وفقاً للكلية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي، فإن أكثر من 60 مليون أميركي يعانون من الارتداد الحمضي مرة واحدة على الأقل شهرياً، وقد يلجأ الكثير من الناس لمعالجة الارتداد الحمضي بصودا الخبز، فهل هذا العلاج مفيد؟ وما هي آثاره الجانبية؟ وهل من بدائل للعلاج بصودا الخبز؟ كل هذه التساؤلات وغيرها سنحاول الإجابة عنها في هذا المقال.
* أعراض الارتداد الحمضي
تشمل أعراض الارتداد الحمضي:
- ألماً في الصدر أو المعدة العليا.
- صعوبة أو بلعاً مؤلماً.
- طعماً سيئاً في الفم.
- مشاكل في التنفس.
- رائحة الفم الكريهة.
- استفراغاً وغثياناً.
- أسناناً حساسة.
- سعالاً مزعجاً.
وإذا بقيت الأعراض ثابتة وازدادت سوءاً، فقد تكون قد تطورت إلى داء الارتداد المعدي المريئي (GERD)، وهذا يعني أن الارتداد الحمضي يحدث مرتين في الأسبوع على الأقل، ويتداخل مع حياتك اليومية، وقد يتسبب في تلف المريء.
إذا تم تشخيص حالتك بداء الارتداد المعدي المريئي، فاتبع تعليمات طبيبك لإدارة الأعراض. وإذا كنت تشك في أن يكون لديك داء الارتداد المعدي المريئي، راجع طبيبك لتجنب المضاعفات طويلة الأجل.
تبيع العديد من الصيدليات والمتاجر أدوية الارتداد الحمضي، أو مثبطات مضخة البروتون، كأدوية بدون وصفة طبية، ولكن يوجد علاج واحد غير مكلف قد يكون لديك بالفعل في المنزل هو: صودا الخبز.
صودا الخبز هي طريقة شائعة لعلاج أعراض مشاكل الجهاز الهضمي مثل حرقة المعدة، وعسر الهضم الحمضي، واضطراب المعدة.
* فوائد صودا الخبز
صودا الخبز - أو بيكربونات الصوديوم - عبارة عن ملح يتكون من أيونات الصوديوم وأيونات الكربونات، وعادة ما يظهر بلون بلوري أبيض أو مسحوق ناعم.
يستخدم الناس بشكل أساسي صودا الخبز كعامل صاعد، وعلى سبيل المثال في صناعة الكعك، كما أنه يدخل في منتجات صحة الأسنان وعامل تنظيف طبيعي.
وفي الأغراض الطبية، يمكن لبيكربونات الصوديوم أن تجعل البول أكثر قلوية، وعلى سبيل المثال، إذا كان الشخص مصاباً بالتهاب المسالك البولية، ويجب أن يشرف الطبيب على استخدامه، لأنه قد يكون له آثار ضارة.
* لماذا صودا الخبز مفيدة؟
يكمن مفتاح قدرة صودا الخبز في معالجة الارتداد الحمضي في احتوائها على عنصر بيكربونات الصوديوم، وفي الواقع، ينتج البنكرياس بشكل طبيعي بيكربونات الصوديوم لحماية الأمعاء.
وباعتباره مضاداً للحموضة القابلة للامتصاص، فإن بيكربونات الصوديوم تحيد حمض المعدة بسرعة وتخفف مؤقتاً من أعراض الارتداد الحمضي.
لكن يجب الحذر؛ إذ يمكن أن يسبب النقص المفاجئ في حموضة المعدة انتعاش الحمض، وقد تعود أعراض الارتداد الحمضي لأسوأ من ذي قبل؛ أي أن الإغاثة قد تكون مؤقتة فقط.
يُعتقد أن صودا الخبز تحاكي تأثيرات إنتاج بيكربونات الصوديوم الطبيعي في الجسم، وتحتوي مضادات الحموضة غير الفعالة مثل ألكا-سلتزر Alka-Seltzer على بيكربونات الصوديوم، وهو العنصر النشط في صودا الخبز.
