إذا كان طفلك يعاني من نوبات الربو، فقد تجد نفسك في حيرة بين الأدوية المتاحة.. ما هو الأفضل؟ ما هو الأكثر فعالية والأكثر أمانا؟ قد تضللك نصائح أولياء الأمور، وأحيانا نصائح الأطباء غير المتخصصين. تعرّف في هذا المقال على الخيارات المتاحة، وعلى بعض المفاهيم الشائعة والخاطئة.
* أسباب الإصابة بالربو
* أسباب الإصابة بالربو
يعتبر الربو واحداً من الأمراض الشائعة التي تصيب الأطفال في سن الطفولة الأولى (من الولادة وحتى خمس سنوات)، ويقسم الأطفال المصابون بالربو سببياً إلى ثلاثة أقسام:
1. الربو المُحدث بعوامل داخلية
تتعلق بمواد تفرز داخل الدورة الدموية مرتبطة بالشدة والمرض وبعض الأمراض المناعية.
2. الربو المحدث بعوامل خارجية
وهي في الغالب عوامل تسبب الحساسية وتؤدي إلى تفاعلات داخل الجسم مطلقة النوبة الربوية، وتتزامن الأعراض في نسبة ليست قليلة من الحالات مع أعراض تحسسية في أماكن أخرى من الجسم؛ كالتهاب الملتحمة التحسسي، التهاب الأنف التحسسي، التهاب الجلد التحسسي (الإكزيما) والشرى (الأرتكاريا).
3. الربو المحدث بالطريقتين معاً، الداخلية والخارجية
اقــرأ أيضاً
* شدة الأعراض وتكرارها
يمكن تصنيف مرض الربو عند الأطفال بحسب نسبة تكرر الأعراض، ويبدأ التصنيف بالربو الخفيف المتقطع، ويصل تدريجياً إلى أعلى درجة في التصنيف، وهو الربو الشديد المستمر.
* آلية حدوث المرض
الأحداث التشريحية والفيزيولوجية المرافقة لحدوث النوبة الربوية الواحدة تحمل الصفات نفسها، بغض النظر عن شدة التغيرات الحاصلة على المستوى التشريحي، والتغيرات هي:
- حدوث تشنج في العضلات الملساء الموجودة في جدار القصبات الهوائية.
- حدوث وذمة (زيادة سماكة) الغشاء المخاطي المبطن لتلك الطرق الهوائية.
- زيادة غير اعتيادية في إفراز المواد المخاطية، والتي يمكن أن تتراكم وتجف، وتتحول إلى سدادات مخاطية.
وكل ما سبق سيكون مسؤولاً عن تضيق مجرى التنفس بالشكل الكافي لإحداث صعوبة في التنفس عند الطفل المريض.
اقــرأ أيضاً
* أدوية الربو الشائعة
أدوية الربو عديدة، نوعية ومختلفة في آلية التأثير، لذا سنكتفي بالحديث عن أكثرها استخداماً في المنازل والمراكز الصحية:
- الأدوية الموسعة للشعب الهوائية
وهي تعمل على مستوى العضلات في جدار مجرى الهواء؛ وتؤدي إلى إرخائها بهدف توسيع الطريق الهوائي، وتتوفر بعدة أشكال:
1- أدوية على شكل محلول للحقن الوريدي
وهو لا يعطى إلا داخل المستشفيات ووحدات العناية المركزة وبإشراف المختصين.
2- أدوية مخصصة للاستنشاق عبر المضخة اليدوية أو كرذاذ مبثوث عبر المضخة الآلية
وتستخدم في كل من المنزل والمراكز الصحية.
3. أدوية عن طريق الفم كسائل للشرب
اقــرأ أيضاً
- الأدوية المضادة المحتوية على الكورتيزون ومشتقاته
وتتوفر للإعطاء أيضاً على شكل:
1- الشكل الوريدي والعضلي
وهذان الشكلان يستخدمان في علاج الأزمات الشديدة في المراكز الصحية المتطورة.
2- الاستنشاق اليدوي والميكانيكي (الآلي)
والذي يمكن استخدامه في المنزل والمراكز الصحية.
3- السائل المخصص للشرب (الشراب).
