فوائد الكركم للصحة
يُعتقد أن فوائد الكركم للصحة كثيرة, لكن يجب لفت الانتباه إلى أن منافع الكركم تأتي من مكونه الفعال (كركومين curcumin)، وأن هذا العنصر غير متوفر في المسحوق الطبيعي بكميات وافرة، ما يدعو لترجيح تناول خلاصة الكركم أو مكملات الكركم، للحصول على هذه المنافع بصورة مؤكدة، كما يفضل أن يتناول بعض الفلفل الأسود مع الكركم، لأنه يعزز امتصاصه ما يقارب من 2000 مرة.
1- الكركم قد يكون طارداً للسموم
من أهم فوائد الكركم للصحة أنه قد يكون طاردًا طبيعيًا للسموم بحسب الدراسات، لذلك يصفه علماء التغذية بأنه منقّ للدم، فهو يخلص الدم من السموم التي تنتج من عمليات الاستقلاب، ويساعد بذلك الكبد والكليتين في وظيفتيهما، وقد وجد العلماء الكوريون في بحث نشر في مجلة "الطب البديل"، أنه إذا أعطيت خلاصة الكركم للمصابين بقصور الكبد، هبطت إنزيمات الكبد المرتفعة لديهم بشكل ملحوظ بعد 12 أسبوعاً.
2- الكركم قد يقاوم الرشح
من فوائد الكركم للصحة أنه قد يقاوم الرشح، وذلك لخاصته كمضاد أكسدة قوي يحارب الجذور الحرة التي تتكون أثناء الرشح وتتلف الخلايا الصحيحة، وقد ثبت تأثير الكركم الحميد في التخلص من نوبات الرشح في عدد من الدراسات، مضافاً إلى الفلفل الأسود، والهيل، والفانيلا.
3- الكركم قد يساعد في معالجة الأمراض المزمنة
يعتبر عنصر الكركومين مضاداً قوياً للالتهاب، وقد لا يختلف في قوته عن العقاقير المضادة للالتهاب Anti-inflammatory، مما يعظّم فوائد الكركم للصحة، إذ إنه يفيد في معالجة كل الأمراض التي يلعب الالتهاب المزمن دوراً مهماً فيها، مثل اعتلال البطانة الشريانية المسؤول عن أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، ومرض ألزهايمر، وسائر الأمراض التنكسية الأخرى.
في إحدى الدراسات، ثبت أن إعطاء 4 غرامات من خلاصة الكركم لمرضى القلب خفَّض من احتمال إصابتهم بنوبة قلبية بنسبة 65%، ولكن ما يزال الأمر يحتاج لمزيد من الدراسة، ولا يجب أن تستخدم المكملات بدون إشراف طبي، ولا يجب أن تكون بديلًا عن العلاج الذي يصفه الطبيب.
4- الكركم قد يساعد على خسارة الوزن
من فوائد الكركم للصحة أنه قد يساعد على خسارة الوزن بشكل صحي وبدون مضاعفات في حال اتباع حمية سليمة، وذلك بتحسين مقاومة الإنسولين وتسريع عملية الاستقلاب (الأيض). وقد وجد باحثون من جامعة بوسطن في بحث نشر في مجلة "التغذية"، أن الفئران إذا أعطيت طعاماً غنياً بالشحوم، مضافاً إليه مكملات الكركم، كانت أوزانها بعد 12 أسبوعاً أقل من الفئران التي لم تضف مادة الكركومين لطعامها الدهني. ويرشح الأخصائيون خليطاً من الزنجبيل والكركم والثوم للحصول على أفضل النتائج بالنسبة لتخفيف الوزن، ولكن ما زالت هذه الدراسات على حيوانات التجارب، ولم يتم اختبار فعاليته على الإنسان.
5- الكركم قد يحسن النشاط الذهني
تبين في دراسة نشرت حديثاً في مجلة (العلوم الصيدلانية النفسية)، أن خواص الكركم في تخفيض ظاهرة الالتهاب وتحسين الدوران ومحاربة الأكسدة وتعزيز الاتصالات العصبية بالدماغ تدعم وظائف الدماغ من حيث قوة الذاكرة ورفع القدرة على التركيز، وتقي الإنسان من الوقوع فريسة الخرف. ولكن إثبات هذه الخواص يحتاج للمزيد من الدراسات، ولا يجب استخدام مكملات الكركم بدون استشارة الطبيب المعالج، كما لا يجب استخدامه بديلاً عن الدواء الموصوف من الطبيب.
6- الكركم قد يقي من السرطان
ثبت أن الكركم يخفض التوعية الدموية في النسج السرطانية، ويحد من نمو خلاياها، خاصة منها سرطانات الجهاز الهضمي (كسرطان القولون)، وفي إحدى الدراسات، استطاع الباحثون إنقاص عدد السليلات polyps القولونية (التي قد تتحول إلى سرطان) بنسبة 40%، وذلك بإعطاء المتبرعين 4 غرامات من خلاصة الكركم يومياً لمدة شهر. ولكن إثبات هذه الفوائد يحتاج للمزيد من الدراسات، ولا يجب استخدام مكملات الكركم بدون استشارة الطبيب المعالج، كما لا يجب استخدامه بديلاً عن الدواء الموصوف من الطبيب.