* منتجات صودا الخبز
نوع صودا الخبز نفسه الذي تستخدمه في الخبز أو لامتصاص الروائح من الثلاجة يمكنه أن يحيّد حمض المعدة، وهو أيضاً أرخص مقارنةً بالأدوية التي تكون بدون وصفة طبية، ويمكنك شراء صودا الخبز بأشكال أخرى، بما في ذلك:
- كبسولات.
- حبوب.
- حبيبات.
- محاليل.
في حين أن ألكا-سلتزر هو دواء يؤخذ بدون وصفة طبية الأكثر شيوعاً، والذي يحتوي على بيكربونات الصوديوم، ويتوفر بيكربونات الصوديوم أيضاً في بعض الأدوية باستخدام أوميبرازول، وهو نوع من مثبط مضخة البروتون (PPI)، والذي يطلق عليه زيغريد Zegerid، وفي هذه الحالة، يتم استخدام بيكربونات الصوديوم لمساعدة الأوميبرازول ليكون أكثر فعالية، بدلاً من التخفيف الفوري من أعراض الارتداد الحمضي.
* كيفية استخدام صودا الخبز؟
اسأل طبيبك دائماً عن الإرشادات إذا كنت غير متأكد من الجرعة؛ إذ يعتمد مقدار صودا الخبز الموصى بها على العمر، وهو يهدف إلى توفير راحة قصيرة الأجل، وليس علاجاً طويل المدى لأعراض المعدة الحمضية.
نورد في الجدول الآتي الجرعات الموصى بها من مسحوق بيكربونات الصوديوم:
العمر | الجرعة (ملعقة صغيرة) |
الأطفال | يجب أن يحددها الطبيب |
الكبار والمراهقين | نصف ملعقة صغيرة، تذوب في كوب من الماء قدره 113.4 غرام، ويمكن أن يتكرر تناولها خلال ساعتين. |
لكن تجنب:
- تناول أكثر من 3 ملاعق ونصف صغيرة (سبع جرعات، كل جرعة نصف ملعقة شاي) من صودا الخبز في اليوم.
- تناول أكثر من ملعقة ونصف صغيرة (ثلاث جرعات، كل جرعة نصف ملعقة شاي) من صودا الخبز في اليوم إذا كان عمرك أكثر من 60 عاماً.
- استخدام صودا الخبز إذا كان قد تم تشخيص حالتك بداء الارتداد المعدي المريئي.
- أخذ الجرعة القصوى لأكثر من أسبوعين.
- تناول الجرعة عندما تكون ممتلئاً بشكل مفرط، لتجنب تمزق المعدة.
- شرب محلول صودا الخبز بسرعة كبيرة، لأنه يمكن أن يؤدي لزيادة الإسهال والغازات.
وتذكر
- أن تناول الكثير من صودا الخبز يمكن أن يسبب انتعاش الحمض (زيادة إنتاج الحمض)، ويزيد من أعراضك، لذلك عليك التأكد من إذابة صودا الخبز بالكامل في 113.4 غرام على الأقل من الماء، ثم رشفها ببطء.
- استشر الطبيب فوراً إذا كنت تعاني من آلام شديدة في المعدة بعد تناول الجرعة، أما بالنسبة للأشخاص الذين لا يحبون طعم صودا الخبز، فهناك أقراص بدون وصفة طبية وأخرى بوصفات طبية، ومعظم هذه الأقراص تذوب بسهولة في الماء، واتبع الإرشادات الموجودة في مربع الجرعة الموصى بها.
- لقد صُنعت صودا الخبز لتُستخدم في التخفيف الفوري لحرقة المعدة وعسر الهضم، ولكن ليس للاستخدام المنتظم أو لعلاج داء الارتداد المعدي المريئي، وراجع طبيبك إذا كان الارتداد الحمضي يدوم لأكثر من أسبوعين، وقد يوصي طبيبك باستخدام أدوية أخرى مثل حاصرات H2 أو PPIs لتقليل إنتاج حمض المعدة.
* ما هي الآثار الجانبية المحتملة؟
بينما توفر صودا الخبز راحة سريعة، إلا أن هذه الطريقة ليست مناسبة للجميع، والسبب الأكثر شيوعاً للتسمم بصودا الخبز هو الاستخدام المفرط، لذلك يجب تجنب استخدامها إذا كنت تتبع نظاماً غذائياً منخفض الصوديوم؛ إذ تحتوي نصف ملعقة صغيرة من صودا الخبز على ثلث كمية الصوديوم الموصى بها لهذا اليوم.