* مفاهـيم خاطئة
هناك العديد من المفاهيم الخاطئة المنتشرة بين الناس في شارعنا العربي، وتلك المفاهيم عرضة للتناقل والتبني من قبل الأهالي، وللأسف أحياناً من قبل بعض الأطباء غير الاختصاصيين في هذا المجال، وفي ما يلي سندرج بعضاً من تلك المفاهيم المنتشرة بين عامة الناس، والأوساط الطبية غير التخصصية التي تتعلق بالفهم الخاطئ لآليات عمل الأدوية المعالجة للربو عند الأطفال وحقيقة المخاطر الكامنة وراء استخدامها.
- الأدوية على شكل شراب آمنة بنسبة أكبر بكثير من الأدوية الاستنشاقية
يعتبر هذا المفهوم الخاطئ شائعاً بنسبة كبيرة حتى عند بعض الممارسين العامين، ولذلك يبدأون علاج النوبات الربوية الخفيفة وحتى متوسطة الشدة باستخدام الأدوية المعدة للشرب عوضاً عن البدء بالأدوية الاستنشاقية الأكثر أمناً وفعالية.
والأسوأ أنه بسبب تبنّي هذا المفهوم من قبل الأهالي، فإنهم قد يقومون بإعطاء تلك الأدوية (الشراب) من تلقاء أنفسهم، ولمدة أطول من المسموح على أساس أنها أدوية قليلة الضرر.
في الحقيقة، تعتبر العلاجات الاستنشاقية الموسعة للشعب الهوائية أو المحتوية على الكورتيزون ومشتقاته أكثر أماناً على صحة الطفل وأكثر فعالية، وأقل إحداثاً للتأثيرات الجانبية غير المرغوبة؛ لأنها تصل بشكل مباشر إلى المستقبلات المستهدفة في الشعب الهوائية من دون الحاجة لمرورها عبر الجهاز الهضمي إلى الدورة الدموية، ومن ثم إلى المستقبلات المحددة في المجرى الهوائي، وبالتالي تكون الأعراض الجانبية لموسعات الشعب الهوائية - من تسرع في ضربات القلب وخلافه - أوضح عند إعطاء الشراب منها عند إعطاء نفس المادة عبر جهاز الاستنشاق اليدوي أو الآلي، وينطبق الأمر نفسه على الأعراض الجانبية غير المرغوبة لاستخدام الكورتيزون ومشتقاته، حيث نسبة الامتصاص إلى الدورة الدموية عند استخدام الشكل الفموي للعلاج تفوق بأضعاف نسبة الامتصاص عند استخدام العلاج بالاستنشاق.
اقــرأ أيضاً
- الأدوية الاستنشاقية تسبب الإدمان
هذا أيضاً مفهوم خاطئ، حيث يتردد كثيراً على لسان أهل المرضى الطلب بعدم إعطاء ابنهم/ ابنتهم دواءً استنشاقياً خوفاً من التعود عليه أو إدمانه، وذلك يعتمد على رؤية شعبية تعتمد الملاحظة العامة دليلاً على أن الطفل عندما يبدأ العلاج سيستمر في أخذه، تماماً كما يجري المعتقد السائد بتعاطي أدوية السكري وارتفاع الضغط الشرياني عند البالغين.
وهنا يجب توضيح الأمر بالقول إن مريض السكري يبدأ بأخذ الأدوية لضبط سكر الدم بسبب تلف متزايد غير قابل للتراجع في خلايا البنكرياس؛ لذا سيستمر في أخذ أدويته، وكذلك مريض ارتفاع الضغط المزمن سيفعل الشيء نفسه بسبب استمرار الآلية المحدثة لارتفاع الضغط الأساسي (أو مجهول السبب). أما في حال عدم أخذ العلاج الخاص بالنوبات الربوية، فإن هذا سيؤدي إلى حدوث سماكنة مزمنة في جدران المجاري الهوائية؛ مما يؤدي إلى تحول الحالة إلى حالة مزمنة، والعلاج المتقن والمبكر الموسع للشعب أو الوقائي سيؤدي إلى تراجع معظم الحالات بعد سن الطفولة الأولى وغيابها بشكل نهائي.
ولذا نقوم بشرح الأمر دائماً في العيادة على الشكل التالي:
"إن ضرورة الإعطاء المتكرر في بعض الحالات عند الأطفال ليست ناجمة عن التعود والإدمان، والموضوع لا يشبه تعاطي الأدوية المخدرة، وإنما حاجة الطفل هي التي تحدد الموضوع حسب درجة ونمط النوبات الربوية التي تصيبه، وذلك اعتماداً على بقاء السبب المحرض لظهور تلك النوبات، والذي غالباً ما يتراجع مع تقدم العمر ولا يزيد".
