شهدت السنوات الأخيرة تراجع معدلات التحصين العالمية الأمر الذي أثار قلق الخبراء في المجال الصحي، لأن هذا لا يؤثر فقط على حياتهم بل يعرّضهم لخطر الإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها بكل سهولة، فما هي الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع، وما هي المخاطر الناجمة عنه؟
ما هو التحصين ؟
التحصين هو أخذ اللقاحات أو التطعيمات، وهو وسيلة لحماية الأطفال منذ ولادتهم من خطر الإصابة بالتهابات والعديد من الأمراض الأخرى المحتمل انتشارها من طفل لآخر، وقد أوصت مراكز السيطرة على الأمراض بأخذ هذه اللقاحات، ووضعت جدولاً واضحاً لكل اللقاحات والأمراض التي تحمي منها مع تحديد العمر المناسب لأخذه.
ما هي أسباب تراجع معدلات التحصين العالمية ؟
يرفض كثير من الأهل تطعيم أطفالهم رفضاً قاطعاً، فبعضهم يرى أن المناعة التي يحصل عليها الطفل من إصابته بالمرض أكثر فائدة من تلك التي يأخذها من اللقاح، مما يعني أنهم يرون المناعة الطبيعة أقوى من المناعة المكتسبة من اللقاح.
أما البعض الآخر فيظن أن الأمراض التي تُؤخذ من أجلها اللقاحات نادرة جداً ويصعب الإصابة بها، ويرى بعض الأهالي أن هذه الأمراض ليست خطيرة أو مميتة، لذا ليس هناك داعٍ لإدخال مواد كيميائية لأجسام أطفالهم، أما القسم الأكبر من هؤلاء الأهالي فهم يرفضون اللقاحات لعدم شعورهم بالأمان تجاهها.
وقد ساهمت الأخبار والآراء التي تنتشر هنا وهناك عبر وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز هذا الخوف لدى الأهل بشأن تأثير اللقاحات على المدى القصير والمدى الطويل، وبالتالي تفادياً لأي من هذا؛ فإنهم يفضلون توقيف خطة التطعيم منذ البداية ويعتمدون على تحسين جودة الطعام فقط.
متي ينبغي أن يحصل الطفل على اللقاحات؟
تبدأ سلسلة اللقاحات من الشهر الثاني في عمر الطفل وتستمر حتى 6 سنوات تقريباً، ويتلقى الطفل جرعةً أو أكثر من اللقاحات حسب المرض، فمثلاً ينبغي أن يتلقى الطفل لقاح الحصبة الألمانية عند عمر 12 شهراً كجرعة أولى، ثم يتلقى الجرعة الثانية بين عمر 4-6 سنوات. وبالتالي فإن لكل لقاح وقت محدد وعدد معين من الجرعات ينبغي مراعاتها.
ما هي لائحة اللقاحات الخاصة بالأطفال ؟
يتلقى الأطفال الأصحاء حتى عمر السنة ونصف تقريباً 10 أنواع مختلفة من اللقاحات حسب توصيات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، وقد يتلقى الطفل جرعات إضافية فيما بعد، أما الأطفال الذين يعانون من مشكلات صحية كضعف جهاز المناعة فقد يتلقون هذه اللقاحات لكن في أوقات يحددها الطبيب. تشمل اللقاحات الخاصة بالأطفال ما يلي:
- التهاب الكبد من نوع (Hep B).
- روتا فيروس.
- الخناق والكزاز والسعال الديكي (DTaP).
- المستدمية النزلية (Hib).
- المكورات الرئوية المترافقة (PCV13).
- شلل الأطفال.
- الإنفلونزا.
- الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR).
- الحماق أو الجدري (VAR).
- التهاب الكبد الوبائي (HepA).
- فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
- المكورات السحائية.
- وتنصح بعض الدول بإعطاء لقاحات التهاب الكبد من النوع A و C، وكذلك لقاح السل BCG.
ما هي آثار تراجع معدلات التحصين العالمية ؟
لقد تم تصنيع اللقاحات كوسيلة حماية للكثير من الأمراض، وهي آمنة وفعالة لحد كبير، ولكن امتناع الأهل عن إعطائها لأطفالهم تضعهم وتضع أهلهم وأصدقاءهم في خطر كبير. تموت أعداد كبيرة من الأطفال في أمريكا بسبب الإنفلونزا على الرغم من وجود طعم آمن ضدها. ولن ننسى تاريخ مرض جدري الماء الذي كان سبباً في وفاة مئات الناس سنوياً قبل تطوير اللقاح، فأين نحن اليوم من تلك الأيام. ولا يقتصر الأثر عليهم فقط، بل إن إصابة الأطفال غير المطعمين بأمراض يمكن الوقاية منها قد تؤدي إلى انتشار عدوى تصل للأطفال الذين لم يتلقوا اللقاحات كاملة بسبب صغر سنهم، أو أنها قد تؤثر على مرضى الجهاز المناعي أو من لديهم سرطان دم.
هل اللقاحات آمنة؟ وما هي الآثار الجانبية لها؟
أظهرت السنوات الأخيرة وبشكل كبير أهمية اللقاحات، وبالطبع إنها آمنة، أما فيما يتعلق بالآثار الجانبية لها فإنها طفيفة جداً، وقد تظهر على شكل حمى منخفضة أو ألم في اليد أو الساق في موضع التطعيم لا أكثر.
متى ينبغي تأخير الطعم لطفلك؟
قد يلجأ الطبيب لتأخير موعد الطعم للطفل إذا كان مريضاً كإصابته بفيروس ما، وبالتالي فإنه ينتظر حتى يتعافى الطفل ثم يعطيه الجرعة التي فاتته. وقد يوصي الطبيب ببرنامج مختلف لإعطاء اللقاحات إذا كان الطفل مصابًا بمرض مناعي أو مرض مزمن.
نصيحة من موقع صحتك
اللقاحات آمنة، اللقاحات فعالة، ولكن النفور منها موجود، وقد تراجعت معدلات التحصين العالمية مما يضع عددًا كبيرًا من الأطفال وأهلهم وأصدقائهم تحت خطر الإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها. إذا كنت متردداً أو خائفاً تحدث مع طبيب الأطفال وهو سيرشدك حتماً ويسهل عليك الأمر، واعمل معه وفق جدول زمني معين، فإن الدمعة التي يذرفها طفلك لحظة تطعيمه ليست بحجم الخطر المحدق به مع عدم تطعيمه. خذ الخطوة الأولى وسجل الموعد الأول للقاح بأقرب وقت ممكن.