اسأل طبيبك إذا كان صودا الخبز علاجاً بديلاً جيداً لك، وسيكون بمقدوره إخبارك ما إذا كانت صودا الخبز ستتفاعل مع أدويتك، أو تزيد من مستويات الصوديوم لديك.
الآثار الجانبية قد تشمل:
- آلاماً في المعدة.
- النفخة والغازات.
- غثيان.
- إسهال.
- زيادة العطش.
وإذا استمرت أي من هذه الأعراض أو كانت شديدة، اتصل بالطبيب فوراً.
يمكن للإفراط في استخدام صودا الخبز على المدى الطويل أن يزيد من خطر حدوث:
- فرط صوديوم الدم، أو ارتفاع مستويات الصوديوم.
- ضعف العضلات وظهور تشنجات.
- زيادة إنتاج حمض المعدة.
- نقص بوتاسيوم الدم.
- تفاقم قصور القلب.
- تفاقم مرض الكلى.
- نقص كلوريد الدم.
الأشخاص الذين يتناولون كميات زائدة من الكحول يكونون عرضة أكثر لخطر المضاعفات الخطيرة، إذ يمكن للصوديوم في صودا الخبز زيادة الجفاف ومفاقمة أعراض أخرى.
راجع طبيبك على الفور إذا كنت تعاني من الأعراض الآتية:
- فقدان الشهية و / أو فقدان الوزن غير المبرر.
- براز دموي أو يشبه القطران.
- تورم في الأطراف والقدمين.
- قيء الذي يشبه القهوة.
- صعوبات في التنفس.
- دم في البول.
- كثرة التبول.
يجب على النساء الحوامل والأطفال دون سن 6 سنوات تجنب صودا الخبز كعلاج للارتداد الحمضي.
* إدارة الارتداد الحمضي
لقد أظهرت التغييرات الآتية في نمط الحياة أنها فعالة لتجنب أعراض داء الارتداد المعدي المريئي:
- تجنب الوجبات التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات من الاستلقاء.
- العمل على تخفيف الوزن، إذا كنت تعاني من زيادة الوزن.
- النوم بزاوية، وذلك برفع رأسك من 16 إلى 20 سنتيمتر.
تجنب تناول بعض الأطعمة هو توصية شائعة، لكن التغييرات الغذائية لا تقلل من أعراض الارتداد الحمضي، إذ لم تجد مراجعة شاملة لأكثر من ألفي دراسة أي دليل على أن تغيير الغذاء يمكن أن يصلح كعلاج.
في الواقع، قامت الكلية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي بتحديث إرشاداتها لعام 2013 بعدم التوصية بإلغاء الطعام، ولم تعد المبادئ التوجيهية المحدّثة توصي بالتخلص من الأطعمة الآتية:
- منتجات الطماطم.
- الطعام الحار.
- الحمضيات.
- الشوكولاتة.
- النعناع.
ولكن بعض الأطعمة، مثل الشوكولاتة والمشروبات الغازية، قد تقلل من الضغط على صمام التحكم الخاص بك، مما يسمح بارتداد الطعام وحمض المعدة.
* صودا الخبز والحالة الطبية للشخص
يجب على الأشخاص الذين يعانون من الحالات الطبية الآتية تجنب تناول صودا الخبز، إلا إذا نصحهم الطبيب بذلك:
- تسمم الحمل، وهي حالة تحدث أثناء الحمل وتتميز بارتفاع ضغط الدم، وظهور وذمة، وطرح البروتينات الزائدة في البول.
- صودا الخبز ليست مناسبة لعلاج الارتداد الحمضي أثناء الحمل إلا إذا أوصى الطبيب بذلك.
- عندما يكون الرقم الهيدروجيني في الجسم أعلى، أو أكثر قلوية، عن المعدل الطبيعي.
- عند وجود وذمة، وهي تورم ناتج عن السوائل الزائدة في أنسجة الجسم.
