يتم جمع عسل السدر في فترة زمنية قصيرة للغاية، يتم فيها تفتيح الزهور لمدة شهر فقط في السنة، وفي أماكن قليلة في العالم، ومن هنا تأتي ندرته وسعره الباهظ.
فوائد عسل السدر الصحية
ما زال عسل السدر محاطًا بالكثير من الشك لعدم توفر دراسات موثقة تؤكد فوائد هذا العسل الذي يملك سمعة شفائية طيبة، ونحاول في السطور الآتية أن نستعرض فوائد عسل السدر الصحية:
1. تأثير مضاد للأكسَدة
من أهم فوائد عسل السدر الصحية امتلاكه باقة ممتازة من مضادات الأكسدة، يأتي على رأسها حامض الأسكوربيك التي قد تصل نسبته حتى 150 مليغرامًا لكل 100 غرام، في حين نسبته في أنواع العسل الأخرى لا تتعدى خمس مليغرامات في كل 100 غرام عسل في أفضل الحالات. وقد كشفت البحوث المعملية أنه كلما كان العسل داكناً مائلاً إلى السواد ارتفعت فيه الخواص المضادة للأكسَدة، وينطبق هذا الوصف على عسل السدر، وتمنع مضادات الأكسدة تلف الخلايا داخل الجسم من خلال مجابهة الجذور الكيميائية الحرة، ومنعها من تحقيق تأثيراتها المؤذية.
وفي دراسة أجريت على الجرذان لمعرفة الأثر الواقي لعسل السدر تحت عنوان "تخفيف الإجهاد التأكسدي الناجم عن مادة تيتراكلور الكربون والسُّمّية الكبدية الكلوية"، قام بها باحثون سعوديون تم نشرها عام 2013 في مجلة الطب التكميلي القائم على الأدلة، وأتت الدراسة بدلائل تفيد بأن عسل السدر استطاع أن يقدم الحماية اللازمة لخلايا الكبد والكلية من التعرض للتلف، كما أظهر العسل نشاطاً قوياً مضاداً للأكسدة بفضل غناه بمركبات فينولية وكاروتينية.
2. تأثير مضاد للجراثيم
إن ظاهرة مقاوَمة المضادات الحيوية أصبحت مشكلة طبية قائمة منذ سنوات بسبب سوء استخدام تلك المضادات، وتعتبر المكورات العنقودية الذهبية واحدة من أشهر الجراثيم المقاوِمة للمضادات الحيوية، ولكن الدراسات الحديثة كشفت أن عسل السدر يستطيع أن يقتل هذه الجرثومة المسببة لالتهاب الجهاز التنفسي بفعالية، ولقد اعتاد الناس على أخذ المضادات الحيوية لعلاج التهاب الجيوب الأنفية، مع أن عسل السدر يستطيع أن يقوم بهذه المهمة بنجاح.
وكشفت جمعية مربي النحل العرب خلال مؤتمرها الدولي السادس عن بحث أجري في كلية طب جامعة عدن في اليمن حول تأثير أربعة أنواع من العسل (سدر، قصاص، سومور، مجموعة) على الخراجات في منطقة الإلية والثدي، إذ كانت فترة الشفاء قصيرة لم تتجاوز 8 أيام مع عسل السدر، بينما كان فترة الشفاء أطول مع الأنواع الأخرى من العسل.
وخلال المؤتمر الدولي ذاته تم تقديم تجارب معملية قام بها باحثون من قسم وقاية النبات بكلية الزراعة التابعة لجامعة صنعاء، من أجل تقييم 6 أنواع من العسل بما فيها السدر، ضد البكتيريا المسببة للأمراض مثل السالمونيلا، والمكورات العنقودية الذهبية، والزائفة الزنحارية، فجاءت النتائج لتظهر أن كل أنواع العسل التي جربت أظهرت نشاطاً مضاداً للجراثيم.
3. تأثير مضاد للالتهاب
في دراسة على الفئران أشرف عليها كل من الدكتور أحمد أمان أحمد محمد زبير، والدكتور باتريك أوكيشاكوا، من جامعة UCSI في كوالالمبور، ماليزيا، ونشرت نتائجها في مجلة الأكاديمية العالمية للعلوم الطبية والهندسية والتكنولوجيا، كشفت أن عسل السدر اليمني يملك تأثيرات قوية مضادة للالتهاب، كما أنه مسكّن وخافض للحرارة، وقد تبين أن عسل السدر يتفوق على الإسبرين والاندوميتاسين في هذه النواحي.
