بدأ تعبير (الفيتوكميكال) يتردد بشكل كبير في السنوات الأخيرة في الكتب والمجلاّت التي تُعنى بالتغذية، ولابد أن نأخذ فكرة عامّة عن هذه المواد التي تلعب دوراً هامّاً جداً في التغذية. وبالرغم من كون الأسماء التي تندرج تحت هذه المجموعة الغذائية غريبةً، فلعل من الأفضل إبقاؤها كما هي واستخدامها بلفظها الأجنبي، وذلك لصعوبة ترجمتها، ولأن التجارب السابقة تشير إلى صواب هذه الطريقة، فالكثير من المصطلحات العلمية وغير العلمية دخلت اللغة العربية واستخدمت فيها بشكل عادي، ثم اعتادت عليها الأذن العربية دون عناء مثل كلمة (الفيتامينات) و(الهورمونات) على سبيل المثال.
اقــرأ أيضاً
* ما هي الفيتوكميكال Phytochemicals؟
* ما هي الفيتوكميكال Phytochemicals؟
المعنى الحرفي لها هو (الكيماويات النباتية)، فكلمة Phyto تعني النبات، وكلمة Chemicals تعني المركّبات الكيماوية، وهي موادّ تلعب دوراً رئيساً في صفات النبات المدركة بالحواس (كالطعم واللون والرائحة والملمس) أي ما يسمّى Organoleptic Properties.
وهي ليست بالأملاح المعدنية ولا بالعناصر الزهيدة ولا بالفيتامينات (وإن كان لبعضها علاقة وثيقة بالفيتامينات مثل الكاروتينويد ذي الصلة المعروفة بالفيتامين A)، ولكنها مجموعة قائمة بذاتها، تحويها النباتات وذات دور في صحّة الإنسان، مع أنّ هذا الدّور لا يعتبر جوهرياً Essential، أو مؤكّداً حتى الآن، ولكنّها موادّ واعدة فعلاً.
* الفيمتوكيميكال.. آمال معقودة
وهناك دراسات كثيرة بشأن هذه المواد، لأن العلماء يعلّقون عليها آمالاً كبيرة وخصوصاً في مجالين:
1- الوقاية من السرطان.
2- الوقاية من الأمراض القلبية الوعائية.
ونلاحظ أن لكل منها نشاطاً حيوياً مختلفاً، وإن كان القاسم المشترك بين معظمها هو نشاطها المضادّ للأكسدة.
* أهم أمثلة للفيتوكميكال
الفيتوكيمكال كثيرة جداً (قد يصل عددها إلى 3500) ويتّسع الحديث عنها بشكل كبير، لذلك فإن الأمر يقتضي الاختصار بالضرورة. وقد اخترنا أن نتناول في هذا الموضوع ثلاثة من الفيتوكميكال لنتحدّث بشكل مركز عن دورها الغذائي وأهمّيتها:
1 ــ الكاروتينويد Carotenoids
هي مجموعة كبيرة من المواد الصباغية الموجودة بشكل طبيعي، والتي تصنعها النباتات، وهي مصدر اللون الأصفر أو البرتقالي أو الأحمر للكثير من النباتات، ولها أكثر من 600 نوع، نذكر منها: ألفا كاروتين، وبيتا كاروتين (وهي طلائع للفيتامين A)، وهنالك أنواع أخرى مثل Lutein وLycopene وZeaxanthin.. وهي موجودة في الجزر والطماطم والسبانخ وغيرها.
دورها في الوقاية:
إن تناول "الألفا كاروتين" و"Lycopene" له دور في الحماية من سرطان الرئة، كما أن الأغذية الغنية بالـ Lycopene تحمي من سرطان البروستاتا. وتحمي مجموعة "البيتا كاروتين" من اعتلال الأوعية القلبية المؤدّي لنقص التروية والاحتشاء. ويعتقد أن الــ "Lutein" والــ"Zeaxanthin" يحميان من ضمور نقطة اتصال العصب البصري بالشبكية (تنكّس اللطخة الصفراء Macular degeneration) في الشبكية، الناجم عن تقدّم العمر، ويقللان من حدوث السادّ (المياه البيضاء أو زيادة كثافة عدسة العين).
ووجدت الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون الخضروات الغنية بهذين النوعين من "الكاروتينويد"، مثل السبانخ، هم أقل عرضة لهذه الأمراض.
اقــرأ أيضاً
2 ــ الكلوروفيل Chlorophyll
هو الصباغ الذي يعطي النباتات والطحالب لونها الأخضر، وتستعمل النباتات هذه المادّة من أجل التقاط الضوء لاستخدامه في التركيب الضوئي "Photosynthesis"، وهو موجود في النباتات الورقية كالسبانخ والبقدونس والكرّاث وغيرها.