ونشرح أيضاً بأن الأدوية الاستنشاقية المحتوية على الكورتيزون ومشتقاته مثلاً لا تحدث تأثيرات جهازية (داخل أجهزة وأعضاء الجسم) إلا بعد استخدامها بجرعات عالية لفترات طويلة تتجاوز الستة أشهر إلى سنتين، ويجب قطعها عند ذلك الحد بشكل تدريجي، وليس بشكل مفاجئ، لأن ذلك قد يؤدي إلى نكس الأعراض فيما يشبه التعود أو استمرار الحاجة للدواء.
اقــرأ أيضاً
- موسعات الشعب الهوائية الاستنشاقية أكثر أماناً من الأدوية الاستنشاقية المحتوية على مشتقات الكورتيزون
وهذا أيضاً خطأ جسيم، والخوف من كلمة كورتيزون يعتبر لا مبرراً عند إعطاء هذه المادة ضمن حدود الأمان التي ترسم خطة العلاج كماً ونوعاً وشكلاً ومدةً، لكننا ما نزال نرى الكثير من الأهالي والأطباء يطمئنون لإعطاء الأدوية الموسعة للشعب الهوائية مهما كان تكرار أو مدة الإعطاء، ويُعرِضون في الوقت نفسه عن استخدام الأدوية الاستنشاقية المحتوية على مشتقات الكورتيزون، خوفاً من تأثيراتها الجهازية، وترى الأهل يستخدمون موسعات الشعب بتكرار قد يكون مؤذياً جداً، بدل أن يستخدموا الأدوية الوقائية المحتوية على مشتقات الكورتيزون.
وهنا يجب أن نوضح أمراً مهماً معاكساً لهذا المفهوم المغلوط بأن الأدوية الاستنشاقية المحتوية على مشتقات الكورتيزون آمنة في حال التزام بالجرعات والمدد الموصى بها من قبل الاختصاصيين في هذا المجال، وعلى العكس من ذلك تماماً فالاستخدام اللامحدود لموسعات الشعب الاستنشاقية قد يؤدي إلى حوادث قلبية مؤسفة كاضطرابات النظم وتوقف القلب المفاجئ.
ونحن دوماً بحاجة لتثقيف الناس والأطباء غير المختصين، وإرشادهم إلى آخر ما توصلت له الخبرات العلمية، وذلك لرفع مستوى ثقافة الأهل حول العلاج، وتوجيه الأطباء إلى العلاج الأمثل، وقانا الله وإياكم وأولادنا جميعاً شر المرض وأضراره.
1. الربو المُحدث بعوامل داخلية
تتعلق بمواد تفرز داخل الدورة الدموية مرتبطة بالشدة والمرض وبعض الأمراض المناعية.
2. الربو المحدث بعوامل خارجية
وهي في الغالب عوامل تسبب الحساسية وتؤدي إلى تفاعلات داخل الجسم مطلقة النوبة الربوية، وتتزامن الأعراض في نسبة ليست قليلة من الحالات مع أعراض تحسسية في أماكن أخرى من الجسم؛ كالتهاب الملتحمة التحسسي، التهاب الأنف التحسسي، التهاب الجلد التحسسي (الإكزيما) والشرى (الأرتكاريا).
3. الربو المحدث بالطريقتين معاً، الداخلية والخارجية
* شدة الأعراض وتكرارها
يمكن تصنيف مرض الربو عند الأطفال بحسب نسبة تكرر الأعراض، ويبدأ التصنيف بالربو الخفيف المتقطع، ويصل تدريجياً إلى أعلى درجة في التصنيف، وهو الربو الشديد المستمر.
* آلية حدوث المرض
الأحداث التشريحية والفيزيولوجية المرافقة لحدوث النوبة الربوية الواحدة تحمل الصفات نفسها، بغض النظر عن شدة التغيرات الحاصلة على المستوى التشريحي، والتغيرات هي:
- حدوث تشنج في العضلات الملساء الموجودة في جدار القصبات الهوائية.
- حدوث وذمة (زيادة سماكة) الغشاء المخاطي المبطن لتلك الطرق الهوائية.
- زيادة غير اعتيادية في إفراز المواد المخاطية، والتي يمكن أن تتراكم وتجف، وتتحول إلى سدادات مخاطية.