4. تأثير شافٍ للجروح
نشرت مجلة العلوم الصيدلانية التطبيقية دراسة أجرتها وزارة الصيدلة والكيمياء الحيوية، كلية الصيدلة، جامعة الزاوية في ليبيا، لمعرفة تأثير 3 أنواع من العسل على التئام الجروح عند الأرانب ومقارنتها مع نظائرها التجارية التي تم اختيارها في الدراسة، فخلصت الدراسة إلى أن العسل بشكل عام يمكن استخدامه كعامل موضعي طبيعي للشفاء من الجروح، ولكن تبين أن عسل السدر يمتلك نشاطاً مميزاً على هذا الصعيد مقارنة بعسل الزعتر وعسل الربيع.
فوائد صحية أخرى لعسل السدر
هذا ما يمكن قوله عن فوائد عسل السدر القائم على الأدلة العلمية، أما عن فوائده الطبية الأخرى فليس هناك دراسات موثقة بشأنها، فهو جيد من أجل:
- علاج مشكلات الكبد.
- قرحة المعدة.
- التهابات الجيوب الأنفية.
- التهابات الجهاز التنفسي.
- الأمراض الناتجة عن سوء التغذية.
- مشكلات الجهاز الهضمي.
- أمراض العيون.
- تعزيز الشفاء بعد الولادة.
- تسهيل الحيض.
- مقومة التجاعيد.
- الحماية من أمراض القلب.
- تنشيط الدورة الدموية.
- تنشيط الجنس.
- تقوية جهاز المناعة.
- مقاومة السرطان.
- تعزيز الصحة العامة.
- علاج الصرع بخلطه مع أعشاب أخرى.
ما هو الفرق بين عسل السدر والعسل الطبيعي؟
الفرق بين عسل السدر والعسل الطبيعي يشمل على الآتي:
- يُصنع عسل السدر من رحيق أشجار السدر فقط، بينما العسل الطبيعي يُصنع من رحيق أزهار أخرى.
- عسل السدر غني بحامض الأسكوربيك، أما في العسل الطبيعي فنسبة الحامض فيه شحيحة إن لم تكن معدومة.
- عسل السدر أغنى بمضادات الأكسدة بالمقارنة مع العسل الطبيعي.
- عسل السدر يحافظ على الجراثيم المفيدة التي تعيش في الأنبوب الهضمي، والتي تساهم في تعزيز صحة الأمعاء وصحة الجسم بشكل عام، وفي حين أن هذه الخاصة غير متوفرة في العسل الطبيعي.
- عسل السدر قادر على قتل الأغشية الحيوية، وهذه الأغشية الحيوية تنتجها البكتيريا السيئة ولا يمكن النيل منها إلا باستعمال أقوى المضادات الحيوية التي لا تقتل البكتيريا الطالحة وحسب، بل الصالحة أيضًا، ولكن تبين أن استعمال عسل السدر يستطيع أن يفكك سلاح الأغشية الحيوية الذي تصنعه البكتيريا السيئة من دون أن يؤثر على البكتيريا المفيدة.
- عسل السدر يملك خصائص طبية غير متوفرة في العسل الطبيعي.
فوائد عسل السدر للحامل
من الآمن تناول عسل السدر أثناء الحَمل، فهو يساعد على:
- تقوية جهاز المناعة، وبالتالي مقاومة الأمراض.
- تخفيف أعراض نزلات البرد والتهاب الحَلق.
- يساعد على النوم الجيد والتخلص من الأرق.
- يقلل من أعراض الحموضة والغثيان.
فوائد عسل السدر للأطفال
قبل الكلام عن فوائد عسل السدر للأطفال، يجب معرفة أنه من الممنوع إعطاء العسل للأطفال تحت السنة الأولى من العمر، كما لا ينصح بتناوله للأطفال أقل من سنتَين. وبالنسبة للأطفال الكبار، فبالإضافة لما سبق من فوائد، يساعد عسل السدر الأطفال الكبار في:
- إمداد الجسم بالطاقة لفترة طويلة.
- يحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية للنمو.
- يحمي الكبد من التلف.
- يساعد على تخفيف أعراض البرد والسعال.
باختصار، يمتلك عسل السدر الصحي العديد من الفوائد الكبيرة والمتنوعة، نظرًا لأنه يُصنع من رحيق أشجار السدر، ويُعتبر أحد أندر أنواع العسل. يتميز عسل السدر بخصائص طبية فريدة لا تتوفر في العسل الطبيعي العادي، إذ يُعتبر مضادًا للبكتيريا والفطريات، وله خصائص مضادة للالتهابات والأكسدة. بالإضافة إلى ذلك، يُعتقد أن عسل السدر يعزز جهاز المناعة، ويساهم في تهدئة الحَلق وتخفيف السعال، كما أنه يُعتبر مصدرًا غنيًا بالمواد المغذية التي تعزز الصحة العامة، وتعمل على تعزيز الطاقة والنشاط. في النهاية، يُعتبر عسل السدر إضافة قيّمة للحمية الغذائية والعناية بالصحة بشكل عام، مما يجعله خيارًا مثاليًا للتمتع بالفوائد الصحية الشاملة.
