التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري.. والذي يتوفر ضد السلالات الأكثر ارتباطا بهذا الورم، وينصح بتناول هذا التطعيم للفتيات والسيدات بين سن 9-26 عاما، وكذلك للأولاد والرجال في نفس المرحلة العمرية.
- الوسيلة الثانية للوقاية هي القيام بمسحة عنق الرحم بشكل دوري.. حيث يفضل أن يكون الفحص الأول لك عند عمر 21 عاما، وإذا كان الفحص سليماً، ينصح بتكراره كل 3 سنوات بين 21-29 عاماً، ثم كل خمس سنوات بين 30-65 عاماً، وكما ذكرنا، لا يمكن لهذا الفحص منع حدوث الورم، لكنه يساعد على اكتشافه والتعامل معه مبكراً.
* درجات أورام عنق الرحم "ما قبل السرطانية"
تصيب هذه الحالة عادة السيدات بين عمر 25-35 سنة، وتتكون الخلايا غير الطبيعية على السطح الداخلي لعنق الرحم، حيث تنقسم أنواع النمو الشاذ في عنق الرحم إلى ثلاث درجات:
- الدرجة الأولى.. وفيها تنمو الخلايا الشاذة لتشمل ثلث سمك الخلايا في الجدار الداخلي لعنق الرحم.
- الدرجة الثانية.. تنمو الخلايا لتشمل ما بين ثلث وثلثي سمك جدار الخلايا.
- الدرجة الثالثة.. الخلايا غير الطبيعية تشمل أكثر من ثلثي سمك الخلايا.
* ما هي أسباب الإصابة بهذا النوع من الأورام؟
عادة ما يحدث هذا النوع من الأورام للسيدات اللاتي سبقت إصابتهن بفيروس الورم الحليمي البشري، وهو الفيروس الذي يرتبط أيضا بالإصابة بسرطان عنق الرحم، وينتشر هذا الفيروس عن طريق العلاقات الجنسية، وهذا الفيروس يوجد منه أكثر من 100 سلالة، وأكثرها ارتباطاً بأمراض الجهاز التناسلي لدى النساء السلالة رقم 16، ورقم 18.
في أغلب الحالات يستطيع الجسم التعامل مع الفيروس والتخلص منه، لكن في حالات أخرى يتسبب الفيروس في حدوث المضاعفات، ولا يوجد سبب معروف يتسبب في إصابة بعض السيدات بخلل التنسج العنقي دون غيرهن، ولكن كما ذكرنا قد يرتبط حدوث هذه المضاعفات بالإصابة بسلالات معينة من الفيروس؛ كما أن هناك بعض العوامل الأخرى التي قد تتسبب في ضعف جهاز المناعة، والتي تشمل تناول الأدوية المثبطة للمناعة، وممارسة العلاقة الجنسية مع عدة أشخاص، أو ممارستها في عمر أقل من 18 عاما، وكذلك الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة البشري.
* هل توجد أعراض للإصابة بخلل التنسج العنقي؟
لسوء الحظ لا يوجد أعراض لهذا النوع من الأورام، حيث يمكن التعرف عليه فقط من خلال فحص مسحة من عنق الرحم، وهذا التحليل يستخدم لفحص التغيرات التي قد تحدث في خلايا عنق الرحم لدى السيدات قبل حدوث مشاكل فعلية؛ لذا من الضروري القيام بهذا الفحص حتى يتم التعامل مع أية مشاكل قبل تفاقمها.
إذا تبين وجود مشكلة في فحص مسحة عنق الرحم أو كانت نتيجة التحليل غير واضحة، فقد تحتاجين إلى عمل منظار مهبلي لفحص عنق الرحم والأنسجة المحيطة، وقد يتطلب الأمر أخذ عينة لفحصها تحت الميكروسكوب.
* كيف يتم علاج خلل التنسج العنقي؟
تعتمد خيارات العلاج على عدة عوامل، تشمل درجة الورم، وعمر المريضة، وحالتها الصحية العامة، بالإضافة إلي اختيار المريضة والطبيب الخاص بها، وقد تؤثر الإجراءات الخاصة بالعلاج علي قدرة المريضة علي الإنجاب مستقبلاً؛ لذا تجب مناقشة الخيارات المختلفة قبل القيام بأي تدخل.
عادة لا تتطلب حالات الدرجة الأولى من النمو الشاذ علاجاً، حيث تزول تلقائياً، ولكن يجب الحذر، فهذه الحالات قد تتحول إلي ورم سرطاني في 1% من الحالات، وقد يختار الطبيب أن يستخدم خيار العلاج التحفظي ولا يتدخل، ولكن مع عمل مسحة دورية من عنق الرحم كل فترة لمتابعة التغيرات التي قد تحدث في الخلايا.
أما في الدرجة الثانية والثالثة، فتجب إزالة الخلايا غير الطبيعية قبل أن تتحول إلى خلايا سرطانية، ويشمل التدخل العلاجي عدة خيارات:
- أولها عن طريق جهاز كهربائي.. يقوم بإزالة الأنسجة جراحيا، ويمكن بهذه الطريقة إزالة الخلايا أو الأنسجة من أجل الفحص فيما بعد، لكن بعض المرضى (1 إلى 2%) قد يصابون ببعض المضاعفات، كالنزيف أو ضيق عنق الرحم.
- الخيار الثاني هو خيار جراحي أيضاً.. يتم فيه إزالة جزء مخروطي الشكل من نسيج عنق الرحم الذي يضم الجزء المريض، وفي الماضي، كانت هذه الطريقة هي الفضلى لعلاج هذا الورم، ولكنها تستخدم في الوقت الحالي لعلاج الحالات الشديدة من المرض، خاصة أنها تتسبب في احتمالات أعلى من المضاعفات التي تشمل كذلك النزيف، وضيق عنق الرحم.
- أما الخيار الثالث فهو إزالة الرحم بالكامل.. حيث يتم اللجوء إليه في الحالات التي يستمر فيها وجود الورم بعد فشل الخيارات السابقة.
في أغلب هذه الحالات تنجح الخيارات في علاج الورم، لكنه قد يعود للظهور في حوالي 10%، حيث تزداد احتمالات عودة الورم خلال أول عامين بعد العلاج، كما قد يتطور الورم إلي ورم سرطاني في حالات نادرة، وهو ما يحدث ببطء شديد، لذا تُنصح المريضات بالمتابعة الدورية عن طريق مسحة عنق الرحم كل 6 أشهر لمدة عام أو عامين، وبعدها يمكن عمل هذه المسحة مرة واحدة كل عام.
* هل الوقاية ممكنة؟
هناك طريقتان للوقاية من هذا النوع من الأورام:
- الأولي هي التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري.. والذي يتوفر ضد السلالات الأكثر ارتباطا بهذا الورم، وينصح بتناول هذا التطعيم للفتيات والسيدات بين سن 9-26 عاما، وكذلك للأولاد والرجال في نفس المرحلة العمرية.
- الوسيلة الثانية للوقاية هي القيام بمسحة عنق الرحم بشكل دوري.. حيث يفضل أن يكون الفحص الأول لك عند عمر 21 عاما، وإذا كان الفحص سليماً، ينصح بتكراره كل 3 سنوات بين 21-29 عاماً، ثم كل خمس سنوات بين 30-65 عاماً، وكما ذكرنا، لا يمكن لهذا الفحص منع حدوث الورم، لكنه يساعد على اكتشافه والتعامل معه مبكراً.
المصادر:
Cervical Cancer
Cervical Intraepithelial Neoplasia (CIN)
Pap Test