وكل ما سبق سيكون مسؤولاً عن تضيق مجرى التنفس بالشكل الكافي لإحداث صعوبة في التنفس عند الطفل المريض.
* أدوية الربو الشائعة
أدوية الربو عديدة، نوعية ومختلفة في آلية التأثير، لذا سنكتفي بالحديث عن أكثرها استخداماً في المنازل والمراكز الصحية:
- الأدوية الموسعة للشعب الهوائية
وهي تعمل على مستوى العضلات في جدار مجرى الهواء؛ وتؤدي إلى إرخائها بهدف توسيع الطريق الهوائي، وتتوفر بعدة أشكال:
1- أدوية على شكل محلول للحقن الوريدي
وهو لا يعطى إلا داخل المستشفيات ووحدات العناية المركزة وبإشراف المختصين.
2- أدوية مخصصة للاستنشاق عبر المضخة اليدوية أو كرذاذ مبثوث عبر المضخة الآلية
وتستخدم في كل من المنزل والمراكز الصحية.
3. أدوية عن طريق الفم كسائل للشرب
- الأدوية المضادة المحتوية على الكورتيزون ومشتقاته
وتتوفر للإعطاء أيضاً على شكل:
1- الشكل الوريدي والعضلي
وهذان الشكلان يستخدمان في علاج الأزمات الشديدة في المراكز الصحية المتطورة.
2- الاستنشاق اليدوي والميكانيكي (الآلي)
والذي يمكن استخدامه في المنزل والمراكز الصحية.
3- السائل المخصص للشرب (الشراب).
* مفاهـيم خاطئة
هناك العديد من المفاهيم الخاطئة المنتشرة بين الناس في شارعنا العربي، وتلك المفاهيم عرضة للتناقل والتبني من قبل الأهالي، وللأسف أحياناً من قبل بعض الأطباء غير الاختصاصيين في هذا المجال، وفي ما يلي سندرج بعضاً من تلك المفاهيم المنتشرة بين عامة الناس، والأوساط الطبية غير التخصصية التي تتعلق بالفهم الخاطئ لآليات عمل الأدوية المعالجة للربو عند الأطفال وحقيقة المخاطر الكامنة وراء استخدامها.
- الأدوية على شكل شراب آمنة بنسبة أكبر بكثير من الأدوية الاستنشاقية
يعتبر هذا المفهوم الخاطئ شائعاً بنسبة كبيرة حتى عند بعض الممارسين العامين، ولذلك يبدأون علاج النوبات الربوية الخفيفة وحتى متوسطة الشدة باستخدام الأدوية المعدة للشرب عوضاً عن البدء بالأدوية الاستنشاقية الأكثر أمناً وفعالية.
والأسوأ أنه بسبب تبنّي هذا المفهوم من قبل الأهالي، فإنهم قد يقومون بإعطاء تلك الأدوية (الشراب) من تلقاء أنفسهم، ولمدة أطول من المسموح على أساس أنها أدوية قليلة الضرر.
في الحقيقة، تعتبر العلاجات الاستنشاقية الموسعة للشعب الهوائية أو المحتوية على الكورتيزون ومشتقاته أكثر أماناً على صحة الطفل وأكثر فعالية، وأقل إحداثاً للتأثيرات الجانبية غير المرغوبة؛ لأنها تصل بشكل مباشر إلى المستقبلات المستهدفة في الشعب الهوائية من دون الحاجة لمرورها عبر الجهاز الهضمي إلى الدورة الدموية، ومن ثم إلى المستقبلات المحددة في المجرى الهوائي، وبالتالي تكون الأعراض الجانبية لموسعات الشعب الهوائية - من تسرع في ضربات القلب وخلافه - أوضح عند إعطاء الشراب منها عند إعطاء نفس المادة عبر جهاز الاستنشاق اليدوي أو الآلي، وينطبق الأمر نفسه على الأعراض الجانبية غير المرغوبة لاستخدام الكورتيزون ومشتقاته، حيث نسبة الامتصاص إلى الدورة الدموية عند استخدام الشكل الفموي للعلاج تفوق بأضعاف نسبة الامتصاص عند استخدام العلاج بالاستنشاق.