- عند وجود التهاب في الزائدة الدودية.
- عند وجود ضغط دم مرتفع.
- عند وجود مرض في القلب.
- عند وجود مرض في الكلية.
- عند وجود مرض في الكبد.
* تفاعلات بيكربونات الصوديوم
يمكن أن تتداخل صودا الخبز مع طريقة امتصاص الجسم لبعض الأدوية، لذلك يجب عدم تناولها في غضون ساعتين من الأدوية الأخرى؛ فهي تقلل من مستويات حمض المعدة، مما يعني أنها يمكن أن تتداخل مع قدرة الجسم على تحطيم وامتصاص الأدوية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتفاعل صودا الخبز مع الأنواع الآتية من الأدوية:
- الأمفيتامينات، بما في ذلك ديكسترو أمفيتامين والميثامفيتامين.
- الكيتوكونازول.
- بنزفيتامين.
- الديجوكسين.
- إلفيتغرافير.
- جيفيتينيب.
- ليديباسفير.
- ميمانتين.
- بازوبانيب.
هذه القائمة ليست شاملة، ويمكن أن يتفاعل بيكربونات الصوديوم مع الأدوية الأخرى، لذلك يجب على الأشخاص دائماً إخبار الطبيب بالأدوية التي يتناولونها، سواء كانت بوصفة طبية أو بدون وصفة طبية أو المكملات الغذائية أو العلاجات البديلة عند مناقشة استخدام صودا الخبز كمضاد للحموضة.
* هل توجد علاجات أخرى للارتداد الحمضي؟
هناك العديد من العلاجات المختلفة، بما في ذلك تغييرات نمط الحياة، والأدوية التي تصرف بدون وصفة طبية، والتدخلات الجراحية.
يمكن للأشخاص تقليل الارتداد الحمضي بشكل طبيعي عن طريق تنفيذ بعض أو كل التغييرات الآتية:
1- الحفاظ على وزن صحي
إن البقاء ضمن نطاق وزن صحي يمكن أن يقلل بعض الضغط على المعدة.
2- تجنب بعض الأطعمة والمشروبات
تختلف هذه الأطعمة التي تؤدي إلى ارتداد حمضي بين الأفراد، لكنها تشمل الكحول والشوكولاتة والثوم والبصل والكافيين والأطعمة المقلية والأطعمة الغنية بالدهون، وتجنب الأطعمة طريقة بسيطة لتقليل حرقة المعدة.
3- تجنب الإفراط في الأكل أو الأكل بسرعة كبيرة
تناول وجبات كبيرة يجعل من الصعب إغلاق العضلة العاصرة للمريء بشكل صحيح؛ إذ تعمل هذه العضلة كصمام يفصل المريء عن المعدة، ويوقف الحمض عن الارتفاع، ويمكن أن يسهم الأكل بسرعة كبيرة أيضاً في ظهور حرقة المعدة.
4- الجلوس بشكل مستقيم
تشمل عادات الأكل الأخرى التي يمكن أن تقلل من الإصابة بالحرقة، الجلوس مباشرة لتناول الطعام والانتظار لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل بعد تناول الطعام قبل الاستلقاء.
5- ارتداء الملابس الفضفاضة.. الملابس الضيقة تشكل ضغطاً على المعدة.
6- الإقلاع عن التدخين.. هناك صلة واضحة بين التدخين وداء الارتداد المعدي المريئي.
7- رفع رأس السرير
قد يستفيد الأشخاص الذين يعانون من ارتداد الأحماض في الليل من رفع رأس السرير باستخدام كتل أو أسافين خشبية.
* خلاصة القول
تعد صودا الخبز علاجاً جيداً للراحة الفورية المؤقتة من الارتداد الحمضي العرضي، والجرعة الموصى بها للبالغين الأصحاء هي نصف ملعقة صغيرة مذابة في كوب من الماء 113.4 غراماً، ومن الأفضل تناول هذا المشروب ببطء لتجنب الآثار الجانبية مثل الغازات والإسهال، ويمكنك تكراره كل ساعتين.
وفي حال وجود مرض معين لدى الشخص فعليه استشارة الطبيب قبل تناول أي جرعة من صودا الخبز.