رعشة الجماع هي ذروة المتعة الجنسية عند النساء مع التخفف من التوتر المصاحب للإثارة الجنسية، وتترافق الرعشة مع انقباضاتٍ لا إراديةٍ ومنتظمةٍ لعضلات قاع الحوض. وتختلف طريقة رعشة الجماع من امرأةٍ إلى أخرى، كما أنّها قد تختلف لدى المرأة الواحدة من رعشةٍ إلى أخرى، وتتغير رعشة الجماع تبعًا للعمر، أو المشكلات الطبية، أو الأدوية التي تتناولها المرأة.
ونظرا لهذا الاختلاف الكبير بين النساء، فالمحدد الأساسي هو مقدار رضا السيدة، فإذا كانت تشعر بالرضا تجاه ذروة الإثارة الجنسية أثناء الجماع، فلا داعي للقلق بشأن ذلك. لكن، إذا ما كان عدم بلوغ رعشة الجماع يسبب الإزعاج، أو إذا لم تبلغ شدة الرعشة الحدّ المقبول بالنسبة للسيدة، فعليك بالتحدث إلى الطبيبة فقد تكونين تعانين من عدم بلوغ رعشة الجماع.
* عدم بلوغ رعشة الجماع Anorgasmia
هو مصطلح طبي يطلق على الصعوبة المنتظمة في الوصول إلى النشوة الجنسية بعد التحفيز الجنسي الكافي، مما يسبب الضيق والكرب للمرأة أو شريكها. ويُعد انعدام النشوة أمرًا شائعًا يؤثر على عدد كبير من النساء.
واستنادًا إلى التعريف، فإن الأعراض الرئيسية لعدم بلوغ رعشة الجماع هي العجز عن الرعشة أو التأخر الكبير في بلوغها. ولكنْ ثمة أنواعٌ مختلفةٌ.
1- عدم بلوغ رعشة الجماع طوال الحياة، يعني ذلك أنّك لم تجربي رعشة الجماع من قبل.
2- عدم بلوغ رعشة الجماع المكتسب، وهذا يعني أنك اعتدتِ على بلوغ رعشة الجماع، ولكنك تعانين الآن من صعوبةٍ في الوصول إلى ذروة الإثارة الجنسية.
3- عدم البلوغ الظرفي لرعشة الجماع، ويعني ذلك القدرة على بلوغ رعشة الجماع في ظروفٍ محددةٍ فحسب، ولا تستطيع معظم النساء بلوغ رعشة الجماع من خلال اختراق المهبل وحده.
4- عدم البلوغ العام لرعشة الجماع، ويعني ذلك عدم القدرة على بلوغ رعشة الجماع في كل الظروف ومع أيّ زوج.
* أسباب عدم بلوغ رعشة الجماع
أولا: الأسباب الجسدية، مثل:
- الحالات المَرضية
العديد من الأمراض يمكن أن تؤثر في هذا الجزء من دورة الاستجابة الجنسية لدى الإنسان، ومن هذه الأمراض على سبيل المثال داء السكري والأمراض العصبية مثل تصلّب الأنسجة المتعدد.
- المشكلات النسائية
يمكن أن تتأثر رعشة الجماع بالعمليات الجراحية النسائية، مثل استئصال الرحم أو العمليات الجراحية للسرطان، إضافةً إلى ذلك، يترافق نقص رعشة الجماع مع مخاوف جنسيةٍ أخرى غالبًا، مثل الجماع غير المريح أو المؤلم.
- الأدوية
يمكن أن يؤثر الكثير من الأدوية التي تعطى بموجب وصفةٍ طبيةٍ والأدوية المتاحة بدون وصفةٍ طبية في رعشة الجماع، بما فيها أدوية ضغط الدم ومضادات الهيستامين ومضادات الاكتئاب، وخصوصًا مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIS).
- الكحول والتدخين
يمكن أن يقيّد شرب الكحول القدرة على بلوغ ذروة الإثارة الجنسية، وينطبق نفس الأمر على التدخين، والذي يمكن أن يحدّ من تدفق الدم للأعضاء الجنسية.
- تغيرات التقدم في العمر
عندما يتقدم بكِ العمر، يمكن أن تؤثر التغيرات الطبيعية في البنية التشريحية وفي الهرمونات وفي الجهاز العصبي وفي الجهاز الدوري على نشاطك الجنسي، وقد يحدّ التناقص التدريجي لمستويات الإستروجين أثناء التحول إلى انقطاع الطمث من تدفق الدّم إلى المهبل والبظر؛ ما قد يؤخّر رعشة الجماع أو يوقفها نهائيًا.
ثانيا: الأسباب النفسية
- مشكلات الصحة العقلية، مثل القلق أو الاكتئاب.
- العيوب في شكل الجسم.
- الضغط النفسي والضغوطات المالية.
- المعتقدات الثقافية والدينية.
- الخوف من الحمل أو العدوى المنقولة جنسيًا.
- الإحراج.
- الشعور بالذنب إزاء الاستمتاع بالتجارب الجنسية.
- التعرض للأذى الجنسي أو العاطفي في الماضي.
ثالثا: مشكلات العلاقات
- انخفاض التواصل مع زوجك.
- النزاعات أو الشجارات التي لم تحلّ.
- قلة الحديث بينك وبين زوجك عن الحاجات والتفضيلات الجنسية.
- الخيانة أو ضياع الثقة.
- العنف الأسري.
* استشيري طبيبتكِ..