- الأدوية الاستنشاقية تسبب الإدمان
هذا أيضاً مفهوم خاطئ، حيث يتردد كثيراً على لسان أهل المرضى الطلب بعدم إعطاء ابنهم/ ابنتهم دواءً استنشاقياً خوفاً من التعود عليه أو إدمانه، وذلك يعتمد على رؤية شعبية تعتمد الملاحظة العامة دليلاً على أن الطفل عندما يبدأ العلاج سيستمر في أخذه، تماماً كما يجري المعتقد السائد بتعاطي أدوية السكري وارتفاع الضغط الشرياني عند البالغين.
وهنا يجب توضيح الأمر بالقول إن مريض السكري يبدأ بأخذ الأدوية لضبط سكر الدم بسبب تلف متزايد غير قابل للتراجع في خلايا البنكرياس؛ لذا سيستمر في أخذ أدويته، وكذلك مريض ارتفاع الضغط المزمن سيفعل الشيء نفسه بسبب استمرار الآلية المحدثة لارتفاع الضغط الأساسي (أو مجهول السبب). أما في حال عدم أخذ العلاج الخاص بالنوبات الربوية، فإن هذا سيؤدي إلى حدوث سماكنة مزمنة في جدران المجاري الهوائية؛ مما يؤدي إلى تحول الحالة إلى حالة مزمنة، والعلاج المتقن والمبكر الموسع للشعب أو الوقائي سيؤدي إلى تراجع معظم الحالات بعد سن الطفولة الأولى وغيابها بشكل نهائي.
ولذا نقوم بشرح الأمر دائماً في العيادة على الشكل التالي:
"إن ضرورة الإعطاء المتكرر في بعض الحالات عند الأطفال ليست ناجمة عن التعود والإدمان، والموضوع لا يشبه تعاطي الأدوية المخدرة، وإنما حاجة الطفل هي التي تحدد الموضوع حسب درجة ونمط النوبات الربوية التي تصيبه، وذلك اعتماداً على بقاء السبب المحرض لظهور تلك النوبات، والذي غالباً ما يتراجع مع تقدم العمر ولا يزيد".
ونشرح أيضاً بأن الأدوية الاستنشاقية المحتوية على الكورتيزون ومشتقاته مثلاً لا تحدث تأثيرات جهازية (داخل أجهزة وأعضاء الجسم) إلا بعد استخدامها بجرعات عالية لفترات طويلة تتجاوز الستة أشهر إلى سنتين، ويجب قطعها عند ذلك الحد بشكل تدريجي، وليس بشكل مفاجئ، لأن ذلك قد يؤدي إلى نكس الأعراض فيما يشبه التعود أو استمرار الحاجة للدواء.
- موسعات الشعب الهوائية الاستنشاقية أكثر أماناً من الأدوية الاستنشاقية المحتوية على مشتقات الكورتيزون
وهذا أيضاً خطأ جسيم، والخوف من كلمة كورتيزون يعتبر لا مبرراً عند إعطاء هذه المادة ضمن حدود الأمان التي ترسم خطة العلاج كماً ونوعاً وشكلاً ومدةً، لكننا ما نزال نرى الكثير من الأهالي والأطباء يطمئنون لإعطاء الأدوية الموسعة للشعب الهوائية مهما كان تكرار أو مدة الإعطاء، ويُعرِضون في الوقت نفسه عن استخدام الأدوية الاستنشاقية المحتوية على مشتقات الكورتيزون، خوفاً من تأثيراتها الجهازية، وترى الأهل يستخدمون موسعات الشعب بتكرار قد يكون مؤذياً جداً، بدل أن يستخدموا الأدوية الوقائية المحتوية على مشتقات الكورتيزون.
وهنا يجب أن نوضح أمراً مهماً معاكساً لهذا المفهوم المغلوط بأن الأدوية الاستنشاقية المحتوية على مشتقات الكورتيزون آمنة في حال التزام بالجرعات والمدد الموصى بها من قبل الاختصاصيين في هذا المجال، وعلى العكس من ذلك تماماً فالاستخدام اللامحدود لموسعات الشعب الاستنشاقية قد يؤدي إلى حوادث قلبية مؤسفة كاضطرابات النظم وتوقف القلب المفاجئ.
ونحن دوماً بحاجة لتثقيف الناس والأطباء غير المختصين، وإرشادهم إلى آخر ما توصلت له الخبرات العلمية، وذلك لرفع مستوى ثقافة الأهل حول العلاج، وتوجيه الأطباء إلى العلاج الأمثل، وقانا الله وإياكم وأولادنا جميعاً شر المرض وأضراره.