دوره في الوقاية:
يقوم بتغيير مادّة تدعى "AFB1" وهذه المادّة تؤدّي إلى سرطان الكبد (بالذات سرطان الخلية الكبدية hepatocellular carcinoma)، وخصوصاً عندما يصاب الشخص الذي يتناولها بإلتهاب الكبد B، وهي موجودة في الحبوب والبقول المتعفّنة كالذرة والفول السوداني والصويا المخزونة ضمن ظروف رطبة، كما في بعض البلدان الأفريقية؛ وبالتالي فإن لهذا الصباغ دوراً هامّاً في الوقاية من هذا النوع من السرطانات، كما أنّه يسرّع في شفاء الجروح.
3 ــ الكركمين Curcumin
وهو صباغ أصفر اللون موجود في أحد التوابل المسمّى (الكركم) Tumeric وهو من النباتات التي تنتمي لعائلة الزنجبيل، والقسم الحاوي على الكركمين هو الجذامير Rhizomes، التي هي عبارة عن سيقان أرضية تنتشر تحت الأرض بشكل أفقي وترسل الجذور في التربة.
دوره في الوقاية والعلاج:
أثبتت الدراسات قدرته على الوقاية من سرطان المعدة والكبد والقولون في حيوانات التجربة، وهناك محاولات لإجراء الدراسات لإثبات ذلك في الإنسان. كما أن هناك أبحاثاً لإثبات قدرته على معالجة السرطانات الهضمية. وقد تم استخدامه في معالجة التهاب المفاصل الرثواني idiopathic artheritis، فكانت له تأثيرات مفيدة في التخفيف من التيبس الصباحي، وهناك محاولات لاستخدامه في معالجة داء ألزهايمر.
* غيض من فيض
كما ذكرنا فهذه ثلاثة أمثلة بسيطة لإعطاء فكرة سريعة عن هذه المواد الغذائية الهامّة، علماً بأن هنالك أنواعاً كثيرة جدّاً تجدر معرفتها والقراءة عنها بشكل موسّع، مثل:
- مركبات الفلافونويد Flavonoids الموجودة في الشاي الأخضر وأنواع التوت، وهي تقي من السرطانات وأمراض القلب.
- وكذلك الأيزوثيوسيانات الموجودة في الملفوف والقنبيط، والتي تحمي من السرطانات أيضاً. - وهنالك الليغنان والفيتوسترول وغيرها.
وإن الشيء الرئيسي الذي يجب أن يكون واضحاً، هو أن هناك الكثير من الآمال المعلّقة على هذه المواد، ولكن، نتيجة لكون اكتشافها حديث نسبياً، فإن خصائصها لا تزال قيد الدرس، وبالتالي فالأمر يحتاج لسنوات قبل أن نحصل على معرفة مؤكّدة بشأنها. ولعلّ هذا المقال السريع يشكّل حافزاً لتعلّم المزيد عن هذه المواد الغذائية الفريدة فعلاً.
وهي ليست بالأملاح المعدنية ولا بالعناصر الزهيدة ولا بالفيتامينات (وإن كان لبعضها علاقة وثيقة بالفيتامينات مثل الكاروتينويد ذي الصلة المعروفة بالفيتامين A)، ولكنها مجموعة قائمة بذاتها، تحويها النباتات وذات دور في صحّة الإنسان، مع أنّ هذا الدّور لا يعتبر جوهرياً Essential، أو مؤكّداً حتى الآن، ولكنّها موادّ واعدة فعلاً.
* الفيمتوكيميكال.. آمال معقودة
وهناك دراسات كثيرة بشأن هذه المواد، لأن العلماء يعلّقون عليها آمالاً كبيرة وخصوصاً في مجالين:
1- الوقاية من السرطان.
2- الوقاية من الأمراض القلبية الوعائية.
ونلاحظ أن لكل منها نشاطاً حيوياً مختلفاً، وإن كان القاسم المشترك بين معظمها هو نشاطها المضادّ للأكسدة.
* أهم أمثلة للفيتوكميكال
الفيتوكيمكال كثيرة جداً (قد يصل عددها إلى 3500) ويتّسع الحديث عنها بشكل كبير، لذلك فإن الأمر يقتضي الاختصار بالضرورة. وقد اخترنا أن نتناول في هذا الموضوع ثلاثة من الفيتوكميكال لنتحدّث بشكل مركز عن دورها الغذائي وأهمّيتها:
1 ــ الكاروتينويد Carotenoids
هي مجموعة كبيرة من المواد الصباغية الموجودة بشكل طبيعي، والتي تصنعها النباتات، وهي مصدر اللون الأصفر أو البرتقالي أو الأحمر للكثير من النباتات، ولها أكثر من 600 نوع، نذكر منها: ألفا كاروتين، وبيتا كاروتين (وهي طلائع للفيتامين A)، وهنالك أنواع أخرى مثل Lutein وLycopene وZeaxanthin.. وهي موجودة في الجزر والطماطم والسبانخ وغيرها.
