من أهم النظريات المسببة لتوق الطعام هي نظرية "سوء التغذية"، فعندما يتلهف جسمك لبعض الأطعمة، فإنه في الواقع "يبحث عن المغذيات التي يفتقدها"، وذلك نتيجة ضعف الأطعمة التي نتناولها، وهى إما محفوظة معلّبة قد امتلأت بالمواد الحافظة، وإما مطهوة بطريقة خاطئة أفقدتها قيمتها الغذائية، فيقوم الجسم كرد فعل طبيعي محاولا تعويض هذا النقص دفاعا عن نفسه؛ إذ تستهلك الأطعمة المجهزة إمدادات الجسم من الفيتامينات والمعادن الهامة مثل الكروم والمغنيسيوم والزنك والمنغنيز. وتظهر أوجه القصور فى هذه المغذيات فى صورة شغف للأطعمة الغنية بها.
- دلالات الشغف المختلفة
أولاً: الشغف للسكريات والشوكولاته
إذا كنت تعاني من شغف بالشوكولاته، فإن جسدك يعاني من نقص المغنزيوم، وحيث إن الشوكولاته غنية بها، فالعقل يقودك إلى تناولها لتعويض النقص.
وبطبيعة الحال، فإن السكر في الشوكولاته المعدة تجارياً هو طريقة سريعة لرفع سكر الدم في حال تعرضت لنقص السكر في الدم.
قد يحدث الشغف بالحلوى إذا كنت تعاني نقصا فى الكروم أو الكربون أو الفوسفور أو الكبريت أو التربتوفان.
ثانياً: الشغف بالخبز والمعجنات
كثيرا ما يحدث الشغف بالمعجنات، وهناك من لا يمر بجوار المخبز إلا واشترى منه أي منتج، وأصحاب نظرية "النقص التغذوي" يعزون ذلك إلى نقص النيتروجين في الجسم.
ثالثاً: الشغف بالأطعمة الدهنية الدسمة
ذكرت بعض الدراسات أن الشغف بالدهون والأطعمة الدهنية يحدث نتيجة فقر وجباتهم الغذائية بالأحماض الدهنية الأساسية، أو بالفيتامينات الذائبة في الدهون، وهي E،D،K،A.
ويرى فريق آخر أن هذا التوق يحدث نتيجة افتقار الجسم للكالسيوم، كما يحدث أيضا نتيجة قلة الطاقة (السعرات) في الجسم، وذلك لاحتواء جرام الدهون على أعلى سعرات (9 سعرات).
رابعاً: الشغف بالشاي والقهوة
إذا حدث توق إلى القهوة أو الشاي، فإن ذلك (كما يزعم أصحاب تلك النظرية) لا يعني فقط الحاجة إلى الكافيين، بل يمكن أن يشير أيضا إلى نقص الكبريت أو الحديد أو الفوسفور أو الملح.
إضافة المزيد من الكبد والكلى والخضر الورقية (مثل البروكلي والسبانخ والملفوف) إلى النظام الغذائي، مع استهلاك المزيد من فيتامين C لتحسين امتصاص الحديد، قد يساعد فى علاج ذلك الشغف.
خامساً: الشغف بمضغ الثلج
يلجأ الأشخاص الذين يعانون نقصاً فى الحديد إلى مضغ الثلج، وقد يتمادون فى ذلك محدثين ضررا بالأسنان واللثة.
سادساً: الشغف بالأطعمة المحروقة
كثيرا ما يغضب الأزواج من حرق الطعام، ولكن الأمر قد لا يكون كذلك مع بعض النساء، فهن يستمتعن بتناول الأطعمة المحروقة لأنهن يعانين نقصاً فى الكربون.
سابعاً: المشروبات والأطعمة ذات المحتوى المرتفع من الماء
- إذا كان المشروب غازيا، فهذا يشير إلى نقصِ في الكالسيوم.
- فإذا كان التوق للمشروبات الباردة عامة، فهو نقص في المنجنيز.
- أما إذا كان للماء والأطعمة ذات المحتوى المرتفع منها، فإنه يشير إلى تعرّض الجسم للجفاف، ولو من النوع البسيط.
ثامناً: الملح والحمضيات
التوق للملح يشير إلى نقص في مادة الكلورايد، أما التوق للأطعمة والمشروبات الحمضية يشير إلى نقص في المغنيزيوم.
تاسعاً: الشغف بالأطعمة عامة قبل الدورة الشهرية
يشير ذلك إلى نقص في الزنك والحديد يحاول الجسم تعويضه بكثرة تناول الطعام.
عاشراً: الشغف بجميع أنواع الطعام
قد يحدث ذلك نتيجة لنقص في السيليكون أو التريبتوفان أو التيروزين.
وهكذا يرى أصحاب نظرية "سوء التغذية" أن لهذا الشغف أسبابا عضوية بالإضافة إلى الأسباب النفسية، ولهذا لابد من علاج السبب، وإلا لن يحدث شفاء تام من الشغف بالأطعمة.
ومع أن سوء التغذية أمر شائع فى أيامنا، فإن هذه النظرية تحتاج المزيد من الأبحاث والدراسات المعملية والسريرية حتى يتم الجزم بها.
اقرأ أيضا:
أنيميا نقص الفيتامينات.. الوقاية والعلاج
5 أعمدة أساسية لعظام قوية
فقر الدم عند الأطفال.. نصائح للتغذية
في الصيام.. اشرب ما يكفيك من الماء
للنباتيين.. مصادر للحديد بديلة عن اللحوم
استشارات ذات صلة:
بطء نمو الشعر والأظافر .. والسبب فقر الدم
أنيميا نقص الحديد.. الأعراض والعلاج