بعد تناول التاريخ المرضي وأي عمليات جراحية خضعتِ لها من قبل وعلاقتك الحالية بزوجك، من المحتمل أن يجري الطبيب فحصًا جسديًا عامًا للبحث عن الأسباب الجسدية، مثل وجود حالةٍ طبيةٍ أخرى كامنة، كما قد يفحص منطقة الأعضاء التناسلية لديكِ لمعرفة ما إن كان غياب رعشة الجماع ناتجًا عن سببٍ جسديٍّ أو تشريحيٍّ واضح أم لا.
* هل يوجد علاج محدد لغياب رعشة الجماع؟
1- اكتشاف الجسم
يمكن أن يكون علاج عدم بلوغ رعشة الجماع صعباً. ويمكن أن يؤدي فهم البنية التشريحية الخاصة بجسدك والكيفية التي تودّين أن يلامسك زوجك بها إلى تحسين إشباعك الجنسي، وإذا كنت بحاجةٍ إلى معلومات بشأن بنيتك التشريحية التناسلية، فاطلبي من الطبيبة مخططًا تشريحياً لها، أو اجلبي مرآةً وانظري إلى نفسك فيها.
بعد ذلك استغرقي بعض الوقت في استكشاف جسدك، يمكن أن يساعدك التحفيز الذاتي أو وسائل أخرى للإثارة في استكشاف نوعية الملامسة الأفضل بالنسبة إليكِ، ومن ثمّ يمكنك مشاركة تلك المعلومات مع زوجك.
ويمكن أن تترتب عن تغيير الوضعيات الجنسية زيادةٌ في تحفيز البظر أثناء الإيلاج، كما قد تتيح بعض الوضعيات لك ولزوجك ملامسة البظر بلطفٍ أثناء الجماع، وقد يساعد استخدام أدواتٍ مساعدةٍ أثناء الجماع في تحفيز رعشة الجماع، كما قد تساعد التخيلات الذهنية أثناء الجنس في هذا السياق. وبالنسبة لبعض النساء، يمكن أن يحسّن استخدام أداةٍ تسمى محفز البظر من تدفق الدم ويزيد التحفيز، وهذه الأداة مناسبة للحمل في اليد وتعمل ببطارية، ومزودةٌ بكأسٍ يوضع فوق البظر.
2- العلاج السلوكي المعرفي
يسعى هذا النوع من العلاج إلى تغيير الأفكار السلبية التي قد تكون في ذهنك حول الجماع، وقد تقدّم إليكِ استشارات واستراتيجيات معينة تساعدك على بلوغ رعشة الجماع.
3- العلاج الجنسي
ويتضمن العلاج في أغلب الأحيان التثقيف الجنسي، والمساعدة في مهارات الاتصال، والتمرينات السلوكية التي تؤدينها مع زوجك في المنزل. على سبيل المثال، يمكن أن يُطلَب منك ومن زوجك أن تتدرّبا على تمرينات التركيز المدرك بالحواس، وهي مجموعةٌ محددةٌ من تمرينات لمس الجسد تهدف إلى تعليمكما كيفية لمس وإمتاع بعضكما من دون التركيز على رعشة الجماع، أو ربما يتم تعليمك أنت وزوجك كيفية دمج حالة تبلغين فيها رعشة الجماع ــ مثل تحفيز البظر ـ مع حالةٍ ترغبين خلالها ببلوغ رعشة الجماع، مثل اختراق المهبل، ومن خلال استخدام هذه الأساليب وغيرها، ربما تتعلمان أنت وزوجك النظر إلى رعشة الجماع باعتبارها جزءاً ممتعاً من الحميمية الجنسية، وليست الهدف الوحيد لكلّ تجربة في الجماع.
4- الأدوية والهرمونات
- العلاج بالإستروجين بالنسبة للنساء بعد انقطاع الطمث
يمكن أن يكون للعلاج بالإستروجين، على شكل أقراصٍ أو لصقاتٍ أو جل، أثرٌ إيجابيٌّ على وظيفة الدماغ والعوامل المزاجية التي تؤثر في الاستجابة الجنسية، يمكن أن يزيد العلاج الموضعي بالإستروجين ــ على هيئة كريم مهبلي أو تحميلة بطيئة الإطلاق أو غير ذلك من الوسائل المتاحة ــ تدفق الدم إلى المهبل ويساعد في تحسن الإثارة الجنسية، وفي بعض الحالات، يمكن أن تصف الطبيبة الجمع بين الإستروجين والبروجيسترون.
- العلاج بالتستوستيرون
يلعب التستوستيرون دوراً هاماً في الوظيفة الجنسية لدى الإناث، ولو كان بكمياتٍ قليلةٍ جداً، وبالنتيجة، يمكن أن يساعد التستوستيرون في زيادة الإثارة الجنسية، ولكن إعاضة التستوستيرون لدى النساء أمرٌ مثيرٌ للجدل ولا توافق عليه دائرة الغذاء والدواء لعلاج المشكلات الجنسية لدى النساء.
فضلاً عن أنه قد يسبب آثاراً جانبيةً سلبية، بما فيها حب الشباب وزيادة شعر الجسم إضافةً إلى الصلع وفق النمط الذكري، ويبدو أن التستوستيرون يكون أكثر فعاليةً لدى النساء اللواتي يعانين من انخفاضٍ في مستويات التستوستيرون نتيجةً للاستئصال الجراحي للمبايض، فإذا ما اخترتِ استخدام طريقة العلاج هذه، فسوف يراقب طبيبك عن كثبٍ الأعراض لديك للتحقق من أنّك لا تعانين من الآثار الجانبية خلال الخضوع لهذا العلاج.
* المصدر
Anorgasmia in women