دورها في الوقاية:
إن تناول "الألفا كاروتين" و"Lycopene" له دور في الحماية من سرطان الرئة، كما أن الأغذية الغنية بالـ Lycopene تحمي من سرطان البروستاتا. وتحمي مجموعة "البيتا كاروتين" من اعتلال الأوعية القلبية المؤدّي لنقص التروية والاحتشاء. ويعتقد أن الــ "Lutein" والــ"Zeaxanthin" يحميان من ضمور نقطة اتصال العصب البصري بالشبكية (تنكّس اللطخة الصفراء Macular degeneration) في الشبكية، الناجم عن تقدّم العمر، ويقللان من حدوث السادّ (المياه البيضاء أو زيادة كثافة عدسة العين).
ووجدت الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون الخضروات الغنية بهذين النوعين من "الكاروتينويد"، مثل السبانخ، هم أقل عرضة لهذه الأمراض.
2 ــ الكلوروفيل Chlorophyll
هو الصباغ الذي يعطي النباتات والطحالب لونها الأخضر، وتستعمل النباتات هذه المادّة من أجل التقاط الضوء لاستخدامه في التركيب الضوئي "Photosynthesis"، وهو موجود في النباتات الورقية كالسبانخ والبقدونس والكرّاث وغيرها.
دوره في الوقاية:
يقوم بتغيير مادّة تدعى "AFB1" وهذه المادّة تؤدّي إلى سرطان الكبد (بالذات سرطان الخلية الكبدية hepatocellular carcinoma)، وخصوصاً عندما يصاب الشخص الذي يتناولها بإلتهاب الكبد B، وهي موجودة في الحبوب والبقول المتعفّنة كالذرة والفول السوداني والصويا المخزونة ضمن ظروف رطبة، كما في بعض البلدان الأفريقية؛ وبالتالي فإن لهذا الصباغ دوراً هامّاً في الوقاية من هذا النوع من السرطانات، كما أنّه يسرّع في شفاء الجروح.
3 ــ الكركمين Curcumin
وهو صباغ أصفر اللون موجود في أحد التوابل المسمّى (الكركم) Tumeric وهو من النباتات التي تنتمي لعائلة الزنجبيل، والقسم الحاوي على الكركمين هو الجذامير Rhizomes، التي هي عبارة عن سيقان أرضية تنتشر تحت الأرض بشكل أفقي وترسل الجذور في التربة.
دوره في الوقاية والعلاج:
أثبتت الدراسات قدرته على الوقاية من سرطان المعدة والكبد والقولون في حيوانات التجربة، وهناك محاولات لإجراء الدراسات لإثبات ذلك في الإنسان. كما أن هناك أبحاثاً لإثبات قدرته على معالجة السرطانات الهضمية. وقد تم استخدامه في معالجة التهاب المفاصل الرثواني idiopathic artheritis، فكانت له تأثيرات مفيدة في التخفيف من التيبس الصباحي، وهناك محاولات لاستخدامه في معالجة داء ألزهايمر.
* غيض من فيض
كما ذكرنا فهذه ثلاثة أمثلة بسيطة لإعطاء فكرة سريعة عن هذه المواد الغذائية الهامّة، علماً بأن هنالك أنواعاً كثيرة جدّاً تجدر معرفتها والقراءة عنها بشكل موسّع، مثل:
- مركبات الفلافونويد Flavonoids الموجودة في الشاي الأخضر وأنواع التوت، وهي تقي من السرطانات وأمراض القلب.
- وكذلك الأيزوثيوسيانات الموجودة في الملفوف والقنبيط، والتي تحمي من السرطانات أيضاً. - وهنالك الليغنان والفيتوسترول وغيرها.
وإن الشيء الرئيسي الذي يجب أن يكون واضحاً، هو أن هناك الكثير من الآمال المعلّقة على هذه المواد، ولكن، نتيجة لكون اكتشافها حديث نسبياً، فإن خصائصها لا تزال قيد الدرس، وبالتالي فالأمر يحتاج لسنوات قبل أن نحصل على معرفة مؤكّدة بشأنها. ولعلّ هذا المقال السريع يشكّل حافزاً لتعلّم المزيد عن هذه المواد الغذائية الفريدة فعلاً.