7- الكركم قد يفيد في معالجة المصابين بالتهاب المفاصل
بما أن الكركم مضاد قوي ضد الالتهاب inflammation، فقد يفيد في التهابات المفاصل التي يشكل الالتهاب فيها عنصراً مهماً، مثل التهاب المفاصل الرثياني rheumatoid arthritis. في إحدى الدراسات التي نشرت من بضع سنوات، تبيَّن أن خلاصة الكركم أقوى من الأدوية المضادة للالتهاب التي تعطى عادة في هذه الحالات، ولكنها ما زالت دراسة واحدة، وإثبات الفائدة يحتاج للمزيد من الدراسات، ولا يجب استخدام مكملات الكركم بدون استشارة الطبيب المعالج، كما لا يجب استخدامه بديلاً عن الدواء الموصوف من الطبيب.
8- الكركم قد يصلح كعلاج فعال ضد الاكتئاب
في دراسة نشرت من سنتين، أُعطي فريق من المصابين بالاكتئاب علاج البروزاك Prozac التقليدي، وأعطي فريق ثان الكركومين، وتبين أن الكركومين هو علاج له فاعلية مماثلة للبروزاك في حالات الاكتئاب، ويُعتقد أن السبب يعود إلى أن الكركم يعزز عامل الاتصال العصبي BNDF في الدماغ الذي يكون منخفضاً في حالات الاكتئاب، كما أنه يدعم "هرمونات السعادة" السيروتونين والدوبامين، ولكنها ما زالت دراسة واحدة، وإثبات الفائدة يحتاج للمزيد من الدراسات، ولا يجب استخدام مكملات الكركم بدون استشارة الطبيب المعالج، كما لا يجب استخدامه بديلاً عن الدواء الموصوف من الطبيب.
9- الكركم قد يكون مفيداً للبشرة
يعتقد اختصاصيو التغذية أن الكركم يدعم الجهاز المناعي، وهذه الخاصية، بالإضافة إلى كونه مضاداً قوياً للالتهاب ومضادًا للتأكسد، تجعله مفيداً في وقاية الجلد من التجاعيد، كما أنه غني بمعدن المنغنيز الضروري لإنتاج ألياف الكولاجين، ولذلك أصبح يدخل في تركيب المرطبات الجلدية الحديثة، ومن الكريمات المستخدمة اليوم بكثرة لإعطاء بريق للوجه، خليط من العسل والكركم. كما أن خواصه الجلدية المذهلة شجعت على استخدامه كعلاج موضعي لكثير من المشكلات، مثل الصدفية والإكزيما وندوب حب الشباب.
-
علاج للصدفية: الكركم قبل النوم
إذا كنت تعاني من الصدفية، فقد يفيدك أن تجرب الوصفة الموضعية الآتية:
اصنع عجينة مكونة من مقدار من الكركم إلى مقدارين من الماء، واخلط المكونات جيداً حتى تتكون عجينة متجانسة، ثم ضع العجينة على الأماكن المصابة، ولفها بقطعة شاش نظيفة طوال الليل، وفي الصباح اغسل المكان بالماء. يراعى عدم استخدام أي وصفة إلا بعد التشاور مع طبيبك المعالج، كما لا ينصح باستخدام بدائل الكركم بديلاً عن الأدوية الموصوفة من الطبيب.
الجمع بين الكركم والزنجبيل
للكركم والزنجبيل فوائد صحية متعددة، ولكن ماذا عن الجمع بينهما؟ هل الجمع بينهما يعظّم الفائدة الصحية المتوقعة؟ بشكل عام؛ فإن الدراسات الموجودة عن الآثار الصحية الإيجابية والسلبية للجمع بين الكركم والزنجبيل ما زالت محدودة. بيَّنت الدراسات المحدودة أنه يمكن الجمع بين الزنجبيل والكركم لكونهما يعملان كمضادات للالتهاب، كما يمكن استخدامهما سوياً لتلطيف الآلام المزمنة، وتقوية الجهاز المناعي، كما يمكن استخدام الزنجبيل لعلاج الغثيان، ولكن ما زلنا نحتاج لدراسات لتحديد تأثير الكركم على الغثيان.
هذه هي بعض الفوائد التي يمكن أن تتحقق عند الجمع بين الزنجبيل والكركم، ولكن الأمر لا يخلو من بعض الآثار الجانبية السلبية، والتي في الأغلب لن تظهر عند التناول المعتدل للزنجبيل والكركم معاً. ومن الآثار الجانبية للزنجبيل أنه يضاد تجلط الدم؛ مما يتطلب الحذر الشديد عند استعماله مع مرققات الدم (أدوية سيولة الدم). ولأنه أيضًا يخفض سكر الدم؛ فجيب على مرضى السكري الذين يتناولون العلاجات الدوائية لخفض سكر الدم الحرص عند تناوله، ولا ينصح بتناول أي مكملات غذائية إلا تحت إشراف الطبيب المعالج.
ومن المفيد أن نذكر أن المادة الفعالة في الكركم (وهي الكركومين) تتواجد فقط بنسبة 3% في بودرة الكركم، والحصول على الجرعة العلاجية من البودرة يتطلب كميات كبيرة جداً، وقد يكون تناول مكملات الكركومين أفضل.
وفي الجرعات العالية يمكن أن يؤدي الكركم لبعض الأعراض الجانبية مثل الطفح الجلدي، والصداع، والإسهال.
وما زال ينقصنا الكثير من الدراسات للتعرف على التفاعلات بين الزنجبيل والكركم، وفي كل الأحوال لا تتناول أي مكملات إلا بعد استشارة الطبيب المعالج، ولا تستخدم مكملات الكركم كبديل عن الأدوية التي يصفها الطبيب.